كانت هناك جزيرة جميلة تتعايش فيها المشاعر
والقيم الإنسانية جنبا إلى جنب .
الثراء,المرح,
الكآبة , والكبرياء
, والحكمة والأنانية
ومثلهم جميعا كانت هناك المحبة .
في أحد الأيام أبلغت المشاعر أن الجزيرة
سيسودها ظلام أبدي , الجميع جهزوا أنفسهم
للرحيل على متن قواربهم وزوارقهم إلا المحبة فقد انتظرت إلى أخر لحظة.
عندما أوشكت العتمة أن تعم الجزيرة وتدخلها
في ظلام دامس , اضطرت المحبة لطلب المساعدة .
مر الثراء على متن باخرة أمام المحبة فقالت
له في توسل :
(( هل بالإمكان أن تأخذني معك ؟ ))
(( لا أستطيع , ليس بإمكاني ذلك , إني محمل
بالكثير من الذهب والماس , اللؤلؤ والمرجان والمكان لا يتسع
لحملك ))
قررت المحبة طلب المساعدة من
الكبرياء التي كانت على وشك الإقلاع على متن زورق جميل .
(( أيتها الكبرياء أرجوك لا
تتركيني خذيني معك ))
(( لا أستطيع مساعدتك أيتها المحبة
.. أجابت الكبرياء كل شيء على مايرام , ستفسدين علينا الحياة هاهنا ))
لم تجد المحبة غير الكآبة لتطلب
منها المساعدة
((أرجوك أيتها الكآبة خذيني معك
أنا في حاجة إليك اليوم ))
((آه أيتها المحبة , أجابت
الكآبة : كم أنا حزينة اليوم إني أفضل البقاء وحيدة , آسفة ليس بإمكاني مساعدتك ))
على بعد يسير من المحبة ظهرت
باخرة كبيرة وعلى متنها الأنانية .
في يأس قالت المحبة : (( أيتها
الأنانية خذيني معك أنا في خطر .. كوني كريمة ولو مرة واحدة ))
ردت الأنانية : (( أريد النجاة
وحدي , لا مكان لك معي ))
ومر المرح بجانب المحبة وهو
يغني بأعلى صوته في غمرة سعادته لم يسمع صوت المحبة وهي تصرخ بأعلى صوتها (( أيها
المرح ... أيها المرح ))
فجأة يرتفع صوت ينادي ليقول :
(( هيا , يا محبة , تعالي اركبي سأخزك معي))
كان صاحب الصوت شيخا كبيرا
امتزج لدى المحبة الشعور بالعرفان لذلك الشيخ
المجهول والسرور بالنجاة بعد الإحساس باليأس , فنسيت أن تسأل الشيخ عن أسمه وعند
الوصول إلى بر الأمان اختفى الشيخ فجأة مثلما ظهر
أدركت المحبة فضل الشيخ
المجهول عليها فراحت تسأل الحكمة :
(( أيتها الحكمة هل بإمكانك أن
تدلني عمن ساعدني هذا اليوم و أنجاني من الهلاك ؟))
في حيرة سألت المحبة : (( لما
ساعدني الزمن ياترى ؟))
في وقار أجابت الحكمة ::
((لأن الزمن وحده القادر على
أن يدرك كم المحبة مهمة في الحياة ))