تنتشر في مناطق مختلفة من محافظة حلب مجموعة من المقاصف والمطاعم التي توجد بكثافة في المناطق النائية البعيدة عن المناطق السكنية ( أطراف حلب ) حيث تقام فيها الحفلات بشكل يومي ويرتادها عادة التجار والسياح تحت مسمى " سهرات في مقاصف عائلية " .
وتنشر وسائل الإعلام في فترات متقطعة أنباء عن شجارات ومشكلات وقعت في أحد المقاصف ، بسبب خلاف على راقصة أو أغنية ، وكثيراً ما تنتهي هذه المشكلات بإصابة أو مقتل أحد أطراف المشكلة .
وقال عامل في أحد المقاصف لـ عكس السير " اعتدنا على وقوع مشكلة في كل سهرة ، فمرة بسبب خلاف على راقصة ، ومرة أخرى بسبب خلاف على أغنية ، وغالبا ما يكون المتشاجرون في حالة سكر شديد أثناء وقوع الشجار ".
وتابع " عندما بدأت العمل في المقصف ، ظننت انني سوف أعمل في أجواء عائلية هادئة ، خصوصاً مع توجيهات صاحب المطعم التي كانت صارمة في البداية لأفاجأ فيما بعد بان التعليمات كانت وهمية ، وطريقة متقنة للتمثيل في حال حضور دورية شرطة أو لجنة كشف من مديرية السياحة ".
وأضاف " معظم رواد المقصف من التجار والسياح ، ولكل مقصف رواده الخاصين به ، واعتدنا على رؤية رواد المقصف يأتون بصحبة نساء يختلفن في كل سهرة ، وكثيراً ما تنشب شجارات بسبب مرافقة احدى الفتيات لشخص آخر غير الذي اصطحبها في سهرة سابقة ".
وروى العامل لـ عكس السير قصة مشاجرة وقعت في مقصف " فولكانو " القريب من حلب الأسبوع الماضي فقال " جاء التاجر ( صفوان , ج ) كعادته إلى المقصف وكانت بصحبته احدى بنات الليل ، وحدثت خلال السهرة مشكلة بينه وبين الفتاة التي كانت بصحبته ، وكان يسكر بنهم ".
وتابع روايته " بعد حوالي ساعة وقف هو والفتاة التي كانت بصحبته وبدأ يرقص بطريقة غريبة ، حمل الفتاة بين يديه ورقص بها ، اقترب منها وبدأ يهتز وكأنه يمارس الجنس معها ، الأمر الذي استفز المطرب والحضور على الرغم من اعتيادهم على مشاهدة هذه المناظر ، فأوقف المطرب وصلته وطلب عدم حمل النساء ".
واستطرد " وبعد ان انتهت الوصلة الغنائية عاد إلى طاولته ، و دار بينه وبين الفتاة التي كانت بصحبته نقاش حاد وارتفع صوتهما ، فتركته الفتاة وذهبت إلى الطاولة المقابلة ، فتبعها هو وحاول ضربها فتدخل تاجر آخر ( عبد الرحيم . ش ) كان يجلس على تلك الطاولة وحاول الدفاع عن الفتاة ".
وأضاف " إلا أن المشاجرة تطورت بشكل سريع ، وبدأ الطرفان يضربان بعضهما بالكراسي ، ويقلبان الطاولات قبل أن يصاب ( صفوان ) في عينه ويترك السهرة ويهرب بسيارته ، هذه المشكلة بسيطة مقارنة مع ما تشهده المقاصف من مشكلات انتهت بعضها بالقتل ".
وختم " من خلال عملي علمت انه عندما يعطى الترخيص بافتتاح مقصف توضع عليه ضوابط ، فاللباس يجب ان يكون محتشما ، ويمنع الاحتكاك الزائد بين الرجل والمرأة ، إلا ان هذه الضوابط لا تطبق نهايئاً على العكس فإدارة المقصف تسمح بأكثر من ذلك وتغض طرفها عن تصرفات الكثير من الزبائن الذين يتجاوزون حدود الأدب بطريقة مقززة ، لقد تحولت الكثير من المقاصف من مجرد مطاعم وسهرات فنية إلى أماكن أقرب ما تكون إلى أسواق للمتعة ".
وروى أحد المواطنين لـ عكس السير قصة قريب له عاد إلى سوريا لقضاء الصيف مع أهله ، وفي إحدى المرات اصطحب زوجته وأقربائه إلى مقصف لقضاء سهرة فنية وتناول العشاء ، إلا انه " دفع فاتورة العشاء وخرج دون أن يتناول لقمة واحدة قال انه لم يكن في مطعم بل كان في ملهى ليلي ".
وفي محاولة للوقوف على الضوابط التي وضعتها وزارة السياحة على هذه المقاصف اتصلنا بالمسؤولة في مديرية سياحة حلب المهندسة " لمعان حمدون " التي قالت لـ عكس السير : " تختلف المطاعم والمقاصف من حيث التصنيف والترخيص ، فبعضها يحمل رخصة بوجود ركن فني وبعضها الآخر غير مرخص له بذلك ".
وتابعت " وقد قامت وزارة السياحة بتحديد ضوابط ووضع شروط لعمل هذه المقاصف بشكل يحافظ على الأدب ، ويليق بالمظهر السياحي ، وفي حال وجود أية مخالفة نقوم باتخاذ إجراءت صارمة بحق المقاصف المخالفة ".
يذكر ان ظاهرة المطاعم النائية والمقاصف منتشرة على أطراف المحافظات السورية بشكل عام ، وتشهد معظم تلك المقاصف إقبالاً كبيراً من التجار والسياح " الخليجيين " ، ونشر عكس السير عدة تقارير إخبارية حول جرائم وقعت في تلك المقاصف .