الرئيسية
المثلية الجنسية في سورية خرجت من الظل إلى النور وذلك عن طريق نداء أطلقه مجموعة من الشباب عبر الانترنت يدعون فيه الى التسامح في مجتمع محافظ يعتبرهم مرضى أو منحرفين ، حيث أطلق حوالي مائتي شاب وفتاة من مثليي الجنس السوريين موقعا على الانترنت تحت عنوان " أنا مثلي مثلك " وأصدروا بيانا يدعون فيه الى التسامح ، ويؤكد هذا البيان غير المسبوق " أنا مثلي ويحق لي أن اعبر عن رأي . أنا مثلي ولست بشاذ أو منحرف كما يعتقد البعض . أنا فرد من هذا المجتمع الذي عليه أن يبادلني الاحترام . أنا مثلي ولست بقادم من كوكب آخر ، كما يطالب البيان بإلغاء مادة من القانون الجزائي التي " تعاقب على ميول جنسية لم يختاروها " .
المثلية هي اضطراب بالهوية الجنسية " اضطراب التحول الجنسي " وهي ممارسة الجنس مع شخص من نفس الجنس أي رجل مع رجل وإمرة مع امرأة حيث تسمى علاقة الرجل مع الرجل " لواط " وإمرأة مع امرأة " السحاقيات " المثلية .
ليست من اختيارنا إنما هي ميول خارج عن إرادتنا
هذا ما عبر به " م " عن رأيه حيث قال :" بدأت قصتي عندما كنت صغيراً حيث استيقظت في أحد المرات لأجد أخي الأكبر مني في سريري ويقوم بمداعبتي وتطورت الحالة إلى علاقة جنسية مستمرة وعلى فترات متقطعة لمدة تقارب ثلاث سنوات حتى أنها أصبحت جزء من حياتي و لا أستطيع الاستغناء عنها وأضاف عمري الآن 22 وأنا طالب في الجامعة أي إنسان طبيعي ومثقف ، ولا أرغب بإقامة علاقة جنسية مع امرأة لأنني وببساطة أشعر بتحقيق ذاتي وإشباع رغبتي من خلال التقرب مع أبناء جنسي وبالنسبة لأخ " م" قال : " انفصلنا بسبب سفره وهو على علاقة مع صديق له من " جدة " وأنا على علم بهذه العلاقة وهو كذلك يعلم بعلاقتي مع " ف " الذي تعرفت عليه من خلال موقع الـ Facebook على الانترنت الذي يضم مجموعات خاصة بالمثليين وهم من أكثر من بلد عربي وأكثر من 700 عضو في مجموعتنا التي تضم المتحولين جنسياً والجنس الثالث وثنائي الجنس أيضاً ، وبالنسبة لمطلب " م " من المجتمع قال : " أنا أطالب المجتمع بأن يدعنا نحب ما نريد و أن يتركنا للخالق فهو أدرى بكل نفس خلقها ، فعلى المجتمع أن يتقبلنا لأننا موجودين بكل مكان لكننا صامتون وأقول بصوت مرتفع لكل المجتمع السوري بأن المثلية ليست من اختيارنا إنما هي ميول خارج عن إرادتنا وأن الشخص المثلي ليس إنسان مريض ولا شخص شاذ ، لذلك دعونا نعيش دون قيود لأننا آجلاً أو عاجلاً سنقتل العتمة ونخرج إلى النور .
من طفلة صغيرة تحرشت بها صديقتها في المدرسة إلى فتاة راشدة تقيم علاقة جنسية مع قريبتها
أنا لا أفعل شيء إلا أني أنتظر العريس : " س " قالت ببعض الخجل هذا هو حالي بعد أن تزوجت ابنة خالتي التي كنت أمارس الجنس معها بخفية ، و قصتي بدأت عندما طلبت مني فتاة في الصف السادس و أنا كنت في الصف الرابع أن نلعب عريس وعروس وبقيت أنا وهي طوال العام وبعد ذلك لم أعد أراها لتنتهي قصتي مع هذه الفتاة و تبدأ مع ابنة خالتي والتي استمرت علاقتي معها إلى أن تزوجت حيث سبب زواجها أزمة لي لأني أشعر بغيرة قاتلة عندما أرى زوجها ، ولأني مازلت أشعر برغبة كبيرة للبقاء معها ، وأضافت : حاولت أن تستمر علاقتي بها إلا أنها رفضت رغم قولها لي أن علاقتنا كانت أجمل ، كما قالت : " أنا من بيئة ريفية محافظة جداً وغير مسموح لي الخروج أو السهر في المنزل لأكثر من الساعة 9 وأنا لو وجدت جمعية تحمي حقوق المثليين " السحاقيات " لكنت انتسبت إليها إلا أنني أخاف من أهلي ومن نظرة المجتمع المحافظ الذي أعيش فيه ومع هذا أنا دائماً أتابع البرامج التلفزيونية التي تخص المثليين ولفت نظري جمعية " حلم " في لبنان التي تهتم بالمثليين وتمنيت لو أني أجد جمعية مشابهة في سورية لأنتسب لها .
أنا مثلي مزدوج وأعيش حياتي بشكل طبيعي
" خ " أنا متزوج ولي طفلة عمرها ثلاث سنوات و أعيش حياتي بشكل طبيعي إلا أني وعلى أثر مشاجرة بيني أحد الأشخاص دخلت السجن وبقيت فيه فترة طويلة وخلال هذه الفترة نشأت بيني وبين " م " علاقة استمرت حتى بعد خروجنا من السجن و أنا لازلت أقوم بهذه العلاقة وأنا متزوج وزوجتي الآن حامل وأعيش حياتي الاجتماعية و دون أن يشك أحد بميولي الجنسي نحو الذكور من أبناء جنسي .
لا نريد أن نختبئ وراء أصابعنا وننكر واقعاً أوضح من الشمس
مجموعة من الأشخاص أبدوا رأيهم بعبارات مشتركة تمحورت بين الرفض والغضب حيث قالوا : " المثلية موجودة ولا نريد أن نختبئ وراء أصابعنا وننكر واقعاً أوضح من الشمس لكن كوننا بمجتمع شرقي مسلم نرفضها ونرفض الشذوذ الجنسي بكل أشكاله لأنها منافية للطبيعة البشرية ويحرمها الدين ولم تعد مقتصرة على جيل معين أو طبقة اجتماعية أو مستوى ثقافي معين ، إنما أصبحت بمختلف الشرائح والمستويات المادية والاجتماعية أضاف إلى أن أثر مثل هذه الحالات خطير على المجتمع وخاصة الفتيات لأنه لو تحول العالم إلى مثليين سينقطع النسل البشر لذا على الدول الالتفاف لهذه الحالات والقضاء عليها وعدم تشجيعها وكذلك نبذ من يتبناها من المجتمع لأننا نريد أن نكون بشر طبيعيين وليس شواذ يطالبون تطبيق الغربية ببلاد عربية .
علاقة الرجل مع الرجل " لواط " وامرأة مع امرأة " سحاق "
الدكتور غيث بركات أخصائي نفسي قال لشام برس : " إن أغلب المثليين إن لم يكن جميعهم يخفون هذه العلاقة خوفاً من نظرة المجتمع وكذلك لأنها علاقة محرمة في الدين الإسلامي والمسيحي ، مشيراً إلى أن معظم المثليين متحولين جنسياً ، وحول انتشار المثلية في سورية قال : " يسيطر على مجتمعنا العربي المفهوم الشرقي الذي تحكمه القيم الدينية والاجتماعية حيث يعتبر غياب الأهل و أصدقاء السوء ، وكذلك التطور الهائل بوسائل الاتصال كالإنترنت والأفلام الهابطة المنتشرة مؤخراً وسهولة الوصول إليها بيئة خصبة للمثليين حيث يكثر المثليين في السجون والمعسكرات والمدارس المغلقة و الغير مختلطة فالكبت هو المساهم في تشكيل المثلية هنا ، ودور الأسرة والدولة أساسي ولابد من التوعية " ، وأشار إلى هناك مثليين في مجموعة مغلقة كأن يكون لديه صديق وحيد وهي قليلة بشكل كبير لأن أغلب المثليين يلجئون إلى مجموعات فيها أكثر من شخص ، وأضاف إن السحاقيات علاقاتهم تميل إلى الاستقرار والوفاء أكثر من علاقات الشباب لأن لا يوجد شاب ملتزم مع شاب واحد فقط ، وعن إقامة علاقة رجل مع طفل صغير " ذكر " قال : " إن قضية شهوة الأطفال الـ phidophilia لا تمت لقضية المثليين بصلة ومعظم من يقوم بها هم أشخاص مغايرين الجنس وأشار إلى أن هناك اختلافات كبيرة في أسلوب التنشئة منذ الصغر بين المثليين جنسياً وغيرهم من الأشخاص العاديين من حيث الميل الجنسي ، كما أكد د. بركات إن المثليين يبحثون عن الاستقرار والأمن العاطفي الذي لم يستطيعوا تحقيقه مع الجنس الآخر ، لأسباب مختلفة منها التعرض للتحرش الجنسي في الفترة السابقة لتشكل الهوية الجنسية فيتجهون بالاتجاه المعاكس كرد فعل أولي على هذا التحرش أو لغياب الثقة بالإضافة إلى سيطرة القيم الدينية والاجتماعية المحافظة المتمثلة بالفصل بين الجنسين الذي يخلق بيئة خصبة للكبت الجنسي موضحاً أنه لا يمكننا تحديد حجم انتشار المثلية في سورية بسبب تحفظات ورقابة المجتمع والدولة والمؤسسات الدينية على هذا الموضوع إلا أن نسبة المثليين في سورية هي حوالي 15- 20 % وشدد على الرفض لهذه العلاقة خوفاً من ازدياد انتشار مرض الإيدز .
المثليون في القانون السوري منبوذون كما في المجتمع
الدكتور المحامي ماجد داؤد قال : " إن المثليين في القانون السوري منبوذين كما في المجتمع ولا يوجد قانون حول المثليين إنما يوجد قانون يعاقب الشاذين جنسياً حيث يحكم على من يقوم بفعل اللواط من سنة إلى ثلاث سنوات ، كما بين أن المثليين ليسوا بمجرمين بل مريضين يجب معالجتهم و حث العلم لإيجاد الحل لهؤلاء ، وأضاف أن جميع الديانات تحرم هذا الفعل وهو غير مقبول في مجتمعاتنا العربية ولا يمكن أن تصل الأمور إلى حد السماح بزواج المثليين في سورية لأننا بلد محافظ ويمكننا الإقلال من هذا الظاهرة عن طريق التشجيع على الزواج والابتعاد عن الغربية لأن ليس كل ما يؤخذ منها مفيد و جيد .
وبدوره أضاف المحامي عدي دلول : " إن هذه الظاهرة لا تجد إلا الاستهجان والازدراء من عامة الناس لمخالفة هؤلاء الشاذين الشرع والقانون وما فطروا عليه ، مضيفاً أن المساحقة هي حالة شذوذ جنسي بين أمرأتين تسعى كل واحدة منهما إلى الوصول إلى المتعة الجنسية من خلال التدالك بين الجسدين ، و إذا وقع هذا الفعل بالقوة أو التهديد يعاقب عليه ضمن جرائم الفحشاء في متن المادة " 493 " من قانون العقوبات السوري ، أما حكم الشريعة الإسلامية في ما يسمى المساحقة أو التدالك فهو التحريم بالاتفاق بين الفقهاء وثمة فريق من الفقهاء اعتبر أن فعل المساحقة " زنى " استناد إلى " إذا أتت المرأة أمرأة أخرى فهما زانتيان " ، أما بالنسبة للواط قال دلول : " اللواط هي شكل من أشكال الشذوذ وهي المواقعة من الخلف وهي ضرب من ضروب الفحشاء ويعاقب عليها القانون حسب المادة " 493 " وما يليها من قانون العقوبات السوري " ، و أضاف دلول : اللواطة مثلها مثل المساحقة لجهة أن كليهما يمثل مسعى اللواطي أو السحاقية إلى بلوغ اللذة الجنسية بشكل يخالف ما فطر عليه المرء فضلاً عن الضرر الجسدي والنفسي الذي ينجم عن مثل هذه الحالات الشاذة ، مشيراً إلى أن الحديث عن حالات الشذوذ الجنسي سواء المقترف بالتراضي أم بالأكراه يعتبر حديثاً غير مرغوب به ويندى له جبين القارئ كلما خضنا فيه إلا أن الغاية تبرر الوسيلة مادامت هذه الغاية هي توعية أبنائنا نحو الطريق الشرعي و السليم .
يذكر أن المثلية الجنسية في سوريا أثارت جدلاً واسعاً مؤخراً بين مختلف الفئات فقد أصدرت محكمة مختصة قراراً بإعدام ثلاثة شبان قاموا بقتل موظف دبلوماسي في دمشق بعد ممارسة الجنس معه و سلب منزله ، أما في حلب فقد ألقى شاب في السابعة عشرة من عمره بنفسه من الطابق الخامس هرباً من شابين مارسا الجنس معه ، وسقط الشاب على شرفة أحد المنازل ، واعترف الشاب أمامها بإقدامه على رمي نفسه هرباً من الشابين ، أما في محافظة إدلب فقد تم القبض على 12 شاباً مثليي الجنس وأغلبهم لا تزيد أعمارهم عن 17 عاماً ومعهم رجل عجوز 60 عاماً ، كما وقع 66 بلداً في الجمعية العامة للأمم المتحدة بياناً في كانون الأول ديسمبر 2008 يتعلق برفع العقوبة عن المثلية في حين وقّع ستون بلداً آخر بياناً مخالفاً تلته سوريا وأيدته الدول العربية .
