ليست «جزيرة الكنز» رائعة الكاتب العالمي جورج لويس ستيفنسون، بل هي منطقة الجزيرة في شمالي سورية، بما تحويه من أسرار وأخبار!! تضم محافظات ثلاثاً هي: الحسكة والرقة ودير الزور، وتشكل بالأرقام– التقريبية-: 40% من مساحة سورية، 40% من مساحة الأرض الزراعية، 40% من مساحة الأرض الرعوية، 60% من الموارد المائية، 20% من السكان، إنتاج: ثلث المواشي، ثلث الشوندر السكري، 70% من القمح، 70% من القطن، و100% من نفط سورية. ولكن هذا ليس كل شيء، فهناك أرقام مرتفعة: أعلى معدّل للأمية، أعلى معدّل لانتشار الأمراض، أعلى نسبة لبعد المرأة عن المشاركة، أعلى معدّل للفقر، أعلى معدّل هجرة.. الخ.. ولولا بضعة أبناء مخلصين لها: في مناصب تشريعية، وتخطيطية، وتنفيذية شتى؛ لظلت بعيدة عن التنمية لسنوات أخرى طويلة. أي إذا التفتنا للأرقام الصناعية فسنفاجأ بأن زراعة القطن لا توازيها منشآت لغزله أو نسجه، وإنتاج البترول لا تردفها مصاف لتكريره، وبالتالي فالجزيرة هي البقرة الحلوب، ولكننا لا نعاملها بعرفان للجميل يتناسب مع ناتجها. وهنا ينطبق عليها المثل: كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء على ظهورها محمول... وليس هذا جديداً، فلطالما كان السودان يسمى سلة الغذاء للعالم العربي، وهو يشكو المجاعة!!! ولكن دعونا ننظر للوجه المشرق من الصورة: جامعة خاصة جديدة، منطقة صناعية في دير الزور، اهتمام بمشروعات استثمارية، نشاطات حثيثة لمنظمات دولية.. والآتي أعظم.. يقول النائب الاقتصادي الأستاذ دردري إننا بحاجة لضخ خمسين مليار دولار كاستثمارات حتى العام 2020، وأنا بدوري أتساءل «ما حصة الجزيرة منها»؟ تلعب الدولة دوراً أبوياً parental role، وبحسب الأم فأغلى أولادها: «الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يشفى، والغائب حتى يعود». وهذه الصفات لعمري تنطبق على منطقة الجزيرة التي يجب إعلانها المنطقة الأجدر بالرعاية لحين تتوازى مع مثيلاتها من المحافظات السورية الأوفر حظاً.. لن أسترسل بالحديث عن دور الدولة، فلعل دور القطاع الخاص ما يزال يراوح بدور خجول حول ما يمكنه تقديمه، فهو للآن ما يزال بمعظمه قاصراً على بعض المستديرات التجميلية في مراكز المدن المهمة يراد منها الدعاية أكثر من تحسين المدينة، وقد تحصل هنالك حفلة موسيقية أو عشاء سنوي للترويج.. أما عن المشاريع الاستثمارية الحقيقية ودورها الاجتماعي والتنموي، فهنالك شلل في تلك الناحية، وهو بحاجة لتحفيز وتحريض. وما زلنا نتوقع الكثير من مصنع ورق دير الزور، والفدائي الذي أقدم على إعادة إحيائه.. في هذه السياق نذكر الطرفة القديمة: صادف شرطي الدورية ليلاً اقتصادياً يبحث عن شيء تحت عمود النور، فسأله عن الأمر فأجاب الأخير إنه أضاع مفاتيحه في آخر الشارع المظلم، هنا أبدى الشرطي استغرابه من بحث صاحبنا تحت النور، فجاءه الجواب الصاعق: «ولكن أسهل بكثير البحث هاهنا»، فهل نحن بالطريقة نفسها نحاول حل مشكلات الجزيرة انطلاقاً من: العاصمة؛ حلب؛ الوسط، الساحل؟ الجزيرة منطقة ثرية بثقافتها، فطبيعتها، ومآكلها، وأزياؤها، وطربها الفراتي كل هذا يشكل رافداً سياحياً لا يُستهان به، مساحاتها المعرّضة للشمس تشكل مصدراً للطاقات البديلة. الجزيرة لا تزدهر سوى بأهلها، فلنبدأ بثقافة التطوّع، ولننطلق باتجاه الجمعيات الأهلية، وأنت.. إذا لم تزد شيئاً على عالمك؛ فأنت زيادة على سكانه.. إن نسيت فلن أنسى عنواناً في مجلة العربي ذائعة الصيت في الستينيات «المرأة الروسية تغزو الفضاء؛ والمرأة اليمنية تسعى حثيثاً للعمى تحت الشادور».. وأنا بالمثل أقولها اليوم: يحتفل العالم في هذه الأثناء بمرور أربعين عاماً على غزو القمر بقصد اكتشافه، ونحن هنا الآن مازلنا نجهل ما تحتويه «جزيرتنا»!! في النهاية أقول: طمئنونا عنكم!!! |
2 مشترك
جـــزيـــرة الكنـــز والجفـــاف!!
MR HACKER- جامعي ذهبي
عدد المساهمات : 2364
العمر : 38
المكان : Syrian Arab Rebablic
المزاج : معصب و مكهرب دوما
الدراسة : اقتصاد
السنة الدراسية : 4
المستوى : 56
نقاط : 4906
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
- مساهمة رقم 1
جـــزيـــرة الكنـــز والجفـــاف!!
DR.NET- جامعي برونزي
عدد المساهمات : 192
العمر : 38
المكان : EVREY WHERE
الدراسة : اقتصاد
السنة الدراسية : 2
المستوى : 1
نقاط : 429
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
- مساهمة رقم 2
رد: جـــزيـــرة الكنـــز والجفـــاف!!
نحن للاسف كما تلك الجزيرة