أثارت الاستثمارات السياحية على كورنيش طرطوس البحري الوليد الكثير من الانقسامات بين مؤيد ومعارض ورأي ثالث استقر بين البينين إلى أن حسم القرار الرسمي القادم من العاصمة جدل اللاقرار المحلي وتجاذباته ليرجح كفة ال«مع»..!!؟
وبغض النظر عن هذه ال«مع» والعائدات المادية المتوخاة التي ستغذي خزينة مجلس مدينة طرطوس، والتي لن تتجاوز في أحسن الأحوال ستة ملايين ليرة سورية سنوياً، فإن الرقم يبدو هزيلاً أمام الرقم السخي الذي دفعته الدولة لتحسين واجهة طرطوس البحرية البالغ 1.2 مليار ليرة سورية بدون ميناء اليخوت الذي سيرفع المبلغ إلى أكثر من 1.5 مليار ليرة سورية..!!
إزاء ذلك فإننا لا يمكن أن نفهم جرأة مجلس مدينة طرطوس في منح حفنة من المستثمرين الفائزين بأحجية مزاد الاستثمار السياحي على أرض مشروع الواجهة البحرية، حرية تخريب وتكسير ونبش بنية وبنيان أساس وركيزة المشروع تاركة العنان لخيال المستثمرين ليبيحوا لأنفسهم تقطيع أوصال الخارطة الجغرافية للمشروع وإعادة رسمها بما يتيح لهم إحكام السيطرة على رقعة الأرض التي هبطت عليهم من السماء بأبخس الأثمان...!!؟
فالصخور التي استقدمت من الجبال البعيدة بعد أن رتبت بكثير من الجهد والعناء والمال أزيحت واستبدلت بجدران وأعمدة من الإسمنت المسلح, ورُمي في البحر شرط المنشآت غير الثابتة لنغدو أمام بناء بيتوني ثابت.
بامتياز غير آبهين بما أصاب وسيصيب النسيج الهندسي الإنشائي والمعماري والجمالي من خلل وتشويه وتخريب، مختبئين خلف «الموافقة» التي أعطيت بصك رسمي، فتقطعت انسيابية الممرات الهندسية الجميلة وتناسقها مع الألسن البحرية بتداخل جدّ بديع بين البر والبحر والمسطحات الخضراء مع الصخور المرصوفة...!!؟
هذا هو حال مشيدات أول استثمار بدأ فكيف سيكون الحال في المشاريع الثلاثة المتبقية فهذه حكاية أخرى..
حتى الأكشاك الصغيرة العشرة التي بدأ مستثمروها بإشادتها على المسطحات الخضراء بدت منفّرة ونشاذاً في المكان وغير منسجمة، عدا عن الاعتداء على المساحة المخصصة بظهور البسطات وغياب النظافة..!؟
ما نود قوله: وقف هذا التخريب والتشويه بكل أشكاله والعودة إلى روحية المشروع والبحث عن مطارح أكثر نفعاً وعائدية، سيما أن مشروع واجهة طرطوس البحرية هو الأول من نوعه في سورية وأن أعماله «لمّا» تنتهي بعد، ولازال في عهدة الشركة المنفذة، ولاننس أنه ملك للناس جميعاً....!!؟
جريدة البعث