قال البوطي في بيان له نشر يوم السبت "إنني لست متنبئاً بغيب، ولست من المتكهنين بأحداث المستقبل، ولكني أحمل إليكم النذير الذي رأته عيني، إنها غضبة إلهية عارمة، تسدّ بسوادها الأفق، هابطة من السماء وليست من تصرفات الخلائق، إنها زمجرة ربانية عاتية تكمن وراء مسلسل السخرية بالله وبدين الله، الفياض بالهزء من المتدينين من عباد الله".
بينما قال المخرج نجدة أنزور إنه لم ينشد الإساءة لأحد، وأن المسلسل "يعكس واقع المجتمع"، مضيفا أنه حريص في كل أعماله على إبداء أكبر قدر من التقدير للإسلام ديناً وثقافة ورجالاً، وتجلى ذلك في "صلاح الدين"، "فارس بني مروان" ، "سقف العالم" ، "الحور العين".
وأضاف بيان البوطي أن" المسلسل الذي أبى المسؤول عنه إلا أن يبالغ في سخريته بالله وبدينه، فيقتطع من كلام الله في قرآنه عنواناً عليه، ويسميه ساخراً وما ملكت أيمانكم".
في حين قال أنزور "بالنسبة لاسم المسلسل لا يوجد أي نص ديني، لا في القرآن الكريم ولا في الحديث الشريف، يمنع استخدام مفردة أو جملة وردت في القرآن الكريم، كعنوان لكتاب أو مؤلف ما، سواء كان مصوراً أو مكتوباً"، متسائلا "ماذا لو سميت أحد مسلسلاتي (التين والزيتون) أو (طور السنين) أو (سبأ) أو (مكة المكرمة)؟".
بينما تابع البيان "أما سورية فقد تبرأت إلى الله منه ومن الاعتراف به، ومن بثه، وأما الإخوة القائمون على المحطات الفضائية التي تبث في محيطنا الإسلامي، فإن سبيل صرف هذه المصيبة المرعبة عنا، أو إنزالها بلاءً ماحقاً علينا، رهن بموقفهم من هذا المسلسل الإجرامي المهلك".
وعن قصة المسلسل, كشف أنزور أن "المسلسل هو مذكرات شخصية لأحد الجهاديين وهي موثقة 100 %"، وقال "أنا لا أدين نموذج، أنا أعرف نماذج كما هي في الواقع بجمالية فنية ودرامية خاصة، وأن ما يتعرض له المسلسل من هجوم هو تجني كبير علي وعلى المسلسل".
إلا أن بيان البوطي ناشد المعنين " الخوف من مقت الله، والرحمة بإخوانهم عباد الله، أن لا يتورطوا في بث شيء من هذا المسلسل"، مضيفا "أن الغضبة الربانية التي رأتها عيني، معلقة الآن بالأفق، فاصرفوها جهد استطاعتكم عن محيطنا، ولا تكونوا سبباً في إطباقها علينا".
وختم البوطي بيانه بقوله "اللهم أشهد أني قد بلغت، اللهم لا تحرقني ولا من يلوذون بي، ولا بلدتنا المباركة هذه ولا القائمين عليها في ضرام مقتك هذا".
مصدر مقرب من البوطي: تم سحب البيان بعد تبليغ الرسالة.. والأوقاف تصنف العمل بالديني وتطالب بمنع عرضه
وفي اتصال لسيريانيوز مع مصدر مقرب من الشيخ البوطي، اكتفى بالرد أن "البوطي قال كل ما يريده في البيان المنشور حول هذا المسلسل الذي يحتوي على أشياء لا تتناسب مع الشريعة الإسلامية"، مشيرا إلى أنه "تم حاليا سحب البيان بعد نشره لأنه تم تبليغ الرسالة".
وأوضح المصدر أن "بيان البوطي يعتبر خلاصة الكتاب الذي تم رفعه من قبل وزارة الأوقاف إلى وزارة الإعلام ويتعلق بالمخالفات الموجودة في المسلسل للشريعة والدين".
وفي سياق متصل، أوضح مصدر مطلع في وزارة الأوقاف لسيريانيوز "أن الوزارة أرسلت كتابا إلى وزارة الإعلام تطالب فيه بمنع عرض المسلسل لأنه لم يحصل على الموافقة الدينية من قبل وزارة الأوقاف كونه يصنف ضمن الأعمال الدينية".
وأضاف المصدر أن المسلسل طرح سابقا على وزارة الأوقاف قبل أن يبدأ عرضه لكن الوزارة لم تعطي موافقتها عليه، بيد أن المسلسل عرض رغم ذلك.
الشارع السوري بين مع وضد... وفئة ثالثة تفضل التريث لتكون رأيا كاملا ..
ورصدت سيريانيوز آراء بعض المتابعين لحلقات المسلسل، حيث اعتبر شادي "أن المسلسل جريء جداً، في عصر يجب أن يتم وضع النقاط على الحروف بالنسبة للدين الإسلامي الذي أصبح تفسيره يتم بحسب آراء هذا الشيخ أو تلك الشيخة".
وبحسب رأيه فإن "الجرأة في الطرح كانت في تناول قضية المرأة، وخاصة الشيخات، وهي ظاهرة منتشرة جداً لكن إلى الآن لم يتم التطرق إليها إعلاميا".
وأضاف أن "المسلسل يطرح قضايا من منظور حيادي وجميع وجهات النظر موجودة، إلا أن الغاية من الهجوم عليه من قبل رجال الدين هو جعل الدين مقولب حسب قوالبهم ووفقاً لأهوائهم"، متسائلا "لماذا يتم الهجوم على المسلسل من قبل أناس يعلمون جيدا أن القضايا المطروحة موجودة 100%".
في حين اعتبر حاتم أن "المسلسل يحتوي مغالطات واضحة بشأن وضع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في غير سياقها الصحيح ، الأمر الذي يشوه صورة الدين الإسلامي وإظهاره على أنه دين منغلق ومتخلف"، مضيفا أن "تسليط الضوء والتركيز على الفئة المتطرفة في الدين الإسلامي يعطي انطباعا على أنها الفئة الأكثرية في أوساط الجمهور الإسلامي وهذا الأمر ينافي الحقيقة".
ورأى أن المسلسل أظهر أن "الحلقات الدينية في المساجد تتطرق للأمور السياسية وتحض على مواضيع الجهاد بشكل مغلوط وهذا الأمر مناف للحقيقة لأن الحلقات الدينية في المساجد تتطرق للأمور الفقهية"، مبينا أن "عنوان المسلسل فيه سخرية واضحة من الدين الإسلامي لأنه مقتطع من آية قرآنية وهذا الأمر يعطي صورة واضحة عن نية كاتب العمل".
فيما عبرت رغيد عن رأي الفئة الثالثة التي اعتبرت أن الحكم على المسلسل قبل مشاهدته كاملا لا يعد صحيحا، وفي حين أنها أشارت إلى أنه مسلسل جريء ويتناول جميع الممنوعات بلا استثناء، إلا أنها رفضت التعليق عليه حاليا، وفضلت التريث حتى تكون رأيا كاملا من خلال مشاهدته حتى الحلقة الأخيرة.
وكان مسلسل "ما ملكت أيمانكم" تعرض الشهر الماضي، عند بدء عرض الإعلان الترويجي له بالتلفزيون، لحملة هجوم عنيفة من قبل المنتديات الإسلامية وعشرات المواقع الإلكترونية بتهمة الإساءة للدين الإسلامي، مطالبين بمنع عرضه في شهر رمضان.
يشار إلى أن مسلسل "ما ملكت أيمانكم" سيناريو وحوار الدكتورة هالة دياب، ومن بطولة نادين خوري، عبد الحكيم قطيفان، سلافة معمار ، مصطفى الخاني ، قيس الشيخ نجيب ، ديما قندلفت، ، رنا الأبيض، ويُعرض خلال شهر رمضان على قناتي الفضائية السورية و"المستقبل" اللبنانية.