وثيقة سرية أعدها ديتلف ميليس وأخفاها لاحقا لأنها تشتبه بالعقيد وسام الحسن بالضلوع في جريمة اغتيال الحريري . الحسن أدلى بإفادة " كاذبة" للجنة التحقيق و عجز عن تبرير غيابه عن موكب الحريري
كان من المفترض أن يخصص الجزء الثاني من التحقيق الوثائقي الذي تنشره "الحقيقة" حول أسرار المحكمة الخاصة بلبنان لخلاصة قرارها الاتهامي المزمع صدوره الشهر القادم، لكن خطورة الوثيقة التي وقعت بيد أحد الزملاء ، فضلا عن علمنا بأنها ستسرب اليوم إلى إحدى المحطات الفضائية الكندية من قبل أحد المحققين السابقين في لجنة التحقيق الدولية ( القاضي الكندي غاري لويبكي)Garry Loeppky ، فرضت "أجندتها" وأولويتها الاستثنائية. يضاف إلى ذلك أنها ، وحسب مصدر رفيع المستوى في مكتب المدعي العام للمحكمة ، " اختفت" من أرشيف الأمم المتحدة ولجنة التحقيق لاحقا ، علما بأن الرئيس الأسبق للجنة التحقيق القاضي الألماني ديتلف ميليس هو من أعد الوثيقة استنادا إلى التحقيق الذي أجراه فريق محققيه بتاريخ 9 تموز / يوليو 2005 مع العقيد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات بوزارة الداخلية اللبنانية ، ومسؤول الأمن الشخصي للرئيس الحريري حتى لحظة اغتياله. لكن ميليس " أخفى " الوثيقة قبل استقالته لأنها تمس رجل الأمن الأكثر قربا من رفيق الحريري وأسرته و تحالف 14 آذار!؟
تشير الوثيقة التي تحمل تاريخ 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2008 ، إلى أن الحسن أبلغ اللجنة بتاريخ 9 تموز / يوليو 2005 بأنه التحق بدورة كومبيوتر في معهد العلوم التطبيقية والاقتصادية بالجامعة اللبنانية قبل عام على ذلك . وفي 13 شباط / فبراير 2005 ، أي قبل يوم واحد من اغتيال الحريري ، اتصل به من الجامعة المدعو يحي ربيع ليخبره بأن عليه الخضوع لامتحان في اليوم التالي بين الساعة 13 و 16 بعد الظهر. وبعد مرور عشرين دقيقة على هذا الاتصال ، تلقى وسام الحسن اتصالا من رفيق الحريري الذي طلب منه الحضور الفوري إلى منزله في قريطم ، حيث وصل إلى هناك الساعة التاسعة والنصف مساء. وخلال اللقاء كلفه الحريري بمهمات محددة ، لكن الحسن طلب إذنا من الحريري لأخذ إجازة في اليوم التالي من أجل الخضوع للامتحان المذكور. وقد عاد الحسن إلى منزله في الساعة العاشرة والنصف مساء. ويضف التقرير قائلا ، استنادا إلى إفادة الحسن ، إن هذا الأخير توجه في الساعة 12.15 ظهر اليوم التالي ( يوم الاغتيال) إلى الجامعة اللبنانية " التي تقع في الطرف الآخر من بيروت" وأقفل هاتفه النقال عند الساعة 12.45 ( حوالي ساعة قبل الجريمة) حين كان يهم بالدخول إلى قاعة الامتحان . ويزعم الحسن أنه لم يسمع صوت الانفجار كون القاعة كان فيها بعض الضجيج. وقد بقي هاتفه مغلقا حتى الساعة 15.20 عصرا. وأكد أنه لو لم يكن في الامتحان" لكان مع السيد الحريري من من أجل الجلسة البرلمانية " ، وأضاف القول " لقد اعتدت على الاحتفاظ بأجندة ( مواعيد) الحريري لمعرفة جدول أعماله ... إذ إنه لم يكن يستغني عني". وبحسب الحسن ، فإن الشخص المسؤول عن الامتحان لم يبلغه عن وقوع الانفجار الذي علم به ( أي الشخص) فور وقوعه ، بل تبلغ به عند وصوله إلى قريطم عند الساعة 15.30 عصرا. ثغرات في إفادة الحسن لجهة تبرير غيابه عن الموكب يقول التقرير إن التسجيلات الهاتفية الخاصة بالعقيد وسام الحسن تشير إلى أنه هو من بادر إلى الاتصال بالممتحن يحي ربيع الساعة 21.57 ، وليس هذا الأخير كما ادعى الحسن في إفادته . كما تشير التسجيلات إلى أنه عاود الاتصال بربيع عند الساعة 22.06 مساء ذلك اليوم ( السابق للاغتيال) . وقد تجاهل الحسن خلال إفادته أمام لجنة التحقيق أنه كان هناك تبادل اتصالين مع ربيع ذلك المساء.ويضيف التقرير قائلا : من المهم الإشارة إلى أن تبادل الاتصالات مع ربيع حصل بعد نصف ساعة على التوقيت الذي أعطاه الحسن للجنة التحقيق بشأن اتصال الحريري به من أجل الحضور الفوري إلى قريطم . و " يستغرب" التقرير أن يتلقى وسام الحسن اتصالا من ربيع حوالي العاشرة ليلا لإبلاغه عن امتحان في اليوم التالي. ويشير التقرير إلى أن الشخص المسؤول عن الامتحان ( مراقب الامتحان الذي لم يذكر اسمه)علم بالانفجار ، ولكن لم يبلغ وسام الحسن به إلى ما بعد انتهاء الامتحان.
وسام الحسن
بالإضافة لذلك ، يقول التقرير إن إشارات أبراج الهاتف الخليوي تشير إلى أن وسام الحسن كان في محيط منزله عند الساعة 08.35 وحتى الساعة 12.06 يوم الاغتيال ( أي إلى ما قبل ساعة على وقوع الجريمة) . وخلال هذه الساعات كان ـ حسب زعمه ـ يدرس في المنزل . ويشير كشف الاتصالات إلى أنه تلقى وأجرى 24 مكالمة خلال تلك الساعات الثلاث التي زعم أنه كان يدرس خلالها . وقد تراوح طول هذه المكالمات ما بين 5 إلى 226 ثانية لكل منها ، ومتوسط الفترة الفاصلة بين المكالمة والأخرى 9 دقائق. ويلاحظ التقرير أنه على المرء أن يعتقد أنه من غير المعتاد ( المألوف) إجراء وتلقي عدد كبير من المكالمات خلال محاولة التحضير الدراسي لامتحان. كما يلاحظ أن الشائع في لبنان هو عدم خضوع المسؤولين اللبنانيين رفيعي المستوى للامتحانات ، إذ يحضرونها حينما يتيح لهم وقتهم ذلك ، ويجتازون الدورة في نهاية الفصل أو السنة . وقد ذكر الحسن للجنة التحقيق أنه سجل لدورة الكومبيوتر قبل سنة ، لكنه لم يستطع متابعتها بسبب التزامات العمل. و " يستغرب " التقرير قرار وسام الحسن الخضوع للإمتحان وهو يعلم جيداً انه سيجتاز الفصل في نهاية المطاف.
إضافة لذلك ، فإن الصحفي شارل أيوب ، رئيس تحرير صحيفة الديار ، الموالي لسوريا ، كتب في مقال بتاريخ 13 تشرين الأول / أكتوبر 2006 مقالا قال فيه إن وسام الحسن أبلغه خلال العزاء بالحريري بأنه لم يكن لديه امتحان يوم اغتيال الحريري ، بل كان في مهمة شمال لبنان. ويعقب التقرير على ذلك بالقول إنه من المحتمل أن الحسن أبلغ أيوب بذلك من أجل " دعم حجته الضعيفة بأنه كان يخضع لامتحان". أخيرا يستنتج التقرير أن : وسام الحسن كان لديه إمتياز الوصول الى خطط الحريري وتفاصيلها والمعرفة الواسعة بها. وقد كان في وضع مثالي لتقديم معلومات ( لجهات أخرى) حول كافة الجوانب المتعلقة بالحريري من الداخل ، مروراُ بمناوراته السياسية ، وصولا إلى سفره والترتيبات الأمنية المتعلقة بذلك. ولو كان في موقعه ضمن موكب الحريري في 14 شباط / فبراير 2005، لكان لقي حتفه على الأرجح. وتعتبر حجة غيابه ضعيفة ومتناقضة، ولا يبدو انه تم التحقق منها بشكل مستقل. ويوصي التقرير بإجراء تحقيق فيما يتعلق بنوايا الحسن ومدى إخلاصه للحريري ، باعتبارهما مسألتين تحتاجان لإجابة.
وبالنظر لأن الحسن مفتاح أساسي لعمل اللجنة ، كما يقول التقرير ، حيث يشغل موقعا متميزا من حيث إمكانية تأثيره على التحقيق ، فإن معد التقرير ينصح بأن يجري التحقيق معه بهدوء ، إذ إن لديه الإمكانية لتخريب علاقات اللجنة بجهاز الأمن اللبناني .
كان من المفترض أن يخصص الجزء الثاني من التحقيق الوثائقي الذي تنشره "الحقيقة" حول أسرار المحكمة الخاصة بلبنان لخلاصة قرارها الاتهامي المزمع صدوره الشهر القادم، لكن خطورة الوثيقة التي وقعت بيد أحد الزملاء ، فضلا عن علمنا بأنها ستسرب اليوم إلى إحدى المحطات الفضائية الكندية من قبل أحد المحققين السابقين في لجنة التحقيق الدولية ( القاضي الكندي غاري لويبكي)Garry Loeppky ، فرضت "أجندتها" وأولويتها الاستثنائية. يضاف إلى ذلك أنها ، وحسب مصدر رفيع المستوى في مكتب المدعي العام للمحكمة ، " اختفت" من أرشيف الأمم المتحدة ولجنة التحقيق لاحقا ، علما بأن الرئيس الأسبق للجنة التحقيق القاضي الألماني ديتلف ميليس هو من أعد الوثيقة استنادا إلى التحقيق الذي أجراه فريق محققيه بتاريخ 9 تموز / يوليو 2005 مع العقيد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات بوزارة الداخلية اللبنانية ، ومسؤول الأمن الشخصي للرئيس الحريري حتى لحظة اغتياله. لكن ميليس " أخفى " الوثيقة قبل استقالته لأنها تمس رجل الأمن الأكثر قربا من رفيق الحريري وأسرته و تحالف 14 آذار!؟
تشير الوثيقة التي تحمل تاريخ 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2008 ، إلى أن الحسن أبلغ اللجنة بتاريخ 9 تموز / يوليو 2005 بأنه التحق بدورة كومبيوتر في معهد العلوم التطبيقية والاقتصادية بالجامعة اللبنانية قبل عام على ذلك . وفي 13 شباط / فبراير 2005 ، أي قبل يوم واحد من اغتيال الحريري ، اتصل به من الجامعة المدعو يحي ربيع ليخبره بأن عليه الخضوع لامتحان في اليوم التالي بين الساعة 13 و 16 بعد الظهر. وبعد مرور عشرين دقيقة على هذا الاتصال ، تلقى وسام الحسن اتصالا من رفيق الحريري الذي طلب منه الحضور الفوري إلى منزله في قريطم ، حيث وصل إلى هناك الساعة التاسعة والنصف مساء. وخلال اللقاء كلفه الحريري بمهمات محددة ، لكن الحسن طلب إذنا من الحريري لأخذ إجازة في اليوم التالي من أجل الخضوع للامتحان المذكور. وقد عاد الحسن إلى منزله في الساعة العاشرة والنصف مساء. ويضف التقرير قائلا ، استنادا إلى إفادة الحسن ، إن هذا الأخير توجه في الساعة 12.15 ظهر اليوم التالي ( يوم الاغتيال) إلى الجامعة اللبنانية " التي تقع في الطرف الآخر من بيروت" وأقفل هاتفه النقال عند الساعة 12.45 ( حوالي ساعة قبل الجريمة) حين كان يهم بالدخول إلى قاعة الامتحان . ويزعم الحسن أنه لم يسمع صوت الانفجار كون القاعة كان فيها بعض الضجيج. وقد بقي هاتفه مغلقا حتى الساعة 15.20 عصرا. وأكد أنه لو لم يكن في الامتحان" لكان مع السيد الحريري من من أجل الجلسة البرلمانية " ، وأضاف القول " لقد اعتدت على الاحتفاظ بأجندة ( مواعيد) الحريري لمعرفة جدول أعماله ... إذ إنه لم يكن يستغني عني". وبحسب الحسن ، فإن الشخص المسؤول عن الامتحان لم يبلغه عن وقوع الانفجار الذي علم به ( أي الشخص) فور وقوعه ، بل تبلغ به عند وصوله إلى قريطم عند الساعة 15.30 عصرا. ثغرات في إفادة الحسن لجهة تبرير غيابه عن الموكب يقول التقرير إن التسجيلات الهاتفية الخاصة بالعقيد وسام الحسن تشير إلى أنه هو من بادر إلى الاتصال بالممتحن يحي ربيع الساعة 21.57 ، وليس هذا الأخير كما ادعى الحسن في إفادته . كما تشير التسجيلات إلى أنه عاود الاتصال بربيع عند الساعة 22.06 مساء ذلك اليوم ( السابق للاغتيال) . وقد تجاهل الحسن خلال إفادته أمام لجنة التحقيق أنه كان هناك تبادل اتصالين مع ربيع ذلك المساء.ويضيف التقرير قائلا : من المهم الإشارة إلى أن تبادل الاتصالات مع ربيع حصل بعد نصف ساعة على التوقيت الذي أعطاه الحسن للجنة التحقيق بشأن اتصال الحريري به من أجل الحضور الفوري إلى قريطم . و " يستغرب" التقرير أن يتلقى وسام الحسن اتصالا من ربيع حوالي العاشرة ليلا لإبلاغه عن امتحان في اليوم التالي. ويشير التقرير إلى أن الشخص المسؤول عن الامتحان ( مراقب الامتحان الذي لم يذكر اسمه)علم بالانفجار ، ولكن لم يبلغ وسام الحسن به إلى ما بعد انتهاء الامتحان.
وسام الحسن
بالإضافة لذلك ، يقول التقرير إن إشارات أبراج الهاتف الخليوي تشير إلى أن وسام الحسن كان في محيط منزله عند الساعة 08.35 وحتى الساعة 12.06 يوم الاغتيال ( أي إلى ما قبل ساعة على وقوع الجريمة) . وخلال هذه الساعات كان ـ حسب زعمه ـ يدرس في المنزل . ويشير كشف الاتصالات إلى أنه تلقى وأجرى 24 مكالمة خلال تلك الساعات الثلاث التي زعم أنه كان يدرس خلالها . وقد تراوح طول هذه المكالمات ما بين 5 إلى 226 ثانية لكل منها ، ومتوسط الفترة الفاصلة بين المكالمة والأخرى 9 دقائق. ويلاحظ التقرير أنه على المرء أن يعتقد أنه من غير المعتاد ( المألوف) إجراء وتلقي عدد كبير من المكالمات خلال محاولة التحضير الدراسي لامتحان. كما يلاحظ أن الشائع في لبنان هو عدم خضوع المسؤولين اللبنانيين رفيعي المستوى للامتحانات ، إذ يحضرونها حينما يتيح لهم وقتهم ذلك ، ويجتازون الدورة في نهاية الفصل أو السنة . وقد ذكر الحسن للجنة التحقيق أنه سجل لدورة الكومبيوتر قبل سنة ، لكنه لم يستطع متابعتها بسبب التزامات العمل. و " يستغرب " التقرير قرار وسام الحسن الخضوع للإمتحان وهو يعلم جيداً انه سيجتاز الفصل في نهاية المطاف.
إضافة لذلك ، فإن الصحفي شارل أيوب ، رئيس تحرير صحيفة الديار ، الموالي لسوريا ، كتب في مقال بتاريخ 13 تشرين الأول / أكتوبر 2006 مقالا قال فيه إن وسام الحسن أبلغه خلال العزاء بالحريري بأنه لم يكن لديه امتحان يوم اغتيال الحريري ، بل كان في مهمة شمال لبنان. ويعقب التقرير على ذلك بالقول إنه من المحتمل أن الحسن أبلغ أيوب بذلك من أجل " دعم حجته الضعيفة بأنه كان يخضع لامتحان". أخيرا يستنتج التقرير أن : وسام الحسن كان لديه إمتياز الوصول الى خطط الحريري وتفاصيلها والمعرفة الواسعة بها. وقد كان في وضع مثالي لتقديم معلومات ( لجهات أخرى) حول كافة الجوانب المتعلقة بالحريري من الداخل ، مروراُ بمناوراته السياسية ، وصولا إلى سفره والترتيبات الأمنية المتعلقة بذلك. ولو كان في موقعه ضمن موكب الحريري في 14 شباط / فبراير 2005، لكان لقي حتفه على الأرجح. وتعتبر حجة غيابه ضعيفة ومتناقضة، ولا يبدو انه تم التحقق منها بشكل مستقل. ويوصي التقرير بإجراء تحقيق فيما يتعلق بنوايا الحسن ومدى إخلاصه للحريري ، باعتبارهما مسألتين تحتاجان لإجابة.
وبالنظر لأن الحسن مفتاح أساسي لعمل اللجنة ، كما يقول التقرير ، حيث يشغل موقعا متميزا من حيث إمكانية تأثيره على التحقيق ، فإن معد التقرير ينصح بأن يجري التحقيق معه بهدوء ، إذ إن لديه الإمكانية لتخريب علاقات اللجنة بجهاز الأمن اللبناني .