هل شعرت في أحد الأيام أنك بحاجة إلى عقل آخر إضافي فوق الذي تمتلك ويدين إضافيتين، بحيث تستطيع إكمال المشروع الذي كلفك به مديرك في العمل، وفي الوقت نفسه تنهي مراجعة المواد الدراسية التي تلقيتها في المحاضرة التي حضرتها في الجامعة يوم أمس؟.
لا تعتقد أبداً أنك الشخص الوحيد الذي يضطر إلى التوجه إلى العمل والجامعة في اليوم ذاته، وعليه تقديم أفضل ما عنده لكلا الجانبين.
ولكن كيف يمكن لك أن تحقق النجاح في العمل والدراسة معاً، من دون أن تهمل أي جانب منهما ؟.
لا يمكننا القول، إن تحقيق التوازن بين العمل والدراسة هو أمر بسيط أو سهل.
ويعلم جميعنا، وخاصة من اختبر هذه التجربة أنها شاقة ومتعبة.
ولكن ووفقاً لما يقوله الخبراء، فإن تحقيق النجاح في المجال المهني وأنت لا تزال على مقاعد الدراسة وفي نفس الوقت تحقق النجاح في المجال الذي تدرسه في الجامعة، لا يمكن أن يعتبر أمراً مستحيلاً أبداً.
وفي حال أردت أن تحقق النجاح المهني والتفوق الدراسي وكانت لديك الإرادة فعلاً، فإن اتباع نصائح الخبراء في هذا المجال يمكن أن يوصلك إلى الهدف الذي تريد.
إذ قام الخبراء بتحديد ثلاثة أمور أساسية يمكن الالتزام بها، بحيث تكون قادراً على تحقيق النجاح في المجال المهني والدراسي معاً من دون أن تهمل جانباً لحساب آخر.
* الخطوة الأولى
حدد: ما الذي عليك دراسته؟
لا تترك نفسك أبداً عرضة «للضياع» أو عدم التنظيم، في حال أردت أن تحقق النجاح الدراسي والمهني في نفس الوقت.
وبما أن التنظيم والتخطيط يمكن أن يعتبرا من الأمور الأساس لتحقيق النجاح في الحياة بشكل عام، فإنهما أيضاً ضروريان للنجاح الدراسي والمهني.
وإن أول خطوة يمكن أن تقوم بها عندما تود الاستعداد لمواجهة امتحانات العام الدراسي بنجاح وتحقيق النجاح المهني، أن تحدد ما عليك دراسته.
وهنا حاول أن توزع ما عليك دراسته على أيام الأسبوع، بحيث تعرف في كل يوم الأمور الدراسية التي عليك حفظها ومراجعتها.
إذ إنك يمكن أن تضيع وقتاً ثميناً في التعرف إلى ما تود دراسته والبحث المطول في حال لم تحدد مسبقاً الأمور التي تود مراجعتها.
ويقول الخبراء، إنه يمكنك أن تضع برنامجاً دراسياً تحدد فيه عدد الساعات التي ستدرس فيها في اليوم والمواد التي سوف تدرسها ويفضل أن تحاول تحديد الكمية التي يجب دراستها في هذا اليوم.
وبهذه الطريقة، فإنك تعلم عند انتهائك من العمل أو قبل التوجه إليه، في حال كان الدوام في الشركة التي تعمل فيها مسائياً، ما هي أهدافك، وتتوجه مباشرة إليها.
ويمكنك من خلال وضع البرنامج أن تخصص ساعة معينة للقيام بأي نشاط ترفيهي تحبه كمشاهدة فيلم مضحك أو الجلوس مع الأصدقاء.
وبذلك تبعد ذهنك عن التوتر والضغوط التي يمكن أن يسببها العمل المتواصل والدراسة.
* الخطوة الثانية
تعرف إلى أسلوب الدراسة الأنسب لك
لكل شخص منا أسلوبه الدراسي الخاص الذي يناسبه.
ومن خلال التعرف إلى أسلوبك الخاص، فإن الدراسة تصبح مسألة سهلة وممتعة، خاصة عندما تجد نفسك قادراً على الوصول إلى أهدافك.
وهناك بعض آخر يفضل الدراسة مع مجموعة من الأصدقاء، بحيث يناقشون المعلومات وبالتالي يستطيعون فهمها.
ولكل طالب أسلوبه الذي يتناسب مع شخصيته وآرائه الخاصة في مسألة الدراسة.
ومهما كان أسلوبك الدراسي، حاول التعرف إليه والالتزام به طالما أنه يساعدك في الوصول إلى أهدافك.
وتذكر أن الأسلوب الدراسي الذي يناسب صديقك أو الأسلوب الذي نصحك به زميلك يمكن أن لا يناسبك تماماً.
ولذلك، فإنه من الضروري أن تتخلى عن أي أسلوب لم تشعر أنك قادر على الالتزام به، ولم يعطك الشعور بالراحة النفسية والذهنية.
وهناك بعض الطلبة الذين يفضلون الاستماع إلى الموسيقا أثناء الدراسة. ففي حال كنت من بين هؤلاء يقول الخبراء، إنه بإمكانك متابعة هذا السلوك إن كان يساعدك على التركيز والاستيعاب.
* الخطوة الثالثة
ابتعد عن فكرة «الخلط» بين الجانبين
من بين أهم الأمور التي تساعدك في تحقيق التوازن بين الدراسة والعمل، هي عدم «الخلط» بينهما.
ويقول الخبراء، إن الفصل بين الجانبين يمكن أن يساعدك على إعطاء كل جانب حقه كاملاً، بحيث تستطيع تحقيق النجاح.
ولكي تحقق التوازن بين العمل والدراسة، حاول أن تفكر في العمل فقط عندما تكون في العمل وركز في الدراسة فقط، عندما تكون في مكان الدراسة.
أي أنه من الضروري أن تقوم بعملك فقط وتركز على عملك بعيداً عن القلق والتوتر والتفكير في الدراسة والأمور التي لم تدرسها بعد.
وبالتالي، فإن عليك أيضاً أن تفكر في دراستك فقط وأنت على طاولة الدراسة وتبتعد عن القلق والتفكير المستمر في المشروع الذي تعمل على إنجازه في العمل.
ويقول الخبراء، إنك لن تكون قادراً على تقديم عمل جيد في حال لم تكن مركزاً مئة في المئة وصافي الذهن.
كما أنك لن تكون قادراً على الدراسة، إن كان ذهنك مشغولاً بأمر آخر.
ولذلك، حاول عندما تدخل إلى مكتبك في العمل أن تدير ذهنك عن كل ما هو خارج سور الشركة وتصفّي ذهنك لما هو بين يديك.
والأمر نفسه ينطبق على الدراسة؛ أدر ذهنك عن الأمور المتعلقة بالعمل لمجرد جلوسك على طاولة الدراسة.
وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يعتبر سهلاً، إلا أنه الأداة السحرية لتحقيق النجاح في الدراسة والعمل معاً
منقول.