منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    مؤشرات لا تخطئ ( ناصر قنديل )

    محمد عفارة
    محمد عفارة
    جامعي ذهبي
    جامعي ذهبي


    ذكر
    عدد المساهمات : 2250
    العمر : 38
    المكان : أتستراد ــــــــــ
    المزاج : الحمدلله تمااام
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 409
    نقاط : 3507
    تاريخ التسجيل : 10/10/2008

    مؤشرات لا تخطئ ( ناصر قنديل ) Empty مؤشرات لا تخطئ ( ناصر قنديل )

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الجمعة مايو 06, 2011 4:04 am

    تتسارع التطورات المحيطة بما تشهده سوريا منذ منتصف الشهر الماضي ، لكن المؤشرات الدالة على اتجاه الأحداث تزداد وضوحا ، و أمامنا اليوم على الأقل أربعة مؤشرات ذات دلالات عميقة :



    أولا: الوضع في منطقة درعا حيث كانت الصورة الملتبسة لبدايات الحراك الذي انطلق من هناك ، مدخلا لتشوش قطاعات واسعة من الرأي العام في سوريا وخارجها ، وكان تعامل القيادة السورية بتوجيه من الرئيس بشار الأسد بالتفهم والتجاوب مع الطلبات التي تهدئ التوتر والامتناع عن التعامل بقدرات أجهزة الأمن رغم الكثير من المؤشرات الواضحة على اختباء مشروع خبيث وراء هذا الظاهر من التحرك ، والهدف من المرونة والتجاوب وصولا إلى استقبال الرئيس شخصيا وفدا من وجهاء المنطقة والوقوف على مطالبهم والتجاوب معها، لم يكن التوهم بأن هذا سيتكفل بإنهاء الحالة التي يجري تدبيرها ولا التوقع بأن المسألة مسألة مطالب ، الهدف كان بداية مخاطبة الطيبين وهم الأغلبية من أبناء تلك المنطقة بأن دولتهم منفتحة على أعلى مستويات القرار فيها لتفهم حاجاتهم وشكواهم وبالتالي دعوتهم من خلال هذا التعامل إلى تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، وكشف من يريد أخذهم إلى الخروج عن عنوان الإصلاح العام من جهة وعناوينهم المطلبية من جهة أخرى لاستخدامهم وقودا في معركة ترمي لتخريب الوطن والنيل من ثوابته في قلب خطة خارجية مدبرة ، وعبر هذا السلوك نجحت سوريا كلها ومعها الخائفين بصدق عليها في اكتشاف صدقية توجه القيادة السورية نحو الإصلاح من جهة والتعامل المرن مع كل حراك مطلبي وسلمي من جهة أخرى ، ولما انكشف زيف التخفي وراء المطالب والدعوة للإصلاح واضطرار أصحاب الروزنامة الخارجية للخروج من الحركة المطلبية إلى العمل المسلح بوجه قوى الجيش ، المنتشرة على جبهة حساسة تتصل وحدها بخمس رياح سوريا مع لبنان والأردن والسعودية والعراق وفلسطين المحتلة ، تبين لماذا جرى اختيار درعا نقطة انطلاق للتحرك الهادف لتخريب سوريا واستغلال بدايات محلية وتطلعات تحاكي المشاعر الطيبة للناس لكن لغاية في نفس يعقوب أو جاكوب لا فرق ، فكان القرار بالحسم ، وتحركت الآلة القادرة للجيش لكن بهدوء ودون استخدام قدراتها المرصودة أصلا للعدو وحصر الدور بملاحقة المخربين و بالأسلحة الخفيفة الفردية فقط ، وبدأت النتائج تظهر بسرعة لحساب عودة الأمن ونهاية مشروع التمرد وشوهد الجنود على قنوات فضائية يسيرون في مهماتهم وإلى جانبهم متظاهرون ، ولم يتوقف الذين بثوا الشريط أمام معناه العميق وهو أن الجيش ليس موجودا لقمع تظاهرات بل لملاحقة مخربين .



    ثانيا : التفاعل الرائع الذي تقدمه مدينة حلب ومحافظتها وهي ثاني عاصمة لسوريا والعاصمة الأولى لاقتصادها وثلث سكانها ، حيث فشلت كل محاولات التحرش والتحريض في دفع حلب وأهلها إلى الخروج والانخراط في أي مستوى من مستويات التحرك الهادف إلى تقديم صورة للخارج تقول أن الشعب والدولة على خصام ، بما يسمح للمتربصين بالنيل من سمعة بلدهم وثوابتها ، وحلب كما كل السوريين مخلصة لمشروع الإصلاح الذي وضع عناوينه الرئيس بشار الأسد لكنها مطمئنة إلى جدية النوايا وصدق الوعود ولا تحتاج نصائح أحد ولا شهادة أحد في وطنيتها وحرصها على الإصلاح ، ومثله تمسكها بالقضايا الكبرى التي يشهد عليه تاريخها القديم والحديث وصولا إلى نخوتها نحو لبنان والعراق ولنا من حلب زرقة من خالدها الأزرق المقاوم الاستشهادي في ربوع لبنان بوجه الاحتلال الصهيوني .



    ثالثا : ما تشهده بيوتات الشام العريقة والعتيقة من تشاور لركيزتين قامت عليهما دمشق عبر التاريخ علماؤها وتجارها ، وما يصل إلينا من أخبار طيبة عن عزم على التحرك لرفض دعوات الفتنة والتمسك بدعم الجيش لحفظ الاستقرار والوقوف وراء قيادة الرئيس بشار الأسد في دعم مسيرة الشراكة الوطنية بكل أبعادها ومضامينها ، والشام تعرف معنى دورها في الشراكة بعيدا عن تحريض الخارج وإغراءاته وتهديداته ، فرجال أعمالها كفاءات مؤهلة لمثل هذه الشراكة ، كما مثقفوها ، وعلماؤها لا يستوردون الفتاوى ، فللشام إسلامها الذي يتعلمه منها الآخرون من انفتاح وتسامح وروح بعيدة عن التطرف والتكفير .



    رابعا : تسارع التحركات الغربية على أكثر من مستوى تفضح العلاقة بين ما يجري في الداخل وما يحضر في الخارج ، خصوصا في ضوء ما يجري في ليبيا من غزو أطلسي مكشوف ، فمن مجلس الأمن إلى مجلس حقوق الإنسان خيط واحد هو التلويح بالضغوط الدولية بهدف شيء واحد هو المقايضة على ثوابت سوريا التي ضحى من أجلها السوريون بالكثير ، والمعادلة التي يعرضونها على القيادة السورية هي ، إن العالم مستعد لمعاملة سوريا كالبحرين بالتعتيم على كل ما يمكن أن تقوم به السلطات لمواجهة ما يجري في الداخل، إذا قبلت القيادة مساومة على ثوابتها الوطنية والقومية وخصوصا ما يتصل بمواقفها من حقوقها الوطنية والصراع العربي الإسرائيلي ، وسوريا التي لم تخضع لمثل هذه الضغوط من قبل ستشد أزرها هذه الهجمات السياسية والإعلامية والاقتصادية ، وهي ليست بحاجة لغض النظر ولا للتعتيم ، لأن الحرص على دماء شعبها ومواطنيها يحكم حراك جيشها في مواجهة التخريب ، وكل ما تطلبه من الآخرين التوقف عن فبركة الأخبار وتلفيق الفيديوهات والكف عن نشر الأكاذيب



    ناصر قنديل

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 4:37 am