تُعدّ الحصون المحصنة التي بنيت بين العامين 2000 و2006، تحت الأرض في جنوب
لبنان، بالنسبة للصحافي الأميركي نيكولاس بلانفورد، «أبرز دليل على تفاني
«حزب الله» في كفاحه ضد إسرائيل»، ولهذا هي استحقّت أن يُفرد لها، كتابا
خاصاً صدر في منتصف تشرين الأول الماضي بعنوان «مقاتلو الله»، روى فيه
بلانفورد «المهارة التي يتمتع بها الحزب والصبر الذي تحلّى به، من أجل نحت
هذه الحصون السرية».
وفي تقرير كتبه من بلدة عيتا الشعب في الجنوب،
ونشره في مجلة «فورين بوليسي» استعرض بلانفورد، وهو مراسل صحيفتي «كريستيان
ساينس مونيتور» الأميركية و«التايمز» البريطانية، مقتطفات من كتابه
«مقاتلو الله: داخل صراع «حزب الله» الثلاثيني ضد إسرائيل»، استهلّه بالقول
إن «الجولة الأحدث من التكهنات حول ضربة عسكرية إسرائيلية ضد منشآت إيران
النووية، تظهر أن احتمال نشوب نزاع جديد بين «حزب الله» وإسرائيل ليست
بعيدة البتة، وكلا الجانبين يعلم أن الحرب المقبلة ستقزّم حرب تموز 2006».
وأوضح
بلانفورد أن الحصون التي «استكشف بعضها بعد أشهر من حرب تموز 2006»، كانت
«أكثر تعقيداً مما كنت أو كان أي أحد يعتقد»، واصفاً «المهارة والصبر في
بناء هذه الحصون» بـ«المذهلين».
ونقل الكاتب عن «مصادر عسكرية» في «حزب
الله» قولها إن «المنشآت الجديدة المحصنة تحت الأرض شُيِّدت في جبال لبنان
الوعرة منذ العام 2006، وهي أكبر من سابقاتها وأكثر تطوراً»، كل ذلك «فيما
تتواصل عمليات الاستقطاب والتدريب في المخيمات السرية في البقاع وإيران»،
بينما «تم وضع خطط عسكرية جديدة كما تم الحصول على أنظمة أسلحة جديدة».
ورأى
بلانفورد أن «حجم الدمار في لبنان وإسرائيل على السواء لعب دور الرادع في
نشوب حرب جديدة منذ 2006، لكن أياً من الاسباب التي ادت الى تلك الحرب لم
يُحَل» ناهيك عن أن «توازن الرعب» بين «حزب الله» وإسرائيل «لا يزال غير
مستقر».
بعد هذه المقدّمة انتقل بلانفورد في تقريره في «فورين بوليسي»
إلى توصيف الطريق إلى أحد حصون «حزب الله» المحصّنة، التي تشقّ مسارها «وسط
روائح أشجار الليمون، قبل أن تنعطف نحو وادٍ ضيّق تغطّيه الشجيرات». هناك
«تزحف تحت قدميك سحالٍ وأفاعٍ، لكن تحتفظ بحذرك لكي لا تدوس على لغم غير
منفجر تركه الإسرائيليون في الوادي بعد حرب تموز 2006».
ولفت الكاتب
الانتباه إلى انه قبل 2006، «لم يتخيل أحد ان «حزب الله» كان يبني مثل هذه
البنية التحتية المتطورة على الشريط الحدودي، حيث إن أنشطتهم (الحزب)
الظاهرية لطالما تمحورت حول إنشاء مراكز للمراقبة على طول الخط الأزرق».
ثم
يصل بلانفورد على ما يبدو إلى مقصده، حيث المداخل يحرسها مقاتلون ببزاتهم
العسكرية مدججين بالأسلحة». هذه «الجيوب الأمنية» ممنوعة على الفلاحين
المحليين وعناصر قوات «اليونيفيل».
ويروي الكاتب أنه في آب 2002،
«استولى «حزب الله» على منحدر يطلّ على ساحل الناقورة، محفور فيه طريق ضيق
ينتهي عن مركز صغير للمراقبة تابع لقوات «اليونيفيل» في محيط (تلة)
اللبونة». وبعد ان «استولى الحزب على اللبونة لأسبابه الخاصة، وحدها
«اليونيفيل» كانت مخولة الوصول الى مركز المراقبة التابع لها». حاول
بلانفورد التوجه الى هناك «لكن عند منتصف الطريق لاحظ وجود بعض المقاتلين
بين أغصان غضة على مقربة من شيء ضخم مخبأ بإحكام، «ربما هو سلاح مضاد
للطائرات» يقول بلانفورد. بعدها «قطّبوا (المقاتلون) جباههم في وجهي، وعلى
ما يبدو أبلغوا زملاءهم عبر الإذاعة بشأن وجودي، قبل أن يوبّخني احدهم
قائلاً: هذه منطقة عسكرية. لا يمكنك ان تأتي إلى هنا بعد الآن».
ويروي
بلانفورد انه بعد شهرين على تلك الحادثة «واجهت قافلة من الدبلوماسيين
الأميركيين من السفارة الأميركية في بيروت المشكلة ذاتها عندما اعترضهم
مقاتلون مسلحون من «حزب الله» في طريقهم إلى اللبونة، غير مدركين أن
المنحدر لم يعد مكاناً يمكن الوصول إليه». عندما لم يوافق الحزب على
مرورها، عادت القافلة أدراجها الى بيروت، ولم «يحاول الدبلوماسيون
الأميركيون مذ ذاك مشاهدة إسرائيل من اللبونة».
وقال بلانفورد انه «لم
يكن واضحاً بالنسبة إلينا ماذا يفعل مقاتلو الحزب هناك، برغم الحديث
المتقطع عن نشاط سري»، ففي «أوائل حزيران 2002، لم يكن سكان قريتين صغيرتين
على سفوح مزارع شبعا قادرين على النوم طوال الليل بسبب أصوات متفجرات
ديناميت تصدر من واد بعيد مهجور. ثم تبيّن أن انشطة البناء التي كان «حزب
الله» يقوم بها كانت في 2003، عندما كانت «اليونيفيل» تسجّل وقوع انفجارات
قوية يصل عددها الى 25 انفجاراً في آن واحد في وديان ومنحدرات نائية».
هذا
«الحجم المذهل الذي بلغته الشبكة التحتية للحصون ومواقع إطلاق النار
التابعة لـ«حزب الله» في الجنوب» لم يكشف إلا بعد بدء وقف إطلاق النار في
14 آب بعد 33 يوما من القتال في صيف العام 2006.
ففي منحدر اللبونة،
اكتشف الإسرائيليون عقب قرار وقف إطلاق النار، «حصناً متطوراً ونظام مدفعية
محصنَين على عق 120 قدماً في أرض صخرية صلبة وتحتل مساحة تصل الى ثلاثة
أرباع ميل مربع». هذه الحصون تحتوي على «مواقع لإطلاق النار ومنشآت لتخزين
الذخائر وغرف عمليات ومهاجع ومنشآت طبية وانظمة إضاءة وتهوئة ومطابخ
ومراحيض وأنظمة لتسخين المياه، مجهزة بشكل يسمح لعشرات المقاتلين بالعيش
تحت الأرض لأسابيع من دون الحاجة للتزود بالمؤن».
بعد يوم من تفجيرها
على أيدي الإسرائيليين، زار بلانفورد هذه الحصون برفقة مراسل صحيفة «كوريير
دولا سيرا» الإيطالية لورنزو كريمونيسي. وقال ان «الاكتشاف العجيب ليس ان
«حزب الله» بنى حصنه تحت منطقة ألغام، بل ان الحصن يبدأ على بعد 100 يارد
(نحو 9 أمتار) وعلى مرمى مركز المراقبة التابع لقوات «اليونيفيل». هو حصن
يقع على بعد 50 يارد (نحو 4,5 امتار) من الممر الذي تستخدمه آليات
«اليونيفيل» يومياً، كما ان الحصن كان على مرمى انظار موقع إسرائيلي
للمراقبة على بعد نحو 400 يارد (36 مترا تقريبا) الى الغرب، على الضفة
الأخرى من الحدود مع لبنان».
وينقل الكاتب عن مسؤول في «اليونيفيل» قوله «لم نر قط احداً يبني أي شيء، لا بد أنهم أحضروا الاسمنت بالملعقة».
كل
هذا أجج رغبة بلانفورد لمشاهدة حصون لم يمسّها الإسرائيليون. هو امر ممكن،
لكن العثور عليها كان صعباً «نظراً إلى مواقعها النائية ووجود ذخائر غير
منفجرة وبسبب مداخلها المموهة على نحو محكم حيث ان بعضها كان مغطى بصخور
اصطناعية». ثم وصل الكاتب إلى أحد هذه المواقع قرب قرية عيتا الشعب، برفقة
مراسل صحيفة «الغارديان» البريطانية غيث عبد الأحد. مشي الرجلان على
«الطريق المنحدرة الى الوادي لمدة 10 دقائق قبل ان يبدأ جهاز الـ«جي بي اس»
يشير الى ضرورة الالتفاف الى اليمين. وما ان وصلا تحت سرداق تظلله
الشجيرات حتى لاحظا عددا من الآثار الباهتة التي وضعها مقاتلو «حزب الله».
ثم
تسلّقا السفح لمدة خمس دقائق قبل ان يشير جهاز الـ«جي بي اس» ان الرجلين
بلغا مقصدهما. لم يجد بلانفورد وزميله أي مدخل لأي حصن. بضع صخور وشجيرات
شائكة وأشجار بلوط وخلافه. بدأ بلانفورد ينزع النباتات بحثاً عن مدخل، لكن
غيث هو من وجده، فقد كان يتلمس الأرض بعصا، حين «صدح صوت معدني أجوف».
عندها انكب الرجلان على إبعاد الأوراق «ليتكشف شيء معدني أسود له مقبضان».
أزاحا «الغطاء الثقيل فظهر بئر عمودي بطول 15 قدماً». فهل نزلا فيه؟ ليس
واضحاً فغيث، زميل بلانفورد «لا يستطيع القيام بذلك»، يبدو أنه يعاني من
الخوف من الأماكن المغلقة
.
ترجمة جنان جمعاوي .. جريدة السفير
لبنان، بالنسبة للصحافي الأميركي نيكولاس بلانفورد، «أبرز دليل على تفاني
«حزب الله» في كفاحه ضد إسرائيل»، ولهذا هي استحقّت أن يُفرد لها، كتابا
خاصاً صدر في منتصف تشرين الأول الماضي بعنوان «مقاتلو الله»، روى فيه
بلانفورد «المهارة التي يتمتع بها الحزب والصبر الذي تحلّى به، من أجل نحت
هذه الحصون السرية».
وفي تقرير كتبه من بلدة عيتا الشعب في الجنوب،
ونشره في مجلة «فورين بوليسي» استعرض بلانفورد، وهو مراسل صحيفتي «كريستيان
ساينس مونيتور» الأميركية و«التايمز» البريطانية، مقتطفات من كتابه
«مقاتلو الله: داخل صراع «حزب الله» الثلاثيني ضد إسرائيل»، استهلّه بالقول
إن «الجولة الأحدث من التكهنات حول ضربة عسكرية إسرائيلية ضد منشآت إيران
النووية، تظهر أن احتمال نشوب نزاع جديد بين «حزب الله» وإسرائيل ليست
بعيدة البتة، وكلا الجانبين يعلم أن الحرب المقبلة ستقزّم حرب تموز 2006».
وأوضح
بلانفورد أن الحصون التي «استكشف بعضها بعد أشهر من حرب تموز 2006»، كانت
«أكثر تعقيداً مما كنت أو كان أي أحد يعتقد»، واصفاً «المهارة والصبر في
بناء هذه الحصون» بـ«المذهلين».
ونقل الكاتب عن «مصادر عسكرية» في «حزب
الله» قولها إن «المنشآت الجديدة المحصنة تحت الأرض شُيِّدت في جبال لبنان
الوعرة منذ العام 2006، وهي أكبر من سابقاتها وأكثر تطوراً»، كل ذلك «فيما
تتواصل عمليات الاستقطاب والتدريب في المخيمات السرية في البقاع وإيران»،
بينما «تم وضع خطط عسكرية جديدة كما تم الحصول على أنظمة أسلحة جديدة».
ورأى
بلانفورد أن «حجم الدمار في لبنان وإسرائيل على السواء لعب دور الرادع في
نشوب حرب جديدة منذ 2006، لكن أياً من الاسباب التي ادت الى تلك الحرب لم
يُحَل» ناهيك عن أن «توازن الرعب» بين «حزب الله» وإسرائيل «لا يزال غير
مستقر».
بعد هذه المقدّمة انتقل بلانفورد في تقريره في «فورين بوليسي»
إلى توصيف الطريق إلى أحد حصون «حزب الله» المحصّنة، التي تشقّ مسارها «وسط
روائح أشجار الليمون، قبل أن تنعطف نحو وادٍ ضيّق تغطّيه الشجيرات». هناك
«تزحف تحت قدميك سحالٍ وأفاعٍ، لكن تحتفظ بحذرك لكي لا تدوس على لغم غير
منفجر تركه الإسرائيليون في الوادي بعد حرب تموز 2006».
ولفت الكاتب
الانتباه إلى انه قبل 2006، «لم يتخيل أحد ان «حزب الله» كان يبني مثل هذه
البنية التحتية المتطورة على الشريط الحدودي، حيث إن أنشطتهم (الحزب)
الظاهرية لطالما تمحورت حول إنشاء مراكز للمراقبة على طول الخط الأزرق».
ثم
يصل بلانفورد على ما يبدو إلى مقصده، حيث المداخل يحرسها مقاتلون ببزاتهم
العسكرية مدججين بالأسلحة». هذه «الجيوب الأمنية» ممنوعة على الفلاحين
المحليين وعناصر قوات «اليونيفيل».
ويروي الكاتب أنه في آب 2002،
«استولى «حزب الله» على منحدر يطلّ على ساحل الناقورة، محفور فيه طريق ضيق
ينتهي عن مركز صغير للمراقبة تابع لقوات «اليونيفيل» في محيط (تلة)
اللبونة». وبعد ان «استولى الحزب على اللبونة لأسبابه الخاصة، وحدها
«اليونيفيل» كانت مخولة الوصول الى مركز المراقبة التابع لها». حاول
بلانفورد التوجه الى هناك «لكن عند منتصف الطريق لاحظ وجود بعض المقاتلين
بين أغصان غضة على مقربة من شيء ضخم مخبأ بإحكام، «ربما هو سلاح مضاد
للطائرات» يقول بلانفورد. بعدها «قطّبوا (المقاتلون) جباههم في وجهي، وعلى
ما يبدو أبلغوا زملاءهم عبر الإذاعة بشأن وجودي، قبل أن يوبّخني احدهم
قائلاً: هذه منطقة عسكرية. لا يمكنك ان تأتي إلى هنا بعد الآن».
ويروي
بلانفورد انه بعد شهرين على تلك الحادثة «واجهت قافلة من الدبلوماسيين
الأميركيين من السفارة الأميركية في بيروت المشكلة ذاتها عندما اعترضهم
مقاتلون مسلحون من «حزب الله» في طريقهم إلى اللبونة، غير مدركين أن
المنحدر لم يعد مكاناً يمكن الوصول إليه». عندما لم يوافق الحزب على
مرورها، عادت القافلة أدراجها الى بيروت، ولم «يحاول الدبلوماسيون
الأميركيون مذ ذاك مشاهدة إسرائيل من اللبونة».
وقال بلانفورد انه «لم
يكن واضحاً بالنسبة إلينا ماذا يفعل مقاتلو الحزب هناك، برغم الحديث
المتقطع عن نشاط سري»، ففي «أوائل حزيران 2002، لم يكن سكان قريتين صغيرتين
على سفوح مزارع شبعا قادرين على النوم طوال الليل بسبب أصوات متفجرات
ديناميت تصدر من واد بعيد مهجور. ثم تبيّن أن انشطة البناء التي كان «حزب
الله» يقوم بها كانت في 2003، عندما كانت «اليونيفيل» تسجّل وقوع انفجارات
قوية يصل عددها الى 25 انفجاراً في آن واحد في وديان ومنحدرات نائية».
هذا
«الحجم المذهل الذي بلغته الشبكة التحتية للحصون ومواقع إطلاق النار
التابعة لـ«حزب الله» في الجنوب» لم يكشف إلا بعد بدء وقف إطلاق النار في
14 آب بعد 33 يوما من القتال في صيف العام 2006.
ففي منحدر اللبونة،
اكتشف الإسرائيليون عقب قرار وقف إطلاق النار، «حصناً متطوراً ونظام مدفعية
محصنَين على عق 120 قدماً في أرض صخرية صلبة وتحتل مساحة تصل الى ثلاثة
أرباع ميل مربع». هذه الحصون تحتوي على «مواقع لإطلاق النار ومنشآت لتخزين
الذخائر وغرف عمليات ومهاجع ومنشآت طبية وانظمة إضاءة وتهوئة ومطابخ
ومراحيض وأنظمة لتسخين المياه، مجهزة بشكل يسمح لعشرات المقاتلين بالعيش
تحت الأرض لأسابيع من دون الحاجة للتزود بالمؤن».
بعد يوم من تفجيرها
على أيدي الإسرائيليين، زار بلانفورد هذه الحصون برفقة مراسل صحيفة «كوريير
دولا سيرا» الإيطالية لورنزو كريمونيسي. وقال ان «الاكتشاف العجيب ليس ان
«حزب الله» بنى حصنه تحت منطقة ألغام، بل ان الحصن يبدأ على بعد 100 يارد
(نحو 9 أمتار) وعلى مرمى مركز المراقبة التابع لقوات «اليونيفيل». هو حصن
يقع على بعد 50 يارد (نحو 4,5 امتار) من الممر الذي تستخدمه آليات
«اليونيفيل» يومياً، كما ان الحصن كان على مرمى انظار موقع إسرائيلي
للمراقبة على بعد نحو 400 يارد (36 مترا تقريبا) الى الغرب، على الضفة
الأخرى من الحدود مع لبنان».
وينقل الكاتب عن مسؤول في «اليونيفيل» قوله «لم نر قط احداً يبني أي شيء، لا بد أنهم أحضروا الاسمنت بالملعقة».
كل
هذا أجج رغبة بلانفورد لمشاهدة حصون لم يمسّها الإسرائيليون. هو امر ممكن،
لكن العثور عليها كان صعباً «نظراً إلى مواقعها النائية ووجود ذخائر غير
منفجرة وبسبب مداخلها المموهة على نحو محكم حيث ان بعضها كان مغطى بصخور
اصطناعية». ثم وصل الكاتب إلى أحد هذه المواقع قرب قرية عيتا الشعب، برفقة
مراسل صحيفة «الغارديان» البريطانية غيث عبد الأحد. مشي الرجلان على
«الطريق المنحدرة الى الوادي لمدة 10 دقائق قبل ان يبدأ جهاز الـ«جي بي اس»
يشير الى ضرورة الالتفاف الى اليمين. وما ان وصلا تحت سرداق تظلله
الشجيرات حتى لاحظا عددا من الآثار الباهتة التي وضعها مقاتلو «حزب الله».
ثم
تسلّقا السفح لمدة خمس دقائق قبل ان يشير جهاز الـ«جي بي اس» ان الرجلين
بلغا مقصدهما. لم يجد بلانفورد وزميله أي مدخل لأي حصن. بضع صخور وشجيرات
شائكة وأشجار بلوط وخلافه. بدأ بلانفورد ينزع النباتات بحثاً عن مدخل، لكن
غيث هو من وجده، فقد كان يتلمس الأرض بعصا، حين «صدح صوت معدني أجوف».
عندها انكب الرجلان على إبعاد الأوراق «ليتكشف شيء معدني أسود له مقبضان».
أزاحا «الغطاء الثقيل فظهر بئر عمودي بطول 15 قدماً». فهل نزلا فيه؟ ليس
واضحاً فغيث، زميل بلانفورد «لا يستطيع القيام بذلك»، يبدو أنه يعاني من
الخوف من الأماكن المغلقة
.
ترجمة جنان جمعاوي .. جريدة السفير