ليس من عادة القيادة السورية أن تكشف أوراقها، ومن يعلم السياسة السورية جيداً يدرك أن وراء كل تسريب مغزى ورسالة. وتشير الأوساط المقربة من النظام السوري أن الظروف أحياناً تتطلب تسريب بعض المعلومات، وظروف الأزمة الراهنة قد تطلب هذا أيضاً، وهذا ليس من باب طمئنة المتحمسين والمعادين بل من باب لفت نظر هؤلاء وغيرهم إلى ما قد تؤول إليه الأمور، عل هذه التسريبات قد تساعد بعض المترددين في حسم خياراتهم.
والتسريبات اليوم تتمحور حول سيناريو الحرب المقبلة ضد "اسرائيل" أما المصادر فهي أوساط مقربة من القيادة السورية، أكدت أن طوال الفترة الماضية الحافلة بالتجهيزات والتدريبات الإسرائيلة لم تقف سورية مكتوفة الأيدي، بل كانت ولازالت تعمل على مراكمة الخبرات وعلى مواكبة التطورات في الميدان الصاروخي والعسكري، وأيضاً في أساليب القتال المتعددة، خصوصاً بعد حرب تموز/يوليو 2006 التي أظهرت مدرسة قتالية جديدة جسدها مجاهدو المقاومة الاسلامية في لبنان.
وذكرت المصادر أن قدرات الجيش الإسرائيلي وتدريباته لم تكن خافية على الجيش السوري الذي عمل على اعداد سيناريو يحاكي الاحتمالات القائمة يحاكي قدرات الجيش الصهيوني، ويقضي بإشعال الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة الممتدة من منطقة الناقورة التي تقع على الساحل الجنوي للبنان وحتى سفوح الجولان شرقاً، أي ما مسافته حوالي 16 كلم.
ويكشف السيناريو الذي نقل تفاصيله موقع جهينة نيوز أن مسرح العمليات القادم سينقسم على الجبهتين اللبنانية والسورية، وتشرح:
- على الجبهة اللبنانية: سيتم استخدام تكتيك الدفاع الثابت، مع مناورات دفاعية بهدف استنزاف التقدم الإسرائيلي بما يتناسب وجغرافية المنطقة.
- على الجبهة السورية: سيستخدم الدفاع المتحرك تبعاً لجغرافية الأرض السورية المسطحة، مع الأخذ بعين الاعتبار التفوق الجوي الإسرائيلي، بانتظار أي تقدم بري للمدرعات الإسرائيلية التي ستنكشف أمام الصواريخ المضادة للدروع، ليتكرر عندها مشاهد ما حصل للميركافا في معركة الحجير وسهل الخيام في حرب 2006.
ولم يغفل السيناريو دور الدفاعات الجوية السورية التي ستعمل على توفير مظلة جوية محكمة لمجموعات المضاد للدروع، معتبراً أن هذه المعارك ستمتد على مساحة تزيد عن 60 كلم مربع، بحسب التقديرات السورية.
أكثر من 600 صاروخ يومياً باتجاه العمق الإسرائيلي
وتشير التفاصيل أن القيادة العسكرية سيكون بمقدورها اطلاق أكثر من 60 صاروخ بالستي يومياً ضد الجبهة الداخلية في عمق الكيان الإسرائيلي إذا تم استهداف البني التحتية السورية.
أما عن الصواريخ التكتيكية فلدى سورية الامكانية لاطلاق أكثر من 600 صاروخ يومياً منها ضد أهداف محددة داخل "إسرائيل".
وفي رد مقابل تشير المصادر أن القيادة العسكرية السورية "لن تترد في استخدام صواريخ غير تقليدية في حال أخذ الجنون عقول القادة الإسرائيليين واستخدموا الصواريخ غير التقليدية".
وتوضح أن الساحل الإسرائيلي على امتداده سيكون تحت مرمى الصواريخ السورية في حال نشوب حرب ضد لبنان وسورية.
الساحة غير مهيئة للحرب
وتعليقاً على السيناريو المفترض يستبعد العميد الركن محمود مطر قيام أي عمل عسكري ضد سورية، معتبراً أن قرقعات الحروب والتهديد بضربة عسكرية ضد سورية بمثابة "سيناريوهات غير خاضة للمنطق... خصوصاً وان الوضع الدولي الراهن لا يسمح بفتح جبهات حرب".
وفي حديث لموقع المنار، يعتبر الخبير العسكري اللبناني أن ما يُنقل من سيناريوهات يفيد بأن "القيادة السورية تتحضر لكل الإحتمالات، وللرد على أي اعتداء من أي جهة أتى".
ويردف أن الساحة الاقليمية اليوم غير مهيئة لحرب كبرى، لأن "الوضع الدولي لا يسمح بذلك.. فالعملية العسكرية لها متوجباتها، الأميركيون والأروبيون اليوم مشغولون بأزماتهم الداخلية، ناهيكِ عن الفيتو الروسي الصيني الذي سيجابههم في مجلس الأمن."
ويعتقد العميد المتقاعد أن الضغوطات السياسية والاقتصادية مستمرة وستزداد، معتبراً أنه ليس بمقدور أحد اليوم اتخاذ قرار الحرب لأنه "ليس بمقدور أحد احصاء تكاليفها.. ولأن خيار الحرب ينبغي أن يكون مدروساً خصوصاً من ناحية المردود".
مطلوب جرّ إيران إلى طاولة المفاوضات
ويتابع الأميركيون اتخذوا قراراً بتغيير النظام السوري، إلا أن القرار غير قابل للتطبيق من الناحية العسكرية، لأنهم يدركون جيداً أنه في أي حرب ضد سورية لن يكون حزب الله وإيران على الحياد.
"هم يعلمون أن قرار الحرب هو عملية انتحارية للجميع.. وأن الخسارة فيه سيدفع ثمنها الكل"، يقول مطر.
ويتابع: "ما تريده أميركا اليوم هو الضغط على إيران.. هم يعلمون جيداً أن اسقاط النظام السوري يعني قطع خط الإمداد الممتد من إيران باتجاه حزب الله مروراً بسورية، وهذا ما يسعون إلى تحقيقه عن طريق تغيير النظام، مستبعدين أي حل عسكري كلاسيكي".
ويوضح الخبير العسكري اللبناني أن الأزمة في سورية مرتبطة بالانسحاب الأميركي من العراق، قائلاً أن الأميركي يريد أن يخرج من العراق بأقل خسائر ممكنة، وتعاطيه من الأزمة السورية يأتي من باب الضغط على إيران لمفاوضتها.
ويقول: "الأميركي يريد أن يخرج من العراق ببعضٍ من الكرامة، خصوصاً وانه في احتلاله للعراق لم ينجح إلى تفتيت هذا البلد إلى 3 كيانات: سنية وشيعية وكردية، فيما فشل في كل شيء عدا مسألة التفتيت، هو يضغط على الإيراني لجرّه إلى طاولة المفاوضات، بالمقابل يرفض الإيراني إجراء أي مفاوضات قبل اكمال الانسحاب".
ويقرأ العميد مطر في تحرك البارجة الأميركية "جورج بوش" نحو السواحل السورية رسالة أميركية للروس ولغيرهم أن الأميركيين كما غيرهم لهم وجودهم العسكري أيضاً في المنطقة – في إشارة إلى القاعدة العسكرية الروسية في مدينة طرطوس_، واضعاً هذه الخطوة في خانة التوازنات العسكرية في المنطقة.
المصدر: إسراء الفاس - المنار- الرادار
والتسريبات اليوم تتمحور حول سيناريو الحرب المقبلة ضد "اسرائيل" أما المصادر فهي أوساط مقربة من القيادة السورية، أكدت أن طوال الفترة الماضية الحافلة بالتجهيزات والتدريبات الإسرائيلة لم تقف سورية مكتوفة الأيدي، بل كانت ولازالت تعمل على مراكمة الخبرات وعلى مواكبة التطورات في الميدان الصاروخي والعسكري، وأيضاً في أساليب القتال المتعددة، خصوصاً بعد حرب تموز/يوليو 2006 التي أظهرت مدرسة قتالية جديدة جسدها مجاهدو المقاومة الاسلامية في لبنان.
وذكرت المصادر أن قدرات الجيش الإسرائيلي وتدريباته لم تكن خافية على الجيش السوري الذي عمل على اعداد سيناريو يحاكي الاحتمالات القائمة يحاكي قدرات الجيش الصهيوني، ويقضي بإشعال الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة الممتدة من منطقة الناقورة التي تقع على الساحل الجنوي للبنان وحتى سفوح الجولان شرقاً، أي ما مسافته حوالي 16 كلم.
ويكشف السيناريو الذي نقل تفاصيله موقع جهينة نيوز أن مسرح العمليات القادم سينقسم على الجبهتين اللبنانية والسورية، وتشرح:
- على الجبهة اللبنانية: سيتم استخدام تكتيك الدفاع الثابت، مع مناورات دفاعية بهدف استنزاف التقدم الإسرائيلي بما يتناسب وجغرافية المنطقة.
- على الجبهة السورية: سيستخدم الدفاع المتحرك تبعاً لجغرافية الأرض السورية المسطحة، مع الأخذ بعين الاعتبار التفوق الجوي الإسرائيلي، بانتظار أي تقدم بري للمدرعات الإسرائيلية التي ستنكشف أمام الصواريخ المضادة للدروع، ليتكرر عندها مشاهد ما حصل للميركافا في معركة الحجير وسهل الخيام في حرب 2006.
ولم يغفل السيناريو دور الدفاعات الجوية السورية التي ستعمل على توفير مظلة جوية محكمة لمجموعات المضاد للدروع، معتبراً أن هذه المعارك ستمتد على مساحة تزيد عن 60 كلم مربع، بحسب التقديرات السورية.
أكثر من 600 صاروخ يومياً باتجاه العمق الإسرائيلي
وتشير التفاصيل أن القيادة العسكرية سيكون بمقدورها اطلاق أكثر من 60 صاروخ بالستي يومياً ضد الجبهة الداخلية في عمق الكيان الإسرائيلي إذا تم استهداف البني التحتية السورية.
أما عن الصواريخ التكتيكية فلدى سورية الامكانية لاطلاق أكثر من 600 صاروخ يومياً منها ضد أهداف محددة داخل "إسرائيل".
وفي رد مقابل تشير المصادر أن القيادة العسكرية السورية "لن تترد في استخدام صواريخ غير تقليدية في حال أخذ الجنون عقول القادة الإسرائيليين واستخدموا الصواريخ غير التقليدية".
وتوضح أن الساحل الإسرائيلي على امتداده سيكون تحت مرمى الصواريخ السورية في حال نشوب حرب ضد لبنان وسورية.
الساحة غير مهيئة للحرب
وتعليقاً على السيناريو المفترض يستبعد العميد الركن محمود مطر قيام أي عمل عسكري ضد سورية، معتبراً أن قرقعات الحروب والتهديد بضربة عسكرية ضد سورية بمثابة "سيناريوهات غير خاضة للمنطق... خصوصاً وان الوضع الدولي الراهن لا يسمح بفتح جبهات حرب".
وفي حديث لموقع المنار، يعتبر الخبير العسكري اللبناني أن ما يُنقل من سيناريوهات يفيد بأن "القيادة السورية تتحضر لكل الإحتمالات، وللرد على أي اعتداء من أي جهة أتى".
ويردف أن الساحة الاقليمية اليوم غير مهيئة لحرب كبرى، لأن "الوضع الدولي لا يسمح بذلك.. فالعملية العسكرية لها متوجباتها، الأميركيون والأروبيون اليوم مشغولون بأزماتهم الداخلية، ناهيكِ عن الفيتو الروسي الصيني الذي سيجابههم في مجلس الأمن."
ويعتقد العميد المتقاعد أن الضغوطات السياسية والاقتصادية مستمرة وستزداد، معتبراً أنه ليس بمقدور أحد اليوم اتخاذ قرار الحرب لأنه "ليس بمقدور أحد احصاء تكاليفها.. ولأن خيار الحرب ينبغي أن يكون مدروساً خصوصاً من ناحية المردود".
مطلوب جرّ إيران إلى طاولة المفاوضات
ويتابع الأميركيون اتخذوا قراراً بتغيير النظام السوري، إلا أن القرار غير قابل للتطبيق من الناحية العسكرية، لأنهم يدركون جيداً أنه في أي حرب ضد سورية لن يكون حزب الله وإيران على الحياد.
"هم يعلمون أن قرار الحرب هو عملية انتحارية للجميع.. وأن الخسارة فيه سيدفع ثمنها الكل"، يقول مطر.
ويتابع: "ما تريده أميركا اليوم هو الضغط على إيران.. هم يعلمون جيداً أن اسقاط النظام السوري يعني قطع خط الإمداد الممتد من إيران باتجاه حزب الله مروراً بسورية، وهذا ما يسعون إلى تحقيقه عن طريق تغيير النظام، مستبعدين أي حل عسكري كلاسيكي".
ويوضح الخبير العسكري اللبناني أن الأزمة في سورية مرتبطة بالانسحاب الأميركي من العراق، قائلاً أن الأميركي يريد أن يخرج من العراق بأقل خسائر ممكنة، وتعاطيه من الأزمة السورية يأتي من باب الضغط على إيران لمفاوضتها.
ويقول: "الأميركي يريد أن يخرج من العراق ببعضٍ من الكرامة، خصوصاً وانه في احتلاله للعراق لم ينجح إلى تفتيت هذا البلد إلى 3 كيانات: سنية وشيعية وكردية، فيما فشل في كل شيء عدا مسألة التفتيت، هو يضغط على الإيراني لجرّه إلى طاولة المفاوضات، بالمقابل يرفض الإيراني إجراء أي مفاوضات قبل اكمال الانسحاب".
ويقرأ العميد مطر في تحرك البارجة الأميركية "جورج بوش" نحو السواحل السورية رسالة أميركية للروس ولغيرهم أن الأميركيين كما غيرهم لهم وجودهم العسكري أيضاً في المنطقة – في إشارة إلى القاعدة العسكرية الروسية في مدينة طرطوس_، واضعاً هذه الخطوة في خانة التوازنات العسكرية في المنطقة.
المصدر: إسراء الفاس - المنار- الرادار