جهينة نيوز – خاص- "كفاح نصر":
متى ستنتصر سورية.. وإلى أين تذهب الأحداث..؟
الحق يقال إن السؤال الأكثر تداولاً الآن هو متى النصر؟.. متى ستنتهي
المعركة؟ وقد تجنّبت سابقاً الكتابة عن هذا الأمر، ولم أكتب حتى وجهة نظري
في وضع تصوّر لنهاية الأحداث، لأني كنت أعلم تماماً أن النصر الحقيقي قد
أُنجز قسم كبير منه، ليتكرّر السؤال مرة أخرى نريد أن نعلم متى سيكون النصر
النهائي، متى سيتوقف الخطف والقتل في حمص الجريحة مثلاً؟.
قبل أن أدخل في التفاصيل والتكهنات، يبقى السؤال الأهم حين يوقف الدم في
حمص هل ستنتهي المعركة؟ أم لايزال في جعبة واشنطن المزيد؟.. ورغم أن قراءة
صغيرة لأحداث العقود الأربعة الماضية سيدرك القارئ أننا لسنا قريبين من
تحقيق نصر في حمص فقط، بل قريبين من حسم المعركة الكبرى، ومع ذلك لنراجع ما
حدث لعله يحمل في طياته جواباً، يقنع الكثير من الإخوة قرّاء ومتصفّحي
"جهينة نيوز".
ماذا أنجزت سورية حتى الآن..؟
بالمختصر.. يكفي أن نلقي نظرة من الأعلى على ما حدث، لنجد أن مفاصل الصراع تمحورت حول ثلاث مراحل أساسية:
1- محاولة إشعال سورية وحرقها، وتقسيمها وتدميرها تماماً، واستمرت من
مطلع آذار إلى نهاية أيار وكتبت عن هذه المرحلة الكثير في فصول الياسمينة
الزرقاء، وكانت الاحتجاجات في (درعا، حمص، بانياس، اللاذقية، دوما) ولم
تستثمر كل أوراق هذه المرحلة، لأنها سقطت تماماً.
2- مرحلة إنشاء منطقة عازلة في الشمال السوري انطلاقاً من داخل
سورية، وخلق بؤرة للتوتر الأمني تُرهق سورية وجيشها، وبدأت هذه المرحلة من
نهاية شهر أيار مع قيام الرئيس الأسد بإصدار عفو عن الإخوان المسلمين،
وانتهت مع زيارة أحمد داوود أوغلو إلى سورية، وسقطت كل الأحلام قبل منتصف
شهر آب، وتوسّعت إلى استثمار ما يمكن القيام به في دير الزور فيما لو نجحت
الياسمينة الزرقاء، أي حرق الأمريكي ورقة من يده وكان جوهر الصراع (حماة،
جسر الشغور، دير الزور).
3- مرحلة الحرب النفسية من خلال التهديد والوعيد واستثمار ما تبقى من
أوراق والتلويح بإقامة منطقة عازلة انطلاقاً من تركيا وليس من الداخل
السوري، ورفع الضغط الاقتصادي والضغط الإعلامي إلى أعلى مستوياته، وسقطت
هذه المرحلة قبل أن تبدأ، حيث بدأت من منتصف شهر آب (رمضان) وبدأ التخطيط
لإرسال قوة عسكرية يقودها الهرموش لاحتلال قرية وتقوم الجامعة العربية
بالاعتراف بالمجلس الانتقالي، ولكن الهرموش ظهر على التلفزيون بعد أن قُبض
عليه في تركيا، وهنا سقط جزء منها، واستمر المخطط عبر التهديد والوعيد
وسقطت هذه المرحلة مع المناورات الصاروخية السورية وفرض عقوبات سورية على
تركيا، والتلويح بالرد على أي عقوبات عربية. وكما نعلم طارت أحلامهم، وكان
الصراع (محاولة استثمار كل الأوراق) ولكن معظم الأوراق سقطت، فكان التحرك
الحقيقي أساسياً فقط على الحدود التركية واللبنانية.
ماذا يحدث الآن وخصوصاً في حمص..؟
ما إن عقد رئيس الدبلوماسية السورية مؤتمره، وأنجزت القوات العربية
السورية مناورات عسكرية واسعة، حتى بدأ الأمريكي يفقد أعصابه، وجنّ جنونه،
وبدأ بإرسال عصابات، وشنّ هجمات واستهداف بُنى اقتصادية هامة، وتنفيذ
عمليات قتل وتفجير وخطف، وخصوصاً في أهم نقطة ارتكاز وهي حمص، وعلى المناطق
الحدودية. وهنا أقول يجب ألا يكون السؤال متى تنتهي، ولكن هل فقد الأمريكي
كل أوراقه حتى يتصرّف بهذا الجنون؟ هل الأمريكي يغطي انسحابه من سورية؟ أم
أنه رصد تحركاً سورياً يحاول كبحه؟... نعم يا أحباءنا في نهاية كل معركة
لا بد من استثمار كل ورقة، فنهاية المعركة هي أصعب أيامها، لأنه عندما
تتوقف المعركة سيكون لكل مقاتل ما حصل عليه، ولهذا يكفي أن نرى على الأرض
الدم يسيل وبنفس الوقت السفراء يعودون إلى دمشق ودول عربية تحت الطاولة
تحاول فتح الصفحة الجديدة مع دمشق، ومع ذلك تبقى مؤشرات لا يمكن الاعتماد
عليها في التكهّن بما سيحدث.
ومما سبق قبل التوسّع وبحث التفاصيل، الجواب الوحيد، عن سؤال متى ننتصر،
هو أنه يفصلنا عن النصر، نصر جديد، فنحن محكومون بالنصر ولا خيار لنا إلا
النصر.
ملاحظة في الاقتصاد
بعد حوالى عشرة أشهر من القتال، من الطبيعي أن تظهر بعض النتائج
الاقتصادية السيئة، خصوصاً وأن سورية خسرت المردود السياحي بشكل خاص، فضلاً
عن الضغط على الاقتصاد السوري بشكل غير مسبوق، ورغم ارتفاع بعض الأسعار
ورغم ظهور ملامح تأثر بما حدث، ولكن المذهل أن سورية صمدت بشكل غريب جداً،
ولكن ما سأقوله هو بخصوص ارتفاع سعر صرف الدولار ما يقارب من خمس ليرات
وربما أكثر، هل هو نتيجة العقوبات العربية والتركية، من المؤكد لا، فمع وقف
استيراد البضائع التركية من الطبيعي أن يهبط سعر صرف الدولار، ولكن لماذا
ارتفع رغم التخلي عن ما يقارب المليار دولار واردات، لصالح المنتوجات
الوطنية. وهنا أقول للقارئ: نعم نقصت حاجة سورية للعملة الخضراء ومع ذلك
ارتفع سعرها، ورغم أن الدولة قادرة على تدمير العملة الخضراء في السوق
تركتها، والسبب الحقيقي لأن ارتفاع سعر الصرف جزء من حماية المواطن، لأنها
ترفع أسعار الكماليات وبعض التكنولوجيا، وتخفض أسعار المواد الأساسية
والوطنية، نعم تقاتل واشنطن مع الصين لتقوم الصين برفع قيمة اليوان، ولو
كان لدى سورية صناعه تكنولوجية كما الصين لرفعت قيمة الدولار إلى 100 ليرة
عن قصد، ولهذا يجب أن يعلم الجميع أن الاقتصاد بخير وما يحدث هو نتيجة
طبيعية لتغير بعض الأسواق والمنتجات، وتأثر في الأسواق ما بين شهر إلى ست
شهور حسب كل مادة، فضلاً عن مرور ما يقارب العشرة شهور من الضغط الاقتصادي
ضد سورية، ولهذا يجب أن يعلم الجميع أن ما يحدث هو نتيجة إجراءات سورية،
وبالنتيجة سيكون لها مردود جيد على المواطن والصناعي، وعلى التاجر أن
يتأقلم مع الوضع الجديد وحين يتأقلم التجار مع الأوضاع الجديدة كل شيء
سيكون بخير، ومن يريد أن يشارك بالانتصار عليه شراء المنتج الوطني السوري
قبل كل شي. أما العقوبات العربية فيمكن لسورية تحمّلها ولكن لا يمكن للعرب
أن يتحمّلوها، فلا قلق من الضغط الاقتصادي كما حدث نهاية العام 1985 فاليوم
يختلف العالم تماماً وسورية مختلفة تماماً، فبالأمس كان اقتصادنا ضعيفاً،
والغرب يملك مفاتيح اقتصاد العالم، ولكن اليوم سورية بين كل دول العالم
الثالث هي التي تملك أمناً غذائياً ودوائياً، بل إن الأمن الغذائي في
المنطقة متعلق بسورية اليوم، والغرب هو الضعيف، مع وجود بدائل لدى حلفاء
سورية، وهنا أذكّر أصحاب النفوس الضعيفة في العام 1985 حين هبوا لشراء
العملة الخضراء طمعاً بالأرباح وخسروا الملايين لأنهم قدّروا خطأً، لا
تكرروا هذا الأمر مع هزيمة الأمريكي من العراق ووصول الدين الأمريكي إلى ما
يزيد عن 15 ألف مليار دولار، فمن خسر بالدولار خمس ليرات في العام 1985
سيخسر أكثر من هذا المبلغ إذا اعتقد أنها فرصته للربح، كما اعتقد الكثيرون
في العام 1985، لأن فرق ليرة عن سعر الليرة السورية سيخسره ليرات على سعر
الذهب لاحقاً، وليتذكر أن سعر أونصة الذهب كان قبل سنوات 335 دولاراً
واليوم يزيد عن 1700 دولار، وأنصح أصحاب النفوس الضعيفة بالوقوف إلى جانب
القوي وليس المهزوم.
محكومون بالمواجهة والانتصار
إن سورية ليست هي من شنّ المعركة بل المعركة فُرضت عليها، ومن الجيد أن
نشعر في نهاية المعركة، أن سورية لم تكتفِ بالدفاع بل وجّهت ضربات، وربما
هذه الأسابيع هي الأصعب وربما تكون مؤلمة، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن
الأمريكي الذي يشنّ الحرب مازال يملك بعض الأوراق، وهو قادر في نهاية الحسم
بحمص مثلاً على تحريكها، بمكان آخر ربما، ولهذا رغم أهمية الحسم على الأرض
يبقى القرار الخارجي هو الفاصل، ولكن مع نهاية العام سيصبح وضع واشنطن
صعباً جداً، والولايات المتحدة الأمريكية في وضع لا تُحسد عليه مطلقاً، ومن
الصعب التنبؤ بتصرفاتها، لأن التصعيد الأمريكي انتحار والانسحاب انتحار
وإن كان أخف وطأة على الأمريكي المرهق. وأعتقد أن واشنطن تقوم بالتصعيد
الإعلامي المكثف في محاولة ليس للتدخل في سورية بل لمحاولة جر سورية إلى
فتح نزاع، ومن يفتح النزاع بنظر الأمريكي هو الخاسر، ووصول الأمر إلى نزاع
عسكري سيكون انتحاراً أمريكياً بما تعني الكلمة، بغض النظر عن الذي أشعل
النزاع، ولهذا أعتقد أن العام القادم سيكون إما نهاية المعركة بشكل نهائي،
أو معركة كسر عظم على مستوى المنطقة، ستذوق وقتها كل دول المنطقة ما ذاقته
سورية بالشهور الماضية، وأعتقد بشكل شخصي وليس بناء على أي معلومات أن
نهاية العام ستشهد نهاية معظم الأمور الخطرة ولكن سيستمر التصعيد الإعلامي،
كما في لبنان بعد عدوان تموز استمر التصعيد إلى 7 أيار العام 2008، ويمكن
المساهمة بالنصر عبر التالي:
حين يسألك شخص متى ستنتهي؟.. ليكن جوابك: مين قصدك إسرائيل انتهت، وكن
شريكاً في شنّ حرب نفسية ضد العدو، فما أُنجز لغاية اليوم عظيم جداً،
والمواجهة هي الطريق الأسهل والأقل كلفة، نعم يا أحباءنا قد نخسر في
المواجهة كل يوم 20 حبيباً وغالياً على قلوبنا، ولكن برمي البندقية سنخسر
كل يوم 2000 شهيد، والمواجهة كلفتها أقل بكثير من التسليم ونحن قوم لا
نسلّم، خيارنا المقاومة لا المساومة، لا يمكننا أن نخرج من جلودنا ومحكومون
بالمواجهة والانتصار.
متى ستنتصر سورية.. وإلى أين تذهب الأحداث..؟
الحق يقال إن السؤال الأكثر تداولاً الآن هو متى النصر؟.. متى ستنتهي
المعركة؟ وقد تجنّبت سابقاً الكتابة عن هذا الأمر، ولم أكتب حتى وجهة نظري
في وضع تصوّر لنهاية الأحداث، لأني كنت أعلم تماماً أن النصر الحقيقي قد
أُنجز قسم كبير منه، ليتكرّر السؤال مرة أخرى نريد أن نعلم متى سيكون النصر
النهائي، متى سيتوقف الخطف والقتل في حمص الجريحة مثلاً؟.
قبل أن أدخل في التفاصيل والتكهنات، يبقى السؤال الأهم حين يوقف الدم في
حمص هل ستنتهي المعركة؟ أم لايزال في جعبة واشنطن المزيد؟.. ورغم أن قراءة
صغيرة لأحداث العقود الأربعة الماضية سيدرك القارئ أننا لسنا قريبين من
تحقيق نصر في حمص فقط، بل قريبين من حسم المعركة الكبرى، ومع ذلك لنراجع ما
حدث لعله يحمل في طياته جواباً، يقنع الكثير من الإخوة قرّاء ومتصفّحي
"جهينة نيوز".
ماذا أنجزت سورية حتى الآن..؟
بالمختصر.. يكفي أن نلقي نظرة من الأعلى على ما حدث، لنجد أن مفاصل الصراع تمحورت حول ثلاث مراحل أساسية:
1- محاولة إشعال سورية وحرقها، وتقسيمها وتدميرها تماماً، واستمرت من
مطلع آذار إلى نهاية أيار وكتبت عن هذه المرحلة الكثير في فصول الياسمينة
الزرقاء، وكانت الاحتجاجات في (درعا، حمص، بانياس، اللاذقية، دوما) ولم
تستثمر كل أوراق هذه المرحلة، لأنها سقطت تماماً.
2- مرحلة إنشاء منطقة عازلة في الشمال السوري انطلاقاً من داخل
سورية، وخلق بؤرة للتوتر الأمني تُرهق سورية وجيشها، وبدأت هذه المرحلة من
نهاية شهر أيار مع قيام الرئيس الأسد بإصدار عفو عن الإخوان المسلمين،
وانتهت مع زيارة أحمد داوود أوغلو إلى سورية، وسقطت كل الأحلام قبل منتصف
شهر آب، وتوسّعت إلى استثمار ما يمكن القيام به في دير الزور فيما لو نجحت
الياسمينة الزرقاء، أي حرق الأمريكي ورقة من يده وكان جوهر الصراع (حماة،
جسر الشغور، دير الزور).
3- مرحلة الحرب النفسية من خلال التهديد والوعيد واستثمار ما تبقى من
أوراق والتلويح بإقامة منطقة عازلة انطلاقاً من تركيا وليس من الداخل
السوري، ورفع الضغط الاقتصادي والضغط الإعلامي إلى أعلى مستوياته، وسقطت
هذه المرحلة قبل أن تبدأ، حيث بدأت من منتصف شهر آب (رمضان) وبدأ التخطيط
لإرسال قوة عسكرية يقودها الهرموش لاحتلال قرية وتقوم الجامعة العربية
بالاعتراف بالمجلس الانتقالي، ولكن الهرموش ظهر على التلفزيون بعد أن قُبض
عليه في تركيا، وهنا سقط جزء منها، واستمر المخطط عبر التهديد والوعيد
وسقطت هذه المرحلة مع المناورات الصاروخية السورية وفرض عقوبات سورية على
تركيا، والتلويح بالرد على أي عقوبات عربية. وكما نعلم طارت أحلامهم، وكان
الصراع (محاولة استثمار كل الأوراق) ولكن معظم الأوراق سقطت، فكان التحرك
الحقيقي أساسياً فقط على الحدود التركية واللبنانية.
ماذا يحدث الآن وخصوصاً في حمص..؟
ما إن عقد رئيس الدبلوماسية السورية مؤتمره، وأنجزت القوات العربية
السورية مناورات عسكرية واسعة، حتى بدأ الأمريكي يفقد أعصابه، وجنّ جنونه،
وبدأ بإرسال عصابات، وشنّ هجمات واستهداف بُنى اقتصادية هامة، وتنفيذ
عمليات قتل وتفجير وخطف، وخصوصاً في أهم نقطة ارتكاز وهي حمص، وعلى المناطق
الحدودية. وهنا أقول يجب ألا يكون السؤال متى تنتهي، ولكن هل فقد الأمريكي
كل أوراقه حتى يتصرّف بهذا الجنون؟ هل الأمريكي يغطي انسحابه من سورية؟ أم
أنه رصد تحركاً سورياً يحاول كبحه؟... نعم يا أحباءنا في نهاية كل معركة
لا بد من استثمار كل ورقة، فنهاية المعركة هي أصعب أيامها، لأنه عندما
تتوقف المعركة سيكون لكل مقاتل ما حصل عليه، ولهذا يكفي أن نرى على الأرض
الدم يسيل وبنفس الوقت السفراء يعودون إلى دمشق ودول عربية تحت الطاولة
تحاول فتح الصفحة الجديدة مع دمشق، ومع ذلك تبقى مؤشرات لا يمكن الاعتماد
عليها في التكهّن بما سيحدث.
ومما سبق قبل التوسّع وبحث التفاصيل، الجواب الوحيد، عن سؤال متى ننتصر،
هو أنه يفصلنا عن النصر، نصر جديد، فنحن محكومون بالنصر ولا خيار لنا إلا
النصر.
ملاحظة في الاقتصاد
بعد حوالى عشرة أشهر من القتال، من الطبيعي أن تظهر بعض النتائج
الاقتصادية السيئة، خصوصاً وأن سورية خسرت المردود السياحي بشكل خاص، فضلاً
عن الضغط على الاقتصاد السوري بشكل غير مسبوق، ورغم ارتفاع بعض الأسعار
ورغم ظهور ملامح تأثر بما حدث، ولكن المذهل أن سورية صمدت بشكل غريب جداً،
ولكن ما سأقوله هو بخصوص ارتفاع سعر صرف الدولار ما يقارب من خمس ليرات
وربما أكثر، هل هو نتيجة العقوبات العربية والتركية، من المؤكد لا، فمع وقف
استيراد البضائع التركية من الطبيعي أن يهبط سعر صرف الدولار، ولكن لماذا
ارتفع رغم التخلي عن ما يقارب المليار دولار واردات، لصالح المنتوجات
الوطنية. وهنا أقول للقارئ: نعم نقصت حاجة سورية للعملة الخضراء ومع ذلك
ارتفع سعرها، ورغم أن الدولة قادرة على تدمير العملة الخضراء في السوق
تركتها، والسبب الحقيقي لأن ارتفاع سعر الصرف جزء من حماية المواطن، لأنها
ترفع أسعار الكماليات وبعض التكنولوجيا، وتخفض أسعار المواد الأساسية
والوطنية، نعم تقاتل واشنطن مع الصين لتقوم الصين برفع قيمة اليوان، ولو
كان لدى سورية صناعه تكنولوجية كما الصين لرفعت قيمة الدولار إلى 100 ليرة
عن قصد، ولهذا يجب أن يعلم الجميع أن الاقتصاد بخير وما يحدث هو نتيجة
طبيعية لتغير بعض الأسواق والمنتجات، وتأثر في الأسواق ما بين شهر إلى ست
شهور حسب كل مادة، فضلاً عن مرور ما يقارب العشرة شهور من الضغط الاقتصادي
ضد سورية، ولهذا يجب أن يعلم الجميع أن ما يحدث هو نتيجة إجراءات سورية،
وبالنتيجة سيكون لها مردود جيد على المواطن والصناعي، وعلى التاجر أن
يتأقلم مع الوضع الجديد وحين يتأقلم التجار مع الأوضاع الجديدة كل شيء
سيكون بخير، ومن يريد أن يشارك بالانتصار عليه شراء المنتج الوطني السوري
قبل كل شي. أما العقوبات العربية فيمكن لسورية تحمّلها ولكن لا يمكن للعرب
أن يتحمّلوها، فلا قلق من الضغط الاقتصادي كما حدث نهاية العام 1985 فاليوم
يختلف العالم تماماً وسورية مختلفة تماماً، فبالأمس كان اقتصادنا ضعيفاً،
والغرب يملك مفاتيح اقتصاد العالم، ولكن اليوم سورية بين كل دول العالم
الثالث هي التي تملك أمناً غذائياً ودوائياً، بل إن الأمن الغذائي في
المنطقة متعلق بسورية اليوم، والغرب هو الضعيف، مع وجود بدائل لدى حلفاء
سورية، وهنا أذكّر أصحاب النفوس الضعيفة في العام 1985 حين هبوا لشراء
العملة الخضراء طمعاً بالأرباح وخسروا الملايين لأنهم قدّروا خطأً، لا
تكرروا هذا الأمر مع هزيمة الأمريكي من العراق ووصول الدين الأمريكي إلى ما
يزيد عن 15 ألف مليار دولار، فمن خسر بالدولار خمس ليرات في العام 1985
سيخسر أكثر من هذا المبلغ إذا اعتقد أنها فرصته للربح، كما اعتقد الكثيرون
في العام 1985، لأن فرق ليرة عن سعر الليرة السورية سيخسره ليرات على سعر
الذهب لاحقاً، وليتذكر أن سعر أونصة الذهب كان قبل سنوات 335 دولاراً
واليوم يزيد عن 1700 دولار، وأنصح أصحاب النفوس الضعيفة بالوقوف إلى جانب
القوي وليس المهزوم.
محكومون بالمواجهة والانتصار
إن سورية ليست هي من شنّ المعركة بل المعركة فُرضت عليها، ومن الجيد أن
نشعر في نهاية المعركة، أن سورية لم تكتفِ بالدفاع بل وجّهت ضربات، وربما
هذه الأسابيع هي الأصعب وربما تكون مؤلمة، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن
الأمريكي الذي يشنّ الحرب مازال يملك بعض الأوراق، وهو قادر في نهاية الحسم
بحمص مثلاً على تحريكها، بمكان آخر ربما، ولهذا رغم أهمية الحسم على الأرض
يبقى القرار الخارجي هو الفاصل، ولكن مع نهاية العام سيصبح وضع واشنطن
صعباً جداً، والولايات المتحدة الأمريكية في وضع لا تُحسد عليه مطلقاً، ومن
الصعب التنبؤ بتصرفاتها، لأن التصعيد الأمريكي انتحار والانسحاب انتحار
وإن كان أخف وطأة على الأمريكي المرهق. وأعتقد أن واشنطن تقوم بالتصعيد
الإعلامي المكثف في محاولة ليس للتدخل في سورية بل لمحاولة جر سورية إلى
فتح نزاع، ومن يفتح النزاع بنظر الأمريكي هو الخاسر، ووصول الأمر إلى نزاع
عسكري سيكون انتحاراً أمريكياً بما تعني الكلمة، بغض النظر عن الذي أشعل
النزاع، ولهذا أعتقد أن العام القادم سيكون إما نهاية المعركة بشكل نهائي،
أو معركة كسر عظم على مستوى المنطقة، ستذوق وقتها كل دول المنطقة ما ذاقته
سورية بالشهور الماضية، وأعتقد بشكل شخصي وليس بناء على أي معلومات أن
نهاية العام ستشهد نهاية معظم الأمور الخطرة ولكن سيستمر التصعيد الإعلامي،
كما في لبنان بعد عدوان تموز استمر التصعيد إلى 7 أيار العام 2008، ويمكن
المساهمة بالنصر عبر التالي:
حين يسألك شخص متى ستنتهي؟.. ليكن جوابك: مين قصدك إسرائيل انتهت، وكن
شريكاً في شنّ حرب نفسية ضد العدو، فما أُنجز لغاية اليوم عظيم جداً،
والمواجهة هي الطريق الأسهل والأقل كلفة، نعم يا أحباءنا قد نخسر في
المواجهة كل يوم 20 حبيباً وغالياً على قلوبنا، ولكن برمي البندقية سنخسر
كل يوم 2000 شهيد، والمواجهة كلفتها أقل بكثير من التسليم ونحن قوم لا
نسلّم، خيارنا المقاومة لا المساومة، لا يمكننا أن نخرج من جلودنا ومحكومون
بالمواجهة والانتصار.