جهينة نيوز- كفاح نصر:
ليس غريباً أن يصل تنظيم القاعدة إلى قلب دمشق، وقد وصل سابقاً إلى قلب
موسكو، ولا يمكن قراءة هذه الأعمال الإرهابية كرسالة، بل هي رسائل، قد تكون
رداً على قيام المقاومة العراقية بضرب فلول الاحتلال الأمريكي، وقد تكون
ضمن مخطط إشعال العراق وسورية ولبنان بالدم، وإن كنت أستبعد ذلك، فمن بيته
من زجاج لا يرمي حجارة على من بيته من فولاذ، وربما قد تكون ضمن سلسلة
تفجيرات ما بعد خروج الأمريكي هارباً من العراق والكثير من التفسيرات، ولكن
ربما الرسالة الأهم التي من الممكن أن تكون حملتها هذه الرسالة هي الرد
على ما حدث في جبل الزاوية، حيث تلقت واشنطن ومن خلفها عملاءها صفعة كبرى،
دفعتهم إلى هذا الجنون.. فما الذي حدث في جبل الزاوية؟.
التفجيرات الإرهابية التي ضربت العاصمة السورية دمشق، ربما تحمل عشرات
الرسائل، ولكن تبقى الرسالة الأقوى هي التعبير عن الغضب الأمريكي العارم،
ولفهم هذا الغضب سنعيد الذاكرة للخلف قليلاً، لنستذكر ماذا فعل السوريون
بالأمريكي ومن خلفه:
- جسر الشغور كان يفترض بعد مقتل 120 شرطياً أن يدخل الجيش ويغرق في حرب
شوارع تؤدي إلى نزوح عشرات آلاف السوريين، ويدخل الجيش التركي، ولكن
السيطرة على مشفى جسر الشغور خلال أقل من نصف ساعة، والقبض على القيادات
العسكرية بما فيها التركية وانتشار الجيش السوري منع السيناريو وأسقط
الحلم.
- حاول أحمد داوود أوغلو زيارة دمشق للتفاوض معها على حماة التي سيطرت
عليها العصابات بشكل تام، ولكن السوريين طلبوا منه تأجيل الزيارة ثلاثة
أيام، وحين جاء كانت حماة طبيعية قد دخلها الجيش وخرج منها، وكذلك سقط
الحلم.
- صرح حمد آل ثاني من فرنسا أن الاحتجاجات لن تتوقف حتى تلبية المطالب،
وحين تم تأجيل زيارة نبيل العربي إلى دمشق، كذلك ثلاثة أيام، كان قد تم
القبض على حسين الهرموش وضاع حلم احتلال بعض القرى، وسقط المجلس الانتقالي
السوري، ليفرخ لاحقاً ما سمّوه المجلس الوطني، وكذلك سقط الحلم.
ماذا حدث في جبل الزاوية..؟
رسم لزيارة وفد الجامعة العربية أعمال إرهابية، تصل إلى احتلال مناطق
بالقرب من الحدود التركية تصل إلى منطقة إدلب، حيث درس الموضوع بشكل لا
يقبل الفشل، وتم استقدام الكثير من المرتزقة الليبيين والأفغان وغيرهم،
وحتى أن الاعلامية الروسية ماريانا بيلينكايا كتبت مقالاً حول الموضوع نشر
قبل يومين، حيث رصدت عملية أمنية كبرى تحضر للشمال السوري، قد تكون فرض أمر
واقع، يؤمن تدخل الأطلسي بلا تفويض من مجلس الأمن، وتوقعت أن دخول الجيش
إلى جبل الزاوية سيتسبّب بنزوح عشرات آلاف المواطنين، وستنتهي زيارة الوفد
العربي بتسليم قائمة بأسماء ضباط من الجيش والأمن لمحكمة الجنايات الدولية،
ومنطقة عازلة في الشمال، وإذا لم يدخل الجيش ستدخل قوات مرتزقة تحتل
الشمال السوري وصولاً إلى مدينة إدلب، ولكن الذي حدث أنه قبل أن تصل مقالة
الكاتبة الروسية إلى التدقيق والنشر دخل الجيش العربي السوري إلى جبل
الزاوية، وقبل يوم من وصول الوفد المرسل، من اللجنة الوزارية العربية، كان
جبل الزاوية تحت سيطرة القوات السورية، بعملية أمنية وصفت كـ(البصقة) بوجه
الأمريكي وحلفائه، وأدرك الأمريكيون أن كل ما رسموه قد فشل، بل إن زيارة
وفد المراقبيين العرب لن ينال أي شيء، وسيخدم أعضاء الوفد من عملاء واشنطن
في سورية دون أن يعلموا، ولا يمكن تصور وجود القوات العربية السورية في جبل
الزاوية كنقطة إستراتيجية قادرة على السيطرة النارية على محيطها، وتحطيم
أحلام كل من يفكر بمنطقة عازلة حتى على متر مربع واحد. فالعملية العسكرية
التي حدثت في جبل الزاوية ولم يكتب عنها إلا القليل جداً، كانت كارثة كبرى
على الأمريكيين.
الانتقام..!
لا يمكن تشبيه الهجوم على مقر المخابرات العامة (في جمعة بروتوكول الدم)
إلا برسالة قوية جداً تشبه قصة أحمد بياسة حين حاول الأمريكيون جر بعض
ضباط المخابرات السورية إلى محكمة الجنايات الدولية، وربما عملية جبل
الزاوية منعت الأمريكيين من إقامة منطقة عازلة كانت شبه محكمة، في رابع
محاولة فاشلة لإقامتها، بل وقطعت الطريق على وفد الجامعة العربية من رفع
أسماء بعض الضباط السوريين إلى محكمة الجنايات الدولية، وأدركت واشنطن أن
وفد الجامعة العربية الذي معظمه جواسيس لن يستطيع إلا أن يخدم سورية دون أن
يعلم، ويجب إرسال رسالة من دم إلى كبار ضباط الاستخبارات السورية، من خلال
استهداف مقر المخابرات العامة.
عليهم انتظار الرد..؟
في هذا التوقيت والزمن وهذه الظروف، يمكن القول إن تفجيرات دمشق هي أخطر
تطور حدث ضمن الصراع القائم، وقد ينبئ بمعركة كسر عظم لن تنجو منها أي
دولة عربية، وقد ينقل الصراع مع الأمريكي إلى أي ساحة، فلا يمكن الفهم من
التفجيرات إلا مكابرة أمريكية على إستمرار الصراع رغم كل الهزائم، وبشكل
خاص بعد تحطم كل الأحلام على الحدود التركية، فقد أشعلت واشنطن مدينة حمص
بالدم فقط للتغطية على عملها على الحدود التركية، وخلال يوم واحد فقط سقطت
كل الأحلام والأنفاق والمغاور والسلاح والعصابات، وفي المرحلة القادمة ربما
لن تنعم بريطانيا بغاز رخيص جداً إذا توسّعت دائرة الصراع ، وربما المعركة
أسقطت كل أوراق توتها، ومن الطبيعي ألا يكون هناك رد فعل سوري مباشر، ولكن
من المؤكد أن ما حدث لن يمر دون عقاب، وسيكون الرد السوري من حيث لا
يعلمون ولا يتوقعون، وهذا يفسر الاستنفار الأمني في كل الدول التي تضم
قواعد أمريكية، وخصوصاً الخليجية التي تعيش منذ الصباح استنفاراً أمنياً
غير مسبوق، فسابقاً أرسلوا لضباط المخابرات السورية رسالة أحمد البياسة
وجاءهم الرد، الآن يهدّدون كبار ضباط الاستخبارات وعليهم انتظار الرد بقلق
كبير، وتحمّل نتائج ومسؤولية وصول الصراع إلى هذه النقطة، وربما يكتشفون أن
خروج الأمريكي من العراق لا يعني أنه خرج من المنطقة، ولا زال تحت المدى
المجدي، ولا بد في النهاية من تذكير مأمون الحمصي بأن من استهدف فروع الأمن
هو تنظيم القاعدة وليس صواريخ ذكية أمريكية كما توقعت يا مأمون وكما وعدك
الأمريكيون أنت وبعض العملاء الذين كانوا يبشرون بتدخل الناتو ،فهل خذلك
الأمريكيون يا مأمون أم هزمهم السوريين..؟.
وأخيراً.. كل العزاء لأسر الشهداء وللشعب السوري البطل، نعم كانت عملية
مؤلمة وأدمت قلوبنا، ولكنها زادتنا غضباً وإصراراً على المواجهة، وتبقى
المواجهة أرخص بكثير من كلفة الاستسلام، لأننا محكومون بالنصر، ولا خيار
آخر أمامنا إلا الصمود، والتحية للشعب الصامد والصابر ولأرواح الشهداء.. هم
أرسلوا رسالتهم ونحن استلمنا الرسالة وسنرد على الرسالة؟.
ليس غريباً أن يصل تنظيم القاعدة إلى قلب دمشق، وقد وصل سابقاً إلى قلب
موسكو، ولا يمكن قراءة هذه الأعمال الإرهابية كرسالة، بل هي رسائل، قد تكون
رداً على قيام المقاومة العراقية بضرب فلول الاحتلال الأمريكي، وقد تكون
ضمن مخطط إشعال العراق وسورية ولبنان بالدم، وإن كنت أستبعد ذلك، فمن بيته
من زجاج لا يرمي حجارة على من بيته من فولاذ، وربما قد تكون ضمن سلسلة
تفجيرات ما بعد خروج الأمريكي هارباً من العراق والكثير من التفسيرات، ولكن
ربما الرسالة الأهم التي من الممكن أن تكون حملتها هذه الرسالة هي الرد
على ما حدث في جبل الزاوية، حيث تلقت واشنطن ومن خلفها عملاءها صفعة كبرى،
دفعتهم إلى هذا الجنون.. فما الذي حدث في جبل الزاوية؟.
التفجيرات الإرهابية التي ضربت العاصمة السورية دمشق، ربما تحمل عشرات
الرسائل، ولكن تبقى الرسالة الأقوى هي التعبير عن الغضب الأمريكي العارم،
ولفهم هذا الغضب سنعيد الذاكرة للخلف قليلاً، لنستذكر ماذا فعل السوريون
بالأمريكي ومن خلفه:
- جسر الشغور كان يفترض بعد مقتل 120 شرطياً أن يدخل الجيش ويغرق في حرب
شوارع تؤدي إلى نزوح عشرات آلاف السوريين، ويدخل الجيش التركي، ولكن
السيطرة على مشفى جسر الشغور خلال أقل من نصف ساعة، والقبض على القيادات
العسكرية بما فيها التركية وانتشار الجيش السوري منع السيناريو وأسقط
الحلم.
- حاول أحمد داوود أوغلو زيارة دمشق للتفاوض معها على حماة التي سيطرت
عليها العصابات بشكل تام، ولكن السوريين طلبوا منه تأجيل الزيارة ثلاثة
أيام، وحين جاء كانت حماة طبيعية قد دخلها الجيش وخرج منها، وكذلك سقط
الحلم.
- صرح حمد آل ثاني من فرنسا أن الاحتجاجات لن تتوقف حتى تلبية المطالب،
وحين تم تأجيل زيارة نبيل العربي إلى دمشق، كذلك ثلاثة أيام، كان قد تم
القبض على حسين الهرموش وضاع حلم احتلال بعض القرى، وسقط المجلس الانتقالي
السوري، ليفرخ لاحقاً ما سمّوه المجلس الوطني، وكذلك سقط الحلم.
ماذا حدث في جبل الزاوية..؟
رسم لزيارة وفد الجامعة العربية أعمال إرهابية، تصل إلى احتلال مناطق
بالقرب من الحدود التركية تصل إلى منطقة إدلب، حيث درس الموضوع بشكل لا
يقبل الفشل، وتم استقدام الكثير من المرتزقة الليبيين والأفغان وغيرهم،
وحتى أن الاعلامية الروسية ماريانا بيلينكايا كتبت مقالاً حول الموضوع نشر
قبل يومين، حيث رصدت عملية أمنية كبرى تحضر للشمال السوري، قد تكون فرض أمر
واقع، يؤمن تدخل الأطلسي بلا تفويض من مجلس الأمن، وتوقعت أن دخول الجيش
إلى جبل الزاوية سيتسبّب بنزوح عشرات آلاف المواطنين، وستنتهي زيارة الوفد
العربي بتسليم قائمة بأسماء ضباط من الجيش والأمن لمحكمة الجنايات الدولية،
ومنطقة عازلة في الشمال، وإذا لم يدخل الجيش ستدخل قوات مرتزقة تحتل
الشمال السوري وصولاً إلى مدينة إدلب، ولكن الذي حدث أنه قبل أن تصل مقالة
الكاتبة الروسية إلى التدقيق والنشر دخل الجيش العربي السوري إلى جبل
الزاوية، وقبل يوم من وصول الوفد المرسل، من اللجنة الوزارية العربية، كان
جبل الزاوية تحت سيطرة القوات السورية، بعملية أمنية وصفت كـ(البصقة) بوجه
الأمريكي وحلفائه، وأدرك الأمريكيون أن كل ما رسموه قد فشل، بل إن زيارة
وفد المراقبيين العرب لن ينال أي شيء، وسيخدم أعضاء الوفد من عملاء واشنطن
في سورية دون أن يعلموا، ولا يمكن تصور وجود القوات العربية السورية في جبل
الزاوية كنقطة إستراتيجية قادرة على السيطرة النارية على محيطها، وتحطيم
أحلام كل من يفكر بمنطقة عازلة حتى على متر مربع واحد. فالعملية العسكرية
التي حدثت في جبل الزاوية ولم يكتب عنها إلا القليل جداً، كانت كارثة كبرى
على الأمريكيين.
الانتقام..!
لا يمكن تشبيه الهجوم على مقر المخابرات العامة (في جمعة بروتوكول الدم)
إلا برسالة قوية جداً تشبه قصة أحمد بياسة حين حاول الأمريكيون جر بعض
ضباط المخابرات السورية إلى محكمة الجنايات الدولية، وربما عملية جبل
الزاوية منعت الأمريكيين من إقامة منطقة عازلة كانت شبه محكمة، في رابع
محاولة فاشلة لإقامتها، بل وقطعت الطريق على وفد الجامعة العربية من رفع
أسماء بعض الضباط السوريين إلى محكمة الجنايات الدولية، وأدركت واشنطن أن
وفد الجامعة العربية الذي معظمه جواسيس لن يستطيع إلا أن يخدم سورية دون أن
يعلم، ويجب إرسال رسالة من دم إلى كبار ضباط الاستخبارات السورية، من خلال
استهداف مقر المخابرات العامة.
عليهم انتظار الرد..؟
في هذا التوقيت والزمن وهذه الظروف، يمكن القول إن تفجيرات دمشق هي أخطر
تطور حدث ضمن الصراع القائم، وقد ينبئ بمعركة كسر عظم لن تنجو منها أي
دولة عربية، وقد ينقل الصراع مع الأمريكي إلى أي ساحة، فلا يمكن الفهم من
التفجيرات إلا مكابرة أمريكية على إستمرار الصراع رغم كل الهزائم، وبشكل
خاص بعد تحطم كل الأحلام على الحدود التركية، فقد أشعلت واشنطن مدينة حمص
بالدم فقط للتغطية على عملها على الحدود التركية، وخلال يوم واحد فقط سقطت
كل الأحلام والأنفاق والمغاور والسلاح والعصابات، وفي المرحلة القادمة ربما
لن تنعم بريطانيا بغاز رخيص جداً إذا توسّعت دائرة الصراع ، وربما المعركة
أسقطت كل أوراق توتها، ومن الطبيعي ألا يكون هناك رد فعل سوري مباشر، ولكن
من المؤكد أن ما حدث لن يمر دون عقاب، وسيكون الرد السوري من حيث لا
يعلمون ولا يتوقعون، وهذا يفسر الاستنفار الأمني في كل الدول التي تضم
قواعد أمريكية، وخصوصاً الخليجية التي تعيش منذ الصباح استنفاراً أمنياً
غير مسبوق، فسابقاً أرسلوا لضباط المخابرات السورية رسالة أحمد البياسة
وجاءهم الرد، الآن يهدّدون كبار ضباط الاستخبارات وعليهم انتظار الرد بقلق
كبير، وتحمّل نتائج ومسؤولية وصول الصراع إلى هذه النقطة، وربما يكتشفون أن
خروج الأمريكي من العراق لا يعني أنه خرج من المنطقة، ولا زال تحت المدى
المجدي، ولا بد في النهاية من تذكير مأمون الحمصي بأن من استهدف فروع الأمن
هو تنظيم القاعدة وليس صواريخ ذكية أمريكية كما توقعت يا مأمون وكما وعدك
الأمريكيون أنت وبعض العملاء الذين كانوا يبشرون بتدخل الناتو ،فهل خذلك
الأمريكيون يا مأمون أم هزمهم السوريين..؟.
وأخيراً.. كل العزاء لأسر الشهداء وللشعب السوري البطل، نعم كانت عملية
مؤلمة وأدمت قلوبنا، ولكنها زادتنا غضباً وإصراراً على المواجهة، وتبقى
المواجهة أرخص بكثير من كلفة الاستسلام، لأننا محكومون بالنصر، ولا خيار
آخر أمامنا إلا الصمود، والتحية للشعب الصامد والصابر ولأرواح الشهداء.. هم
أرسلوا رسالتهم ونحن استلمنا الرسالة وسنرد على الرسالة؟.