كتب الصحفي عامر شهدا: (من الغوطة - حمص)
-------------
هذه قصتي مع العسكري
منذ ثلاثة أيام استيقظت في الصباح الباكر
و على غير العادة قلت لنفسي : لماذا لا أعيش حياتي كالسابق و أنسى كل شيء ؟؟..
ركبت سيارتي و برد قارس يلفح وجهي مع زخات ناعمة من المطر
و ذهبت باتجاه منطقة الغوطة بحمص .
هناك استوقفني حاجز عليه اثنان من العساكر ؛
أحدهما جالس و أمامه "تنكة" تلفظ آخر أنفاس الدفء منها ،
و الآخر واقف و يمسك بيده ياقة بدلته محاولا"ً منع دخول الهواء البارد لصدره و يده الأخرى ممسكه بالبندقية
توقفت قائلا"ً له : /يسعد صباحك/ فرد التحية ..
نظرت في وجهه .. و إذا بصبغات زرقاء على وجنتيه وشفاهه من آثار البرد
فأعطيته هويتي الصحفية ليطمئن
نزلت من السيارة و خلعت معطفي و قلت :
/له فالتبسه لأنك تقف في البرد و أنا لست بحاجة إليه لأنني في السيارة
لا أخفيكم الدمعة تجمدت في عيني
فنظر إلي قائلا"ً :
لا شكرا"ً ..
حاولت .. إلا أنه رفض و قال لي
: البسه
و ضمني و هو يرتجف بين يدي و بصوت مخنوق قال لي :
قد استشهد اليوم و حينها لن أستفيد من معطفك بشيء ..
هزتني كلماته و كأن الدنيا أصبحت بحجم رأس دبوس
و أيقنت أن حذاء هذا الجندي
أثمن عندي من كل القادة الأعراب