جهينة نيوز- خاص- كفاح نصر:
1- تقديم لا بد منه: تكلّمت سابقاً عن الأسباب البعيدة لاعتماد واشنطن وتل أبيب ومن خلفهما لمشروع الياسمينة الزرقاء، وفي هذه السلسلة القصيرة سنكتبُ عن الأسباب المباشرة التي جعلت واشنطن تكرّر عملية الياسمينة الزرقاء في العام 2011 رغم الفشل الذريع لعدوان تموز عام 2006 وسقوط المشروع الأمريكي، والسبب الرئيسي هو المشروع السوري الإيراني السري للقضاء على إسرائيل، والذي كان السبب الرئيسي للعدوان على سورية من الداخل والسبب الرئيسي لجنون واشنطن وتل أبيب وأعرابهم إلى أبعد حدّ، ورعبهم من خروج سورية منتصرة، وجنوحهم إلى أكبر حملة تضليل إعلامي شهدها التاريخ القديم والحديث، وأضخم موازنات الحرب التي تُصرف على محاولات خلق الفتنة، والى درجة قول حمد بن جاسم آل ثاني للسعوديين إن انتصار سورية كارثة كبرى ستطيح بكل العروش في المنطقة، ومن هذا المشروع يستشرف القارئ النتائج الكبرى لانتصار سورية وتداعيات صمودها على المنطقة، بل ويدرك كم هو عظيم أن تكون سورياً.
2- الأسئلة الكبرى: هل أردوغان خدع الأسد أم إن الأسد سار بأردوغان إلى حيث يريد، كيف اكتشف أردوغان وحمد ومن خلفهم أنهم وهو يحفرون حفرة كبرى للأسد وجدوا الأسد في الأعلى وهم رهائن حفرتهم يطلبون النجدة من الأسد؟!!.. في هذه الحلقات خفايا كبرى هي سبب ابتسامات الأسد ونجاد، في حين وجوه خصومهم تقطر سماً، وفي هذه السلسلة وبعد شرح بعض الأمور والتفاصيل التي لا بد منها سنكشف خفايا الصراع الكبرى التي حوّلت سورية وإيران إلى رعب لا يمكن أن يتجاوزه أي بلد في العالم عبر الاستفادة من تناقضات السياسة الدولية، عبر كشف أهم خفايا الصراع في المنطقة.
3- طبيعه الصراع مع الكيان الصهيوني:
يدرك السوريون والإيرانيون تماماً أن القضاء عسكرياً على إسرائيل مستحيل كونها دولة نووية (تملك ما يزيد عن 100 رأس نووي وحوامل إطلاق)، علماً أن سلاحها النووي انشطاري وليس اندماجي، وهو الذي قُطرُ تدميره ثلاثة كيلومترات وتأثيره باتجاه الريح 25 كيلومتراً، وبالتالي يمكن استعماله، وخلف الكيان الصهيوني على الأقل ثلاث دول عظمى (الولايات المتحدة الأمريكية– فرنسا– المملكة المتحدة شاهدنا بوارجهم بعد فشل عدوان تموز في المتوسط، فضلاً عن دول الإتحاد الأوروبي وغيرها من الدول التابعة لواشنطن) ومن خلفهم حلف الناتو ودول الخليج التي من فوائد أموال أمرائها يتمّ تسليح الكيان الصهيوني، وللمفارقة أن الدعاية الإسرائيلية وحميرها يسألون لماذا جبهة الجولان من العام 1973 صامتة، والأسوأ منهم هم حمير تل أبيب العرب الذين يردّدون السؤال نفسه، معتقدين أن الشعوب يمكن تضليلها عن طبيعة الصراع، ويمكن أن تنسى أن سورية هي الدولة العربية الوحيدة التي لازالت في حال صراع مع الكيان الصهيوني، رغم التفوّق العسكري والمالي الصهيوني، وإن كان الصراع سباق تسلح وتوازنات عسكرية قطعت فيه سورية شوطاً كبيراً عبر فرض توازن الرعب رغم محاصرة أعراب واشنطن لها. وبالتالي القضاء على إسرائيل عسكرياً لا يتمّ إلا بعملية انتحارية، ولكن يمكن القضاء على إسرائيل وفقط عبر عزلها عن المنطقة ومنعها من القيام بأي دور في المنطقة وجعل وجودها يتناقض مع مصالح الغرب، أو جرّها إلى سلام (الذي يُسمّى عادلاً) وبالتالي إسقاط صهيونيتها لتتفكك من تلقاء نفسها، حين تفقد دورها الوظيفي بالنسبة للغرب، وبالتالي الحرب من الطرف السوري هل فقط حرب ردع وكبح الجموح العسكري واستطاعت سورية بناء قدرة ردع وخلال حرب الاستنزاف التي تلت حرب تشرين التحريرية ولاحقاً في العام 1982 في لبنان حين قاتلت بأسوأ شروط القتال على الأرض اللبنانية أثبتت القوات العربية السورية أنها قادرة على التصدي للجيش الصهيوني (دون مصر). أما إيران فمنذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية التي موّلتها دول الخليج بدأت ببناء قدرات ردع ونجحت في ذلك، ومنذ أدركت أن هناك تغيرات دولية تكسبها الصراع مع الكيان الصهيوني، كذلك بدأت بالاعتماد على السلاح الصاروخي كما فعلت سورية قبلها، وحتى لبنان (المقاومة) وغزة حققا قدرات الردع وبشكل خاص بعد عدوان تموز 2006 حين أصبح خيار الحرب من طرف الكيان الصهيوني خياراً انتحارياً، وأصبحت الحرب الحقيقية هي حرب على أرض الغير، ونجحت سورية وإيران بإخراج الأمريكي من العراق وضم العراق للتحالف المقاوم وأصبح الصراع على مصر والأردن، وما قرّره الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عبر فرض التوازن العسكري بالصواريخ منذ أعلن سياسة التوازن الإستراتيجي أصبح خيار كل محور المقاومة وهو منظومات صواريخ قادرة على ضرب كل نقطة في الكيان العبري، بل وفي الحروب الكبرى قادرة على شل المطارات الصهيونية، وخصوصاً عبر صواريخ (اس اس 21) عالية الدقة التي كانت أول ثمرة لكلام الرئيس الراحل حافظ الأسد عن فرض التوازن الإستراتيجي والتي تملك منها سورية آلاف الصواريخ، وصولاً إلى الصواريخ الإستراتيجية.
4- وسائل القضاء على إسرائيل:
4،1- الخيار الأول: القضاء على إسرائيل يحتاج إلى غطاء نووي، كغطاء نووي إيراني مستقبلاً، يمكن لسورية بظله شنّ حرب عسكرية كما حدث في العام 1973 حين كانت مصر وسورية تحت المظلة النووية السوفييتية، وحتى حمير واشنطن الذين يسألون مثلاً لماذا لم تتدخل سورية في حرب عام 2006 يدركون تماماً أنها كانت في قلب المعركة، بل وكانت هدف المعركة النهائي، وانتصرت قبل أن تضطر لتحريك أي مقاتل سوري حين انتهى الصراع في لبنان وتمّ تحجيم الكيان الصهيوني على يد مقاتلي المقاومة الإسلامية اللبنانية من أبطال حزب الله دون الحاجة إلى أي تدخل خارجي، بل ويدرك عرب الاعتلال أن هزيمة الكيان الصهيوني في العام 2006 كانت هزيمة لكل أعراب واشنطن الخونة، ويدركون تماماً أن الجيش العربي السوري فرض توازن رعب (دون مصر كما كان قبل 40 عاماً) لكن لا يمكنه شن حرب بلا غطاء نووي.
4،1،1- ملاحظة عن البرنامج النووي الإيراني: رغم أن إسرائيل منذ العام 1961 تملك أسلحة نووية لم تفكر الأردن والسعودية والإمارات بفتح سباق تسلح نووي معها، ولكن حين امتلكت إيران محطة كهروذرية وتقدمت قليلاً ببرنامجها النووي جنّ جنون العرب وبدأت خصوصاً السعودية بفتح سباق تسلح نووي مع إيران، ليس لأن الغرب سيسمح لها بامتلاك برنامج نووي، بل لكي تستثمر التصريحات في تحويل البرنامج النووي الإيراني الى مشكلة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحيث يقال إن هذا البرنامج يسبّب سباق تسلح، بينما البرنامج النووي الإسرائيلي لا يسبّب سباق تسلح!!.. ورغم ذلك أعلنت إيران أنها مستعده لتقديم كل علومها وما لديها من تقنيات نووية للعربية السعودية، ولو كان بعض أعراب واشنطن يملكون قراراً سيادياً على تصريحاتهم لما تكلم أحد منهم عن البرنامج النووي الإيراني، ولكن حتى تصريحاتهم لا سيادة لهم عليها بل تأتيهم مكتوبة ملزمين بقراءتها.
فما الذي يجعل أمير الانقلاب على الأب ونفي الابن يتكلم بالديمقراطية إلا ملزماً؟!.. وما الذي يجعل شيخاً يحرّم العمليات الاستشهادية في فلسطين ضد المحتل الصهيوني، ويحلّلها في العراق وسورية ضد المسلمين؟!.. ما الذي يجعل أميراً عربياً يعتبر مقاومة إسرائيل مغامرة في غزة وجنوب لبنان، بينما يعتبر مجرماً يحمل سلاحاً إسرائيلياً في سورية (مجاهداً)، ربما جزء منها خيانة لكن الجزء الأكبر أنهم مرغمون، ولا سيادة لهم حتى على تصريحاتهم.
4،1،2– ضرورات البرنامج النووي الإيراني: يكفي إلقاء نظرة على توازن القوى الموجود حالياً للإستنتاج بأن إيران لا تحتاج سلاحاً نووياً في وضعها الحالي، فإذا استعملت إسرائيل السلاح النووي ضد دمشق وطهران، ودمّرت العواصم وقامت إيران وسورية بمسح تل أبيب بواسطة الصواريخ التقليدية والكيماوية ستكون نتائج الحرب زوال إسرائيل وبقاء سورية وإيران، فأي حرب تشنها إسرائيل هي انتحار تام، مهما كانت الكلفة عالية على دمشق وطهران، وبالتالي خيار الحرب مستحيل في المنطقة من جهة إسرائيل وواشنطن، أما من جهة سورية وإيران، فتحتاج إلى تقنية نووية لا تستعمل للأغراض العسكرية إلا إذا فُرض عليها ذلك وهي خيار ثانوي، ولهذا نصبت إيران وسورية للكيان الصهيوني الفخ القاتل دون قتال، وهو ما سنتكلم عنه بالتفصيل في الجزء الثالث، ولكن كرسالة لمن يحاول إنقاذ الكيان الصهيوني أن فشل المشروع الإيراني السوري لا يعني نجاة الكيان الصهيوني، بل يعني أن هناك خططاً بديلة، ومع هزيمة واشنطن في العراق، أصبح بإمكان سورية شنّ هجوم على إسرائيل بغطاء ليس نووياً بل بغطاء إيراني هو إغلاق مضيق هرمز وتدمير منشآت النفط والغاز في الخليج، ولكن حتى هذا الخيار مستبعد لأنه سيكون بداية حرب كونية، وبالتالي البرنامج النووي الإيراني رغم أنه ليس حاجة إيرانية، لكن مجرد امتلاك إيران التقنيات النووية كاملة دون أي استعمال عسكري لها هو ورقة ضغط مستقبلية، وبالتالي لا تحتاج إيران إلى صنع سلاح نووي بل يكفيها امتلاك هذه التقنية.
4،2- الخيار الثاني: جوهر مشروع القضاء على إسرائيل عبر تحويلها الى عقبة أمام مصالح الغرب، وهي كبرى الأسرار السياسية التي لم تُكشف، والتي من شأنها تحويل الاتحاد الأوروبي إلى أكبر عدو للكيان الصهيوني ملزماً، وليس ذلك فحسب بل لو إن نتنياهو نفسه أصبح رئيساً للإتحاد الأوروبي سيكون ملزماً قانونياً بالوقوف في وجه إسرائيل، فما هي تفاصيل المخطّط السوري الإيراني الذي أصبح بيضة قبان في السياسة الدولية تعزل إسرائيل نهائياً خلال أقل من عشر سنوات..؟؟؟ هذا ما سنتكلم عنه في الجزء الثالث وهو جوهر الصراع في المنطقة، ولكن قبل ذلك سنمرّ في الجزء الثاني على طبيعه الصراع الدولي الذي استثمرته إيران وسورية في مشروعهما.
1- تقديم لا بد منه: تكلّمت سابقاً عن الأسباب البعيدة لاعتماد واشنطن وتل أبيب ومن خلفهما لمشروع الياسمينة الزرقاء، وفي هذه السلسلة القصيرة سنكتبُ عن الأسباب المباشرة التي جعلت واشنطن تكرّر عملية الياسمينة الزرقاء في العام 2011 رغم الفشل الذريع لعدوان تموز عام 2006 وسقوط المشروع الأمريكي، والسبب الرئيسي هو المشروع السوري الإيراني السري للقضاء على إسرائيل، والذي كان السبب الرئيسي للعدوان على سورية من الداخل والسبب الرئيسي لجنون واشنطن وتل أبيب وأعرابهم إلى أبعد حدّ، ورعبهم من خروج سورية منتصرة، وجنوحهم إلى أكبر حملة تضليل إعلامي شهدها التاريخ القديم والحديث، وأضخم موازنات الحرب التي تُصرف على محاولات خلق الفتنة، والى درجة قول حمد بن جاسم آل ثاني للسعوديين إن انتصار سورية كارثة كبرى ستطيح بكل العروش في المنطقة، ومن هذا المشروع يستشرف القارئ النتائج الكبرى لانتصار سورية وتداعيات صمودها على المنطقة، بل ويدرك كم هو عظيم أن تكون سورياً.
2- الأسئلة الكبرى: هل أردوغان خدع الأسد أم إن الأسد سار بأردوغان إلى حيث يريد، كيف اكتشف أردوغان وحمد ومن خلفهم أنهم وهو يحفرون حفرة كبرى للأسد وجدوا الأسد في الأعلى وهم رهائن حفرتهم يطلبون النجدة من الأسد؟!!.. في هذه الحلقات خفايا كبرى هي سبب ابتسامات الأسد ونجاد، في حين وجوه خصومهم تقطر سماً، وفي هذه السلسلة وبعد شرح بعض الأمور والتفاصيل التي لا بد منها سنكشف خفايا الصراع الكبرى التي حوّلت سورية وإيران إلى رعب لا يمكن أن يتجاوزه أي بلد في العالم عبر الاستفادة من تناقضات السياسة الدولية، عبر كشف أهم خفايا الصراع في المنطقة.
3- طبيعه الصراع مع الكيان الصهيوني:
يدرك السوريون والإيرانيون تماماً أن القضاء عسكرياً على إسرائيل مستحيل كونها دولة نووية (تملك ما يزيد عن 100 رأس نووي وحوامل إطلاق)، علماً أن سلاحها النووي انشطاري وليس اندماجي، وهو الذي قُطرُ تدميره ثلاثة كيلومترات وتأثيره باتجاه الريح 25 كيلومتراً، وبالتالي يمكن استعماله، وخلف الكيان الصهيوني على الأقل ثلاث دول عظمى (الولايات المتحدة الأمريكية– فرنسا– المملكة المتحدة شاهدنا بوارجهم بعد فشل عدوان تموز في المتوسط، فضلاً عن دول الإتحاد الأوروبي وغيرها من الدول التابعة لواشنطن) ومن خلفهم حلف الناتو ودول الخليج التي من فوائد أموال أمرائها يتمّ تسليح الكيان الصهيوني، وللمفارقة أن الدعاية الإسرائيلية وحميرها يسألون لماذا جبهة الجولان من العام 1973 صامتة، والأسوأ منهم هم حمير تل أبيب العرب الذين يردّدون السؤال نفسه، معتقدين أن الشعوب يمكن تضليلها عن طبيعة الصراع، ويمكن أن تنسى أن سورية هي الدولة العربية الوحيدة التي لازالت في حال صراع مع الكيان الصهيوني، رغم التفوّق العسكري والمالي الصهيوني، وإن كان الصراع سباق تسلح وتوازنات عسكرية قطعت فيه سورية شوطاً كبيراً عبر فرض توازن الرعب رغم محاصرة أعراب واشنطن لها. وبالتالي القضاء على إسرائيل عسكرياً لا يتمّ إلا بعملية انتحارية، ولكن يمكن القضاء على إسرائيل وفقط عبر عزلها عن المنطقة ومنعها من القيام بأي دور في المنطقة وجعل وجودها يتناقض مع مصالح الغرب، أو جرّها إلى سلام (الذي يُسمّى عادلاً) وبالتالي إسقاط صهيونيتها لتتفكك من تلقاء نفسها، حين تفقد دورها الوظيفي بالنسبة للغرب، وبالتالي الحرب من الطرف السوري هل فقط حرب ردع وكبح الجموح العسكري واستطاعت سورية بناء قدرة ردع وخلال حرب الاستنزاف التي تلت حرب تشرين التحريرية ولاحقاً في العام 1982 في لبنان حين قاتلت بأسوأ شروط القتال على الأرض اللبنانية أثبتت القوات العربية السورية أنها قادرة على التصدي للجيش الصهيوني (دون مصر). أما إيران فمنذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية التي موّلتها دول الخليج بدأت ببناء قدرات ردع ونجحت في ذلك، ومنذ أدركت أن هناك تغيرات دولية تكسبها الصراع مع الكيان الصهيوني، كذلك بدأت بالاعتماد على السلاح الصاروخي كما فعلت سورية قبلها، وحتى لبنان (المقاومة) وغزة حققا قدرات الردع وبشكل خاص بعد عدوان تموز 2006 حين أصبح خيار الحرب من طرف الكيان الصهيوني خياراً انتحارياً، وأصبحت الحرب الحقيقية هي حرب على أرض الغير، ونجحت سورية وإيران بإخراج الأمريكي من العراق وضم العراق للتحالف المقاوم وأصبح الصراع على مصر والأردن، وما قرّره الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عبر فرض التوازن العسكري بالصواريخ منذ أعلن سياسة التوازن الإستراتيجي أصبح خيار كل محور المقاومة وهو منظومات صواريخ قادرة على ضرب كل نقطة في الكيان العبري، بل وفي الحروب الكبرى قادرة على شل المطارات الصهيونية، وخصوصاً عبر صواريخ (اس اس 21) عالية الدقة التي كانت أول ثمرة لكلام الرئيس الراحل حافظ الأسد عن فرض التوازن الإستراتيجي والتي تملك منها سورية آلاف الصواريخ، وصولاً إلى الصواريخ الإستراتيجية.
4- وسائل القضاء على إسرائيل:
4،1- الخيار الأول: القضاء على إسرائيل يحتاج إلى غطاء نووي، كغطاء نووي إيراني مستقبلاً، يمكن لسورية بظله شنّ حرب عسكرية كما حدث في العام 1973 حين كانت مصر وسورية تحت المظلة النووية السوفييتية، وحتى حمير واشنطن الذين يسألون مثلاً لماذا لم تتدخل سورية في حرب عام 2006 يدركون تماماً أنها كانت في قلب المعركة، بل وكانت هدف المعركة النهائي، وانتصرت قبل أن تضطر لتحريك أي مقاتل سوري حين انتهى الصراع في لبنان وتمّ تحجيم الكيان الصهيوني على يد مقاتلي المقاومة الإسلامية اللبنانية من أبطال حزب الله دون الحاجة إلى أي تدخل خارجي، بل ويدرك عرب الاعتلال أن هزيمة الكيان الصهيوني في العام 2006 كانت هزيمة لكل أعراب واشنطن الخونة، ويدركون تماماً أن الجيش العربي السوري فرض توازن رعب (دون مصر كما كان قبل 40 عاماً) لكن لا يمكنه شن حرب بلا غطاء نووي.
4،1،1- ملاحظة عن البرنامج النووي الإيراني: رغم أن إسرائيل منذ العام 1961 تملك أسلحة نووية لم تفكر الأردن والسعودية والإمارات بفتح سباق تسلح نووي معها، ولكن حين امتلكت إيران محطة كهروذرية وتقدمت قليلاً ببرنامجها النووي جنّ جنون العرب وبدأت خصوصاً السعودية بفتح سباق تسلح نووي مع إيران، ليس لأن الغرب سيسمح لها بامتلاك برنامج نووي، بل لكي تستثمر التصريحات في تحويل البرنامج النووي الإيراني الى مشكلة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحيث يقال إن هذا البرنامج يسبّب سباق تسلح، بينما البرنامج النووي الإسرائيلي لا يسبّب سباق تسلح!!.. ورغم ذلك أعلنت إيران أنها مستعده لتقديم كل علومها وما لديها من تقنيات نووية للعربية السعودية، ولو كان بعض أعراب واشنطن يملكون قراراً سيادياً على تصريحاتهم لما تكلم أحد منهم عن البرنامج النووي الإيراني، ولكن حتى تصريحاتهم لا سيادة لهم عليها بل تأتيهم مكتوبة ملزمين بقراءتها.
فما الذي يجعل أمير الانقلاب على الأب ونفي الابن يتكلم بالديمقراطية إلا ملزماً؟!.. وما الذي يجعل شيخاً يحرّم العمليات الاستشهادية في فلسطين ضد المحتل الصهيوني، ويحلّلها في العراق وسورية ضد المسلمين؟!.. ما الذي يجعل أميراً عربياً يعتبر مقاومة إسرائيل مغامرة في غزة وجنوب لبنان، بينما يعتبر مجرماً يحمل سلاحاً إسرائيلياً في سورية (مجاهداً)، ربما جزء منها خيانة لكن الجزء الأكبر أنهم مرغمون، ولا سيادة لهم حتى على تصريحاتهم.
4،1،2– ضرورات البرنامج النووي الإيراني: يكفي إلقاء نظرة على توازن القوى الموجود حالياً للإستنتاج بأن إيران لا تحتاج سلاحاً نووياً في وضعها الحالي، فإذا استعملت إسرائيل السلاح النووي ضد دمشق وطهران، ودمّرت العواصم وقامت إيران وسورية بمسح تل أبيب بواسطة الصواريخ التقليدية والكيماوية ستكون نتائج الحرب زوال إسرائيل وبقاء سورية وإيران، فأي حرب تشنها إسرائيل هي انتحار تام، مهما كانت الكلفة عالية على دمشق وطهران، وبالتالي خيار الحرب مستحيل في المنطقة من جهة إسرائيل وواشنطن، أما من جهة سورية وإيران، فتحتاج إلى تقنية نووية لا تستعمل للأغراض العسكرية إلا إذا فُرض عليها ذلك وهي خيار ثانوي، ولهذا نصبت إيران وسورية للكيان الصهيوني الفخ القاتل دون قتال، وهو ما سنتكلم عنه بالتفصيل في الجزء الثالث، ولكن كرسالة لمن يحاول إنقاذ الكيان الصهيوني أن فشل المشروع الإيراني السوري لا يعني نجاة الكيان الصهيوني، بل يعني أن هناك خططاً بديلة، ومع هزيمة واشنطن في العراق، أصبح بإمكان سورية شنّ هجوم على إسرائيل بغطاء ليس نووياً بل بغطاء إيراني هو إغلاق مضيق هرمز وتدمير منشآت النفط والغاز في الخليج، ولكن حتى هذا الخيار مستبعد لأنه سيكون بداية حرب كونية، وبالتالي البرنامج النووي الإيراني رغم أنه ليس حاجة إيرانية، لكن مجرد امتلاك إيران التقنيات النووية كاملة دون أي استعمال عسكري لها هو ورقة ضغط مستقبلية، وبالتالي لا تحتاج إيران إلى صنع سلاح نووي بل يكفيها امتلاك هذه التقنية.
4،2- الخيار الثاني: جوهر مشروع القضاء على إسرائيل عبر تحويلها الى عقبة أمام مصالح الغرب، وهي كبرى الأسرار السياسية التي لم تُكشف، والتي من شأنها تحويل الاتحاد الأوروبي إلى أكبر عدو للكيان الصهيوني ملزماً، وليس ذلك فحسب بل لو إن نتنياهو نفسه أصبح رئيساً للإتحاد الأوروبي سيكون ملزماً قانونياً بالوقوف في وجه إسرائيل، فما هي تفاصيل المخطّط السوري الإيراني الذي أصبح بيضة قبان في السياسة الدولية تعزل إسرائيل نهائياً خلال أقل من عشر سنوات..؟؟؟ هذا ما سنتكلم عنه في الجزء الثالث وهو جوهر الصراع في المنطقة، ولكن قبل ذلك سنمرّ في الجزء الثاني على طبيعه الصراع الدولي الذي استثمرته إيران وسورية في مشروعهما.