كما تعلمون تشتهر بلداننا العربية بالاستهلاك الفظيع الذي شمل مختلف جوانب الحياة ولو حاولنا معرفة بعض السبب في ذلك ، نرى انه يعود في جزء كبير منه إلى التربية ولاسيما ما اطلق عليه حديثا التربية الاقتصادية التي أصبحت شغل الباحثين الشاغل خاصة بعد ظهو الأزمة المالية العالمية المعاصرة ............لقد استوقفني المقال التالي حول موضوع ثقافة الاستهلاك وأردت مناقشة افكاره معكم :
استولت علينا ثقافة الاستهلاك بطريقة مهينة جعلتنا سبة عند الآخرين بحكم أننا أمة لا تبدع
تنتج بل هي غارقة في التقليد والاستهلاك. وهذه الثقافة الاستهلاكية التي تنتج الفشل والكسل والتقليد والتخلف استطاعت أن تستبعد الكثير من الفئات المجتمعية التي تقصر حياتها ووجودها الدنيوي على التفكير في الوصول إلى منتوجات غربية دون التمحيص في مكوناتها والهدف من تسويقها. وتعتبر هذه الفئات المذكورة قاصرة على هذا التمحيص لأنها تؤمن بالاستهلاك فقط ولا تفكر في الإنتاج والإبداع والابتكار. وبالتالي تساهم في خلق مجتمع يتعايش على الاستهلاك والخمول واضعا نصب عينيه استمرارية الحياة دون تفكير أو جهد يذكر.
إن ثقافة الاستهلاك ثقافة ذات نظرة بنائية شاملة في ضوء المفاهيم والأفكار التي تعرض لها المجتمع وخضع لسحرها الخطير الذي يتجلى في تدبيج كل سلعة معروضة بالكثير من الرتوشات والمميزات التي تجذب المستهلك دون تفكير أو اعتراض عليها. فهناك نزعة استهلاكية مفرطة تكاد تكون قاسما مشتركا بين فئات المجتمع الطبقية كل حسب دخله اليومي بحيث تتسرب هذه النزعة وتجد نفسها بقوة وبنفوذ كبير عند فئة الأطفال والشباب الذين أصبح كل همهم هو البحث عن ما يسد حاجياتهم وكمالياتهم التي لا تعني في قاموس الحياة شيئا اللهم التباهي بها وجعلها عنوانا للتفاخر والتظاهر. وهذا الأمر أصبح يشكل خطرا على المجتمع كافة لأنه ينتج الكثير من المظاهر الخطيرة التي تعصف بتماسك المجتمع وتعايش فئاته وأفراده. فالموسر الذي يستطيع أن يشتري كل حاجياته وكمالياته من نهوع ممتاز وآخر صيحة وتبعا للموضة قد يخلق لنفسه أعداء من الفقراء ومتوسطي الدخل الذين يعجزون عن تلبية حاجياتهم الضرورية فبالأحرى الكماليات التي لا تفيد إلا في التفاخر والتظاهر بالغنى والتفوق.
إن المجتمع الذي يدعي البعض فيه التفاخر والتفوق من خلال استهلاكه لمنتوجات الآخرين هو مجتمع متخلف ومازال لا يستطيع التحكم في شهواته ورغباته الحياتية. ولذلك فما دمنا نعتمد على الآخرين في حياتنا فإننا سنبقى تابعين لهم ضعفاء غير قادرين على فرض وجودنا عليهم.
قد تختلف ثقافة الاستهلاك بين هذا الطرف ذاك، بين هذه الفئة وتلك، بين هذا الشخص وذاك، لكنها في الأخير تمثل ثقافة واحدة وترتبط برؤية قاصرة للحياة والوجود. .
ثقافة الاستهلاك تعم جميع النواحي المادية والمعنوية، فإضافة إلى المنتوجات الصناعية بكل تجلياتها نجد استهلاك الخبرات والصور والمعاني والثقافة والحضارة والرؤى السياسية والدينية كذلك. لأن الرؤية التي ترى الآخر هي رؤية تتميز بتفضيله على الذات وتمييز إبداعه وابتكاراته على إبداعات وابتكارات الذات التي إن تفوقت على ظروفها وتمكنت من دخول غمار الإنتاج فإنها تصطدم بعدم الاهتمام واللامبالاة والتحقير. ولذلك فإننا نجد أن طموحاتنا الاستهلاكية الكبيرة مسافرة ومهاجرة دائما دون أن تجد لها مجالا ومكانا تثبت عنده.
استطاع الغرب الصناعي أن يغزونا بإنتاجاته الغزيرة مخاطبا فينا غريزة الاستهلاك والشهوات التي لا تنتهي، ولذلك ابتكر العديد من الوسائل لمواجهة كل محاولات المقاطعة والمعارضة منها الإعلانات التي تصل إلى كل فرد منا وتقنعه بوسائل تعتمد تقنيات الإقناع والقبول التي لا يمكن ردها أو الاستمرار في ردعها لأنها تقنيات مغرية تكاد تتفوق على كل عقل وفكر صلب الاختراق.
لا نستسيغ بعض الرؤى التي تدعي التدين وتشتم الغرب الصناعي بينما هي غارقة في استهلاك منتوجاته ولا تكاد تحيا يوما دون أن ترجع إلى التمتع بها، فكل ما يستهلك هؤلاء هو من إنتاج الغرب الصناعي. ولا نستسيغ هذا النفاق عندهم وهم يعرفون أنهم غير قادرين على الاستمرار في الحياة بدون هذا الغرب. وبالتالي كان عليهم أن يجتهدوا ويبدعوا وينتجوا لمجتمعاتهم ما يكفي حاجياتها المتعددة عوض هذا النفاق الذي يقودهم إلى الدرك الأسفل من النار كما وعد الله المنافقين في كتابه العزيز. فهم يمثلون بالملموس ذلك المثل الذي يقول: " يأكلون الغلة ويسبون الملة" .
إن الاستهلاك كثقافة تجعل الفرد تابعا وباحثا عن الجديد ليستهلكه ويتمتع به فيسقط فريسة لسلطة قهرية استعبادية تعتمد كل الوسائل المغرية لإيقاعه في حبائلها وبالتالي إنتاج فرد فاشل وعالة على مجتمعه بحيث يقتصر وجوده داخل مجتمعه على الاستهلاك وزالبحث عن إشباع غرائزه المتعددة دون أن ينتج ويبدع ويمارس حياته الآدمية التي تفترض فيه الشعور بالوجود الإيجابي وخدمة الذات والناس لا انتظار كرامات الآخرين وإنتاجاتهم التي لا نعلم كيف وصلت إلينا في طبعتها النهائية.
نحن هنا ندعو إلى تبني رؤية علمية للخروج من هذا المأزق الخطير الذي جعل شبابنا وأطفالنا عرضة للاستيلاب الثقافي والاقتصادي والهوياتي. ومع أن النظرة إلى المستقبل تجعلنا جد متشائمين من خلال ما نراه من لامبالاة وعدم اهتمام من كل النخب الفاعلة في المجتمع تجاه هذه القضية فإننا نتمنى أن نجد في هذه النخب من مازال يؤمن ببناء الهوية الذاتية والثقافية التي تقاوم الاستيلاب والاستغلال والاستعمار بكل أشكاله.
نحن بالفعل خاضعون لقوة استعمارية متحكمة فينا وفي ثرواتنا وفي عقولنا، هذه القوة التي تستعمل أخطر سلاح، والذي يفوق في قدرته على التأثير كل الأسلحة الفتاكة، ألا وهو سلاح الثقافة ومخاطبة الشهوات الفردية، وهذا الشعور هو الذي يدفعنا إلى الدعوة إلى التصدي لهذه القوة الاستعمارية الخطيرة على مستقبل أولادنا وأوطاننا.
لا يمكن لأي مجتمع متماسك يؤمن بالهوية الذاتية التي تميزه عن باقي المجتمعات في العالم أن يبقى مكتوف الأيدي أمام غزو ثقافي واضح المعالم وقادر على تدمير كل مقوماته الهوياتية ثقافية كانت أو اقتصادية أو دينية أو اجتماعية. وبالتالي لا بد من التفكير في خلق دينامية تربوية تعيد لنا هويتنا المسلوبة من خلال إبداع وابتكار وإنتاج مواردنا أو على الأقل حماية مجتمعنا من الاختراق الثقافي والصناعي عبر منتوجات متعددة الغايات والأهداف تأتينا من الآخر الهادف إلى تركيعنا وإبقائنا تابعين لا منافسين.
إن أهمية اإنتاج الوطني في تأثيره على خلق الاكتفاء الذاتي والرفع من قيمة المنتوج المحلي والوطني وتحبيبه إلى الناس أصبحت مسألة من الضرورة بمكان. والأكثر من ذلك هو أن تكون لنا الإرادة للرفع من قيمة مواردنا التي نبيعها للغرب بأبخس الأثمان لتعود إلينا وقد دخلت في منتوجات صناعية جديدة بأرفع الأثمان، وهذا سيكون من الأهمية بمكان للحفاظ على مواردنا وحماية ثقافتنا وهويتنا الوطنية....
استولت علينا ثقافة الاستهلاك بطريقة مهينة جعلتنا سبة عند الآخرين بحكم أننا أمة لا تبدع
تنتج بل هي غارقة في التقليد والاستهلاك. وهذه الثقافة الاستهلاكية التي تنتج الفشل والكسل والتقليد والتخلف استطاعت أن تستبعد الكثير من الفئات المجتمعية التي تقصر حياتها ووجودها الدنيوي على التفكير في الوصول إلى منتوجات غربية دون التمحيص في مكوناتها والهدف من تسويقها. وتعتبر هذه الفئات المذكورة قاصرة على هذا التمحيص لأنها تؤمن بالاستهلاك فقط ولا تفكر في الإنتاج والإبداع والابتكار. وبالتالي تساهم في خلق مجتمع يتعايش على الاستهلاك والخمول واضعا نصب عينيه استمرارية الحياة دون تفكير أو جهد يذكر.
إن ثقافة الاستهلاك ثقافة ذات نظرة بنائية شاملة في ضوء المفاهيم والأفكار التي تعرض لها المجتمع وخضع لسحرها الخطير الذي يتجلى في تدبيج كل سلعة معروضة بالكثير من الرتوشات والمميزات التي تجذب المستهلك دون تفكير أو اعتراض عليها. فهناك نزعة استهلاكية مفرطة تكاد تكون قاسما مشتركا بين فئات المجتمع الطبقية كل حسب دخله اليومي بحيث تتسرب هذه النزعة وتجد نفسها بقوة وبنفوذ كبير عند فئة الأطفال والشباب الذين أصبح كل همهم هو البحث عن ما يسد حاجياتهم وكمالياتهم التي لا تعني في قاموس الحياة شيئا اللهم التباهي بها وجعلها عنوانا للتفاخر والتظاهر. وهذا الأمر أصبح يشكل خطرا على المجتمع كافة لأنه ينتج الكثير من المظاهر الخطيرة التي تعصف بتماسك المجتمع وتعايش فئاته وأفراده. فالموسر الذي يستطيع أن يشتري كل حاجياته وكمالياته من نهوع ممتاز وآخر صيحة وتبعا للموضة قد يخلق لنفسه أعداء من الفقراء ومتوسطي الدخل الذين يعجزون عن تلبية حاجياتهم الضرورية فبالأحرى الكماليات التي لا تفيد إلا في التفاخر والتظاهر بالغنى والتفوق.
إن المجتمع الذي يدعي البعض فيه التفاخر والتفوق من خلال استهلاكه لمنتوجات الآخرين هو مجتمع متخلف ومازال لا يستطيع التحكم في شهواته ورغباته الحياتية. ولذلك فما دمنا نعتمد على الآخرين في حياتنا فإننا سنبقى تابعين لهم ضعفاء غير قادرين على فرض وجودنا عليهم.
قد تختلف ثقافة الاستهلاك بين هذا الطرف ذاك، بين هذه الفئة وتلك، بين هذا الشخص وذاك، لكنها في الأخير تمثل ثقافة واحدة وترتبط برؤية قاصرة للحياة والوجود. .
ثقافة الاستهلاك تعم جميع النواحي المادية والمعنوية، فإضافة إلى المنتوجات الصناعية بكل تجلياتها نجد استهلاك الخبرات والصور والمعاني والثقافة والحضارة والرؤى السياسية والدينية كذلك. لأن الرؤية التي ترى الآخر هي رؤية تتميز بتفضيله على الذات وتمييز إبداعه وابتكاراته على إبداعات وابتكارات الذات التي إن تفوقت على ظروفها وتمكنت من دخول غمار الإنتاج فإنها تصطدم بعدم الاهتمام واللامبالاة والتحقير. ولذلك فإننا نجد أن طموحاتنا الاستهلاكية الكبيرة مسافرة ومهاجرة دائما دون أن تجد لها مجالا ومكانا تثبت عنده.
استطاع الغرب الصناعي أن يغزونا بإنتاجاته الغزيرة مخاطبا فينا غريزة الاستهلاك والشهوات التي لا تنتهي، ولذلك ابتكر العديد من الوسائل لمواجهة كل محاولات المقاطعة والمعارضة منها الإعلانات التي تصل إلى كل فرد منا وتقنعه بوسائل تعتمد تقنيات الإقناع والقبول التي لا يمكن ردها أو الاستمرار في ردعها لأنها تقنيات مغرية تكاد تتفوق على كل عقل وفكر صلب الاختراق.
لا نستسيغ بعض الرؤى التي تدعي التدين وتشتم الغرب الصناعي بينما هي غارقة في استهلاك منتوجاته ولا تكاد تحيا يوما دون أن ترجع إلى التمتع بها، فكل ما يستهلك هؤلاء هو من إنتاج الغرب الصناعي. ولا نستسيغ هذا النفاق عندهم وهم يعرفون أنهم غير قادرين على الاستمرار في الحياة بدون هذا الغرب. وبالتالي كان عليهم أن يجتهدوا ويبدعوا وينتجوا لمجتمعاتهم ما يكفي حاجياتها المتعددة عوض هذا النفاق الذي يقودهم إلى الدرك الأسفل من النار كما وعد الله المنافقين في كتابه العزيز. فهم يمثلون بالملموس ذلك المثل الذي يقول: " يأكلون الغلة ويسبون الملة" .
إن الاستهلاك كثقافة تجعل الفرد تابعا وباحثا عن الجديد ليستهلكه ويتمتع به فيسقط فريسة لسلطة قهرية استعبادية تعتمد كل الوسائل المغرية لإيقاعه في حبائلها وبالتالي إنتاج فرد فاشل وعالة على مجتمعه بحيث يقتصر وجوده داخل مجتمعه على الاستهلاك وزالبحث عن إشباع غرائزه المتعددة دون أن ينتج ويبدع ويمارس حياته الآدمية التي تفترض فيه الشعور بالوجود الإيجابي وخدمة الذات والناس لا انتظار كرامات الآخرين وإنتاجاتهم التي لا نعلم كيف وصلت إلينا في طبعتها النهائية.
نحن هنا ندعو إلى تبني رؤية علمية للخروج من هذا المأزق الخطير الذي جعل شبابنا وأطفالنا عرضة للاستيلاب الثقافي والاقتصادي والهوياتي. ومع أن النظرة إلى المستقبل تجعلنا جد متشائمين من خلال ما نراه من لامبالاة وعدم اهتمام من كل النخب الفاعلة في المجتمع تجاه هذه القضية فإننا نتمنى أن نجد في هذه النخب من مازال يؤمن ببناء الهوية الذاتية والثقافية التي تقاوم الاستيلاب والاستغلال والاستعمار بكل أشكاله.
نحن بالفعل خاضعون لقوة استعمارية متحكمة فينا وفي ثرواتنا وفي عقولنا، هذه القوة التي تستعمل أخطر سلاح، والذي يفوق في قدرته على التأثير كل الأسلحة الفتاكة، ألا وهو سلاح الثقافة ومخاطبة الشهوات الفردية، وهذا الشعور هو الذي يدفعنا إلى الدعوة إلى التصدي لهذه القوة الاستعمارية الخطيرة على مستقبل أولادنا وأوطاننا.
لا يمكن لأي مجتمع متماسك يؤمن بالهوية الذاتية التي تميزه عن باقي المجتمعات في العالم أن يبقى مكتوف الأيدي أمام غزو ثقافي واضح المعالم وقادر على تدمير كل مقوماته الهوياتية ثقافية كانت أو اقتصادية أو دينية أو اجتماعية. وبالتالي لا بد من التفكير في خلق دينامية تربوية تعيد لنا هويتنا المسلوبة من خلال إبداع وابتكار وإنتاج مواردنا أو على الأقل حماية مجتمعنا من الاختراق الثقافي والصناعي عبر منتوجات متعددة الغايات والأهداف تأتينا من الآخر الهادف إلى تركيعنا وإبقائنا تابعين لا منافسين.
إن أهمية اإنتاج الوطني في تأثيره على خلق الاكتفاء الذاتي والرفع من قيمة المنتوج المحلي والوطني وتحبيبه إلى الناس أصبحت مسألة من الضرورة بمكان. والأكثر من ذلك هو أن تكون لنا الإرادة للرفع من قيمة مواردنا التي نبيعها للغرب بأبخس الأثمان لتعود إلينا وقد دخلت في منتوجات صناعية جديدة بأرفع الأثمان، وهذا سيكون من الأهمية بمكان للحفاظ على مواردنا وحماية ثقافتنا وهويتنا الوطنية....