منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    100 رسالة حب..نزار قباني..المجموعة7

    zezo939
    zezo939
    جامعي جديد


    ذكر
    عدد المساهمات : 68
    العمر : 39
    المكان : طرطوس
    المستوى : 0
    نقاط : 200
    تاريخ التسجيل : 14/11/2008

    100 رسالة حب..نزار قباني..المجموعة7 Empty 100 رسالة حب..نزار قباني..المجموعة7

    مُساهمة من طرف zezo939 الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 7:23 am

    ( 94 )
    ساعة الكرملين تدقُّ في موسكو .. منتصف الليل ..

    وأنا عائد إلى فندقي من مسرح البُلشوي حيث شاهدت باليه ( بحيرة
    البجع ) ، تحفة تشايكوفسكي المذهلة .
    خلال فترة العرض بحثتُ عن يدك أكثر من مرّة .. عن يميني بحثت
    عنها .. وعن يساري بحثت عنها ..
    عندما أكون في حالة الفن ، أو في حالة العشق .. أبحث عن يدك ..
    ألتجيء إليها ، أكلمها .. أضغط عليها .. أنزلق على لزوجتها .. أنام في
    جوفها ..
    في معابد الفنّ العظيم .. يشِفُّ الحبُ حتى يصبح ضوءاً سائلاً هل الفن
    والحبّ طفلان يشربان من نهر واحد ؟ هل هما حبتا قمح معلقتان في سنبلة
    واحدة ..
    إنني لا أستطيع أن أفصلك عن موسيقى تشايكوفسكي .. أنتِ تنامين على
    صدر كلّ الكمنجات .. وتستحمين في دموع كلّ الأوتار .
    وحين خرجت البجعة بأجنحتها البيضاء من البحيرة ، واستدارت
    الراقصات حولها بشكل مروحة أنيقة ، آان آلّ شيء يوحي بالنقاء والطهر
    .. كأن الدنيا كانت تمطر ياسميناً ..
    ومن خلال أمطار الياسمين ، خرجتِ أنتِ بجعة بيضاء من بحيرة
    ذكرياتي .
    ورجعتُ إلى فندقي في آخر الليل .. لألملم زغَبَ القطن المتناثر على
    ثيابي ..
    ( 95 )
    الفودكا .. تمرّ فوق لساني سيفاً من نار ..
    ومع كل قطرة تمرين أنتِ .
    حاولتُ أن أكون روسياً ..
    يبتلع عشرات الحرائق .. ولا يحترقْ
    لكنني فشلت ..
    لأنني كنتُ أواجه نارينْ ..
    نارَ الفودكا ..
    وناركِ أنتِ ..
    فتاة المطعم موسكوفية . إسمها ناتاشا ..
    وأحبّ أن أسميكِ ، مثلها ، ناتاشا ..
    وأحبّ أن تركضي معي
    كحمامة ، على ثلوج الساحة الحمراء ..
    *
    القدحُ الصغيرُ يشتعل كالجمرة
    ووجهك ، يعوم كالوردة ،
    على سطح السائل اللؤلؤيّ ..
    يا ناتاشا .. يا حبيبتي
    يشربُ الرجالُ الخمرة ليهربوا من حبيباتهم .
    أما أنا فأشربها ..
    لأهربَ إليك ..
    ( 96 )
    أكتب إليك من ليننغراد .. عاصمة القياصرة .
    درجة الحرارة صفر . وأنا ألبسك على جسدي كنزة من الحنان .. وأتدفأ
    بك كما تتدفأ كنيسة بشموعها ..
    يُريحني أن ألبسكِ على جسدي ، فأنتِ حطبي وفحمي في هذه القارة
    المرتعشة المافاصل .
    قضيتُ اليوم كله في متحف الهيرميتاج .
    كلّ متاحف العالم تبدو أكواخاً فقيرة من القشّ أمام هذا المتحف الخرافة ،
    حتى اللو?ر العظيم يغطي وجهه بيديه مختجلاً إذا ذكر اسمُ الهيرميتاج .
    ألفا غرفة تضم أروع ما صنعته أصابع البشر ، جمعها القياصرة قطعة قطعة من زورايا الأرض .
    كلّ مصوري العالم ونحاتيه في غرف الهيرميتاج ويتدثون مع الزوار ..
    الهيرميتاج هو فندق كل عباقرة العالم .. فيه ينامون وفيه يرسمون ..
    وينحتون ...
    هنا وطن الفنانين .. فلوحات رينوار ، وماتيس ، وفان غوخ ، وغوبا ،
    والغريكو ، وروبنس ، الموجودة هنا أعظم من آثارهم الموجودة في بلادهم
    الأصلية .
    زرتُ الجناح الخاص بالامبراطورة كاترينا الثانية . رأيت ملابسها ،
    وجواهرها ، وأمشاطها ، وخواتمها ، وأثواب نومها المطرزة بالذهب ،
    ومعطفها المشغولة بالحجارة الثمينة .
    في لحظة من لحظات الحلم تصورتك كاترين الثانية .. وأردتُ أن أخرج
    جميع ما في الخزائن اليللورية من عقود وأساور واطرحها على قدميك .. يا
    قيصرة القياصرة ..
    في لحظة من لحظات الشرود ، تصورت أن المتحف متحفك ، والتيجان
    تيجانك ، والوصيفان وصيفاتك .. وأنكِ تركبين العربة الملكية الموشاة
    بالذهب وأحجار الياقوت والزمرد .. وتنزلقين على ثلوج ليننغراد .
    هل تسمعين صوتي ، وأنا أهتف مع الرعايا المتناثرين على أرصفة
    ليننغراد ( حفظ الله الملكة ) .
    أنا واحد من رعاياكِ يا قيصرة القياصرة ..
    أنا مواطن يحبكِ ..
    ( 97 )
    أمشي على أوراق الخريف ، في حدائق القصر الصيفيّ في ليننغراد .
    أكسرها .. وتكسرني ..
    ألوان الشجر متدرجة بين لون النار ، ولون الذهب العتيق . والأزرق
    الصفراء ، والحمراء ، والنحاسية ، أشبه بكتاب سطوره تحترق ..
    الشمس ، على شاطئ بحر البلطيك ، برتقالة غارقة في الماء . ومياه
    الخليج الفنلندي تغني بصوتٍ رمادي ..
    الله .. كم أحبّ السماوات الرمادية .. والمدنَ الرمادية .. والمواعيد
    الرمادية ..
    وحبي لك كان دائماً طفلاً ذا عينين رماديتين ..
    هل أعترف لكِ بشيء ؟.
    إن السماوات الكثيفة الزرقة تضايقني .. أفضل السماوات التي تكون
    العتمة فيها مضيئة ، والضوء معتماً .. وأجمل العيون عندي هي العيون
    التي تكون في حالة تعتيم جزئي ..
    على سواحل بحر الشمال تلتفّ ذراعي حول خصرك بحركة تلقائية ..
    على كل البحار أنتِ متمددة ..
    وعلى سطوح كل المراكب أنت مستلقية ..
    سمك منتشر في شراييني كبقعة حبر على ثوب أبيض .. ونهدك يعطيني
    عنكِ خرافة ..
    فنحن نسقط إلى الأعلى ، فنتدحرج إلى ذروة الشمس ، يمسح الواحدُ منا
    حدود الآخر .. يُلغيه ..
    حين تكونين معي . يكون واحدٌ منا فقط ، ينتهي واحدٌ منا . يصير
    صوتكِ امتداداً لفمي ، وتصير ذراعي امتداداً طبيعياً لذراعك .. ويصير
    شعركِ الأسود امتداداً لأحزاني .
    ( 98 )
    لستُ نادماً على أعوامي الضائعةِ معكِ ..
    فأنا لا أحترفُ الندامة .
    ولستُ آسفاً ..
    لأنني لعبتُ على حصان خاسرْ ..
    إن المقامرة على النساء .. كالمقامرة على الخيولْ ..
    غيرُ مضمونة النتائج ..
    ولا تصدقُ فيها النبوءاتْ ..
    فكلّ رجل ينتقي فرساً ..
    وكل امرأة تنتقي جواداً ..
    ولا يربح في نهاية الشوط ..
    سوى النساءْ ..
    *
    أن تجاربي مع الخيل والنساء .. متشابهة ..
    أربحُ مرة .. وأخسر مراتْ ..
    أنتصرُ مرة .. وأهزم مراتْ ..
    ورغم هذا أستمرُّ في اللعبة ..
    وأجدُ في ممارستها الكثير من الشعرْ ..
    فلا أجملَ من السقوط المفاجئ ..
    تحت حوافر الخيلْ ..
    أو تحت حوافر الحبّ ..
    ( 99 )
    إطمئني يا سيدتي !
    فما جئت لأشتمكِ ،
    أو لأشنقكِ على حبال غضبي
    ولا جئتُ ، لأراجعَ دفاتري القديمة معكِ
    فأنا رجل ..
    لا يحتفظ بدفاتر حبه القديمة ..
    ولا يعود إليها أبداً ..
    لكنني جئتُ لأشكرك ..
    على زهور الحزن التي زرعتها في داخلي فمنكِ تعلمتْ أن أحبّ في
    الزهورَ السوداءْ ..
    وأشتريها ..
    وأوزعها في زوايا غرفتي .
    *
    ليس في نيتي ،
    أن أفضح انتهازيتكِ ..
    أو أكشف الأوراق المغشوشة
    التي كنتِ تلعبين بها .. خلال عامينْ ..
    لكنني جئتُ لأشكرك ..
    على مواسم الدمع ..
    وليالي الوجع الطويلة ..
    وعلى كل الأوراق الصفراء
    التي نثرتها على أرض حياتي ..
    فلولاك ، لم أكتشفْ
    لذة الكتابة باللون الأصفرْ
    ولذة التفكير ..
    باللون الأصفر ..
    ولذة العشق باللون الأصفرْ ...
    ( 100 )
    هذه هي رسالتي الأخيرة ..
    ولن يكون بعدها رسائلْ ..
    هذه .. آخرُ غيمةٍ رماديةٍ
    تمطر عليكِ ..
    ولن تعرفي بعدها المطرْ ..
    هذا آخر النبيذ في إنائي ..
    وبعده ..
    لن يكون سُكْرٌ .. ولا نبيذْ ..
    هذه آخر سائل الجنونْ ..
    وآخرُ رسائل الطفولة ...
    ولن تعرفي بعدي ، نقاء الطفولة ، وطرافة الجنونْ ..
    لقد عشقتكِ ..
    كطفل هاربٍ من المدرسة ..
    يخبئ في جيوبه العصافيرْ ..
    ويخبئ القصائدْ ..
    كنتُ معكِ ..
    طفلَ الشعر ، والكتابة العصبية
    أما أنتِ ..
    فكنتِ امرأة شرقية الشروشْ
    تنتظر قدرها ..
    في خطوط فناجين القهوة ..
    وملاءات الخاطباتْ ....
    ما أنعسَكِ يا سيدتي ..
    فلن تكوني في الكتب الزرقاء .. بعد اليوم
    ولن تكوني في ورق الرسائلْ ،
    وبكاء الشموعْ ..
    وحقيبة موزع البريدْ ..
    لن تكوني في عرائس السكرْ ..
    وطيارات الورق الملونة ..
    لن تكوني في وجع الحروفْ ..
    أو في وجع القصائدْ ..
    فلقد نفيتِ نفسكِ خارجَ حدائق طفولتي ..
    وأصبحتِ نثراً ....




    my story so far

    انا الشفاه للذين ما لهم شفاه
    انا العيون للذين ما لهم عيون
    انا كتاب البحر للذين ليس يقرأون
    انا الكتابات التي يحفرها الدمع على عنابر السجون
    انا كهذا العصر,
    اواجه الجنون بالجنون
    انا كما عرفتموني دائما
    هوايتي ان اكسر القانون
    انا كما عرفتموني دائما
    اكون بالشعر ... والا لا اريد ان اكون ..


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 4:20 pm