سامي كليب: مرحبا بكم أعزائي المشاهدين إلى حلقة جديدة من برنامج زيارة خاصة. حين وقعت الاعتداءات على الولايات المتحدة الأميركية اهتز العالم، وحين اغتيل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري اهتز العالم مرة ثانية، أما ضيفنا فإنه وضع كتبا تؤكد أن الاستخبارات الأميركية الـ (سي.آي.إيه) وراء كل هذه المآسي. من هو تيري ميسان؟ هذا الكاتب الفرنسي من يقف خلفه ولماذا كتب ما كتب؟ هذا ما سوف نعرفه في زيارة خاصة. كنت أبحث عن الكاتب الفرنسي تيري ميسان في بلاده فرنسا ولكنني وجدته في لبنان، وفهمت أنه بدأ يؤسس هناك لمشروع إعلامي وبحثي كبير في إطار شبكة فولتير التي يديرها، وإلى لبنان والشرق الأوسط كانت سبقته شهرته بعد نشره كتبا تتهم الاستخبارات الأميركية بتدبير الاعتداءات على الولايات المتحدة الأميركية وربما أيضا التورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. وقبل أن ندخل معه في تفاصيل حياته وكتبه، سألته لماذا اختار بيروت موقعا لعمله وحياته اليوم؟
تيري ميسان: أنوي الاستقرار في لبنان أشعر بالراحة هنا، أشعر بالراحة أكثر مما أشعر في بلدي.سامي كليب: لماذا؟
تيري ميسان: لماذا؟ لأنني حر هنا، ولكن في بلدي هناك يد فولاذية سيطرت على كل الأنشطة الثقافية.سامي كليب: منذ متى؟ ولماذا؟
تيري ميسان: منذ انتخاب نيكولا ساركوزي، التعيينات التي أدخلها في قطاع الأمن وطريقته في تهديد الناس وممارسة الضغط هنا وهناك حتى صار بلدي يفتقر إلى حرية التعبير الحقيقية، كما يسيطر على الوسائل الإعلامية وقد تظاهرت نقابة الصحفيين المحترفين مرات عديدة للقول إن ثمة أمرا خطيرا يحدث في فرنسا اليوم. سامي كليب: ولكن هل لديك مثالا محددا حول ذلك؟
تيري ميسان: لقد تلقيت تهديدات مباشرة من كبار الموظفين الفرنسيين، وبالتالي فهمت أن مكاني لم يعد في بلادي في الوقت الحالي.سامي كليب: التهديدات منذ متى؟ هل بعد نشر كتبك حول الولايات المتحدة الأميركية، الاعتداءات، وحول لبنان اغتيال رفيق الحريري؟
تيري ميسان: لا، تلقيت التهديدات بعد نشر كتابي حول أحداث 11 سبتمبر، تعرضت لشتى أنواع الاعتداءات من الولايات المتحدة ومن أنصار ميثاق الشمال الأطلسي في أوروبا وبالتالي منعت من دخول الأراضي الأميركية إلى آخره.. ولكن منذ انتخاب نيكولا ساركوزي تغيرت الأمور، لأن فرنسا تقف إلى جانب الولايات المتحدة ولأن الشرطة في البلدين تتعاون لقمع أية معارضة حقيقة وفي هذا الإطار تلقيت التهديدات من المسؤولين الفرنسيين الذين بدؤوا يلاحقونني باستمرار يستمعون إلى المكالمات الهاتفية يستجوبون المحيطين بي ولم يكن الأمر مزعجا فقط بالنسبة إلي بل إلى كل من حولي.سامي كليب: ولكنك لم تزعج فرنسا فيما كتبت، أزعجت الولايات المتحدة الأميركية.
تيري ميسان: من دون شك ولكنني أظن أنني خدمت بلادي ولكنني تسببت في مضايقة الولايات المتحدة وإسرائيل.سامي كليب: هل حصلت محاولات لاغتيالك مثلا؟
تيري ميسان: في ديسمبر الماضي خلال رحلة إلى أميركا اللاتينية.سامي كليب: ما الذي جرى؟
تيري ميسان: كنت أجري مقابلة مع نائب وزير الثقافة في فنزويلا في العاصمة كراكاس وكان هناك أشخاص في الصالة لديهم مهمة واضحة، لا أعرف كيف يتصرفون؟ و لكن كان عليهم قتلي في النهاية، وأبلغت الشرطة في فنزويلا بكل هذا والتي انتشرت بسرعة لنقلي من الصالة.سامي كليب: هل تم الكشف عن هوية هؤلاء؟
تيري ميسان: لا أظن أن إفشاء الأمر في تلك الأثناء كان بنية سياسية.سامي كليب: لنتحدث عنك قليلا، ربما المشاهد لا يعرفك تماما حتى ولو اشتهرت بكتابك الذي كشفت فيه ما حصل في الولايات المتحدة الأميركية من اعتداءات خصوصا ضد الـ (سي.آي.إيه) وأيضا في لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، ولكن لنتعرف قليلا من يقف خلفك ومن أين أتيت؟ ونبدأ بجدك على ما يبدو كان رئيس لجنة الهدنة بين إسرائيل ولبنان، هل صحيح هذا الكلام؟
تيري ميسان: أتحدر من عائلة فرنسية تقطن منطقة غوردو، وكان جدي لأمي شرطيا فرنسيا مقاوما كبيرا انضم إلى الأمم المتحدة عندما أنشئت، كان مقربا من الكونت برنادوت عندما أوكلت إليه مهمة في فلسطين، وعندما اغتيل برنادوت والكولونيل سيروت الفرنسي على يد الإسرائيليين صار جدي مسؤولا عن مهام عديدة، كان يقول إنه ارتقى كثيرا في هذه المنطقة لأن رئيسه كان يتعرض للاغتيال في كل مرة، وبالتالي كان مسؤولا لبعض الوقت عن لجنة الهدنة بين إسرائيل ولبنان. سامي كليب: وعلى خطى جده جاء تيري ميسان إلى الشرق الأوسط ليقيم فيه، وصار بين ليلة وضحاها أحد أكثر المرحب بهم هنا، الرؤساء والمسؤولون والكتاب والصحفيون استشهدوا بمقالاته وكتبه، ووسائل الإعلام تقاطرت عليه دون حتى أن تسأل من هو، ومن أين أتى، وماذا يريد؟ فقط لأنه نشر كتابه الأول الذي بيع بملايين النسخ حول الاعتداءات على الولايات المتحدة الأميركية. وفي خلال بحثي عن قصته فهمت أنه ترعرع في كنف عائلة متدينة ورباه الآباء اليسوعيون وثمة من يقول إنه أراد أن يصبح كاهنا. هل صحيح؟
تيري ميسان: لا لم أشأ قط أن أكون كاهنا ولكنني تابعت دروسا في اللاهوت، هذا ما يثير الارتباك طالما أبديت اهتماما بالمسائل الدينية بصورة شخصية وليس لأصبح كاهنا.سامي كليب: طبعا هناك معلومات كثيرة حولك منشورة عبر الإنترنت منشورة في بعض الكتب تحاول تشويه صورتك خصوصا منذ نشر الكتاب ضد الولايات المتحدة الأميركية، ولكن أطرحها عليك لنعرف أكثر من أنت، ولذلك سأطلب منك أن تختصر لنا سيرتك خصوصا أنك بدأت طبعا في الدفاع عن الحريات ثم في شبكة فولتير ثم في تأسيس حزب و رئاسته وصولا إلى اليوم وأنت كاتب.
تيري ميسان: لقد شاركت في عدد من المنظمات في فرنسا حول موضوع الحرية الفردية والعامة وتطرقت إلى ملفات مهمة ذكروا البعض منها وتجاهلوا البعض الآخر. كانت الإرشادات واضحة جدا في هذا العمل، الدفاع عن الفرد في وجه دولة، ففي المجتمع الديمقراطي يستطيع كل فرد أن يعيش حياته كما يريد وليس هناك أسلوب مفروض على الجميع ولكن على كل شخص أن يفرض أسلوبه على نفسه. وانضممت إلى حزب ديمقراطي الحزب الراديكالي اليساري وهو بعكس تسميته حزب تابع لليسار الأوسط في فرنسا وكنت الأمين العام للحزب لمدة طويلة ولكنني ابتعدت عنه الآن حيث أنني خارج فرنسا، داخل الحزب دافعت عن موضوع الحريات الفردية في إطار المواجهة ضد اليمين المتطرف وكل الأفكار خاصة كره الأجانب الذي ربما يتزايد في بلادنا.نظرية فضيحة البنتاغيت واعتداءات 11 إيلول
تيري ميسان: هناك الكثير من العناصر التي توضح أن إدارة الرئيس بوش حول هذا الحدث خاطئة كليا، ويكفي أن نركز على بعض النقاط ليتفق الجميع، في الواقع أطلقت إدارة البنتاغون نداء لتقديم الطلبات لإعادة ترميم المبنى الذي دمروه بأنفسهم، في النداء إلى تقديم الطلبات نجد وصفا محددا للأضرار التي ألحقت بالمبنى في البداية وبالتالي حسب وثائق البنتاغون الرسمية فقد اصطدم منطاد موجه بالطبقة السفلية من المبنى دمر الطبقة الأولى فقط، دخل من باب جانبي يستعمل لإدخال الشاحنات الصغيرة دون أن يخرب إطار الباب الجانبي، عبر المنطاد حلقات مختلفة من المبنى وانفجر في الداخل بقوة شديدة رغم قصر مدته الزمنية ودمر المنطاد حتى أننا لم نعثر على قطعة واحدة منه. إذا كانت طائرة بوينغ 757 فهي لا تدخل من باب صغير، أعمال التدمير كانت شديدة منذ الدقيقة الأولى، من جهة أخرى فهي لا تدخل إلى الطبقة السفلية بل كانت لتدخل من أعلى إلى آخره، يكفي النظر إلى الصور التي التقطت في الدقائق الأولى بعد الاعتداء وقبل الانفجار في المبنى لنرى بوضوح أنها ليست ضربة بوينغ 757، وبعدها يمكننا مناقشة التفاصيل. ولكن الرواية الرسمية ليست الرواية الصحيحة وعلى هذا الأساس تضافرت مختلف العناصر لمعرفة ماذا جرى، ففي الكتاب الأول الذي كتبته لم أتطرق إلى هذه التفاصيل، لم أكن أريد أن أعرف كيف جرت الاعتداءات، بل من ارتكبها ولماذا؟ ولكن نظرا لوجود هجوم عنيف حول هذا الكلام من البنتاغون، لقد بحثت وجمعت العناصر التي أظهرت أن صاروخا من نوع محدد قد استعمل وهو صاروخ ذو شحنة مفرغة لتدمير البنتاغون.سامي كليب: ومن أطلق هذا الصاروخ بالضبط؟
تيري ميسان: لا أعرف من أطلق الصاروخ ولكنه لم يصدر من كهف في أقاصي أفغانستان.سامي كليب: تعرف أنك تقول إن هذه مؤامرة من قبل الـ (سي.آي.إيه) الاستخبارات الأميركية، يعني هي التي أطلقت الصاروخ.
تيري ميسان: لا لم أقل هذا بالضبط، لقد قلت إن الاعتداء هو من ترتيب عدد من الأشخاص يعملون داخل مجمع عسكري أو صناعي في الولايات المتحدة مع متواطئين في البيت الأبيض وفي هيئة الأركان الأميركية، لم أتهم الاستخبارات الأميركية كوكالة طبعا لا، أظن أن الأشخاص الذين قاموا بذلك موجودون في الهيئات الحكومية ولكنهم تصرفوا بالضغط على المؤسسات الموجودة في البلاد.سامي كليب: يعني بجميع الأحوال هي الاستخبارات الأميركية هي التي قامت بذلك حسب تقديرك يعني؟
تيري ميسان: في كل الأحوال هذا صنيع فيصل في السلطة الأميركية.سامي كليب: في مصلحة من قامت بذلك؟
تيري ميسان: سمحت الاعتداءات للسلطة الحاكمة لتعديل القانون السائد في الولايات المتحدة تحت حجة مواجهة الإرهاب واستطاعت أن تنشئ دولة استثنائية دائمة بحيث يعلقون حرية التعبير خاصة الحريات الأساسية المكتسبة خلال التعديلات العشرة في دستور الولايات المتحدة أي ميثاق الحقوق، من جهة أخرى استطاعوا تعديل السياسة الخارجية للانطلاق في توسع استعماري رأيناه أولا في أفغانستان ثم في العراق وقد ترددوا في نقله إلى دول أخرى.سامي كليب: لتبرير الميزانية العسكرية مثلا يعني؟
تيري ميسان: بدأت الميزانية العسكرية في الولايات المتحدة تزداد خلال الفترة الرئاسية لبيل كلينتون وأخذت الآن بعدا ضخما حيث صارت تمتص موارد الولايات المتحدة الأساسية.سامي كليب: يجري الحديث عن ثلاثة آلاف مليار دولار.
تيري ميسان: هذه كلفة الحرب في العراق حسب السيد استيليست ولكن الميزانية العسكرية في الولايات المتحدة أوسع بكثير لأنها تتضمن مجمل قواعدها في العالم إضافة للتسلح الإستراتيجي الذي لم يستعملوه منذ هيروشيما.سامي كليب: هذه النظرية التي دافع عنها الكاتب الفرنسي تيري ميسان أثارت ضده الأميركيين الذين منعوه من دخول أراضيهم وقدمت ضده دعاوى، ولكنه في كل مرة يربح الدعاوى ويعود إلى فكرته الأولى التي تقول راقبوا فقط الصور وسوف تفهمون ما الذي جرى في الولايات المتحدة الأميركية في ذاك اليوم من شهر سبتمبر.
تيري ميسان: يقولون إن الطائرة اصطدمت من هنا، إذا قمنا بتكبير هذه البقعة نحصل على هذه الصورة ونرى الباب وإطاره السليم، يقولون إن طائرة ضخمة قامت بثني جناحيها للدخول من الباب وهذا مستحيل، هذه صورة السوشيتد بريس ولا يمكن مناقشتها، يكفي أن نشاهدها لنعرف أنه لا يمكن تصديق الرواية الرسمية، والباقي إنها صور التقطت لاحقا إنها خاطئة وليست مهمة بالقدر نفسه. نرى هنا مكان الاصطدام ومكان الهدف الذي ضرب البنتاغون، خرق المبنى وخرج من هنا. وهنا لدينا هذه الصورة، هذا المخرج، أتتصور أن تخرج طائرة من هنا؟ إنها قصة غامضة جدا.سامي كليب: والطائرة يجب أن تكون بقوة كبيرة حتى تستطيع أن تخترق ثلاثة جدران.
تيري ميسان: والطائرة يجب أن تكون قوية جدا لتخرق ثلاثة جدران، الطائرة هشة جدا فهي تسحق وتخترق المبنى، بغية اختراق المباني يستعملون الصواريخ التي قد تحطم الهيكل الخرساني.سامي كليب: ولكن هنا نشاهد بقايا الطائرة، تقول إنه لم يكن هناك أي بقايا غطاء.
تيري ميسان: لقد سببت هذه الصورة مشكلة كبيرة وعندما ننظر إليها نرى قطعة من الحديد طليت من الداخل بالطلاء المستعمل للمنطاد الموجه وبالتالي هذه من طائرة أو مروحية، ولكن عندما نسمع أنها قطعة من البوينغ التابعة للخطوط الجوية الأميركية، لدينا الألوان وقد نلعب كما بالأحجية، نأخذ طائرة الخطوط الجوية الأميركية و قد كتب الاسم عليها اسم الخطوط الجوية الأميركية وهناك ألوان محددة على الطائرة ونستطيع البحث عن القطعة المناسبة وهذا لا يؤدي إلى نتيجة، هذه الألوان لا تتماشى مع طريقة طلاء طائرات الخطوط الجوية الأميركية وبالتالي الافتراض الوحيد لتحليل وجود هذه القطعة أننا نعرف بوجود الكثير من الحوامات أمام المبنى وقد أبادها الانفجار وعلى الأرجح فإن هذه القطعة تعود إلى إحدى الحوامات المدمرة.سامي كليب: الكاتب الفرنسي تيري ميسان انطلق من هذه الصور وكثف هجومه كأفضل وسيلة للدفاع وأوصل سهامه هذه المرة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش نفسه واللوبي الصناعي و التجاري المحيط به وذهب إلى حد القول إن فريقا صناعيا عسكريا قريبا من جورج بوش هو الذي أعد لاعتداءات 11من سبتمبر وإن البرجين كانا يخبئان أهدافا عسكرية سرية وإن آلاف الأشخاص قتلوا لأنهم كانوا دروعا بشرية خصوصا للطابق السابع الذي كاد يخفي تحته فرعا للـ (سي.آي.إيه).
تيري ميسان: أنوي الاستقرار في لبنان أشعر بالراحة هنا، أشعر بالراحة أكثر مما أشعر في بلدي.سامي كليب: لماذا؟
تيري ميسان: لماذا؟ لأنني حر هنا، ولكن في بلدي هناك يد فولاذية سيطرت على كل الأنشطة الثقافية.سامي كليب: منذ متى؟ ولماذا؟
تيري ميسان: منذ انتخاب نيكولا ساركوزي، التعيينات التي أدخلها في قطاع الأمن وطريقته في تهديد الناس وممارسة الضغط هنا وهناك حتى صار بلدي يفتقر إلى حرية التعبير الحقيقية، كما يسيطر على الوسائل الإعلامية وقد تظاهرت نقابة الصحفيين المحترفين مرات عديدة للقول إن ثمة أمرا خطيرا يحدث في فرنسا اليوم. سامي كليب: ولكن هل لديك مثالا محددا حول ذلك؟
تيري ميسان: لقد تلقيت تهديدات مباشرة من كبار الموظفين الفرنسيين، وبالتالي فهمت أن مكاني لم يعد في بلادي في الوقت الحالي.سامي كليب: التهديدات منذ متى؟ هل بعد نشر كتبك حول الولايات المتحدة الأميركية، الاعتداءات، وحول لبنان اغتيال رفيق الحريري؟
" تلقيت تهديدات من أميركا وفرنسا بعد نشر كتابي حول أحداث 11 سبتمبر/أيلول " |
تيري ميسان: من دون شك ولكنني أظن أنني خدمت بلادي ولكنني تسببت في مضايقة الولايات المتحدة وإسرائيل.سامي كليب: هل حصلت محاولات لاغتيالك مثلا؟
تيري ميسان: في ديسمبر الماضي خلال رحلة إلى أميركا اللاتينية.سامي كليب: ما الذي جرى؟
تيري ميسان: كنت أجري مقابلة مع نائب وزير الثقافة في فنزويلا في العاصمة كراكاس وكان هناك أشخاص في الصالة لديهم مهمة واضحة، لا أعرف كيف يتصرفون؟ و لكن كان عليهم قتلي في النهاية، وأبلغت الشرطة في فنزويلا بكل هذا والتي انتشرت بسرعة لنقلي من الصالة.سامي كليب: هل تم الكشف عن هوية هؤلاء؟
تيري ميسان: لا أظن أن إفشاء الأمر في تلك الأثناء كان بنية سياسية.سامي كليب: لنتحدث عنك قليلا، ربما المشاهد لا يعرفك تماما حتى ولو اشتهرت بكتابك الذي كشفت فيه ما حصل في الولايات المتحدة الأميركية من اعتداءات خصوصا ضد الـ (سي.آي.إيه) وأيضا في لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، ولكن لنتعرف قليلا من يقف خلفك ومن أين أتيت؟ ونبدأ بجدك على ما يبدو كان رئيس لجنة الهدنة بين إسرائيل ولبنان، هل صحيح هذا الكلام؟
تيري ميسان: أتحدر من عائلة فرنسية تقطن منطقة غوردو، وكان جدي لأمي شرطيا فرنسيا مقاوما كبيرا انضم إلى الأمم المتحدة عندما أنشئت، كان مقربا من الكونت برنادوت عندما أوكلت إليه مهمة في فلسطين، وعندما اغتيل برنادوت والكولونيل سيروت الفرنسي على يد الإسرائيليين صار جدي مسؤولا عن مهام عديدة، كان يقول إنه ارتقى كثيرا في هذه المنطقة لأن رئيسه كان يتعرض للاغتيال في كل مرة، وبالتالي كان مسؤولا لبعض الوقت عن لجنة الهدنة بين إسرائيل ولبنان. سامي كليب: وعلى خطى جده جاء تيري ميسان إلى الشرق الأوسط ليقيم فيه، وصار بين ليلة وضحاها أحد أكثر المرحب بهم هنا، الرؤساء والمسؤولون والكتاب والصحفيون استشهدوا بمقالاته وكتبه، ووسائل الإعلام تقاطرت عليه دون حتى أن تسأل من هو، ومن أين أتى، وماذا يريد؟ فقط لأنه نشر كتابه الأول الذي بيع بملايين النسخ حول الاعتداءات على الولايات المتحدة الأميركية. وفي خلال بحثي عن قصته فهمت أنه ترعرع في كنف عائلة متدينة ورباه الآباء اليسوعيون وثمة من يقول إنه أراد أن يصبح كاهنا. هل صحيح؟
تيري ميسان: لا لم أشأ قط أن أكون كاهنا ولكنني تابعت دروسا في اللاهوت، هذا ما يثير الارتباك طالما أبديت اهتماما بالمسائل الدينية بصورة شخصية وليس لأصبح كاهنا.سامي كليب: طبعا هناك معلومات كثيرة حولك منشورة عبر الإنترنت منشورة في بعض الكتب تحاول تشويه صورتك خصوصا منذ نشر الكتاب ضد الولايات المتحدة الأميركية، ولكن أطرحها عليك لنعرف أكثر من أنت، ولذلك سأطلب منك أن تختصر لنا سيرتك خصوصا أنك بدأت طبعا في الدفاع عن الحريات ثم في شبكة فولتير ثم في تأسيس حزب و رئاسته وصولا إلى اليوم وأنت كاتب.
تيري ميسان: لقد شاركت في عدد من المنظمات في فرنسا حول موضوع الحرية الفردية والعامة وتطرقت إلى ملفات مهمة ذكروا البعض منها وتجاهلوا البعض الآخر. كانت الإرشادات واضحة جدا في هذا العمل، الدفاع عن الفرد في وجه دولة، ففي المجتمع الديمقراطي يستطيع كل فرد أن يعيش حياته كما يريد وليس هناك أسلوب مفروض على الجميع ولكن على كل شخص أن يفرض أسلوبه على نفسه. وانضممت إلى حزب ديمقراطي الحزب الراديكالي اليساري وهو بعكس تسميته حزب تابع لليسار الأوسط في فرنسا وكنت الأمين العام للحزب لمدة طويلة ولكنني ابتعدت عنه الآن حيث أنني خارج فرنسا، داخل الحزب دافعت عن موضوع الحريات الفردية في إطار المواجهة ضد اليمين المتطرف وكل الأفكار خاصة كره الأجانب الذي ربما يتزايد في بلادنا.نظرية فضيحة البنتاغيت واعتداءات 11 إيلول
سامي كليب: من يفتح موقع فولتير الذي يديره تيري ميسان على الإنترنت سيجد عبره عشرات المقالات له التي تنتقد المشروع الأميركي في الشرق الأوسط وتتهم إدارة جورج بوش والحكومات الإسرائيلية بالتورط في مؤامرات أو تركيب مؤامرات، ومن يتصفح الموقع سيجد تلك الصورة الشهيرة التي تناقلها العالم حول الهجمات الدموية بالطائرات على البرجين الأميركيين والبنتاغون. يريد هذا الكاتب الفرنسي أن يقول إن فضيحة ووترغيت الشهيرة عبر التاريخ استولدت فضيحة مشابهة اليوم اسمها بنتاغيت.
" العناصر التي جمعتها للوقوف على ملابسات الهجوم على مبنى البنتاغون تظهر أن صاروخا ذا شحنة مفرغة استخدم لتدمير المبنى " |
تيري ميسان: لا أعرف من أطلق الصاروخ ولكنه لم يصدر من كهف في أقاصي أفغانستان.سامي كليب: تعرف أنك تقول إن هذه مؤامرة من قبل الـ (سي.آي.إيه) الاستخبارات الأميركية، يعني هي التي أطلقت الصاروخ.
تيري ميسان: لا لم أقل هذا بالضبط، لقد قلت إن الاعتداء هو من ترتيب عدد من الأشخاص يعملون داخل مجمع عسكري أو صناعي في الولايات المتحدة مع متواطئين في البيت الأبيض وفي هيئة الأركان الأميركية، لم أتهم الاستخبارات الأميركية كوكالة طبعا لا، أظن أن الأشخاص الذين قاموا بذلك موجودون في الهيئات الحكومية ولكنهم تصرفوا بالضغط على المؤسسات الموجودة في البلاد.سامي كليب: يعني بجميع الأحوال هي الاستخبارات الأميركية هي التي قامت بذلك حسب تقديرك يعني؟
تيري ميسان: في كل الأحوال هذا صنيع فيصل في السلطة الأميركية.سامي كليب: في مصلحة من قامت بذلك؟
تيري ميسان: سمحت الاعتداءات للسلطة الحاكمة لتعديل القانون السائد في الولايات المتحدة تحت حجة مواجهة الإرهاب واستطاعت أن تنشئ دولة استثنائية دائمة بحيث يعلقون حرية التعبير خاصة الحريات الأساسية المكتسبة خلال التعديلات العشرة في دستور الولايات المتحدة أي ميثاق الحقوق، من جهة أخرى استطاعوا تعديل السياسة الخارجية للانطلاق في توسع استعماري رأيناه أولا في أفغانستان ثم في العراق وقد ترددوا في نقله إلى دول أخرى.سامي كليب: لتبرير الميزانية العسكرية مثلا يعني؟
تيري ميسان: بدأت الميزانية العسكرية في الولايات المتحدة تزداد خلال الفترة الرئاسية لبيل كلينتون وأخذت الآن بعدا ضخما حيث صارت تمتص موارد الولايات المتحدة الأساسية.سامي كليب: يجري الحديث عن ثلاثة آلاف مليار دولار.
تيري ميسان: هذه كلفة الحرب في العراق حسب السيد استيليست ولكن الميزانية العسكرية في الولايات المتحدة أوسع بكثير لأنها تتضمن مجمل قواعدها في العالم إضافة للتسلح الإستراتيجي الذي لم يستعملوه منذ هيروشيما.سامي كليب: هذه النظرية التي دافع عنها الكاتب الفرنسي تيري ميسان أثارت ضده الأميركيين الذين منعوه من دخول أراضيهم وقدمت ضده دعاوى، ولكنه في كل مرة يربح الدعاوى ويعود إلى فكرته الأولى التي تقول راقبوا فقط الصور وسوف تفهمون ما الذي جرى في الولايات المتحدة الأميركية في ذاك اليوم من شهر سبتمبر.
تيري ميسان: يقولون إن الطائرة اصطدمت من هنا، إذا قمنا بتكبير هذه البقعة نحصل على هذه الصورة ونرى الباب وإطاره السليم، يقولون إن طائرة ضخمة قامت بثني جناحيها للدخول من الباب وهذا مستحيل، هذه صورة السوشيتد بريس ولا يمكن مناقشتها، يكفي أن نشاهدها لنعرف أنه لا يمكن تصديق الرواية الرسمية، والباقي إنها صور التقطت لاحقا إنها خاطئة وليست مهمة بالقدر نفسه. نرى هنا مكان الاصطدام ومكان الهدف الذي ضرب البنتاغون، خرق المبنى وخرج من هنا. وهنا لدينا هذه الصورة، هذا المخرج، أتتصور أن تخرج طائرة من هنا؟ إنها قصة غامضة جدا.سامي كليب: والطائرة يجب أن تكون بقوة كبيرة حتى تستطيع أن تخترق ثلاثة جدران.
تيري ميسان: والطائرة يجب أن تكون قوية جدا لتخرق ثلاثة جدران، الطائرة هشة جدا فهي تسحق وتخترق المبنى، بغية اختراق المباني يستعملون الصواريخ التي قد تحطم الهيكل الخرساني.سامي كليب: ولكن هنا نشاهد بقايا الطائرة، تقول إنه لم يكن هناك أي بقايا غطاء.
تيري ميسان: لقد سببت هذه الصورة مشكلة كبيرة وعندما ننظر إليها نرى قطعة من الحديد طليت من الداخل بالطلاء المستعمل للمنطاد الموجه وبالتالي هذه من طائرة أو مروحية، ولكن عندما نسمع أنها قطعة من البوينغ التابعة للخطوط الجوية الأميركية، لدينا الألوان وقد نلعب كما بالأحجية، نأخذ طائرة الخطوط الجوية الأميركية و قد كتب الاسم عليها اسم الخطوط الجوية الأميركية وهناك ألوان محددة على الطائرة ونستطيع البحث عن القطعة المناسبة وهذا لا يؤدي إلى نتيجة، هذه الألوان لا تتماشى مع طريقة طلاء طائرات الخطوط الجوية الأميركية وبالتالي الافتراض الوحيد لتحليل وجود هذه القطعة أننا نعرف بوجود الكثير من الحوامات أمام المبنى وقد أبادها الانفجار وعلى الأرجح فإن هذه القطعة تعود إلى إحدى الحوامات المدمرة.سامي كليب: الكاتب الفرنسي تيري ميسان انطلق من هذه الصور وكثف هجومه كأفضل وسيلة للدفاع وأوصل سهامه هذه المرة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش نفسه واللوبي الصناعي و التجاري المحيط به وذهب إلى حد القول إن فريقا صناعيا عسكريا قريبا من جورج بوش هو الذي أعد لاعتداءات 11من سبتمبر وإن البرجين كانا يخبئان أهدافا عسكرية سرية وإن آلاف الأشخاص قتلوا لأنهم كانوا دروعا بشرية خصوصا للطابق السابع الذي كاد يخفي تحته فرعا للـ (سي.آي.إيه).
عدل سابقا من قبل محمد عفارة في الجمعة نوفمبر 28, 2008 5:07 am عدل 1 مرات