صمام أمان
البراكين تحرس الأرض من الاحتباس الحراري
تدخل البشر في كبح الثوران البركاني يخلق حالة من عدم التوازن البيئي والطبيعي ويتلاعب بميزان حرارة الارض.
ميدل ايست اونلاين
بقلم: محمد السويسي
إن الاحتباس الحراري يشغل العلماء والعالم أجمع ويبحثون عن الأسباب باجتهادات واراء متنوعة في محاولة لوقف تصاعد حرارة الأرض نظراً لتأثيراتها السلبية على الطبيعة وبالتالي على الإنسان.
وكل يبحث عن الأسباب دون نتيجة لعدم إخضاع هذا البحث وفق الأصول العلمية وعدم رده للملاحظة والتجربة كما يقتضي الأمر. لذا فإن الحصول على الجواب الشافي يبقى مجهولاً وصعب المنال.
وبإخضاعه لهذا المبدأ فأننا نلاحظ أن الكواكب المحيطة بالأرض كلها ذات حرارة مرتفعة خاصة أثناء النهار بأضعاف حرارة الأرض نظراً لكبر حجم بعضها والتي تتجه الى الارتفاع بوتيرة غير عادية أو بالأحرى غير ملائمة للنظام البيئي أو الحياتي للإنسان، وهذا الارتفاع الحراري بدأ يتخذ، وإن بحدة أقل، طابعاً مشتركاً مع هذه الكواكب.
فما هو الطارئ الذي جمع بينها بما يهدد الأرض بالتصحر وبتغير طبيعة القطبين وبالتالي توقع طوفان المحيطات والبحار والأنهار وارتفاع منسوبها وغور الينابيع وشح المياه العذبة مستقبلاً؟
فما هو الجامع بين الأرض والكواكب حتى تبدأ الأرض بارتفاع حرارتها وبالتالي تغير طبيعتها وكأنها تتجه نحو الموت البيئي كما المريخ أو الكواكب الأخرى كطبيعة خامدة وخالية من الحياة؟
إن الطارئ أو الجامع المشترك بين الأرض والكواكب الأخرى المحيطة بها هو خمود البراكين التي تلعب، من خلال الملاحظة، دوراً هاماً في توازن المناخ البيئي. فمنذ منتصف خمسينات القرن المنصرم تدخل الإنسان في إخماد البراكين، وكان بركان فيزوف الشغل الشاغل للعالم كما البراكين الأخرى. ونجح المعنيون في إخماد هذه البراكين دون إدراك خطورة هذا الأمر لأن ذلك ترافق مع توقف هطول البرد أو الثلج على مدن بحر المتوسط خلال الشتاء بصورة مفاجئة أعقبت إخماد البراكين.
وغارت على مدى سنوات متتالية ينابع عدة وجفت، وضحل مورد ينابيع أخرى كما بعض الأنهار بشكل حير العلماء لعدم انتباههم للحالة والتصرفات التي سبقت هذا الأمر في التعامل مع البراكين.
أما السؤال المهم فما هو علاقة خمود البراكين بارتفاع حرارة الأرض؟ والجواب على هذا السؤال الوجيه هو أن البراكين بنشاطها تحفظ معدل الدوران الأرضي ولو بعشر من الثانية كل عقد بما يتلاءم وحرارة الأرض وحياة الإنسان ونشاطه وضروراته الغذائية والبيئية.
إن ثوران البراكين وخروج الصهارة منها وفق معدل محسوب في الطبيعة يودي الى التلاؤم والتوازن بين حاجات الإنسان ومسيرة الأرض بطبيعتها المعتادة منذ عشرات الآلاف من السنين التي أتاحت للإنسان العيش والتكاثر بتوازن بيئي ملائم.
ولكن عندما تمنع الصهارة من الخروج بفعل بشري فإن ذلك يؤدي بالخلل في داخلها وبالتالي ينعكس ذلك سباً على ظاهرها. إن انحباس الصهارة أو "الماغما" في داخل الأرض والتي تتوالد بشكل طبيعي وتتكاثر، كما الإنسان والنبات،يجب أن تطرح الفائض منها، وإن احتبس داخل الأرض قسراً فأنه يؤدي الى تمدد هذه الصهارة بوتيرة تشكل خطراً كبيراً في تمددها العمودي على القطبين جنوباً وشمالاً مما يعني تكسراً في الطبقات الداخلية للأرض وزلازل وارتفاع حرارة القطبين مما يعني ذوبان الثلوج قبل موعدها وانحسار مساحتهما وخطر ارتفاع نسب مياه المحيطات والبحار وبالتالي غور المياه واختفاء العديد من الجزر وبالتالي تزايد الأعاصير في جنوب هذه القطبين وتفاقهما، لإن ارتفاع "الماغما" عن معدلها الملائم واتجاهها نحو الشمال يزيد من تنافر الجاذبية المغناطيسية للأرض مع الكواكب المحيطة بها وبالتالي نتحول الى حالات الإعصار التي يشهدها جنوب المحيط الشمالي.
أما لماذا شمالاً أو ليس وسطاً؟ سؤال وجيه آخر لأن نشاط الحقل المغناطيسي المضاد يرتفع كلما زاد تجمع حزمته وبالتالي كلما ضاقت استدارة الأرض زاد تكتل هذا الحجم والكثافة وبالتالي أحدث نشاطاً مغناطيسياً مضاداً وما يعني ذلك من ردود فعل وأعاصير متوالية لا تنتهي ولا تخف إلا بميل الأرض وفق زمن معين في دورانها السنوي حول الشمس.
ولإعادة كوكب الأرض لمعدله البيئي أو الحراري السابق لابد من إعادة نشاط البراكين كما كانت قبل خمسينات القرن الماضي ليعود للأرض توازنها الحراري الطبيعي.
الأعاصير، أسبابها وكيفية الحد منها
تتزايد الأعاصير ويزداد عنفها عاماً بعد عام دون معرفة الأسباب التي تؤدي الى ثورانها للعمل على تلافيها.
وأكثر ما تحدث هذه الأعاصير وتتوالد في شهري تموز/يوليو وتشرين أول/اكتوبر من كل عام في مناطق أميركا الوسطى والجنوبية، شمالي خط الاستواء وجنوبه في المحيط الأطلنطي والباسيفيكي. فمتوسط سرعة رياحها تبلغ سبعين ميلاً في الساعة، وقد ترتفع الى مئات الأميال مع ازدياد عنفها، إلا أنها تسير كدوامة بشكل معاكس لدوران عقارب الساعة بسرعة عشرين ميلاً في الساعة مصاحبة ومخلفة أمطاراً غزيرة وفيضانات متعاظمة تجرف الأشجار والمباني والسيارات بعنف بالغ لتجتاز ثلاثمائة الى أربعمائة ميل يومياً، لمسافة ثلاثة آلاف كلم قبل أن تموت وتهدأ.
هذه الأعاصير بقوتها التدميرية السنوية أقلقت العلماء منذ عقود وجعلتهم يجهدون لفهم اسبابها دون جدوى. إذ انهم يختلفون في شرح الأسباب بتمايز واضح في الرأي وعدم القدرة على التوصل الى رأي موحد في هذا الشأن.
إلا أننا لا نستطيع غض النظر عن أهمية آرائهم في هذا الأمر، خاصة علماء الفيزياء فيما يتعلق بعلوم الأرض والفضاء، والاستفادة منها مجتمعة والربط فيما بينها للوصول الى تفسير مرض للأعاصير وأسباب حدوثها.
وللوصول الى جواب واقعي ومقبول فإننا لا يمكن أن نفصل حركة الأعاصير السنوية عن حركة النيازك أو الحركة المغناطيسية للأرض، حيث يعود لهذين العاملين الأسباب المباشرة لهبوب الأعاصير وحركاتها العنيفة التدميرية.
إن المجال المغناطيسي للأرض يمتد لمسافة 3600 ميل في الفضاء ويشكل غلافاً لها يدعى الغلاف المغناطيسي الذي يقوم دوره الرئيسي على منع الجزئيات التي تصدر عن الشمس في شكل رياح شمسية من أن تضرب الأرض وفقاً لتعريفه العلمي.
ولكن الواقع ان دوره أكبر من ذلك بكثير وهو أنه يحافظ على سلامة الأرض في ثبات دورانها وصد أي كويكب أو نيزك من اقتحام الأرض أو الإضرار بها. إذ أن هذه القوة المغناطيسية المضادة المعاكسة لا تختص بها الأرض وحدها بل تعود لكل كوكب ونجم سيار يدور في السماء كبيراً كان أو صغيراً من أجل حفظ التوازن الكوني وسلامة مساره واستقلاله.
وعليه، فإن الأعاصير المدمرة لا تحدث إلا وفق زمن معين من كل عام مع اقتراب الأرض وفق دورانها الإهليلجي الى أقرب مسافة من المجموعة الشمسية الدائرة في أفلاكها حين تضيق المسافة بين الأرض وزميلاتها في هذه المجموعة بحيث أن النيازك عندما تمر في هذا الحيز الضيق نسبياً، تشكل في سيرها خطاً أو بالأحرى ممراً إجبارياً لا مفر منه مواز للأرض، مع محاولة بعضها الدخول في فلكها وبالتالي الاصطدام بها.
إلا أن جاذبية الأرض المضادة تعمل بأقصى طاقتها فوراً كدفاع وقائي، لإبعاد هذا النيزك أو الجسم الدخيل من ولوج محيطها واختراق مجالها المغناطيسي لما قد يسبب ذلك من خراب للأرض أو تدميرها.
ومع ذلك فأن هذا النيزك أو الكويكب المقتحم يعاني ضغطاً مغناطيسياً مضاداً شديداً في هذا الممر الضيق من قبل الكواكب الأخرى التي تدفعه مجتمعة للابتعاد عنها بجاذبيتها المضادة للدخول في مجال الأرض ومحيطها.
ولولا أن الأرض تتمتع بجاذبية مغناطيسية مضادة أقوى كثيراً من جاذبية الكواكب الأخرى المحيطة بها لانتهى أمرها منذ زمن بعيد. وهذه المقاومة المغناطيسية الشديدة بين الأرض والنيزك التي تشكل الصراع على البقاء من قبل الأرض، قد تمتد لعشرة أيام قبل أن يبتعد هذا الدخيل ويتجه وفق مسيرته الطبيعية نحو المجهول في الكون الفسيح، دون احداث أو ترك أي تأثير سلبي على وجه الأرض في الهواء أو المياه في حال كان سيره موازأو مجانب لمسيرتها.
وهنا نتساءل مع اندحار النيزك وخروجه من مجال الأرض مهزوماً، كيف إذن يتم الإعصار؟ ولماذا تتزايد قوته عاماً بعد عام؟ الجواب يكمن في أن الأرض تتناقص وتضعف قوتها المغناطيسية عاماً بعد عام وفق تحليل علماء الفيزياء ونظرياتهم. وحدوث هذا الأمر السلبي يضعف من قوة الأرض المغناطيسية المضادة ويضعها في موقف صعب عندما تواجه نيزكاً أو كتلة نارية مندفعة نحوها بزاوية 90 درجة عمودياً، مما يستنفر كل إمكاناتها المغناطيسية لمقاومة هذا العدو الدخيل لفترة قد تطول لأيام عدة في محاولة مجهدة منها لإبطاء حركته واحتوائه وبالتالي تحريف مساره.
ولا تتمكن الأرض من السيطرة على هذا الخطر الطارئ إلا عندما يصبح هذا النيزك ضمن مجالها المغناطيسي خارج إمكانات المجال المغناطيسي للكواكب الأخرى المحيطة بها.
وعندها تستطيع الأرض اخذ هذا الجسم و برمه ولفه وفق مسار دورانها، لتهدئ من اندفاعه وبالتالي تلفظه وتطرده بعيداً في الفضاء الكوني.
إلا أن هذا الضغط المغناطيسي المضاد من قبل الأرض باتجاهه ومن ثم احتوائه يخفف من سرعته ولكنه يزيد من سرعة دورانه بشكل مخيف بحيث يشكل قمعاً إعصارياً أنبوبياً هائلاً، متصلاً بسطح الأرض من الهواء العنيف المثقل بالغبار، إن كان على اليابسة أو بالمياه ويدمر كل ما يعترض طريقه.
وقد تتجمع عدة أعاصير في قمع إعصاري هائل واحد عندما يكون النيزك مكون من عدة قطع أو حجارة ضخمة متجانسة التي سرعان ما تتضعضع وتتباعد أمام عنف المواجهة المغناطيسية للأرض وينفرط عقدها مبتعدة في الفضاء السحيق لتعود للاتحاد مرة أخرى فيما بينها أو مع كتل أخرى متجانسة معها خارج نطاق الأرض.
ولكن السؤال الأهم هو لماذا تتناقص مغناطيسية الأرض وتضعف وفق ما يثار حالياً؟ إن جواب ذلك غير مستعص، إذ أن هذا الضعف يعود لانعدام حركة البراكين ونشاطها بالشكل المطلوب على وجه الأرض قياساً بالنصف الأول من القرن الماضي، مما أدى الى تآكل قشرة الأرض الداخلية وزيادة الكميات المنصهرة في طبقة الانتقال النشطة الحارة في باطنها التي تتراوح سماكتها بين 400 و600 كلم والتي هي مصدر الحمم البركانية البازلتية الذاتية بما تحتويه من كالسيوم وألمنيوم وغرانيت وهو معدن سيليكات الألمنيوم المعقد، ونشاطها الداخلي هذا يضعف من نشاط اللب الداخلي والخارجي المنصهر بحيث أنه يحد من فعاليته المغناطيسية كمصدر رئيسي لمغناطيسية الأرض مع توسع مساحته بأكثر من اللزوم.
ولذا، فإن الأعاصير المتزايدة في القارة الأميركية والصين وبعض من أجزاء آسيا تعود لضعف الحقل المغناطيسي للأرض لانحباس البراكين وتعطل دورها في ثورانها المحسوب في التوازن البيئي الضروري للأرض من اعتدال المناخ والحرارة ومنع ذوبان القطبين الجليديين في الشمال والجنوب نظراً لإجراء التجارب الذرية الباطنية، وفي ذلك كارثة كبرى تغير من طبيعة الأرض داخلياً وخارجياً بحيث تفقد طبقة البراكين قدرتها على الخروج والانصهار بفعل توسعها في الداخل وتآكل القشرة الخارجية التي تعلوها مباشرة وانصهارها ضمنها وبالتالي تقل مساحاتها مع فقدان مقدرتها الضاغطة للخروج الى السطح للحفاظ على توازن البيئة الأرضية.
لذا كان لابد من وقف التجارب النووية الباطنية للحفاظ على سلامة الكرة الأرضية واستمرارها في الحياة واستعادتها لقوتها المغناطيسية، مما يعني التخفيف من حدة الأعاصير وقوتها والتخفيف من أضرارها وتقصير مدتها، لأنه كلما قويت مغناطيسية الأرض كلما استطاعت مقاومة غزو الأجسام الغربية وطردها، وكلما ضعفت مغناطيسيتها كلما طال أمد الأعاصير وزادت أضرارها ومدتها وخطرها.
وبالتالي كان لابد من اتخاذ كافة الإجراءات لوقف تكاثرها مع انتفاء الأسباب التي تؤدي الى ظهورها وإزالتها والتي يلعب الإنسان دوراً كبيراً في استحداثها. فالتدخل في باطن الأرض وتفجيره والإخلال بموازينه كالتدخل في الجسم الإنساني بتقطيع أوصاله الداخلية عشوائياً بجهل ووحشية سيؤدي الى وفاته.