منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    التعليم واثره على حل معضلات الاقتصاد السوري

    محمد عفارة
    محمد عفارة
    جامعي ذهبي
    جامعي ذهبي


    ذكر
    عدد المساهمات : 2250
    العمر : 38
    المكان : أتستراد ــــــــــ
    المزاج : الحمدلله تمااام
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 409
    نقاط : 3507
    تاريخ التسجيل : 10/10/2008

    التعليم واثره على حل معضلات الاقتصاد السوري Empty التعليم واثره على حل معضلات الاقتصاد السوري

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الإثنين فبراير 02, 2009 3:07 am

    نشهد بعصرنا الحالي تنافساً محموماً لتطوير الخدمات والمنتجات المختلفة، ونشاهد عجزنا بأكثر من مكان. ولدى تلمس الأسباب نلمس ردود أفعال تتسم بإبخاس دور التعليم (بأقسامه) كأحد الطروح الأساسية بغية حل مشكلات الاقتصاد السوري، معتبرة الموضوع برمته ليس أكثر من ترف فكري, وهنا أورد ما يلي:
    بداية: أقصد بالتعليم كل الأنشطة المتعلقة بالموضوع من:
    التدريب والتأهيل - التعليم بأنواعه (التمهيدي، والمتقدم الجامعي) - البحث العلمي R&D. ومن دستور إحدى الدول العربية أقتطف: زيادة عدد الأفراد يمكن أن يكون عاملاً مهماً في ازدياد قوة الدولة، وتطورها الاقتصادي والحضاري علماً أن الأهمية تكمن في نوعية الأفراد، ومستوى خبراتهم، وتوظيف ذلك بخدمة الوطن».
    المزيد من الوقائع والنظريات لتعزيز فكرة الترابط بين التعليم والتنمية الاقتصادية
    كان ألفريد مارشال (A. Marshal) هو أول من ربط العائد بالنفقة فيما يتعلق بالاستثمار التعليمي، بغية قياس العائد من الاستثمارات التعليمية.
    من الملاحظ أن هذا الهدف هو إستراتيجي طويل المدى، ومن ثم يلازم جميع الخطط التنموية السابقة والمستقبلية.
    إعطاء الأفراد فرصاً متزايدة من التعليم حتى تتكشف مواهبهم، ما يؤدي إلى فوائد عظيمة حيث يغطي اكتشاف نابغة في الميدان الصناعي مثلا تكاليف أنفقت على مدينة بأكملها.
    كارل ماركس من أوضح علماء الاقتصاد فيما يتعلق بأهمية التعليم والتدريب، لزيادة مهارات وترقية العامل، واكتساب الفرد القدرة على المرونة للانتقال بين المهن والأعمال.
    تيودور شولتز 1961 أكد أن التعليم يساهم بشكل مباشر بنمو الاقتصاد القومي للمجتمع، من حيث زيادة القدرة الإنتاجية للطبقة العاملة. وأضاف: «الموارد الطبيعية، رأس المال المادي، والعمالة غير المدربة» عوامل غير كافية لتنمية اقتصاد حديث ذي إنتاجية عالية».
    من أبرز الأمثلة التاريخية ما حدث في اليابان والدنمارك، فعلى الرغم من نقص الثروات الطبيعية فيهما إلا أن نموهما الاقتصادي فاق الدول المجاورة ذات الموارد الغنية، في الدنمارك العامل الرئيسي هو المدارس Folk high school عام 1844، وفي اليابان النظام العام الشامل للتعليم الابتدائي.
    وأكدت الدراسات التي أجراها الاقتصادي البلجيكي «أود أوكهرست – Odd Aukhurst» على الاقتصاد النرويجي (بالفترة بين 1900- 1950) أن التعليم أسهم بنسبة زيادة في الدخل القومي بمقدار 23%.
    أشارت دراسات ستروميلين (strumilin) في الاتحاد السوفييتي إلى أن إدخال برنامج تعليمي شامل لمدة أربع سنوات يعادل 44 مرة مقدار التكلفة، وأثبت صاحبنا أن أثر التعليم يساهم بنسبة 23% بزيادة الدخل القومي، حيث تزيد الإنتاجية 30% لدى إتمام المرحلة الابتدائية، و100% المتوسطة، و300% التعليم العالي.
    كوريا الجنوبية وسنغافورة مثال آخر؛ حيث يربط الكثيرون بين نجاح التجربة الكورية وقدرتها على ربط التنمية الاقتصادية والتعليمية، حيث استطاعت تحقيق مردود اقتصادي من الاستثمار بالموارد البشرية.
    تعتقد الحكومة الكورية جازمة وجود علاقة بين محو الأمية، انتشار التعليم، والنمو الاقتصادي. ساهم التعليم بزيادة الإنتاج القومي الإجمالي هناك بنسبة مؤثرة: 22.61%.
    في الدول النامية:
    مشكلة (1): هنالك فائض في القوى العاملة غير المدربة.
    مشكلة (2): هنالك نقص حاد في كل أنواع القوى العاملة الحيوية تقريباً.
    أما في العالم العربي:
    فعلى الرغم من المخرجات الضخمة للنظام التعليمي، إلا أنه لم يغير من الواقع العربي شيئاً، بل حصل العكس في بعض الدول العربية: لكونه أصبح معوقا لعملية التنمية، حيث يعتبره البعض عاملا مؤجلا للبطالة، بسبب كون «مخرجات النظام التعليمي لا تتناسب مع متطلبات سوق العمل». «باقر النجار 1993».
    بواقع الأمر سنجد من الصعب عزل مقدار الزيادة في الإنتاج، الناتجة عن التعليم، لكون العوامل التي تحسن وتطور القدرة البشرية تشمل مجالا أوسع من التعليم.
    التقديرات الإحصائية الحديثة تشير إلى أن الرأسمال المادي يفرز لأقل من نصف زيادة الإنتاج بالدول النامية، على حين أن الباقي (أكثر من نصف الزيادة) يعود إلى زيادة الكفاءة والمهارة وتحسين نظم الإنتاج.
    نأخذ بالحسبان أيضاً كون التعليم من أهم العوامل التي تسهم بالمساعدة على إذابة الفوارق بين طبقات المجتمع من خلال ما تحدثه من تقارب بين الأفراد.
    نستعرض فيما يلي المسوغات الداعمة لأولوية الدراسة:


    عدل سابقا من قبل محمد عفارة في الإثنين فبراير 02, 2009 3:30 am عدل 1 مرات
    محمد عفارة
    محمد عفارة
    جامعي ذهبي
    جامعي ذهبي


    ذكر
    عدد المساهمات : 2250
    العمر : 38
    المكان : أتستراد ــــــــــ
    المزاج : الحمدلله تمااام
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 409
    نقاط : 3507
    تاريخ التسجيل : 10/10/2008

    التعليم واثره على حل معضلات الاقتصاد السوري Empty رد: التعليم واثره على حل معضلات الاقتصاد السوري

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الإثنين فبراير 02, 2009 3:09 am

    (1)
    النشاط الصناعي يمكن جمله بخمس كلمات تبدأ بحرف M وهي:
    5M= Machine, Market, Material, Money, Man
    وهي تعبر عن: الآلة، السوق، المواد، الرأسمال، العامل.
    ولعل أهمها على الإطلاق العنصر البشري الذي يتجلى بالعامل، ونحن في مطلع القرن الحادي والعشرين لا مكان للعامل العادي في الصناعة المتطورة ذات القيمة المضافة العالية، بل للعامل الماهر الذي يخضع للتدريب والتأهيل بشكل مستمر ودائم، وللمهندس خريج المدارس العليا، وللخبير بالتسويق وتحليل مؤشرات السوق عالي التدريب. وللوصول لتقانات عالية، والتخفيف من الهدر نحتاج إلى لكثير من البحث العلمي وهذا بدوره يحتاج إلى مزيد من الجهد، وسيولة عالية، وأهم من كل ذلك: المناخ الملائم لاستمرارية هذا البحث.
    (2)
    تم الإلحاح بالكثير من الدراسات على كون النقد ليس رأسمالا للأمم، بل مجرد وسيلة للتبادل، والرأسمال الحقيقي هو العنصر البشري، ومرة أخرى أشير إلى أنني أتكلم عن العنصر المدرب، فالعامل الرخيص لم يعد له ذكر في منظومة العمل في وقتنا هذا.
    (3)
    المجتمعات التي تبحث عن موقع لها في خريطة الأمم، تنتقل من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المعرفي، وهذا من جديد لا نصل إليه بجرة قلم، بل نحتاج إلى رفع مستوى التعليم المتوسط، والتعليم العالي، والتدريب المهني، والتدريب الفني، وتنشيط البحث العلمي بنقلة نوعية من مجرد شعارات على الورق إلى واقع تطبيقي معاش.
    (4)
    معالم الاقتصاد المعولم في الألفية الثالثة هي:
    أ‌- سرعة التغيرات.
    ب‌- التشبيك العالمي بين القوى الفاعلة.
    ت‌- التنافسية الشديدة التي تصف جل نشاطاته.
    للتفوق ضمن جو التنافسية المحموم هذا نحتاج إلى الانطلاق من قاعدة راسخة، وهذا لا يتم إلا بمزيد من التأهيل والتدريب، وبذل الجهد والمال على البحوث العلمية.
    (5)
    لدى معاينة نتائج استقراء تنافسية الاقتصاد السوري بالعام 2008، لوحظ أن البند الثالث من حيث أولويات رجال الأعمال هو:
    -3- عدم كفاية اليد العاملة من حيث التعليم والتدريب (كما ورد في التقرير بحرفيته).
    (أتت بعد -1- البيروقراطية، -2- والوصول للتمويل، وأتى بعدها بالرقم -4- الفساد).
    (6)
    تعتبر البطالة من ألعن العلل التي بدأنا نستشعر آثارها في البلاد.
    وقد ورد ضمن دراسة تمت منذ سنوات لتحديد جيوب البطالة في سورية، أنه قد تم التوصل رقميا إلى النتيجة التالية: البطالة متعلقة بشكل أساسي بنقص المهارات، والتقانات بالنسبة للعاطل من العمل، ولوحظ أنه بإخضاعه لدورات فنية، وغيرها، ترتفع نسبة حظوظه بالحصول على عمل.
    (7)
    لعله مثال جيد على الأهمية العظمى للتدريب، فالحاضنات التي أضحت نموذجاً يحتذى به هي إحدى وسائل التدريب في مكان العمل (In-house Training) قبل أن يتوثق المدرب من نجاعة وفعالية الأداء، من ثم يسمح لخريج الحاضنة أن يحلق في فضاء السوق الحقيقية بعد أن أخذ كفايته من التدريب العملي ضمن أجواء السوق التنافسية بأبعادها الحقيقية.
    (8)
    أمثلة: تجربة الهند، ماليزيا، الأردن
    لم تخط الهند باتجاه تصدير سلع وخدمات ذات قيمة مضافة عالية إلا بعد أن اقتحم إقليم بانغالور السوق العالمية، وبات يصدر كفاءات برمجية عالية، فصار المبرمج الهندي موضع تنافس بين أوروبا الغربية والولايات المتحدة، بعد أن كان عاملا عاديا يقبض بالريالات لري الشجر في الخليج العربي.
    كذا الأمر بالنسبة لماليزيا التي خطت باتجاه العلم، صوب السلع المعرفية في العشرين سنة الأخيرة، وصدرت منتجات ذات تقانة عالية بدلاً من مجرد مواد أولية زراعية، وبذا ارتقت من دولة زراعية إلى مصاف الدول ذات التقانات المميزة وما ينعكس ذلك على ميزانها التجاري.
    كانت الأردن بالخمسينيات مثالاً للدولة العربية الفقيرة المحرومة من الموارد، ولكن طلابها ابتعثوا إلى سورية، وفي مرحلة لاحقة بدأ الأساتذة السوريون بالتدريس هناك، وبامتلاك ناصية العلم أضحت الدولة العربية الأولى بتصيير خبراء الـICT والبرمجيات، وصار الطلاب السوريون يتسابقون للدراسة في جامعاتها المعتمدة من بريطانيا والولايات المتحدة، ويقدم اليوم الكثير من الأساتذة الأردنيين إلى سورية لإفادتنا بخبراتهم.
    (9)
    مثال حاضنات الأعمال، التي تعتمدها المقاربات الأحدث في عالم التدريب العملياتي، والتي أضحت مرحلة لا غنى عنها ضمن خطوات ممارسة الأعمال، حيث يتمم المتدرب ممارسة فعلية للأنشطة التي يرغب في التخصص بها ضمن مراقبة علمية ومشورة فنية، وبعد مرور فترة كافية خلالها يشتد عوده، ينطلق المتدرب للسوق الحقيقية لتطبيق كل ما تعلمه، وما مارسه من تقانات أثناء تدريبه.
    (10)
    المعرفة بطرائق التصنيع Know How
    المشتغلون بالصناعة يدركون أن أي منتج لا يمكن الوصول إليه – عالٍ بمستوى– ولو كان لديهم الآلات، والمواد، وكل ما يحتاجون إليه، إلا إذا تمكنوا من الوصول إلى ما يدعى بطريقة التصنيع. وهذه تباع بأرقام أسطورية ولاسيما في الصناعات المتقدمة التقانة، وهي عصارة أدمغة وجهود العلماء العاملين على موضوع معين.
    (11)
    «الموساد» يقتل 350 عالماً نووياً عراقياً و300 أستاذ جامعي
    تشرين: 7/8/2008: بإيعاز من واشنطن، قتل الموساد الإسرائيلي 350 عالماً نووياً عراقياً، وأكثر من 300 أستاذ جامعي منذ بداية غزو العراق عام 2003، بعد أن أخفقت إدارة بوش وأعوانها في استمالتهم للعمل داخل أراضيها، فرأت أن الخيار الأمثل لها تصفيتهم.
    هذه الحقائق أكدها تقرير أميركي أعدته وزارة الخارجية، ورفعته إلى الرئيس جورج بوش شرحت فيه أن «الموساد» تمكن بمساعدة قوات الاحتلال في العراق من تصفية العلماء النوويين المتميزين وأساتذة جامعيين من الاختصاصات العلمية كافة. ‏
    بعد هذه المقاربات أظن أنه لا مناص من اعتبار موضوع التعليم:
    (العادي، العالي، التدريب، البحث علمي)، في رأس الأولويات، ومن ثم إيلاؤه الاهتمام الذي يستحقه من البحث والنقاش.
    وبعد.. فهل هنالك بعد من شكوك حول الدور الأساسي الذي يلعبه العلم في تطوير التنافسية الاقتصادية؟
    د. سعد بساطة
    التعليم وارتباطه بالاقتصاد السوري

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 2:08 am