فقد سوق السيارات حيويتهُ وغدا كغيره من الأسواق وأصبح بإمكان أي شخص أن يشتري سيارة من الحارة التي يقطن فيها دون ان يكلف نفسه عناء النزول إلى الوكالة أو صالات العرض فثقافة المجتمع السوري تبلورت سريعاً فيما يخص سوق السيارات ويمكن قراءة ذلك من خلال أسئلة الراغب بشراء السيارة عندما يقول لك أريد سيارة عملية أستطيع بيعها في الوقت الذي أريد ودون أن أخسر كثيراً ويمكن أن نفسر ذلك على الأرض من خلال انتشار سيارتي هيونداي وكيا اللتين حافظتا على مبيعاتهم في السوق المستعملة وفي الوكالات لأن الماركتين عمليتين وبأسعار مقبولة واقتصاديتين واستطاعت شركة هيونداي أن تحافظ على صدارتها في سوق السيارات من خلال سيارتي "فيرنا" والسيارة الاكثر انتشاراً "أفانتي" وبقية الموديلات ولاسيما سيارات "الجيب".
أما سيارة "كيا" التي احتلت المركز الثاني في السوق السورية فقد حققت مبيعات كبيرة على موديلات "كيا ريو وسيراتو" التي أثبتت حضوراً واسعاً وهي من أكثر السيارات منافسةً في السوق السورية.
أما السيارات الصينية فقد شكلت رقماً كبيراً في مبيعات السيارات لوجود ماركات كثيرة وبأسعار وقياسات تناسب معظم الشرائح بدءاً من مئة ألف ليرة وصولاً إلى الأنواع الفاخرة وقد حققت سيارة "شيري" انتشاراً واسعاً وأثبتت أنها السيارة الأفضل بين الماركات الصينية وهناك ماركات أخرى حققت انتشاراً مقبولاً إلا أن السيارات الصينية أظهرت أنها ليست ذات تقنية ومتانة مناسبة ومن يشتري سيارة صينية يضع في حساباته أنه سيخسر 40% من سعر السيارة لو أراد بيعها.
وشكلت الماركات الأخرى من السيارات المختلفة الجنسية جزءً لا بأس به من سوق السيارات ولاسيما لدى شريحة الدخل المرتفع ولاسيما للماركات الألمانية والأوروبية كسيارة( أودي – فولكس فاكن- مرسيدس – نيسان – تويوتا) وغيرها من أنواع السيارات وقد كانت السيارات الأوروبية أكثر تأثر بالأزمة المالية العالمية وذلك لطبيعة ارتباط الاقتصاد الأمريكي بالاقتصادات الأوروبية واليابانية إذ سجلت أسعار هذه الفئة من السيارات انخفاض ملموس وواضح ولاسيما على مبيعات شركة تويوتا على عكس السيارات الكورية التي حافظت على أسعارها تقريباً.
السيارة الوطنية "شام" كغيرها من السيارات حققت مبيعات جيدة وقد تتجاوز أي حالة ركود مع قرار رئاسة الوزراء للجهات العامة بتبديل سياراتها لموديل 1985 وما قبل بسيارة شام وقد يكون للسيارة حضور وانتشار أوسع مع إدخال فئة 1600cc واقتراب طرح سيارات كاملة "غيار أوتوماتيك" وهذا من شأنه أن يزيد من انتشار السيارة لدى السيدات سيما وأن سيارة شام تتصف بمواصفات ممتازة عدا عن سعرها المنخفض بشكل كبير بمقارنته مع سيارة تحمل تلك المواصفات والمتانة التي تتمتع بها سيارة شام.
إن معرفة ومتابعة المواطن السوري لسوق السيارات تعبر عن ثقافة جيدة وخبرة في هذا السوق وأصبح المواطن السوري ينتظر معرض السيارات الذي يقدم فيه عروض كبيرة وحقيقية لبعض الأنواع مع مزايا بالدفع والخدمة وقد شهدت المعارض الماضية مبيعات كبيرة كانت أكبرها للسيارات الإيرانية وذلك لطبيعة العروض والحسومات الكبيرة على سياراتها فيما حلت سيارات هيونداي وكيا في المركز الثاني من حيث المبيعات في معارض السيارات التي بدأت موسمها وذلك لتعاقدها مع مجموعة من المصارف في تمويل شراء السيارة ويتوقع المراقبون لسوق السيارات أن يشهد معرض هذا العام عروضاً سخية تفوق عروض الأعوام السابقة لأسباب تتعلق بالأزمة العالمية وحالة الإشباع في سوق السيارات وامتلاك المواطن ثقافة عالية لاتتحكم بها رغبة امتلاك السيارة لأن السيارات أصبحت متاحة للجميع وبأسعار منافسة وبتقديم خدمات ما بعد البيع.