كان الطلاب خلال السنوات الماضية يشتكون من ظلم المدرسين إلى أن وقعت سورية اتفاقية دولية لحماية حقوق الطفل منذ حوالي خمس سنوات, مما دفع وزارة التربية إلى إصدار تعليمات تمنع الضرب في المدارس كما تمنع مختلف مظاهر تعذيب الطالب والضغط عليه.
وبعد توقيع المعاهدة ومنع الضرب بدأت تظهر حالات معاكسة تجاوزت كونها فردية و غدت ظاهرة تعم المدارس الحكومية والخاصة ( على حد قول بعض المدرسين اللذين التقاهم عكس السير ) .
تاريخ حافل بالـ "إساءة"..
لبعض مدارس مدينة جبلة مثلاً تاريخ حافل من المعاناة مع الطلاب حتى غدت عنواناً يُصيب المدرّس بالدوار لمجرد تعيينه في إحداها, مدرسة الشهيد " محمد سعيد مهنا" واحدة من هذه المدارس والتي ومن اليوم الأول لافتتاحها قام الطلاب بتدشينها بحادثة طريفة رواها سكان المدينة على مدى سنوات, حيث قام الطلاب بالطواف حول المدرسة راكبين على حمار, وبعد انتهاء الاحتفالات صعدوا بالحمار إلى السطح وقاموا بإلقائه من الطابق الرابع, ومنذ تلك الحادثة غدت المدرسة عنواناً للشغب والحوادث الغريبة التي يتعرض لها المدرسين.
ولسنوات تم اعتبار مدربي التربية العسكرية خط الدفاع الرئيسي في هذه المدرسة, وبعد إلغاء هذه المادة وغياب مدربيها عن ساحة المدرسة وممراتها شهدت المدرسة حوادث عديدة من التهجم على الكادر التدريسي, ومضايقة المدرّسات خاصة وأنها كانت ثانوية للبنين, حتى أن أعداداً كبيرة من المدرّسات خرجن باكيات في كل حصة دراسية كما حذفن قسماً من المناهج في مواد كالعلوم الطبيعية والتشريح منعاً للمواقف والتصرفات الغريبة التي تصدر عن الطلاب.
أحد مدرسي مادة الرياضيات في المدرسة اعتاد استخدام الدراجة الهوائية كوسيلة نقل لكنه فوجئ في أحد الأيام بدراجته وقد تحوّلت إلى قطع صغيرة, وطبعاً انتهت كل المحاولات لكشف الفاعل بالفشل لكنه وجد لاحقاً رسالة من طلابه يهنئونه بالدراجة الجديدة ويعدونه بحادث قريب مماثل للسابق.
يذكر أن هذه المدرسة تحويلها إلى مدرسة للمرحلة التأسيسية كحل نهائي للحوادث الغريبة فيها.
ثانوية بنات ..
كانت مدرسة الشهيد "بلال مكية " ( ثانوية بنات ) من المدارس التي تعتبر مضربا للمثل بالالتزام والانضباط ( في الماضي ) ولكن .
تقول إحدى المدرسات في المدرسة " اليوم وبعد فقدان السيطرة والإحساس القوي لدى الطالبات بأنهن السلطة العليا في المدرسة, فقد انقلبت الآية في هذه المدرسة فما عدنا نسمع عن انهيارات عصبية تصيب الطالبات في فترات الامتحان والمذاكرات مثلاً, بل صار الشائع اليوم انهيارات عصبية تصيب المدرّسات والموجهات, نظراً لصعوبة التعامل مع المراهقات في المدرسة وتطوّر أساليبهن في تعذيب المدرّسين والمدرّسات".
وتقول إحدى طالبات الشهادة الثانوية لعكس السير " نتّفق في كل يوم على خطة جديدة, فأحياناً نجتمع كلنا على النظر إلى زاوية محددة طوال الحصة ولا نزيح أعيننا عنها,كأن ننظر جميعاً إلى الباب أو الشباك أو سلة المهملات, ولا ننظر أبداً باتجاه المدرّس مهما حصل, مما يثير جنونه, وأحيانا نتفق على النظر إلى حذاء المدرّس ونلحقه بأعيننا وهو يتجوّل, مما يسبب له حالة من الارتباك والعصبية وغالباً تنتهي بخروجه من القاعة ليستعين بالموجهة, والتي أصيبت في إحدى المرات بانهيار عصبي بعد فترة طويلة من الصراخ".
وتتابع " وأحيانا يتابع المدرّس الشرح فنضطر لاتباع أساليب أخرى كأن ننشر روائح كريهة أو نصدر أصوات من الموبايلات, حتى أننا استخدمنا الضفادع في إحدى المرات وتركناها تلهو في غرفة الصف".
ولدى سؤال الطالبة عن عواقب هذه التصرفات أجابت: " نحن طلاب شهادة أي أن المدرسة لا علاقة لها بالمجموع, كما أنّ الضرب ممنوع والأساتذة باتوا يخشون التعرض للطالبات لأن ذلك يستوجب العقوبة, والمدرسة بالنسبة لنا هي وقت فراغ أما الدراسة فهي في وقت الدروس الخصوصية, والمدرسون هم نفسهم من نقصدهم في المدارس والدروس الخاصة لذلك لن يخاطروا يخسارة المبالغ التي تأتي منا ".
للأسرة الدور الأكبر..
وتقول إحدى المرشدات النفسيات في مدرسة في المشروع السابع في اللاذقية لـ عكس السير " غياب السلطة ومفهوم الاحترام لدى الطلاب يشكل سبباً أساسيا لحالات مماثلة, ففي ظل غياب فكرة المدرّس كمربي للأجيال, وفي ظل غيابه كسلطة تربوية وتوجيهية, أصبح العبء على الأهل فقط, ومع الأسف اليوم نرى الآباء والأمهات يجرّدون المدرسة من أي صلاحية, بل ويقصّرون في واجبهم أيضاً حيث نسمعهم يكررون بأن المدرسة هي للتعليم وليست للتربية, علماً بأننا نتبع لوزارة التربية والتعليم أي أن التربية هي الأساس, حيث نتعامل في المدارس مع شرائح مختلفة اجتماعياً وثقافياً ، وإن التقت جميعها في تجريد المدرسة من صلاحيات التربية وتم رفع شعار "الطالب على حق" وهذا خطأ عادةً لأنه في النهاية مراهق ينفّث في المدرسة عن كبته في المنزل, ويتصرف مع مدرسه ما لايجرؤ عليه في البيت".
وتتابع " كما أن ظروف الحياة والعمل أبعدت الأهل عن أبنائهم وحولت نظرهم عن ضرورة التربية ووجهت اهتمامهم إلى العلامات فقط كوسيلة لدخول أفرع جيدة في الجامعات مما يؤمن الدخل العالي, أي أن الخلل التربوي هو أزمة مجتمعية في حياتنا اليومية وليس في مدارسنا فقط, ونحن نواجه يومياً حالات من مساندة الأهل لأبنائهم بشكل غريب .
وتضيف " فمثلاً, بعد ضبط بعض الصور ومقاطع الفيديو البذيئة والمخلة بالآداب مع إحدى الطالبات, قمنا باستدعاء والدتها والتي قامت بدورها بالصراخ في وجه المديرة ووجهي ورددت عبارات الدفاع عن ابنتها وحريتها وهددت بتقديم شكوى لأنها أرسلت ابنتها لتتعلم وليس لتتعرض للتفتيش واختراق خصوصية جهازها المحمول. وهذه حالة من حالات كثيرة حتى أن بعضها انتهى بالتعدي على مدرسين بالضرب من جهة أهالي الطلاب حيث اعتبروا أن المدرّس عدو الطالب وصاحب ثأر معه, و لا يمكن أن ننكر تقصير المدرّس أيضاً حيث أصبح اعتماده الرئيسي على الدروس الخصوصية فيعتبر أن كل ما يحصل في المدرسة هو تحصيل حاصل وواجب ينتهي بدخوله من باب المدرسة وتوقيع دفتر الحضور ".
حتى المعاهد الخاصة ..
عشرات المعاهد والمدارس الخاصة تنتشر في محافظة اللاذقية ولم تنجو بدورها من الخلل الذي أصاب الهيئات التعليمية ولكن بنسبة أقل حيث تتجلى المشكلة عادة فيها بين الطلاب, كوقوع مشاجرات واشتباكات قد تنتهي بعدد من الجرحى نظراً لانتشار الآلات الحادة بين الطلاب, كما أن الطلاب في مثل هذه المدارس ينتمون إلى فئة اجتماعية مقتدرة مادياً حيث يسكن الطلاب فيها هاجس التفوق ولكن المادي وليس الدراسي وتتردد على ألسنتهم كلمة " عم اتعلّم بمصرياتي ".
وبعد توقيع المعاهدة ومنع الضرب بدأت تظهر حالات معاكسة تجاوزت كونها فردية و غدت ظاهرة تعم المدارس الحكومية والخاصة ( على حد قول بعض المدرسين اللذين التقاهم عكس السير ) .
تاريخ حافل بالـ "إساءة"..
لبعض مدارس مدينة جبلة مثلاً تاريخ حافل من المعاناة مع الطلاب حتى غدت عنواناً يُصيب المدرّس بالدوار لمجرد تعيينه في إحداها, مدرسة الشهيد " محمد سعيد مهنا" واحدة من هذه المدارس والتي ومن اليوم الأول لافتتاحها قام الطلاب بتدشينها بحادثة طريفة رواها سكان المدينة على مدى سنوات, حيث قام الطلاب بالطواف حول المدرسة راكبين على حمار, وبعد انتهاء الاحتفالات صعدوا بالحمار إلى السطح وقاموا بإلقائه من الطابق الرابع, ومنذ تلك الحادثة غدت المدرسة عنواناً للشغب والحوادث الغريبة التي يتعرض لها المدرسين.
ولسنوات تم اعتبار مدربي التربية العسكرية خط الدفاع الرئيسي في هذه المدرسة, وبعد إلغاء هذه المادة وغياب مدربيها عن ساحة المدرسة وممراتها شهدت المدرسة حوادث عديدة من التهجم على الكادر التدريسي, ومضايقة المدرّسات خاصة وأنها كانت ثانوية للبنين, حتى أن أعداداً كبيرة من المدرّسات خرجن باكيات في كل حصة دراسية كما حذفن قسماً من المناهج في مواد كالعلوم الطبيعية والتشريح منعاً للمواقف والتصرفات الغريبة التي تصدر عن الطلاب.
أحد مدرسي مادة الرياضيات في المدرسة اعتاد استخدام الدراجة الهوائية كوسيلة نقل لكنه فوجئ في أحد الأيام بدراجته وقد تحوّلت إلى قطع صغيرة, وطبعاً انتهت كل المحاولات لكشف الفاعل بالفشل لكنه وجد لاحقاً رسالة من طلابه يهنئونه بالدراجة الجديدة ويعدونه بحادث قريب مماثل للسابق.
يذكر أن هذه المدرسة تحويلها إلى مدرسة للمرحلة التأسيسية كحل نهائي للحوادث الغريبة فيها.
ثانوية بنات ..
كانت مدرسة الشهيد "بلال مكية " ( ثانوية بنات ) من المدارس التي تعتبر مضربا للمثل بالالتزام والانضباط ( في الماضي ) ولكن .
تقول إحدى المدرسات في المدرسة " اليوم وبعد فقدان السيطرة والإحساس القوي لدى الطالبات بأنهن السلطة العليا في المدرسة, فقد انقلبت الآية في هذه المدرسة فما عدنا نسمع عن انهيارات عصبية تصيب الطالبات في فترات الامتحان والمذاكرات مثلاً, بل صار الشائع اليوم انهيارات عصبية تصيب المدرّسات والموجهات, نظراً لصعوبة التعامل مع المراهقات في المدرسة وتطوّر أساليبهن في تعذيب المدرّسين والمدرّسات".
وتقول إحدى طالبات الشهادة الثانوية لعكس السير " نتّفق في كل يوم على خطة جديدة, فأحياناً نجتمع كلنا على النظر إلى زاوية محددة طوال الحصة ولا نزيح أعيننا عنها,كأن ننظر جميعاً إلى الباب أو الشباك أو سلة المهملات, ولا ننظر أبداً باتجاه المدرّس مهما حصل, مما يثير جنونه, وأحيانا نتفق على النظر إلى حذاء المدرّس ونلحقه بأعيننا وهو يتجوّل, مما يسبب له حالة من الارتباك والعصبية وغالباً تنتهي بخروجه من القاعة ليستعين بالموجهة, والتي أصيبت في إحدى المرات بانهيار عصبي بعد فترة طويلة من الصراخ".
وتتابع " وأحيانا يتابع المدرّس الشرح فنضطر لاتباع أساليب أخرى كأن ننشر روائح كريهة أو نصدر أصوات من الموبايلات, حتى أننا استخدمنا الضفادع في إحدى المرات وتركناها تلهو في غرفة الصف".
ولدى سؤال الطالبة عن عواقب هذه التصرفات أجابت: " نحن طلاب شهادة أي أن المدرسة لا علاقة لها بالمجموع, كما أنّ الضرب ممنوع والأساتذة باتوا يخشون التعرض للطالبات لأن ذلك يستوجب العقوبة, والمدرسة بالنسبة لنا هي وقت فراغ أما الدراسة فهي في وقت الدروس الخصوصية, والمدرسون هم نفسهم من نقصدهم في المدارس والدروس الخاصة لذلك لن يخاطروا يخسارة المبالغ التي تأتي منا ".
للأسرة الدور الأكبر..
وتقول إحدى المرشدات النفسيات في مدرسة في المشروع السابع في اللاذقية لـ عكس السير " غياب السلطة ومفهوم الاحترام لدى الطلاب يشكل سبباً أساسيا لحالات مماثلة, ففي ظل غياب فكرة المدرّس كمربي للأجيال, وفي ظل غيابه كسلطة تربوية وتوجيهية, أصبح العبء على الأهل فقط, ومع الأسف اليوم نرى الآباء والأمهات يجرّدون المدرسة من أي صلاحية, بل ويقصّرون في واجبهم أيضاً حيث نسمعهم يكررون بأن المدرسة هي للتعليم وليست للتربية, علماً بأننا نتبع لوزارة التربية والتعليم أي أن التربية هي الأساس, حيث نتعامل في المدارس مع شرائح مختلفة اجتماعياً وثقافياً ، وإن التقت جميعها في تجريد المدرسة من صلاحيات التربية وتم رفع شعار "الطالب على حق" وهذا خطأ عادةً لأنه في النهاية مراهق ينفّث في المدرسة عن كبته في المنزل, ويتصرف مع مدرسه ما لايجرؤ عليه في البيت".
وتتابع " كما أن ظروف الحياة والعمل أبعدت الأهل عن أبنائهم وحولت نظرهم عن ضرورة التربية ووجهت اهتمامهم إلى العلامات فقط كوسيلة لدخول أفرع جيدة في الجامعات مما يؤمن الدخل العالي, أي أن الخلل التربوي هو أزمة مجتمعية في حياتنا اليومية وليس في مدارسنا فقط, ونحن نواجه يومياً حالات من مساندة الأهل لأبنائهم بشكل غريب .
وتضيف " فمثلاً, بعد ضبط بعض الصور ومقاطع الفيديو البذيئة والمخلة بالآداب مع إحدى الطالبات, قمنا باستدعاء والدتها والتي قامت بدورها بالصراخ في وجه المديرة ووجهي ورددت عبارات الدفاع عن ابنتها وحريتها وهددت بتقديم شكوى لأنها أرسلت ابنتها لتتعلم وليس لتتعرض للتفتيش واختراق خصوصية جهازها المحمول. وهذه حالة من حالات كثيرة حتى أن بعضها انتهى بالتعدي على مدرسين بالضرب من جهة أهالي الطلاب حيث اعتبروا أن المدرّس عدو الطالب وصاحب ثأر معه, و لا يمكن أن ننكر تقصير المدرّس أيضاً حيث أصبح اعتماده الرئيسي على الدروس الخصوصية فيعتبر أن كل ما يحصل في المدرسة هو تحصيل حاصل وواجب ينتهي بدخوله من باب المدرسة وتوقيع دفتر الحضور ".
حتى المعاهد الخاصة ..
عشرات المعاهد والمدارس الخاصة تنتشر في محافظة اللاذقية ولم تنجو بدورها من الخلل الذي أصاب الهيئات التعليمية ولكن بنسبة أقل حيث تتجلى المشكلة عادة فيها بين الطلاب, كوقوع مشاجرات واشتباكات قد تنتهي بعدد من الجرحى نظراً لانتشار الآلات الحادة بين الطلاب, كما أن الطلاب في مثل هذه المدارس ينتمون إلى فئة اجتماعية مقتدرة مادياً حيث يسكن الطلاب فيها هاجس التفوق ولكن المادي وليس الدراسي وتتردد على ألسنتهم كلمة " عم اتعلّم بمصرياتي ".