يمكن القول إن شركة التأمين الصحي الحكومية في ألمانيا AOK تخوض هذه الأيام سباقا «حتى الموت» مع شركات التأمين الصحي الخاصة، في ظل الأزمة المالية العالمية التي تنتشر بالتدريج بين مفاصل الاقتصادات الدولية. ولهذا قررت الشركة توفير أكثر من مليار يورو من خلال توسيع تأميناتها الصحية لتشمل الأموات.
قد يسأل القارئ مستغربا.. كيف يمكن ضم الأموات إلى التأمين الصحي؟!، وهذا تساؤل محق. أما تفسير القضية، ببساطة، فهو أن شركة التأمين الصحي تستقطع عادة مخصصات التأمين من المواطنين كل ثلاثة أشهر مرة، لكنها بموجب التدابير الجديدة تريد الآن قطعها مرة واحدة في مطلع يناير (كانون الثاني) من كل سنة. ولأن عشرات الآلاف من هؤلاء يموتون بين يناير (كانون الثاني)، وديسمبر (كانون الأول) من كل سنة، فإن الشركة تكون في هذه الحالة قد استقطعت، عمليا، مخصصات التأمين الصحي لهم «مقدما».. أي بعد موتهم. هذا يعني، كمثل، أن AOK تستقطع في يناير (كانون الثاني) مخصصات التأمين الصحي لمدة سنة من شخص مصاب بمرض عضال، ويتوقع الأطباء وفاته بعد ستة أشهر، أو أنها تنال تأمين رعاية المقعدين من كبار السن في مطلع السنة، في حين يموت عشرات الآلاف سنويا منهم في غضون الأشهر التالية من السنة ذاتها لتقدمهم في السن. هذا، وقدّرت مجلة «دير شبيغل» أرباح AOK من هذه العملية بأكثر من مليار يورو سنويا.
والأطرف من ذلك أن أودو بارسكه، الناطق الرسمي باسم شركة التأمين الحكومية، أراد «تكحيل» القضية، «فعماها» تماما حين قال«نحن لا نريد الربح على حساب الموتى، بل إن كل ما نحاول فعله هو تقليص التكلفة». وأشار بارسكه إلى أن إحصائيات الشركة تثبت أن تكاليف التأمين الصحي على البشر ترتفع في الأشهر الأخيرة من كل سنة لأسباب مجهولة. وأضاف أن الأموال التي يجري تحصيلها بهذه الطريقة «تنتزع أموال التأمين من الأموات لوضعها في خدمة الأحياء».
ومما يُذكر أن الحزب الديمقراطي المسيحي احتج عندما خسر أمام الاشتراكيين انتخابات عام 1998، بالزّعم أن النظام الانتخابي الألماني يسمح للموتى بالتصويت، وأن معظم الموتى يصوّتون للحزب الديمقراطي الاشتراكي. وكانت الفكرة أن النظام الانتخابي يتيح للألمان التصويت البريدي قبل 3 أشهر من موعد الانتخابات، إلا أن الآلاف من الذين اقترعوا بالفعل يموتون قبل اليوم المحدد للاقتراع المباشر.
قد يسأل القارئ مستغربا.. كيف يمكن ضم الأموات إلى التأمين الصحي؟!، وهذا تساؤل محق. أما تفسير القضية، ببساطة، فهو أن شركة التأمين الصحي تستقطع عادة مخصصات التأمين من المواطنين كل ثلاثة أشهر مرة، لكنها بموجب التدابير الجديدة تريد الآن قطعها مرة واحدة في مطلع يناير (كانون الثاني) من كل سنة. ولأن عشرات الآلاف من هؤلاء يموتون بين يناير (كانون الثاني)، وديسمبر (كانون الأول) من كل سنة، فإن الشركة تكون في هذه الحالة قد استقطعت، عمليا، مخصصات التأمين الصحي لهم «مقدما».. أي بعد موتهم. هذا يعني، كمثل، أن AOK تستقطع في يناير (كانون الثاني) مخصصات التأمين الصحي لمدة سنة من شخص مصاب بمرض عضال، ويتوقع الأطباء وفاته بعد ستة أشهر، أو أنها تنال تأمين رعاية المقعدين من كبار السن في مطلع السنة، في حين يموت عشرات الآلاف سنويا منهم في غضون الأشهر التالية من السنة ذاتها لتقدمهم في السن. هذا، وقدّرت مجلة «دير شبيغل» أرباح AOK من هذه العملية بأكثر من مليار يورو سنويا.
والأطرف من ذلك أن أودو بارسكه، الناطق الرسمي باسم شركة التأمين الحكومية، أراد «تكحيل» القضية، «فعماها» تماما حين قال«نحن لا نريد الربح على حساب الموتى، بل إن كل ما نحاول فعله هو تقليص التكلفة». وأشار بارسكه إلى أن إحصائيات الشركة تثبت أن تكاليف التأمين الصحي على البشر ترتفع في الأشهر الأخيرة من كل سنة لأسباب مجهولة. وأضاف أن الأموال التي يجري تحصيلها بهذه الطريقة «تنتزع أموال التأمين من الأموات لوضعها في خدمة الأحياء».
ومما يُذكر أن الحزب الديمقراطي المسيحي احتج عندما خسر أمام الاشتراكيين انتخابات عام 1998، بالزّعم أن النظام الانتخابي الألماني يسمح للموتى بالتصويت، وأن معظم الموتى يصوّتون للحزب الديمقراطي الاشتراكي. وكانت الفكرة أن النظام الانتخابي يتيح للألمان التصويت البريدي قبل 3 أشهر من موعد الانتخابات، إلا أن الآلاف من الذين اقترعوا بالفعل يموتون قبل اليوم المحدد للاقتراع المباشر.