نبذة عن الاقتصــاد
يجب أن يفهم المتداولون في سوق العملات
العالمية (الفوركس) الذين يودون تعلم التحليل
الأساسي ، كيفية عمل الاقتصاد ، فالاقتصاد يمر
بدورات اقتصادية ، كل دورة تتكون من فترة من
التمدد الاقتصادي التي تصل به الى قمة الاداء ،
تعقبه فترة من الانكماش الاقتصادي التي تؤدي الى
انخفاض الأداء الاقتصادي .
وبعد وصول الاداء الاقتصادي الى القاع ، تبدأ دورة
اقتصادية جديدة ، التي تؤدي الى تعافي الاقتصاد
وتمدده من جديد ليصل الى قمة الأداء .
وتسمى فترة الانكماش الاقتصادي التي تستمر 6 أشهر
على الأقل بالركود الاقتصادي ، أما اذا استمر
انخفاض الأداء الاقتصادي بصورة كبيرة كما حدث في
عام 1930 فان ذلك يسمى بالكساد .
وتتبع حركة أسعار العملات هذه الدورات الاقتصادية
مكونة نماذج يمكن التعرف عليها وتوقعها بواسطة
التحليل الأساسي والتحليل الفني .
العوامل الرئيسية التي تؤثر على الاقتصاد :
سوق العملات العالمية (الفوركس) هو سوق مثالي
لتطبيق استراتيجيات التداول وطرق ادارة رأس المال
لتحديد المخاطرة مع الاستفادة التامة من حالات
السوق المختلفة ، ولكي يكون المتداول ناجحا عليه
أن يتعلم كيف يحلل السوق .
وهناك الكثير من العوامل التي تجعل عملة دولة ما
تتقلب ، فحركة العملات تعتمد على العرض والطلب ،
واللذان يتغيران بناءا على العوامل الاقتصادية
وعوامل الثقة في هذه العملة وهذا الاقتصاد .
العوامل الاقتصادية :
ببساطة تتأثر العوامل الاقتصادية لدولة ما بالطلب
على البضائع والخدمات والممتلكات أو الأصول .
وتتأثر العملات بشكل رئيسي بالتغير في أسعار
الفائدة للدولة ، والتي تؤثر على التضخم ، فاذا
هبطت قيمة العملة (وكانت الدولة بها عجز تجاري) ،
فسوف تزيد تكلفة استيراد البضائع من دولة أخرى ومن
ثم ترتفع تكلفة المعيشة ، مما يؤدي الى التضخم .
عوامل الثقة :
العوامل التي تؤثر في الثقة في اقتصاد الدولة ومن
ثم في عملتها هي عوامل عامة ، فهي تشمل الأحداث
السياسية وكيفية ادارة الدولة للاقتصاد وللعملة
مقـدمـة الـى التحلـيـل الأسـاســـي
يهتم التحليل الأساسي بالعوامل الاقتصادية
والسياسية والاجتماعية التي تؤثر على قوى العرض
والطلب لعملة ما في السوق ، ولذلك فهو طريقة لتوقع
حركة الأسعار والتعرف على اتجاه السوق عن طريق
تحليل المؤشرات الاقتصادية ، وسياسة الحكومة
وعوامل المجتمع داخل اطار واحد .
ولذلك فان التحليل الاساسي يهتم بأسباب حركة
العملات عن طريق دراسة : معدل النمو ، الناتج
المحلي الاجمالي ، معدلات الفائدة ، التضخم ،
معدلات البطالة ، الأحداث السياسية ، والتطور
الاجتماعي ، ومؤشرات الاقتصاد الكلي .
ويمكن للأحداث السياسية أن تؤثر في الثقة في
الحكومة ومن ثم في الاقتصاد ، وأيضا مدى الاستقرار
السياسي ، كلها عوامل لها تأثيرها على سوق العملات
العالمية (الفوركس) .
كل هذه المعلومات تجمع معا لتقييم الأداء الحالي
والمستقبلي للاقتصاد ومن ثم العملة .
ولذلك فان المحللين الأساسيين بحاجة الى أن يبقوا
بدراية بالأخبار والمؤشرات الاقتصادية والأحداث .
حيث يمكنها أن تشير الى التغيرات التي تحدث
للاقتصاد والأحداث السياسية .
ويقوم المحللون بالبحث عن الأسباب التي تؤدي الى
تغير أسعار العملات عن طريق دراسة التقارير
الاقتصادية والأحداث ، وهم بذلك يسعوا الى القيام
بذلك قبل باقي المتداولين في السوق ، ليتخذوا
اتجاه السوق الصحيح
ويستخدم التحليل الأساسي في توقع حركة السوق على
المدى المتوسط والمدى الطويل ، أما التحليل الفني
فيستخدم في توقع حركة السوق في توقع حركة السوق
على المدى القصير .
للتحليل الأساسي عاملان رئيسيان :
هناك عاملان رئيسيان يؤثران في حركة الأسعار
للعملات من منظور التحليل الأساسي وهما : الوضع
التجاري للدولة وتدفق رؤوس الأموال
أولا : الوضع التجاري للدولة :
من العوامل الرئيسية المؤثرة في أسعار الصرف بين
دولتين هو الميزان التجاري ، وهو يبين الفرق بين
صادرات وواردات الدولة من البضائع في فترة معينة ،
فعندما تكون الواردات أكبر من الصادرات ، فانه
يطلق عليه عجر الميزان التجاري ، أما اذا كانت
الصادرات أكبر من الواردات ، فانه يطلق عليه فائض
في الميزان التجاري .
ويؤثر العجز في الميزان التجاري على قيمة العملة
بالسلب ، أما الفائض في الميزان التجاري فانه يزيد
من قيمة العملة لهذه الدولة .
أيضا هناك بعض الدول التي تعتمد على الصادرات بشكل
رئيسي فتقوم بتقليل من قيمة عملتها ، لتزيد بذلك
من كمية الصادرات ومن ثم زيادة الفائض في الميزان
التجاري ، لأن أسعار السلع المصدرة ستكون أرخص في
الدولة الأخرى .
ثانيا : تدفق رؤوس الأموال :
تتدفق رؤوس الأموال عن طريق : 1- الاستثمار
الحقيقي ، 2- الاستثمار في الأوراق المالية ،
ويبين هذا المؤشر هل صافي الاستثمارات (الأجنبية
والخارجة من الدولة) تتم داخل الدولة أم أنها تخرج
من الدولة ، فميزان التدفق المالي الموجب يشير الى
أن الاستثمارات الأجنبية الداخلة للدولة من الخارج
تتخطى الاستثمارات الخارجة من الدولة (من
المواطنين للاستثمار في الخارج) ، أما ميزان
التدفق المالي السالب يشير الى أن الاستثمارات
التي تتم بواسطة المستثمرين المحليين أكبر من التي
تتم بواسطة المستثمرين الأجانب في الدولة .
1- الاستثمار الحقيقي :
الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار الذي يتم عن طريق
الشركات ، مثل الاستثمار في الصناعات أو في
العقارات مثلا ، ولذلك فان هذه الشركات الأجنبية
ستقوم بشراء عملة الدولة التي تستثمر فيها وبيع
عملتها المحلية مقابلها ، وهذه العمليات تؤدي الى
حدوث تحركات في سوق العملات الأجنبية عندما تتم
بكميات كبيرة .
2- الاستثمار في الأوراق المالية :
نتيجة للتطور التكنولوجي ، فقد أصبح من السهل
الاستثمار في أسواق البورصة العالمية ، وفي أي
مكان في العالم ، ولذلك فان هناك علاقة قوية بين
سوق البورصة لدولة ما وعملتها المحلية ، فاذا كان
سوق البورصة في صعود ، فان المستثمرين الأجانب
والمحليين سيقوم بالاستثمار في هذه البورصة ، مما
سيجعل هناك طلبا على العملة المحلية ، أما اذا كان
سوق البورصة في هبوط فسوف يقوم المستثمرين
المحليين ببيع أسهمهم في هذا السوق للاستثمار في
أسواق خارجية أفضل .
البيانات الاقتصادية المؤثرة في سوق الفوركس
هناك الكثير من البيانات الاقتصادية التي تصدرها
الحكومات ، والمؤسسات المتخصصة ، والمؤسسات
الأكاديمية التابعة للدول ، وتمكن هذه البيانات
التي تصدر بصفة دورية المحللين من متابعة الأداء
الاقتصادي عن قرب ، وهناك الكثير من المستثمرين
والمتاجرين يتابعوا هذه البيانات ، ولذلك فان لبعض
البيانات القدرة على تحريك اسعار العملات ، لأن
الكثير من المتداولين يتحركوا بناءا عليها .
وتنقسم معظم البيانات الاقتصادية الى مجموعتين :
البيانات القائدة ، والبيانات اللاحقة .
فالبيانات القائدة : هي البيانات الاقتصادية التي
تتغير قبل أن يتخذ الاقتصاد اتجاها معينا أو يغير
اتجاهه ، ويستخدمها المتداولون لتوقع التغيرات في
الاقتصاد .
أما البيانات اللاحقة : فهي البيانات الاقتصادية
التي تتغير بعد أن يكون الاقتصاد قد اتخذ اتجاها
معينا .
التحليل الأساسي عبارة عن خليط من البيانات
الاقتصادية والأحداث ، ولذلك فانه من الأفضل
التركيز على البيانات الأكثر تأثيرا على السوق .
فهناك بيانات لها تأثير أكبر على سوق العملات
العالمية عن غيرها ، فالبيانات المتعلقة بأسعار
الفائدة والميزان التجاري هي غالبا الأكثر تأثيرا
والأكثر مراقبة من المتداولين .