منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    الماغوط- المسافر

    kareem el-cheikh
    kareem el-cheikh
    نائب المدير


    ذكر
    عدد المساهمات : 2086
    العمر : 36
    المكان : حيث يمكن للأفكار أن تلعب بسلام
    المزاج : Rockin'!!!
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : 4
    المستوى : 189
    نقاط : 3033
    تاريخ التسجيل : 24/09/2008

    الماغوط- المسافر Empty الماغوط- المسافر

    مُساهمة من طرف kareem el-cheikh الأحد أكتوبر 19, 2008 9:01 pm



    بلا أمل ..

    وبقلبي الذي يخفقُ كوردةٍ حمراءَ صغيره

    سأودِّع أشيائي الحزينةَ في ليلةٍ ما ..

    بقع الحبر

    وآثار الخمرة الباردة على المشمّع اللزج

    وصمت الشهور الطويله

    والناموس الذي يمصُّ دمي

    هي أشيائي الحزينه

    سأرحلُ عنها بعيداً .. بعيداً

    وراء المدينة الغارقةِ في مجاري السلّ
    والدخان

    بعيداً عن المرأة العاهره

    التي تغسل ثيابي بماء النهر

    وآلاف العيون في الظلمه

    تحدق في ساقيها الهزيلين ،

    وسعالها البارد ، يأتي ذليلاً يائساً

    عبر النافذةِ المحطَّمه

    والزقاقُ المتلوي كحبلٍ من جثث العبيد

    سأرحلُ عنهم جميعاً بلا رأفه

    وفي أعماقي أحمل لك ثورةً طاغيةً يا أبي

    فيها شعبٌ يناضل بالتراب ، والحجارة والظمأ

    وعدة مرايا كئيبه

    تعكس ليلاً طويلاً ، وشفاهاً قارسةً عمياء

    تأكل الحصى والتبن والموت

    منذ مدة طويلة لم أرَ نجمةً تضيء

    ولا يمامةً تصدحُ شقراء في الوادي

    لم أعدْ أشربُ الشاي قرب المعصره

    وعصافيرُ الجبال العذراء ،

    ترنو إلى حبيبتي ليلى

    وتشتهي ثغرها العميقَ كالبحر

    لم أعد أجلس القرفصاء في الأزقه

    حيث التسكع

    والغرامُ اليائس أمام العتبات .

    فأرسل لي قرميدةً حمراء من سطوحنا

    وخصلةَ شعرٍ من أمي

    التي تطبخ لك الحساء في ضوء القمر

    حيث الصهيلُ الحزين

    وأعراسُ الفجر في ليالي الحصاد

    بعْ أقراط أختي الصغيره

    وأرسل لي نقوداً يا أبي

    لأشتري محبره

    وفتاه ألهث في حضنها كالطفل

    لأحدثك عن الهجير والتثاؤب وأفخاذ النساء

    عن المياهِ الراكدةِ كالبول وراء الجدران

    والنهود التي يؤكل شهدُها في الظلام

    فأنا أسهرُ كثيراً يا أبي

    أنا لا أنام ..

    حياتي ، سوادٌ وعبوديةٌ وانتظار .

    فأعطني طفولتي ..

    وضحكاتي القديمة على شجرةِ الكرز

    وصندلي المعلَّقَ في عريشة العنب ،

    لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري

    لأسافرَ يا أبي
    .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 2:45 pm