يبدو أنّ الخناق بدأ يشتدّ على LBC!
بعدما أُقفلت مكاتب «المؤسسة اللبنانية للإرسال» في السعودية على خلفيّة
برنامج «أحمر بالخطّ العريض» (راجع «الأخبار» عدد 10 آب/ أغسطس)، ها هو
«عيشوا معنا» يضع الفضائية أمام امتحان جديد. البرنامج الذي يُقدّمه أحمد
عدنان (الصورة) على lbc الفضائية، استضاف أدونيس في حلقته الأخيرة (5 آب/
أغسطس) لهذا الموسم. الشاعر الذي ما انفكّ يثير الجدل أينما حلّ، أطلق في
هذا اللقاء مجموعة تصريحات عن الإسلام والقرآن، لم تمرّ مرور الكرام.
الضجّة
أتت من السعودية، وتحديداً من قناة «دليل» السعودية. إذ استضاف برنامج
«البيان التالي» أوّل من أمس المستشار في وزارة الداخلية السعودية سعود
المصيبيح والباحث في «جامعة الملك سعود» عبد الله البرّاك الذي أعلن في
تلك الحلقة أنّ «سعوديّين تقدّموا بقضايا احتساب ضدّ LBC بسبب بثّها حوار
أدونيس وطالبوا بمحاكمة مالكيها». ومثلما أنّ «أحمر بالخط العريض» راح
ضحيّة الصراع الداخلي بين التيار الديني المحافظ والتيار «المنفتح»
المتمثّل في الوليد بن طلال، يبدو أنّ «عيشوا معنا» ليس بعيداً عن شدّ
الحبال الدائر في المملكة.
في اتصال مع مقدّم برنامج «البيان
التالي»، قال عبد العزيز قاسم لـ«الأخبار»: «خلال الحلقة التي كانت بعنوان
«كيف نوقف تجاوز فضائيات الرذيلة لقيمنا»، كانت معنا مداخلة هاتفية من
الأمير خالد بن طلال الذي استنكر ما قاله أدونيس عن أنّ القرآن كتاب
تاريخي وحوار الأديان هو حوار طرشان. وطالب الأمير بمحاكمة القنوات التي
تسيء إلى الإسلام وبمحاكمة مالكيها (في إشارة إلى شقيقه الأمير الوليد بن
طلال الذي يملك حوالي 80 في المئة من أسهم lbc)». أما الأمير خالد بن طلال
فقال لـ «الأخبار» أنّ هناك «خطّة تهدف إلى الإساءة إلى المملكة سياسيّاً
ودينيّاً»، مشدداً على معاقبة المسؤولين، بمن فيهم مالكو المحطّة ــــ
شقيقه وبيار الضاهر ــــ التي فتحت الباب لتناول كل المواضيع السياسية
والدينية المحظورة في المملكة. وانتقد «LBC وأخواتها» كـmbc و«روتانا»
وغيرهما من المحطات التي لا تُظهر في برامجها احتراماً للصائمين في هذا
الشهر. وطالب الشركات والمعلنين بمقاطعتها.
القضية مرشّحة
للتفاعل، رغم أنّ مصادر في «عيشوا معنا» تستبعد وقف البرنامج الذي سيبدأ
موسمه الجديد في الخريف. على أي حال، يبدو أنّ lbc غرقت في رمال المملكة
المتحرّكة وصارت ــ من حيث لا تدري ــ طرفاً في الصراع الداخلي الذي
«يبشّر» بعودة قوية للتيار الديني. ولعلّ التوقيت هو الأسوأ الذي يواجه
المحطّة مع بداية رمضان، رغم أنّها لم تقاطع إعلانياً حتى الآن... فهل
تأتي «حلقة» أدونيس كشعرة معاوية، لتَقطع الوصال بين المُعلن الخليجي
ومحطات «الرذيلة»؟
صحيفة الأخبار اللبنانية