دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استبق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غابي أشكينازي، زيارته للولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق تحذير من احتمال سيطرة "حزب الله" على الأوضاع في لبنان، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى "تغيير الواقع الأمني" بالمنطقة، وهو تحذير يرفضه كثير من السياسيين والمراقبين اللبنانيين.
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي، خلال تصريحات أدلى بها خلال زيارته لكندا، نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية الثلاثاء، إن "حزب الله" يخطط للانقلاب على السلطة في لبنان، في أعقاب نشر نتائج التحقيق الذي تجريه المحكمة الدولية الخاصة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري.
ووصف أشكينازي زيارة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى لبنان مؤخراً، بأنها "تدل على ازدياد مظاهر التطرف في المنطقة"، كما اعتبر أن كل من إيران وتركيا كان لهما "تأثير كبير على جدول الأعمال في منطقة الشرق الأوسط"، خلال السنوات الأخيرة، وفق ما نقل راديو إسرائيل.
كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الجنرال الإسرائيلي قوله إن هناك "مجموعة صغيرة" داخل الجيش اللبناني قد تساعد حزب الله في حالة إذا ما قرر "الانقلاب على السلطة."
واعتبر أشكينازي أن الزيارات التي قام بها كل من رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، إلى سوريا مؤخراً، كان الهدف منها إجراء محادثات مع المسؤولين في دمشق، لضمان سلامتهما في حالة إذا ما تطورت الأوضاع في لبنان إلى الأسوأ.
إلا أن الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، حسن حردان، اعتبر أن تحذيرات أشكينازي ليست جديدة، مشيراً إلى أن هناك العديد من التصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين، بل وأمريكيين أيضاً، تتحدث عن "مخاطر"، يعتقدون أنها ستنجم عن محاولة حزب الله السيطرة على لبنان بعد صدور قرار المحكمة الدولية.
وقال حردان، في تصريحات لـCNN بالعربية عبر الهاتف من العاصمة اللبنانية بيروت، إن "مثل هذه التصريحات لها أهداف واضحة، وهي مكملة للقرار الظني الذي من المرتقب أن تصدره المحكمة الدولية خلال الفترة المقبلة."
وأوضح أن أحد أهداف تلك التصريحات هو "خلق مناخات لتخويف اللبنانيين من حزب الله، وتجييش الرأي العام اللبناني ضد حزب الله، بالإضافة إلى تهيئة المسرح السياسي لجعل اتهام حزب الله بالوقوف وراء جريمة اغتيال الرئيس الحريري، أمراً واقعاً، وعلى الجميع إذن، بما فيهم حزب الله نفسه، أن يتقبل هذا الاتهام."
أما الهدف الثاني لتحذيرات أشكينازي، بحسب حردان، فهو "تشوية صورة حزب الله، وهو عماد المقاومة ضد الاحتلال، وكذلك النيل من إنجازات المقاومة، سواء التي أجبرت الاحتلال على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000، أو تلك التي تحققت خلال معارك يوليو/ تموز 2006."
من جانب، أعلن وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، الثلاثاء، عن تقديم تمويل إضافي بمقدار مليون جنيه إسترليني، أي حوالي 1.6 مليون دولار، للمحكمة الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، والتي تدعمها الأمم المتحدة، خلال العام 2011 المقبل.
وفي بيان، حصلت عليه CNN بالعربية، قال هيغ: "هذا يؤكد دعمنا لهذه المحكمة، التي تعمل على وضع نهاية للحصانة في الاغتيالات السياسية في لبنان"، وشدد على ضرورة "إحلال العدالة الدولية، وأن تتم محاسبة المذنبين بارتكاب جرائم خطيرة."
وأشار الوزير البريطاني إلى أنه أبلغ رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، خلال زيارته الأخيرة إلى لندن، بأن "المملكة المتحدة ملتزمة بدعمها للسعي لإحلال العدالة في لبنان"، باعتبار أنها "الوسيلة الوحيدة لضمان استقرار لبنان على المدى الطويل."