يشعر كل عربي مقاوم و استقلالي في بلدان الشرق ، بالقلق ، امام الأحداث التي تشهدها سورية مؤخرا ، لأنها القلعة العربية الوحيدة التي صمدت في وجه الغزوة الاستعمارية منذ احتلال العراق ، و تختلط في المشهد السوري الحالي ثلاثة عناصر تستوجب النظر فيها بدقة :
أولا ثمة محاولة مكشوفة تقوم بها جماعات منشقة في الخارج سبق للشعب السوري أن قاوم محاولاتها لاستدراجه إلى تحرك ضد النظام السوري بهدف إخضاعه أمام الضغوط الأميركية الإسرائيلية و هذه الجماعات تريد تخريب سورية و القضاء على منجزات مرحلة من الصمود و المقاومة تكللت بانتصار سورية على الضغوط و الحصار و هي جماعات تعول على التدخلات الأجنبية التي عبر عنها البيان الأميركي الأخير بعد تظاهرة درعا و أحداثها المؤسفة .
هذه الجماعات المنشقة تضم رموز الفساد و الانحراف السياسي و الارتهان للأجنبي و عملائه من أمثال عبد الحليم خدام و رفعت الأسد و مأمون حمصي و بعض الزمر التي تسعى لإثارة الفتنة و تمزيق الوحدة الوطنية للشعب السوري و قد سبق اختبار مغامراتها الدموية و الإرهابية قبل ربع قرن عندما حركتها الولايات المتحدة و المخابرات الأردنية للثأر من سورية بعد كمب ديفيد.
المواقع التي تتحرك منها هذه الجماعات هي عدد من الدول الغربية و لبنان حيث تحظى برعاية و دعم قوى 14 آذار التي شكلت غرفة عمليات خاصة للتخريب و التحريض في سورية و تصدر عن مواقع إلكترونية لكل من المستقبل و القوات اللبنانية دعوات للتظاهر في المدن السورية بينما يجري العمل لتجنيد عناصر للتخريب في صفوف العمال السوريين في لبنان من قبل هذه القوى .
ثانيا الإدارة الأميركية تسعى لتغذية القوى العاملة لزعزعة استقرار سورية و تشجيع محاولات نقل عدوى الاحتجاجات باستعارة شعارات و أهداف شكلت واقعيا عناوين التوجهات الإصلاحية التي تتبناها القيادة السورية و التي أعلن الرئيس الأسد اعتزامه تحقيقها مؤخرا .
فالولايات المتحدة تسعى لتعميم الانطباع بأن موجة التحركات الشعبية تشمل جميع الدول العربية على قاعدة المطالب السياسية الداخلية و ليست لها أي صلة بعمالة الحكومات للهيمنة الغربية الاستعمارية و ارتباطها بإسرائيل .
و لهذا الاعتبار ، تسعى الخطة الأميركية لإضعاف النموذج القائم في الدولة العربية الوحيدة المقاومة لإسرائيل و الحاضنة للمقاومة العربية في العراق و لبنان و فلسطين و يبدو واضحا أن أحلام واشنطن برد الاعتبار لمشروعها الاستعماري عبر التدخل في سورية تتخذ أشكالا عديدة من الضغوط أبرزها تصعيد عقوبات الكونغرس كأداة لمحاولة الضغط تحت عنوان إرغام دمشق على وقف الدعم السوري لقوى المقاومة ، و هو ما تشير إليه حملات تفتيش السفن و الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سورية بينما تواصل الولايات المتحدة حملتها من خلال الوكالة الدولية للطاقة النووية تحت عنوان التفتيش على برنامج نووي مزعوم في سورية و ذلك كله لا يجري بعيدا عن التهديدات الإسرائيلية المستمرة بشن الحرب .
هذه المظاهر تعزز الاعتقاد بوجود توجه أميركي لتحفيز الاضطرابات في سورية عبر استغلال الوضع العربي و ظاهرة انتشار العدوى ، و يتجلى هذا التوجه في طريقة التعامل الإعلامية التحريضية التي تقودها محطات أميركية و بريطانية و عربية تقوم بتخصيص مساحات من الظهور و التعبير لرموز المنشقين المرتبطين بالغرب على أمل الترويج لهم و تلميع صورتهم لدى الرأي العام السوري و إظهارهم كزعماء للتغيير الديمقراطي المزعوم و هم ليسوا سوى لصوص و مشبوهين كما يعرفهم الكثير من السوريين .
ثالثا تستهدف الحملات السياسية و الإعلامية تسخير تقنيات نقل العدوى باستثارة شريحة من الشباب السوري في محاولة تقليد حركات الشباب في البلاد العربية باستغلال مطالب مشروعة تتصل بتحديث الحياة العامة سبق للرئيس الأسد أن تناولها و تسود توقعات بقرب تحقيق العديد منها بدءا من تطوير قوانين الانتخابات و الأحزاب السياسية و سن قانون للإعلام لتكريس التعددية و توسيع نطاق ممارسة حرية الرأي و التعبير في البلاد .
ما يريده منظمو الحملات هو تسخير الشباب في زعزعة الاستقرار السياسي و الأمني لتحقيق غايات أخرى تهدف إلى قلب النظام السياسي و إطاحة التزاماته الوطنية و العربية التي شكلت عناوين التصادم السوري مع الحملة الأميركية التي انطلقت بحرب احتلال العراق و تجسدت بحربي إسرائيل على لبنان و غزة و بتحركات مسعورة ضد سورية شنتها جهات عربية و أجنبية عديدة منذ العام 2004 .
إن مواجهة الوضع المستجد في سورية تستدعي إدارة حوار مع الشباب الطالع المتأثر بالموجة العربية التي يسعى لتقليدها في بلاده بدوافع مناقضة للخطط التي تحرك الأجانب و عملاءهم المتواجدين في الخارج و الداخل.
إن الطريق السوري للتغيير يمر برفض كل ما يمكن أن يسهل التدخلات الأجنبية و بفضح الجماعات المشبوهة و المجربة كما يستدعي مباشرة تظهير الإجراءات و التدابير الإصلاحية التي تدرسها القيادة السورية و الوقوف خلف الرئيس الأسد في قيادة تلك الإصلاحات بما يعزز صمود سورية و يعمق تجربتها في المقاومة و التقدم الاجتماعي و الاقتصادي و التطور السياسي.
إن تجربة الرئيس بشار الأسد في التحديث على قاعدة الخيار الاستقلالي التحرري ، تحتاج إلى طاقة الشباب الذين يعيش بعضهم حالة معنوية متأججة بعد الثورات الشبابية في البلاد العربية و الدور الطبيعي لهذه الطاقة الفتية هو أن تكون رافدا لمسيرة سورية في الصمود و التقدم الاجتماعي ، و ذلك هو التحدي الراهن الذي يطرح نفسه على جميع المعنيين في المجتمع السوري و يستدعي تجديدا في شكل و مضمون الخطاب السياسي و تطويرا في الأداء الداخلي للمؤسسات السورية يرقى لمستوى الإنجازات الإستراتيجية التي حصدتها سورية في الأعوام الأخيرة بقيادة الرئيس الأسد الذي يحظى بثقة شعبية عالية.
أولا ثمة محاولة مكشوفة تقوم بها جماعات منشقة في الخارج سبق للشعب السوري أن قاوم محاولاتها لاستدراجه إلى تحرك ضد النظام السوري بهدف إخضاعه أمام الضغوط الأميركية الإسرائيلية و هذه الجماعات تريد تخريب سورية و القضاء على منجزات مرحلة من الصمود و المقاومة تكللت بانتصار سورية على الضغوط و الحصار و هي جماعات تعول على التدخلات الأجنبية التي عبر عنها البيان الأميركي الأخير بعد تظاهرة درعا و أحداثها المؤسفة .
هذه الجماعات المنشقة تضم رموز الفساد و الانحراف السياسي و الارتهان للأجنبي و عملائه من أمثال عبد الحليم خدام و رفعت الأسد و مأمون حمصي و بعض الزمر التي تسعى لإثارة الفتنة و تمزيق الوحدة الوطنية للشعب السوري و قد سبق اختبار مغامراتها الدموية و الإرهابية قبل ربع قرن عندما حركتها الولايات المتحدة و المخابرات الأردنية للثأر من سورية بعد كمب ديفيد.
المواقع التي تتحرك منها هذه الجماعات هي عدد من الدول الغربية و لبنان حيث تحظى برعاية و دعم قوى 14 آذار التي شكلت غرفة عمليات خاصة للتخريب و التحريض في سورية و تصدر عن مواقع إلكترونية لكل من المستقبل و القوات اللبنانية دعوات للتظاهر في المدن السورية بينما يجري العمل لتجنيد عناصر للتخريب في صفوف العمال السوريين في لبنان من قبل هذه القوى .
ثانيا الإدارة الأميركية تسعى لتغذية القوى العاملة لزعزعة استقرار سورية و تشجيع محاولات نقل عدوى الاحتجاجات باستعارة شعارات و أهداف شكلت واقعيا عناوين التوجهات الإصلاحية التي تتبناها القيادة السورية و التي أعلن الرئيس الأسد اعتزامه تحقيقها مؤخرا .
فالولايات المتحدة تسعى لتعميم الانطباع بأن موجة التحركات الشعبية تشمل جميع الدول العربية على قاعدة المطالب السياسية الداخلية و ليست لها أي صلة بعمالة الحكومات للهيمنة الغربية الاستعمارية و ارتباطها بإسرائيل .
و لهذا الاعتبار ، تسعى الخطة الأميركية لإضعاف النموذج القائم في الدولة العربية الوحيدة المقاومة لإسرائيل و الحاضنة للمقاومة العربية في العراق و لبنان و فلسطين و يبدو واضحا أن أحلام واشنطن برد الاعتبار لمشروعها الاستعماري عبر التدخل في سورية تتخذ أشكالا عديدة من الضغوط أبرزها تصعيد عقوبات الكونغرس كأداة لمحاولة الضغط تحت عنوان إرغام دمشق على وقف الدعم السوري لقوى المقاومة ، و هو ما تشير إليه حملات تفتيش السفن و الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سورية بينما تواصل الولايات المتحدة حملتها من خلال الوكالة الدولية للطاقة النووية تحت عنوان التفتيش على برنامج نووي مزعوم في سورية و ذلك كله لا يجري بعيدا عن التهديدات الإسرائيلية المستمرة بشن الحرب .
هذه المظاهر تعزز الاعتقاد بوجود توجه أميركي لتحفيز الاضطرابات في سورية عبر استغلال الوضع العربي و ظاهرة انتشار العدوى ، و يتجلى هذا التوجه في طريقة التعامل الإعلامية التحريضية التي تقودها محطات أميركية و بريطانية و عربية تقوم بتخصيص مساحات من الظهور و التعبير لرموز المنشقين المرتبطين بالغرب على أمل الترويج لهم و تلميع صورتهم لدى الرأي العام السوري و إظهارهم كزعماء للتغيير الديمقراطي المزعوم و هم ليسوا سوى لصوص و مشبوهين كما يعرفهم الكثير من السوريين .
ثالثا تستهدف الحملات السياسية و الإعلامية تسخير تقنيات نقل العدوى باستثارة شريحة من الشباب السوري في محاولة تقليد حركات الشباب في البلاد العربية باستغلال مطالب مشروعة تتصل بتحديث الحياة العامة سبق للرئيس الأسد أن تناولها و تسود توقعات بقرب تحقيق العديد منها بدءا من تطوير قوانين الانتخابات و الأحزاب السياسية و سن قانون للإعلام لتكريس التعددية و توسيع نطاق ممارسة حرية الرأي و التعبير في البلاد .
ما يريده منظمو الحملات هو تسخير الشباب في زعزعة الاستقرار السياسي و الأمني لتحقيق غايات أخرى تهدف إلى قلب النظام السياسي و إطاحة التزاماته الوطنية و العربية التي شكلت عناوين التصادم السوري مع الحملة الأميركية التي انطلقت بحرب احتلال العراق و تجسدت بحربي إسرائيل على لبنان و غزة و بتحركات مسعورة ضد سورية شنتها جهات عربية و أجنبية عديدة منذ العام 2004 .
إن مواجهة الوضع المستجد في سورية تستدعي إدارة حوار مع الشباب الطالع المتأثر بالموجة العربية التي يسعى لتقليدها في بلاده بدوافع مناقضة للخطط التي تحرك الأجانب و عملاءهم المتواجدين في الخارج و الداخل.
إن الطريق السوري للتغيير يمر برفض كل ما يمكن أن يسهل التدخلات الأجنبية و بفضح الجماعات المشبوهة و المجربة كما يستدعي مباشرة تظهير الإجراءات و التدابير الإصلاحية التي تدرسها القيادة السورية و الوقوف خلف الرئيس الأسد في قيادة تلك الإصلاحات بما يعزز صمود سورية و يعمق تجربتها في المقاومة و التقدم الاجتماعي و الاقتصادي و التطور السياسي.
إن تجربة الرئيس بشار الأسد في التحديث على قاعدة الخيار الاستقلالي التحرري ، تحتاج إلى طاقة الشباب الذين يعيش بعضهم حالة معنوية متأججة بعد الثورات الشبابية في البلاد العربية و الدور الطبيعي لهذه الطاقة الفتية هو أن تكون رافدا لمسيرة سورية في الصمود و التقدم الاجتماعي ، و ذلك هو التحدي الراهن الذي يطرح نفسه على جميع المعنيين في المجتمع السوري و يستدعي تجديدا في شكل و مضمون الخطاب السياسي و تطويرا في الأداء الداخلي للمؤسسات السورية يرقى لمستوى الإنجازات الإستراتيجية التي حصدتها سورية في الأعوام الأخيرة بقيادة الرئيس الأسد الذي يحظى بثقة شعبية عالية.