جاء في صحيفة (Dallas Morning News ) الأمريكية خبر مهم تحت عنوان ( الاتفاق الأمريكي السوري في طريقه الصحيح .. و المقابل هو تركيا ) ، و قد لاقى هذا الخبر ضجة في الوسط الاعلامي خصوصاً في ظل ما تتعرض له سورية من أحداث ، الأمر الذي أشعر الناس بأن النظام السوري في طريقه إلى السقوط ، و لكن يبدو أن... الاتفاق الأمريكي السوري تم بشكل سري على أمور عالقة بين البلدين ، و يذكر أن مذكرة تفاهم وقعت بين البلدين في العراق أثناء زيارة وزير خارجية سوريا إلى العراق و الذي تزامن مع وجود مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض .
و صرح المسؤول الرفيع المستوى بعد العودة إلى البيت الأبيض في لقاء صحفي خاص جرى في البيت الأبيض بأن زيارته للعراق في الفترة الماضية كانت مهمة لمصير الولايات المتحدة في الشرق الأوسط .
و يرى مراقبون أن التفاهم تم على القضايا العالقة بخصوص خروج الجيش الأمريكي من العراق و وجود البديل المناسب لكل الأوضاع العالقة في المنطقة .. و تابع المصدر قائلاً : بأن أوباما يرى أن الحل للأزمة العالقة في الشرق الوسط يجب أن يكون عبر سوريا ، و بشكل أدق عبر الأسد الذي أثبت قوته في المنطقة . و تابع المصدر قائلاً : هناك دولة ستكون الضحية لما جرى و يجري في الشرق الأوسط ، و لكن هذه الدولة لن تكون سوريا بالتأكيد .
و في جواب له على سؤال مراسل القناة الفرنسية الأولى : من هي الدولة التي ستكون الضحية ؟ فأجاب : هناك درجات للضحية و يبدو أن سوريا استطاعت أن تقدم ورقة تفاهم جيدة لأمريكيا .. و نظراً لموقع سوريا فقد ضحت أمريكيا بحلفاء لها في المنطقة و من بين هؤلاء الحلفاء هو تركيا ، فبعد اللقاء الأمريكي السوري في العراق تبين أن سوريا هي ورقة قوية في يد روسيا التي لا تسعى الولايات المتحدة للدخول في مواجهات جديدة معها ، و كان لسوريا دور مهم و اساسي في تقريب وجهات النظر الأمريكية الروسية و هذا يخدم قضايانا في الشرق الأوسط .
و في جواب له على سؤال صادر عن مراسل القناة العاشرة الاسرائيلية : هل كان لنا مكان نحن الاسرائيليون في ورقة تفاهمكم مع سوريا ؟ كان الجواب : رفض المفاوض السوري الخوض في هذا الموضوع و اصر على العودة إلى النقطة التي توقفت عندها عملية السلام ، و لم يعطي الجانب السوري أي تصريحات رسمية بإيقاف ما يجري في الجولان و على الحدود الاسرائيلية .. و اعتقد أن هذا شكّل نقطة ضعف في ورقة التفاهم التي حققنا منها غاية أساسية ذهبنا من اجلها إلى العراق .
و في سؤال لمراسل صحيفة الحياة للمصدر الأمريكي : هل كان البديل لاستمرار النظام السوري هو التخلي عن دعمه لحزب الله و المقاومة الفلسطينية و قطع العلاقات مع ايران ؟
فكان الجواب : الذي يهمنا هو سلامة وجودنا في الشرق الوسط و المتمثل بالجيش الأمريكي و لا يهمنا علاقات سوريا بجوارها فتلك قضايا تهمها و نحن يهمنا ان بتابع الأسد مسيرة الاصلاحات التي بدأها و هو بدوره سيعرف من هو الحليف القوى له في المنطقة في المرحلة القادمة
و جاء السؤال من مراسل قناة الدي التركية : لماذا ستكون تركيا الضحية و ماذا فعلت تركيا لتكون الضحية و هل نعتبر ذلك ضغطاً على الحكومة التركية الحالية و خصوصاً أنها على أبواب انتخابات ؟
فكان الجواب : تركيا غيرت في مواقفها كثيراً في الفترة الأخيرة و ما فعلته في قضية اسطول الحرية جعل موقفها سيء هنا في البيت الأبيض و هي ابتعدت كثيراً عن هدفها في الدخول في الاتحاد الأوربي ، و ان تبنيها للإخوان المسلمين جعلها قطب جديد في المنطقة في مواجهة القطب الوهابي في السعودية من جهة و في مواجهة القطب الشيعي ف ايران من جهة أخرى ، و لكن أمن سوريا يهم الجميع اليوم خصوصاً بعد أن تسربت معلومات لنا بان القيادة السورية خططت و نفذت لعمليات مضمونها استعادة منطقة لواء اسكندرون التي تعبرها القيادة السورية من أرضها و نحن في هذه المرحلة لن نقف ضد سوريا بموجب مذكرة التفاهم بين البلدين
و من خلال هذه التصريحات نرى أن الأمور في سوريا اقتربت من النهاية و لكن ليس على غرار النهاية في تونس و مصر و ربما لن تكون على غرار النهاية في ليبيا أو اليمن ، فالنظام في سوريا باقي لسبب مهم و هو انه نظام قوي و أثبت ان له ارضية قوية في المنطقة ، و يبدو ان ما فرضته سوريا في ورقة التفاهم أكثر بكثير مما فرضه الأمريكيون ، فهم لم يطلبوا من سوريا قطع العلاقات مع ايران و حزب الله و طرد المنظمات الفلسطينية بل على العكس أكدوا ما يهمهم اليوم هو ان تقوم سوريا بتسهيل عملية خروج الجيش الأمريكي من العراق بشكل آمن .
و يبدو أن الأيام القادمة تحمل للشرق الأوسط أخبار من العيار الثقيل فيما يتعلق بتركيا و الانتخابات في تركيا .. و ربما أخبار مهمة و لن ترضي كثير من دول الخليج العربي .