جهينة نيوز- خاص- "كفاح نصر":
مع فشل الياسمينة الزرقاء عام 2006 و2011 انتقل الأمريكي إلى مرحلة جديدة من العدوان على سورية وهذا هو محور الجزء الثامن.
فشل الياسمينة الزرقاء عام 2006
حتى آخر يوم في حرب تموز كانت واشنطن مستعدّة للسير في مخطط الياسمينة
الزرقاء ولكن بعد وقف الحرب حدث أمر من المستحيل أن يتوقعه الأمريكي أو
الإسرائيلي وهو عودة الأهالي إلى الجنوب للجلوس على حطام المنازل وبين
القنابل العنقودية، وهناك كان آخر أحلام واشنطن ينهار في السير بمشروع
الياسمينة الزرقاء في العام 2006 ويمكن حصر أسباب الفشل في النقاط التالية:
1- حزب الله اتخذ خطوات احترازية وأرسل قسماً كبيراً من المهجرين إلى سورية حين أغلقت مدارس بيروت أبوابها في وجه النازحين.
2- حلفاء المقاومة أدركوا مخطّط الفتنة في بيروت وسارعوا لاحتواء
المهجرين وأبرزهم كان طلب الجنرال ميشال عون من أنصاره إيواء المهجرين في
بيوتهم، وكل حلفاء المقاومة ساهموا بهذا الأمر وقطع الطريق أمام من يريد
زرع الفتنة.
3- خطابات سماحة السيد حسن نصر الله التي حوّلت كل خطوة للمقاومة كعرس
شعبي في العالم العربي أزالت كل الاحتقان السني الشيعي الذي صنعته واشنطن
خلال سنوات، وبالتالي عرقلت تماماً مشروع الفتنة، على مستوى الوطن العربي.
4- الدخول البري إلى جنوب لبنان تحوّل إلى مجزرة للميركافا، وأصاب المشروع بمقتل حقيقي وقلب المعادلة وحطّم أسطورة الجيش الصهيوني.
5- عودة المهجرين الذين قال عنهم سيد المقاومة إنهم أشرف الناس وأعز
الناس، أذهلت الصديق قبل العدو، فمن كان يتوقّع أن يعود الأب بأولاده إلى
حقول من القنابل العنقودية ويجلس فوق ركام بيته.
6- دبلوماسية المفاوض السياسي وبالذات نبيه بري سحبت الذرائع من حكومة
السنيورة وجعلته في موقع الدفاع وخصوصاً حين شبّه حكومته بحكومة المقاومة،
وذلك لمنع أي احتقان طائفي وهو ما أحرج السنيورة شعبياً، واستثمره السنيورة
لاحقاً حين بدأت فضائح حرب تموز في الظهور حيث كان سلاحه فقط كلمة الأستاذ
نبيه بري.
7- تستر حزب الله على ممارسات حكومة السنيورة خلال الحرب وخصوصاً مصادرة
شاحنة الصواريخ وحجز المساعدات الغذائية والدوائية عن المهجرين، وبالتالي
منع أي تفاقم للاحتقان الطائفي.
8- تعاطف شعبي عربي واسع منع خطابات أمراء ومسؤولين عرب من أن تأخذ منحى
طائفياً، وحتى الشيوخ الذين حرّموا التبرع للمقاومة لم يلاقوا أي ردّ من
المقاومة، بل كان الرد عليهم شعبياً عربياً، وبالتالي تحوّل التحريض ضد
المقاومة إلى تحريض ضد حلفاء واشنطن على وقع صواريخ المقاومة التي ألهبت
الشارع العربي، وأعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الصراع.
الانتقام لسقوط الياسمينة الزرقاء
أدركت واشنطن أن مشروعها سقط تماماً، فقرّرت تنفيذ آخر عملية على أمل أن
تحرّر كبار عملائها، وربما الاستخبارات السورية تداركت الأمر، ووضعت لهم
الطعم، والتهم القط هذا الطعم وسقط صريعاً، فكيف حاولت واشنطن وكيف تلقّت
الصفعة؟.. هذا هو محور الجزء الثامن.
بدأت القصة بظهور فيلم لرجال أمن يدوسون مواطناً، تلاها قيام مواطن
عراقي بالادّعاء أن هذا الفيلم حدث في العراق، وبدأت قناة الدنيا بالقول:
إن هذا الفيلم قد حدث في العراق وليس في بانياس، ولم تمضِ أيام حتى ظهر
الشاب بفيلم مصوّر على الانترنيت يقول: أنا أحمد بياسة وداسني رجال الأمن
في قرية البيضا ببانياس، وهذا الفيلم حدث في البيضا، ومع حملة إعلامية ضخمة
قامت بها قنوات الجزيرة والعربية والبي بي سي وفرانس 24 بدأت الاستخبارات
الأمريكية بالتخطيط لاغتيال الشاب بعد تعذيبه، لاتهام كبار ضباط الأمن
السوري وجرّهم لمحكمة الجنايات الدولية، على أمل إجراء تبادل بين عملاء
الناتو في سورية وبين رؤوس كبار ضباط المخابرات السورية، وتمّ إنشاء فريق
رصد وآخر للتعذيب والقتل، وآخر لسحب القتلة من سورية، ومن ثم فريق إعلامي،
وفعلاً بدأ تنفيذ العملية:
أوكل السعودي محمد الزهوري (قائد العملية) عملية فريق الخطف والتعذيب
والاغتيال داخل الأراضي السورية لمجموعة من القتلة المحترفين يقودهم
مخابراتي أردني اسمه حسان بيبرس الذي دخل سورية بصفة سائح وبرفقته زوجته
وطفلها (امرأة وطفل مستأجران جرى تأمينهما مخابراتياً).
أعلم فريق
الرصد أن أحمد بياسة متواجد في قريته، حيث كان عملاء للمخابرات السعودية
يرصدونه لتوجيه فريق الخطف إلى مكان الطريدة، وقد اجتمع الجميع في منزل آمن
في قرية البيضا نفسها. ثم جرى إبلاغ خبر الوصول والبدء بعملية التنفيذ
لمحمد الزهوري الذي أبلغ بدوره مسؤول الفريق الإعلامي عقاب صقر عن قرب
تنفيذ المهمّة، فاستعد ذلك لأكبر عملية تسويق إعلامي يمكن أن تحدث في قضية
مزوّرة.
جرى اتصال أخير بين حسان بيبرس وفريقه المتواجد في قرية البيضا وبين
محمد الزهوري المتواجد في بيروت، يعلمه خلاله بنجاح العملية، لكن هل تمّت
العملية أم إن بيبرس تكلّم وعناصر المخابرات السورية حوله؟.
أبلغ زهوري
عقاب صقر بوجوب البدء بإطلاق الحملة الإعلامية، وفعلاً بدأت الفضائيات
بنشر الخبر مرفقاً بحملة إعلامية ضخمة قادتها الجزيرة والعربية والبي بي سي
وفرانس 24، وأُسّست على الانترنت مئات آلاف الصفحات التي تقول "كلنا أحمد
بياسة" حتى أن الجزيرة وصل بها القول إلى أنها حصلت على معلومات من داخل
فرع المخابرات العسكرية 235 وأن من قتل البياسة هما رئيس مكافحة التجسّس في
دمشق ومدير المخابرات السورية، طبعاً لا النظام ولا المحققين بل رئيس جهاز
الاستخبارات ورئيس مكافحة التجسّس.
كل ذلك استمر لساعات تمكّن خلالها الأمن السوري وفي كمين محكم من
الإيقاع بفريق الإنقاذ الأمني، وهو فريق مخابراتي ثانٍ تابع للزهوري دخل
الأراضي السورية لتأمين وحماية خروج فريق الاغتيال.
وبعد أن فرح الإعلام المعادي لسورية عدّة ساعات وبعد أن تأخر فريق
الإنقاذ الأمني بالعودة، فجأة التلفزيون السوري يُظهر لقاء مع الشاب أحمد
بياسة، في إعلان واضع عن فشل الانتقام لسقوط عملية الياسمينة الزرقاء.
المرحلة الثانية من العدوان على سورية
الخطة البديلة
الإسرائيلي يحرك الإخوان لتأمين تغطية لدخول الجيش التركي.
بعد فشل عدوان تموز وعدم وجود بدائل، كان العدوان عام 2011 مجهزاً ببديل
في حال فشله وهو فتح ثغرة على الحدود التركية تصبح ورقة ضغط على سورية
لابتزازها سياسياً بعد أن فشل مشروع حرق وتقسيم سورية، فكان المخطّط إشعال
حماة وجسر الشغور، مع التركيز على حماة، ثم إرسال عصابات مسلحة تحتل جسر
الشغور، تدخل وحدات عسكرية سورية لتحرير المدينة فيتدخل الجيش التركي بحجة
حماية المدنيين ويفتح ثغرة تشكل منطقة عازلة ويؤسّس مجلساً انتقالياً تعترف
به أوروبا وأمريكا والدول العربية، ويبدأ ابتزاز دمشق، إما الخضوع أو
استمرار الإرهاب في الشمال، وتهاوى الهدف الأمريكي من حرق وتدمير سورية إلى
إرغام سورية على توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل على حساب فلسطين، وإشراك
الإخوان المسلمين بالسلطة كوصاية لواشنطن على عمل الحكومة، فضلاً عن
التمديد للقوات الأمريكية في العراق وملف ليبيا واليمن، وفعلاً بدأ العمل
على الأرض.
بدأ الهجوم من خلال اشتباكات مع رجال الشرطة وعناصر الأمن في جسر
الشغور، وقُتل أكثر من 80 شرطياً لم تنجح سورية في إنقاذهم، حيث سقط ما
يقارب من 40 شرطياً من قوات الدعم على مدخل المدينة في كمين للعصابات
المسلحة، وأصيبت مروحية حاولت إنقاذ رجال الأمن، حيث قام 400 مسلح باحتلال
المدينة بشكل كامل، وبنفس اليوم بدأ أردوغان ببناء مخيمات على الحدود وأرسل
وحدات عسكرية، وقطر أرسلت قناة الجزيرة ترصد هروب الأهالي من حرب الشوارع
بين الجيش والعصابات المسلحة، ولكن الجيش لم يدخل!!.. إذ أُنهكت العصابات
المسلحة، حيث كل يوم كان يوحى بأن الجيش سيدخل ولم يدخل الجيش، وكل يوم
مزيد من الاتصالات، لكن وفجأة يظهر خبر عاجل على شريط التلفزيون السوري،
الجيش العربي السوري يطهّر المشفى الوطني من العصابات المسلحة، وكانت رسالة
لتركيا ومن وراءها، لقد قُبض على كل قيادات العصابات أحياء بعملية نوعية،
وسيبدأ تفكيك العبوات الناسفة ولن يهجر الأهالي، ومع فشل أردوغان وخيبته
رغم ذلك طلب دخول الجيش بحجة حماية المدنيين، ولكن الجيش تفاجأ بالقوات
السورية على الحدود، حيث فجأة أصبحت الحدود غير خالية فطلب الجيش التركي
أمر حرب، وسقط المشروع، إذ لا يمكن الدخول بحجة حماية المدنيين!!.
العصابات المسلحة سقطت وبدأ الجيش السوري بتطهير المدينة يرافقه 25
وسيلة إعلامية، عوضاً عن مرافقة الجزيرة للجيش التركي، فنُقل العمل المسلح
إلى حماة، وبعد أن شهدت المدينة إضراباً تاماً تمّت السيطرة عليها من
المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من تركيا، والتي قتلت رجال الأمن بل
ورمي بعضهم في نهر العاصي، طلب أوغلو موعداً لعلّه يفاوض على حماة، فجاء
الرد السوري بتأجيل الموعد ثلاثة أيام، ولكن حين جاء أوغلو كانت حماة تعيش
حياة طبيعيّة، حيث دخل الجيش، قبض على المسلحين وخرج، وذكرت وسائل إعلام أن
أردوغان طلب من الرئيس الأسد إشراك الإخوان المسلمين في السلطة مقابل وقف
الهجوم على سورية، ولكن هل يعقل أن من خسر الحرب يقدّم شروطه؟!.. هذه هي
المهزلة التي لم تتحقق: سورية لا تفاوض على وضعها الداخلي.
المرحلة الثالثة من العدوان على سورية
القطري يضرب على صدره
بعد أن خفّت المطالب بدأ تخفيض الأحلام، وعوضاً عن احتلال جسر الشغور
قرّر القطري الاعتراف بمجلس وطني ولو بقرية أو 100 متر داخل الحدود، وتأمين
اعتراف عربي له، وبدأ الضغط على حلفاء أمريكا بفضائحهم، حيث أُعلن عن حزمة
جديدة من وثائق ويكيليكس، وبدأ التحضير في منتصف رمضان، إذ قامت الجزيرة
والعربية ببروفة علنيّة من خلال نشر أخبار عن مظاهرات في دمشق تملأ
الشوارع، والجامعة العربية تقوم ببروفة إصدار بيان غير متفق عليه، وفي
منتصف رمضان بدأ التحضير لما سُمّي (مجلس انتقالي) على شاكلة المجلس
الانتقالي الليبي، ومجلس عسكري انتخب المقدم حسين الهرموش لقيادته، وتمّ
الإعلان عن المجلس قبل أن يتشكل.. ولم تمرّ أيام إلا وتمّ فرض المجلس الذي
في البداية تبرأ منه معظم أعضائه، وفي قطر سيقوم أميرها بتصريحات تصعيدية،
على وقع زيارة نبيل العربي إلى سورية، يبدأ ما سُمّي المجلس العسكري
باحتلال شريط صغير، وتمّت تهيئة الرأي العام له مسبقاً، حيث سحبت دول
خليجية سفراءها من دمشق قبل البدء، كالسعودية والبحرين وقطر، تلتها تصريحات
نارية تارة من ملك السعودية وتارة من شيخ الأزهر، وأخرى من تونس...
والكثير من التصريحات التي تمّ إطلاقها قبل ساعة الصفر، وقبل ساعة الصفر
سرّب السوري عبر ما سُمّي وسائل إعلام الفيسبوك تفاصيل ساعة الصفر، ولكن
ضخموها بشكل كبير بحيث ذكر أن وقف الفضائيات السورية سيكون ضمن هذه الفترة
في رسالة للقطري تنصحه بعدم المغامرة ولكن أصرّ على المغامرة، وهنا حين صرح
أمير قطر أن الاحتجاجات لن تتوقف في سورية حتى تلبية المطالب، ظهر إعلان
على التلفزيون السوري بخبر بث اعترافات حسين الهرموش التي تركت الكثير من
التساؤلات، فأدركت واشنطن وأدواتها أن وقت اللعب قد انتهى وبدأت بتغيير كل
إستراتيجياتها، مع ظهور ملامح التغيير في المطالب الأمريكية.
معالم مرحلة جديدة
لا يمكن الجزم بأن العدوان على سورية انتهى مع الإعلان عن تأجيل خط نابوكو إلى العام 2017، ولكن معالم مرحلة جديدة بدأت بالظهور:
1- إقالة وضاح خنفر من قناة الجزيرة وما يمثله من امتداد للإخوان المسلمين.
2- إغلاق ووقف بث قناة صفا الدينية المتطرفة في تلك الفترة، بحيث تمّ إسكات العرعور وإبراز غليون.
3- تسمية إحدى الجمع بجمعة شامنا ويمننا في مؤشر يعيد إلى الأذهان وزير
خارجية البحرين حين كانت عاصمته تشتعل، قال في دمشق: أتيت لبحث الملف
اليمني والليبي، ومن الواضح أنه أصبح هناك ضغط للحصول من دمشق على تنازلات
في ملفات عربية مشتعلة، تزامن مع عودة علي عبد الله صالح وعودة الكلام عن
المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن.
4- بدءاً من شهر آب بدأ التصعيد في أفغانستان في مؤشر انتقال دمشق وحلفائها من الدفاع إلى الهجوم.
5- التركي انتقل إلى إعلان العداء والتلويح بمناورات عسكرية على الحدود السورية بعد أن قام سابقاً بإرسال بوارج حربيّة إلى المتوسط.
6-حل المجالس المشكلة وتفريخ مجلس جديد تحت اسم المجلس الوطني.
7- تصعيد غربي ضد تركيا لم يبدأ بانحياز أمريكا إلى قبرص في نزاع الغاز، ولن ينتهي بتصريحات ساركوزي حول مذابح الأرمن.
8- القبرصي يبدأ التنقيب عن الغاز.
9- يعلن رئيس وزراء اليونان عن استثمارات قطرية في اليونان وشراء قطر
لبنك برتغالي، وهي الدول التي تشكل نقطة ضعف الاقتصاد الأوروبي الذي إذا
سقط في هذه الفترة مع أنباء عن هزة ارتجاجية للأزمة المالية فلن تستطيع
واشنطن إلا إلغاء فكرة خط نابوكو مع توقيع شركة فرنسية على عقد خط السيل
الجنوبي الذي يكاد يصبح حقيقة في حين بدأ تنفيذ السيل الشمالي.
10- بدء موجة اغتيالات في سورية كنوع من تغيير التكتيك وإبقاء التوتر قائماً.
11- عودة التصعيد الطائفي إلى الشارع المصري.
12- عودة استهداف القوات الأمريكية في العراق.
13- بدء استهداف إيران في الإعلام كمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن.
14- ظهور ما سُمّي المبادرة العربية التي لا تعبّر سوى عن مراوحة في
المكان لاستمرار الضغط السياسي بعد سقوط كل الخيارات وتوجه الشارع نحو
الهدوء.
وبهذا يمكن القول: إن مشروع الشرق الأوسط الجديد قد تأجل إلى أجل غير
مسمّى، وأصبح الهدف الأول الآن هو الحصول على الغاز، وما ذهاب قطر إلى
الاستثمار في اليونان وشراء بنك في البرتغال إلا محاولة إبقاء الإتحاد
الأوروبي قائماً ريثما يتمّ حل مشكلة الغاز، لأن انهيار الاتحاد الأوروبي
في هذه المرحلة يعطي روسيا والصين مجالاً لدخول هذه الدول بشكل منفرد
والبدء بعزل النفوذ الفرنسي، وكون واشنطن لم تستطع إقناع روسيا البيضاء
بقيت ألمانيا دون تأثر بإمدادات الغاز، وبدأ تنفيذ خط الغاز البحري السيل
الشمالي الذي يربطها بروسيا، وهذا يجعل من ألمانيا شريكاً محتملاً جديداً
لروسيا قد ينسلخ عن واشنطن في حال انهار الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة.
في الجزء القادم:لماذا أسقطت واشنطن حسني مبارك..؟
مع فشل الياسمينة الزرقاء عام 2006 و2011 انتقل الأمريكي إلى مرحلة جديدة من العدوان على سورية وهذا هو محور الجزء الثامن.
فشل الياسمينة الزرقاء عام 2006
حتى آخر يوم في حرب تموز كانت واشنطن مستعدّة للسير في مخطط الياسمينة
الزرقاء ولكن بعد وقف الحرب حدث أمر من المستحيل أن يتوقعه الأمريكي أو
الإسرائيلي وهو عودة الأهالي إلى الجنوب للجلوس على حطام المنازل وبين
القنابل العنقودية، وهناك كان آخر أحلام واشنطن ينهار في السير بمشروع
الياسمينة الزرقاء في العام 2006 ويمكن حصر أسباب الفشل في النقاط التالية:
1- حزب الله اتخذ خطوات احترازية وأرسل قسماً كبيراً من المهجرين إلى سورية حين أغلقت مدارس بيروت أبوابها في وجه النازحين.
2- حلفاء المقاومة أدركوا مخطّط الفتنة في بيروت وسارعوا لاحتواء
المهجرين وأبرزهم كان طلب الجنرال ميشال عون من أنصاره إيواء المهجرين في
بيوتهم، وكل حلفاء المقاومة ساهموا بهذا الأمر وقطع الطريق أمام من يريد
زرع الفتنة.
3- خطابات سماحة السيد حسن نصر الله التي حوّلت كل خطوة للمقاومة كعرس
شعبي في العالم العربي أزالت كل الاحتقان السني الشيعي الذي صنعته واشنطن
خلال سنوات، وبالتالي عرقلت تماماً مشروع الفتنة، على مستوى الوطن العربي.
4- الدخول البري إلى جنوب لبنان تحوّل إلى مجزرة للميركافا، وأصاب المشروع بمقتل حقيقي وقلب المعادلة وحطّم أسطورة الجيش الصهيوني.
5- عودة المهجرين الذين قال عنهم سيد المقاومة إنهم أشرف الناس وأعز
الناس، أذهلت الصديق قبل العدو، فمن كان يتوقّع أن يعود الأب بأولاده إلى
حقول من القنابل العنقودية ويجلس فوق ركام بيته.
6- دبلوماسية المفاوض السياسي وبالذات نبيه بري سحبت الذرائع من حكومة
السنيورة وجعلته في موقع الدفاع وخصوصاً حين شبّه حكومته بحكومة المقاومة،
وذلك لمنع أي احتقان طائفي وهو ما أحرج السنيورة شعبياً، واستثمره السنيورة
لاحقاً حين بدأت فضائح حرب تموز في الظهور حيث كان سلاحه فقط كلمة الأستاذ
نبيه بري.
7- تستر حزب الله على ممارسات حكومة السنيورة خلال الحرب وخصوصاً مصادرة
شاحنة الصواريخ وحجز المساعدات الغذائية والدوائية عن المهجرين، وبالتالي
منع أي تفاقم للاحتقان الطائفي.
8- تعاطف شعبي عربي واسع منع خطابات أمراء ومسؤولين عرب من أن تأخذ منحى
طائفياً، وحتى الشيوخ الذين حرّموا التبرع للمقاومة لم يلاقوا أي ردّ من
المقاومة، بل كان الرد عليهم شعبياً عربياً، وبالتالي تحوّل التحريض ضد
المقاومة إلى تحريض ضد حلفاء واشنطن على وقع صواريخ المقاومة التي ألهبت
الشارع العربي، وأعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الصراع.
الانتقام لسقوط الياسمينة الزرقاء
أدركت واشنطن أن مشروعها سقط تماماً، فقرّرت تنفيذ آخر عملية على أمل أن
تحرّر كبار عملائها، وربما الاستخبارات السورية تداركت الأمر، ووضعت لهم
الطعم، والتهم القط هذا الطعم وسقط صريعاً، فكيف حاولت واشنطن وكيف تلقّت
الصفعة؟.. هذا هو محور الجزء الثامن.
بدأت القصة بظهور فيلم لرجال أمن يدوسون مواطناً، تلاها قيام مواطن
عراقي بالادّعاء أن هذا الفيلم حدث في العراق، وبدأت قناة الدنيا بالقول:
إن هذا الفيلم قد حدث في العراق وليس في بانياس، ولم تمضِ أيام حتى ظهر
الشاب بفيلم مصوّر على الانترنيت يقول: أنا أحمد بياسة وداسني رجال الأمن
في قرية البيضا ببانياس، وهذا الفيلم حدث في البيضا، ومع حملة إعلامية ضخمة
قامت بها قنوات الجزيرة والعربية والبي بي سي وفرانس 24 بدأت الاستخبارات
الأمريكية بالتخطيط لاغتيال الشاب بعد تعذيبه، لاتهام كبار ضباط الأمن
السوري وجرّهم لمحكمة الجنايات الدولية، على أمل إجراء تبادل بين عملاء
الناتو في سورية وبين رؤوس كبار ضباط المخابرات السورية، وتمّ إنشاء فريق
رصد وآخر للتعذيب والقتل، وآخر لسحب القتلة من سورية، ومن ثم فريق إعلامي،
وفعلاً بدأ تنفيذ العملية:
أوكل السعودي محمد الزهوري (قائد العملية) عملية فريق الخطف والتعذيب
والاغتيال داخل الأراضي السورية لمجموعة من القتلة المحترفين يقودهم
مخابراتي أردني اسمه حسان بيبرس الذي دخل سورية بصفة سائح وبرفقته زوجته
وطفلها (امرأة وطفل مستأجران جرى تأمينهما مخابراتياً).
أعلم فريق
الرصد أن أحمد بياسة متواجد في قريته، حيث كان عملاء للمخابرات السعودية
يرصدونه لتوجيه فريق الخطف إلى مكان الطريدة، وقد اجتمع الجميع في منزل آمن
في قرية البيضا نفسها. ثم جرى إبلاغ خبر الوصول والبدء بعملية التنفيذ
لمحمد الزهوري الذي أبلغ بدوره مسؤول الفريق الإعلامي عقاب صقر عن قرب
تنفيذ المهمّة، فاستعد ذلك لأكبر عملية تسويق إعلامي يمكن أن تحدث في قضية
مزوّرة.
جرى اتصال أخير بين حسان بيبرس وفريقه المتواجد في قرية البيضا وبين
محمد الزهوري المتواجد في بيروت، يعلمه خلاله بنجاح العملية، لكن هل تمّت
العملية أم إن بيبرس تكلّم وعناصر المخابرات السورية حوله؟.
أبلغ زهوري
عقاب صقر بوجوب البدء بإطلاق الحملة الإعلامية، وفعلاً بدأت الفضائيات
بنشر الخبر مرفقاً بحملة إعلامية ضخمة قادتها الجزيرة والعربية والبي بي سي
وفرانس 24، وأُسّست على الانترنت مئات آلاف الصفحات التي تقول "كلنا أحمد
بياسة" حتى أن الجزيرة وصل بها القول إلى أنها حصلت على معلومات من داخل
فرع المخابرات العسكرية 235 وأن من قتل البياسة هما رئيس مكافحة التجسّس في
دمشق ومدير المخابرات السورية، طبعاً لا النظام ولا المحققين بل رئيس جهاز
الاستخبارات ورئيس مكافحة التجسّس.
كل ذلك استمر لساعات تمكّن خلالها الأمن السوري وفي كمين محكم من
الإيقاع بفريق الإنقاذ الأمني، وهو فريق مخابراتي ثانٍ تابع للزهوري دخل
الأراضي السورية لتأمين وحماية خروج فريق الاغتيال.
وبعد أن فرح الإعلام المعادي لسورية عدّة ساعات وبعد أن تأخر فريق
الإنقاذ الأمني بالعودة، فجأة التلفزيون السوري يُظهر لقاء مع الشاب أحمد
بياسة، في إعلان واضع عن فشل الانتقام لسقوط عملية الياسمينة الزرقاء.
المرحلة الثانية من العدوان على سورية
الخطة البديلة
الإسرائيلي يحرك الإخوان لتأمين تغطية لدخول الجيش التركي.
بعد فشل عدوان تموز وعدم وجود بدائل، كان العدوان عام 2011 مجهزاً ببديل
في حال فشله وهو فتح ثغرة على الحدود التركية تصبح ورقة ضغط على سورية
لابتزازها سياسياً بعد أن فشل مشروع حرق وتقسيم سورية، فكان المخطّط إشعال
حماة وجسر الشغور، مع التركيز على حماة، ثم إرسال عصابات مسلحة تحتل جسر
الشغور، تدخل وحدات عسكرية سورية لتحرير المدينة فيتدخل الجيش التركي بحجة
حماية المدنيين ويفتح ثغرة تشكل منطقة عازلة ويؤسّس مجلساً انتقالياً تعترف
به أوروبا وأمريكا والدول العربية، ويبدأ ابتزاز دمشق، إما الخضوع أو
استمرار الإرهاب في الشمال، وتهاوى الهدف الأمريكي من حرق وتدمير سورية إلى
إرغام سورية على توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل على حساب فلسطين، وإشراك
الإخوان المسلمين بالسلطة كوصاية لواشنطن على عمل الحكومة، فضلاً عن
التمديد للقوات الأمريكية في العراق وملف ليبيا واليمن، وفعلاً بدأ العمل
على الأرض.
بدأ الهجوم من خلال اشتباكات مع رجال الشرطة وعناصر الأمن في جسر
الشغور، وقُتل أكثر من 80 شرطياً لم تنجح سورية في إنقاذهم، حيث سقط ما
يقارب من 40 شرطياً من قوات الدعم على مدخل المدينة في كمين للعصابات
المسلحة، وأصيبت مروحية حاولت إنقاذ رجال الأمن، حيث قام 400 مسلح باحتلال
المدينة بشكل كامل، وبنفس اليوم بدأ أردوغان ببناء مخيمات على الحدود وأرسل
وحدات عسكرية، وقطر أرسلت قناة الجزيرة ترصد هروب الأهالي من حرب الشوارع
بين الجيش والعصابات المسلحة، ولكن الجيش لم يدخل!!.. إذ أُنهكت العصابات
المسلحة، حيث كل يوم كان يوحى بأن الجيش سيدخل ولم يدخل الجيش، وكل يوم
مزيد من الاتصالات، لكن وفجأة يظهر خبر عاجل على شريط التلفزيون السوري،
الجيش العربي السوري يطهّر المشفى الوطني من العصابات المسلحة، وكانت رسالة
لتركيا ومن وراءها، لقد قُبض على كل قيادات العصابات أحياء بعملية نوعية،
وسيبدأ تفكيك العبوات الناسفة ولن يهجر الأهالي، ومع فشل أردوغان وخيبته
رغم ذلك طلب دخول الجيش بحجة حماية المدنيين، ولكن الجيش تفاجأ بالقوات
السورية على الحدود، حيث فجأة أصبحت الحدود غير خالية فطلب الجيش التركي
أمر حرب، وسقط المشروع، إذ لا يمكن الدخول بحجة حماية المدنيين!!.
العصابات المسلحة سقطت وبدأ الجيش السوري بتطهير المدينة يرافقه 25
وسيلة إعلامية، عوضاً عن مرافقة الجزيرة للجيش التركي، فنُقل العمل المسلح
إلى حماة، وبعد أن شهدت المدينة إضراباً تاماً تمّت السيطرة عليها من
المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من تركيا، والتي قتلت رجال الأمن بل
ورمي بعضهم في نهر العاصي، طلب أوغلو موعداً لعلّه يفاوض على حماة، فجاء
الرد السوري بتأجيل الموعد ثلاثة أيام، ولكن حين جاء أوغلو كانت حماة تعيش
حياة طبيعيّة، حيث دخل الجيش، قبض على المسلحين وخرج، وذكرت وسائل إعلام أن
أردوغان طلب من الرئيس الأسد إشراك الإخوان المسلمين في السلطة مقابل وقف
الهجوم على سورية، ولكن هل يعقل أن من خسر الحرب يقدّم شروطه؟!.. هذه هي
المهزلة التي لم تتحقق: سورية لا تفاوض على وضعها الداخلي.
المرحلة الثالثة من العدوان على سورية
القطري يضرب على صدره
بعد أن خفّت المطالب بدأ تخفيض الأحلام، وعوضاً عن احتلال جسر الشغور
قرّر القطري الاعتراف بمجلس وطني ولو بقرية أو 100 متر داخل الحدود، وتأمين
اعتراف عربي له، وبدأ الضغط على حلفاء أمريكا بفضائحهم، حيث أُعلن عن حزمة
جديدة من وثائق ويكيليكس، وبدأ التحضير في منتصف رمضان، إذ قامت الجزيرة
والعربية ببروفة علنيّة من خلال نشر أخبار عن مظاهرات في دمشق تملأ
الشوارع، والجامعة العربية تقوم ببروفة إصدار بيان غير متفق عليه، وفي
منتصف رمضان بدأ التحضير لما سُمّي (مجلس انتقالي) على شاكلة المجلس
الانتقالي الليبي، ومجلس عسكري انتخب المقدم حسين الهرموش لقيادته، وتمّ
الإعلان عن المجلس قبل أن يتشكل.. ولم تمرّ أيام إلا وتمّ فرض المجلس الذي
في البداية تبرأ منه معظم أعضائه، وفي قطر سيقوم أميرها بتصريحات تصعيدية،
على وقع زيارة نبيل العربي إلى سورية، يبدأ ما سُمّي المجلس العسكري
باحتلال شريط صغير، وتمّت تهيئة الرأي العام له مسبقاً، حيث سحبت دول
خليجية سفراءها من دمشق قبل البدء، كالسعودية والبحرين وقطر، تلتها تصريحات
نارية تارة من ملك السعودية وتارة من شيخ الأزهر، وأخرى من تونس...
والكثير من التصريحات التي تمّ إطلاقها قبل ساعة الصفر، وقبل ساعة الصفر
سرّب السوري عبر ما سُمّي وسائل إعلام الفيسبوك تفاصيل ساعة الصفر، ولكن
ضخموها بشكل كبير بحيث ذكر أن وقف الفضائيات السورية سيكون ضمن هذه الفترة
في رسالة للقطري تنصحه بعدم المغامرة ولكن أصرّ على المغامرة، وهنا حين صرح
أمير قطر أن الاحتجاجات لن تتوقف في سورية حتى تلبية المطالب، ظهر إعلان
على التلفزيون السوري بخبر بث اعترافات حسين الهرموش التي تركت الكثير من
التساؤلات، فأدركت واشنطن وأدواتها أن وقت اللعب قد انتهى وبدأت بتغيير كل
إستراتيجياتها، مع ظهور ملامح التغيير في المطالب الأمريكية.
معالم مرحلة جديدة
لا يمكن الجزم بأن العدوان على سورية انتهى مع الإعلان عن تأجيل خط نابوكو إلى العام 2017، ولكن معالم مرحلة جديدة بدأت بالظهور:
1- إقالة وضاح خنفر من قناة الجزيرة وما يمثله من امتداد للإخوان المسلمين.
2- إغلاق ووقف بث قناة صفا الدينية المتطرفة في تلك الفترة، بحيث تمّ إسكات العرعور وإبراز غليون.
3- تسمية إحدى الجمع بجمعة شامنا ويمننا في مؤشر يعيد إلى الأذهان وزير
خارجية البحرين حين كانت عاصمته تشتعل، قال في دمشق: أتيت لبحث الملف
اليمني والليبي، ومن الواضح أنه أصبح هناك ضغط للحصول من دمشق على تنازلات
في ملفات عربية مشتعلة، تزامن مع عودة علي عبد الله صالح وعودة الكلام عن
المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن.
4- بدءاً من شهر آب بدأ التصعيد في أفغانستان في مؤشر انتقال دمشق وحلفائها من الدفاع إلى الهجوم.
5- التركي انتقل إلى إعلان العداء والتلويح بمناورات عسكرية على الحدود السورية بعد أن قام سابقاً بإرسال بوارج حربيّة إلى المتوسط.
6-حل المجالس المشكلة وتفريخ مجلس جديد تحت اسم المجلس الوطني.
7- تصعيد غربي ضد تركيا لم يبدأ بانحياز أمريكا إلى قبرص في نزاع الغاز، ولن ينتهي بتصريحات ساركوزي حول مذابح الأرمن.
8- القبرصي يبدأ التنقيب عن الغاز.
9- يعلن رئيس وزراء اليونان عن استثمارات قطرية في اليونان وشراء قطر
لبنك برتغالي، وهي الدول التي تشكل نقطة ضعف الاقتصاد الأوروبي الذي إذا
سقط في هذه الفترة مع أنباء عن هزة ارتجاجية للأزمة المالية فلن تستطيع
واشنطن إلا إلغاء فكرة خط نابوكو مع توقيع شركة فرنسية على عقد خط السيل
الجنوبي الذي يكاد يصبح حقيقة في حين بدأ تنفيذ السيل الشمالي.
10- بدء موجة اغتيالات في سورية كنوع من تغيير التكتيك وإبقاء التوتر قائماً.
11- عودة التصعيد الطائفي إلى الشارع المصري.
12- عودة استهداف القوات الأمريكية في العراق.
13- بدء استهداف إيران في الإعلام كمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن.
14- ظهور ما سُمّي المبادرة العربية التي لا تعبّر سوى عن مراوحة في
المكان لاستمرار الضغط السياسي بعد سقوط كل الخيارات وتوجه الشارع نحو
الهدوء.
وبهذا يمكن القول: إن مشروع الشرق الأوسط الجديد قد تأجل إلى أجل غير
مسمّى، وأصبح الهدف الأول الآن هو الحصول على الغاز، وما ذهاب قطر إلى
الاستثمار في اليونان وشراء بنك في البرتغال إلا محاولة إبقاء الإتحاد
الأوروبي قائماً ريثما يتمّ حل مشكلة الغاز، لأن انهيار الاتحاد الأوروبي
في هذه المرحلة يعطي روسيا والصين مجالاً لدخول هذه الدول بشكل منفرد
والبدء بعزل النفوذ الفرنسي، وكون واشنطن لم تستطع إقناع روسيا البيضاء
بقيت ألمانيا دون تأثر بإمدادات الغاز، وبدأ تنفيذ خط الغاز البحري السيل
الشمالي الذي يربطها بروسيا، وهذا يجعل من ألمانيا شريكاً محتملاً جديداً
لروسيا قد ينسلخ عن واشنطن في حال انهار الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة.
في الجزء القادم:لماذا أسقطت واشنطن حسني مبارك..؟