توصلت الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى اتفاق حول صيغة مشروع قرار حول سورية،
بعد مفاوضات شاقة بين الدول الغربية والعربية من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى
ويؤكد مشروع القرار الذي قد يطرح للتصويت في مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة على دعم المجلس لقرارات الجامعة العربية، دون الإشارة بشكل صريح إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وسترسل هذه الصيغة الأخيرة إلى حكومات الدول الأعضاء في المجلس لدراستها.
وأشارت السفيرة الأميركية سوزان رايس إلى أنه ما زال هناك "مشكلات معقدة" ينبغي تسويتها.
وبحسب النص فان مجلس الأمن "يدعم بشكل تام .. قرار الجامعة العربية الصادر في 22 كانون الثاني (يناير) 2012، والقاضي بتسهيل عملية انتقال سياسي يقودها السوريون بأنفسهم وتؤدي إلى إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي".
إلا أن النص لا يشير إلى تفاصيل عملية انتقال السلطة، وخصوصا نقل سلطات الرئيس السوري بشار الأسد إلى نائبه، وذلك بطلب من موسكو التي رفضت أن يستبق المجلس نتيجة الأزمة ويطلب مسبقا من الرئيس التخلي عن السلطة.
وكانت الجامعة العربية اقترحت عملية انتقال ديمقراطية في المبادرة التي وضعتها في كانون الثاني (يناير)، لتسوية الأزمة في سورية.
كما تضمن النص تنازلات أخرى لموسكو، إذ خلا من أي إشارة إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سورية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي،
ولا إلى المخاوف التي وردت حيال بيع أسلحة روسية لسورية.
ويدعو المجلس أيضا في مشروع القرار إلى "تسوية الأزمة السياسية الحالية في سورية بطريقة سلمية" لمنع أي مقارنة مع ليبيا،
حيث شن حلف الأطلسي حملة قصف جوي استنادا إلى قرار صادر عن الأمم المتحدة قضى بحماية المدنيين في هذا البلد.
وكما في الصيغ السابقة فإن النص الجديد "يندد بأي عمل عنف أيا كان مصدره ..
ويطالب جميع الأطراف في سورية بما فيها المجموعات المسلحة المعارضة أن توقف فورا أي عنف أو إعمال انتقامية".
و"تندد الوثيقة كذلك بالانتهاكات المتواصلة والفاضحة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان" من قبل السلطات السورية وتطلب أن "تضع الحكومة السورية حدا فوريا" لها،
وأن توقف "هجماتها على الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير".
وأوضح بعض الدبلوماسيين أنه يمكن للحكومات إدخال مزيد من التعديلات على النص،
وقد يتم التصويت عليه في مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة، مرجحين أن يتم ذلك الاثنين.
كما أشاروا إلى إمكانية إجراء محادثات بين الغربيين والروس حول الوضع في سورية خلال مؤتمر الأمن في نهاية هذا الأسبوع في ميونيخ