بين الغاز القطري والدم الحمصي: إلى أين؟
كان مؤلماً صوت صديق عمري من منطقة الإنشاءات بحمص، وهو يصرخ في آخر الليل على هاتفه، وصوت القذائف يحيط به كموج بحر هادر: " أرجوك أن تساعدني! دواء القلب عندي نفذ! لا أملك دواء! ".
سارعت إلى صديق في الهلال الأحمر. لا يمكن إيصال الدواء لقسوة المعارك؛ قال الصديق الشاب: " لدينا حصص غذائية وأدوية، لكن كيف يمكن أن نصل إليه تحت القصف ؟ ".
وحدها الدولة تتحمّل المسئولية!!
عصابات تقتل وتخطف؟ نعرف هذا جيداً.
فرق موت تسرق الناس بغية الحصول على المال؟ يعرفه القاصي والداني!
إرهابيون لم يتورعوا عن اغتصاب طبيب محترم من ريف حماة بعد أن سلبوه الملايين؟ قصة وصلت إلى آخر الكون عبّرت عن حضارة شعب وطن الحرف!!
صراع طائفي قذر يقوده غلمان فشلوا في الحصول على أدنى درجات المعرفة ... والأخلاق؟ معلومة حمصية-ادلبية قديمة!
لماذا؟ وهل هذا هو الشعب السوري، الذي أتعبوا أسماعنا بعظمته ووحدته الوطنية وبعده عن الطائفية؟!
ثقافة الشعارات ليس أكثر من شعارات ثقافة: تلك هي الحقيقة الأكثر إيلاماً في المشهد السوري الدامي!
لقد أقصوه عن حقائق المعرفة، فصار الأقصى عن معرفة الحقيقة!
لقد أبعدوه عن كافة أشكال التجمعات السياسية الحقيقة: تجمعات يلعب فيها الفكر والأيديولوجيا الدور الأبرز وأحياناً الأوحد – فالتجأ بسبب غريزة التجمع البشرية اللاواعية إلى شكل آخر للقطاعية : الطائفة ومن ثم العشيرة.
لماذا نلومهم؟ إنهم ضحايا حقيقيون للإقصاء الثقافي والقطيعة المعرفيّة! أناس سلبوا منهم مبررات كياناتهم، فلم يجدوا لها سنداً غير الطائفة.
كم سرقوا منا الإنسان، حتى أطل الحيوان بأبشع صوره!
كم سرقوا منا حقائقنا، حتى صار الزيف حقيقتنا الوحيدة.
المعارضة الأغرب:
كم يبدو مثيراً للسخرية والشفقة منظر الشيخ حمد القطري قرب وزيرة خارجية أميركا، السيدة هيلاري كلينتون، وهما يتحدّثان عن ضرورة التحول " الديمقراطي " في سوريا؟! حمد يريد الديمقراطية في سوريا!!
كم يبدو كاريكاتورياً منظر الإثنين وهما يتحدّثان عن ضرورة تغيير مواد في الدستور السوري!! رجل بلا دستور إلى جانب امرأة بلا أخلاق يتحدثان عن عيوب في دستور دولة ثالثة!!
الأغرب أن من يطالب بالديمقراطية هم الأخوان والسلفيون: والباقون – كمالة عدد!!
هل حاولنا أن نقف أمام العقل قليلاً، ونتساءل عن سر التحوّل المذهل في موقف قطر وشيخها من نظام عاشا معه شهر عسل كانت كل ليلة فيه بسنة؟؟
لماذا وكيف اكتشف أمير قطر الذكي أن سوريا بلد بلا ديمقراطية؟ تأخّر كثيراً؟ ربما! لكن لماذا لم يكتشف أن قطر والإمارات والبحرين والسعودية وعمان دول بلا دساتير ولا ديمقراطية؟
لماذا اكتشف أن سوريا دولة استبدادية تزامناً مع صيرورة تحويل الغاز القطري إلى سائل، ورغبة هذه الدولة الهامشية في التحوّل إلى قوة عظمى اقتصاديّاً بعد أن حاولت أن تصبح كذلك إعلاميّاً عبر محطتها التلفزيونية فلم تستطع أن تكون غير دولة بحجم محطة؟؟
هل ثمة توضيح؟
نعم!!
قطر بحاجة لأن توصل غازها إلى تركيا ومن ثم الغرب.
تركيا بحاجة لأن توصل ما يفيض عندها من ماء إلى دول الجنوب المتصحرة، خاصة إسرائيل!
هنالك دولة تقف عائقاً بين تركيا وقطر وإسرائيل وكل تلك المشاريع. الحل؟ تفتيتها! ولأن النظام لا يجيد الحل السياسي، فقد دخل الجميع في مرحلة إنعدام الوزن!
روسيا؟
لا نحتاج إلى ذكاء كثير لأن نعرف أن روسيا لا يمكن أن تقبل بوجود منافس قوي لغازها في أسواق الغرب.
الدول ليست جمعيات خيرية!
حرام ما يحصل في سوريا!
حرام أن يدفع دم السوريين ثمناً لمشاريع إقليمية ودولية لا علاقة لهم بها.
انقذوا سوريا!
الحوار هو الحل!
الحل سياسي، خاصة حين نعي حقيقة ما يحصل.
فلنتفاوض جميعاً من أجل وطن ديمقراطي!
لا تصدقوا غرائزكم!
حكموا عقولكم.
كان مؤلماً صوت صديق عمري من منطقة الإنشاءات بحمص، وهو يصرخ في آخر الليل على هاتفه، وصوت القذائف يحيط به كموج بحر هادر: " أرجوك أن تساعدني! دواء القلب عندي نفذ! لا أملك دواء! ".
سارعت إلى صديق في الهلال الأحمر. لا يمكن إيصال الدواء لقسوة المعارك؛ قال الصديق الشاب: " لدينا حصص غذائية وأدوية، لكن كيف يمكن أن نصل إليه تحت القصف ؟ ".
وحدها الدولة تتحمّل المسئولية!!
عصابات تقتل وتخطف؟ نعرف هذا جيداً.
فرق موت تسرق الناس بغية الحصول على المال؟ يعرفه القاصي والداني!
إرهابيون لم يتورعوا عن اغتصاب طبيب محترم من ريف حماة بعد أن سلبوه الملايين؟ قصة وصلت إلى آخر الكون عبّرت عن حضارة شعب وطن الحرف!!
صراع طائفي قذر يقوده غلمان فشلوا في الحصول على أدنى درجات المعرفة ... والأخلاق؟ معلومة حمصية-ادلبية قديمة!
لماذا؟ وهل هذا هو الشعب السوري، الذي أتعبوا أسماعنا بعظمته ووحدته الوطنية وبعده عن الطائفية؟!
ثقافة الشعارات ليس أكثر من شعارات ثقافة: تلك هي الحقيقة الأكثر إيلاماً في المشهد السوري الدامي!
لقد أقصوه عن حقائق المعرفة، فصار الأقصى عن معرفة الحقيقة!
لقد أبعدوه عن كافة أشكال التجمعات السياسية الحقيقة: تجمعات يلعب فيها الفكر والأيديولوجيا الدور الأبرز وأحياناً الأوحد – فالتجأ بسبب غريزة التجمع البشرية اللاواعية إلى شكل آخر للقطاعية : الطائفة ومن ثم العشيرة.
لماذا نلومهم؟ إنهم ضحايا حقيقيون للإقصاء الثقافي والقطيعة المعرفيّة! أناس سلبوا منهم مبررات كياناتهم، فلم يجدوا لها سنداً غير الطائفة.
كم سرقوا منا الإنسان، حتى أطل الحيوان بأبشع صوره!
كم سرقوا منا حقائقنا، حتى صار الزيف حقيقتنا الوحيدة.
المعارضة الأغرب:
كم يبدو مثيراً للسخرية والشفقة منظر الشيخ حمد القطري قرب وزيرة خارجية أميركا، السيدة هيلاري كلينتون، وهما يتحدّثان عن ضرورة التحول " الديمقراطي " في سوريا؟! حمد يريد الديمقراطية في سوريا!!
كم يبدو كاريكاتورياً منظر الإثنين وهما يتحدّثان عن ضرورة تغيير مواد في الدستور السوري!! رجل بلا دستور إلى جانب امرأة بلا أخلاق يتحدثان عن عيوب في دستور دولة ثالثة!!
الأغرب أن من يطالب بالديمقراطية هم الأخوان والسلفيون: والباقون – كمالة عدد!!
هل حاولنا أن نقف أمام العقل قليلاً، ونتساءل عن سر التحوّل المذهل في موقف قطر وشيخها من نظام عاشا معه شهر عسل كانت كل ليلة فيه بسنة؟؟
لماذا وكيف اكتشف أمير قطر الذكي أن سوريا بلد بلا ديمقراطية؟ تأخّر كثيراً؟ ربما! لكن لماذا لم يكتشف أن قطر والإمارات والبحرين والسعودية وعمان دول بلا دساتير ولا ديمقراطية؟
لماذا اكتشف أن سوريا دولة استبدادية تزامناً مع صيرورة تحويل الغاز القطري إلى سائل، ورغبة هذه الدولة الهامشية في التحوّل إلى قوة عظمى اقتصاديّاً بعد أن حاولت أن تصبح كذلك إعلاميّاً عبر محطتها التلفزيونية فلم تستطع أن تكون غير دولة بحجم محطة؟؟
هل ثمة توضيح؟
نعم!!
قطر بحاجة لأن توصل غازها إلى تركيا ومن ثم الغرب.
تركيا بحاجة لأن توصل ما يفيض عندها من ماء إلى دول الجنوب المتصحرة، خاصة إسرائيل!
هنالك دولة تقف عائقاً بين تركيا وقطر وإسرائيل وكل تلك المشاريع. الحل؟ تفتيتها! ولأن النظام لا يجيد الحل السياسي، فقد دخل الجميع في مرحلة إنعدام الوزن!
روسيا؟
لا نحتاج إلى ذكاء كثير لأن نعرف أن روسيا لا يمكن أن تقبل بوجود منافس قوي لغازها في أسواق الغرب.
الدول ليست جمعيات خيرية!
حرام ما يحصل في سوريا!
حرام أن يدفع دم السوريين ثمناً لمشاريع إقليمية ودولية لا علاقة لهم بها.
انقذوا سوريا!
الحوار هو الحل!
الحل سياسي، خاصة حين نعي حقيقة ما يحصل.
فلنتفاوض جميعاً من أجل وطن ديمقراطي!
لا تصدقوا غرائزكم!
حكموا عقولكم.