قالت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية ان محاولة الاطاحة بالأسد التي تتواصل منذ أكثر من سنة فشلت بعدما كانت قد شارفت على بعض النجاح قبل أشهر، اثر استيلاء المحتجين على منطقي حمص ودير الزور.
وقد اظهرت العقوبات التيفرضها كل من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة فشل هاتين الاخيرتين في التعامل مع دمشق, خصوصا بعدما تبين ان الاجراءات التي اتخذت في حق عدد من المسؤولين السوريين غير مجدية. اما الخيار العسكري، فهو الآخر ليس مطروحا على الاطلاق، خصوصا بعدما انسحب «الجيش السوري الحر» من معاقله في حمص و ادلب ودير الزور، ما يجعل من الصعب نقل الاسلحة عبر الحدود السورية العراقية وتحديدا من محافظة الانبار في العراق الى داخل الاراضي السورية.
وتساءلت الصحيفة: وكيف يقرأ المطالبون باسقاط النظام الوضع؟ وأجابت : نقطة ضعفهم انهم وحتى كانون الثاني (يناير) الفائت اعتمدوا كليا على احتمال تدخل عسكري ممكن في سوريا. لكن الفيتو المزدوج الروسي الصيني على القرار المدعوم من جامعة الدول العربية في مجلس الامن في 4 شباط (فبراير) قضى على جميع آمالهم. ففي النهاية تبين أن خبرة الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي ودول الخليج العربي في ليبيا ليست نافعة عندما يتعلق الامر بسوريا.
واستطردت تقول: في الواقع هذه هي حال الثورات والثورات المضادة. فما قد ينطبق على بلد ما لا ينطبق على آخر وما ينجح في بلد ما قد يأتي بكارثة على بلد آخر. هذا بالاضافة الى الطريقة التي تقرأ فيها الاحداث. فقناة «الجزيرة» مثلا صورت المقاتلين في ليبيا على أنهم أبطال اطاحوا بحاكم مستبد، لكن في الواقع اقتصر دور هؤلاء المقاتلين على احتلال المناطق التي يقصفها حلف شمال الاطلسي والانتصار العسكري في ليبيا ليس الا نتيجة هذه العمليات العسكرية.