الرئيس الأسد: سورية بنت سياستها على البوصلة الوطنية والشعبية والحالتان الوطنية والأخلاقية للسوريين هما من واجه ما يتعرض له الوطن.. لا نقبل بأي نموذج للحل يأتي من الخارج
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الحالتين الوطنية والأخلاقية المرتبطتين ببعضهما لدى أغلبية الشعب السوري هما اللتان واجهتا بالدرجة الأولى ما تتعرض له سورية من ضغوطات من أكبر الدول في هذا العالم ومن دول إقليمية كثيرة والحالتان الوطنية والأخلاقية تصدتا لعروض المغريات الكثيرة بالأموال وغيرها.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع القناة الرابعة في التلفزيون الإيراني بثتها أمس الأول أن الشعب السوري هو صاحب الدور الأول في الحفاظ على سورية الدولة لأن دور مؤسسات الدولة والجيش لا يمكن فصله عن الشعب ولو كان موقف الشعب مغايرا لما كان بإمكان الدولة أن تقف في وجهه وهذا الشيء تم التعبير عنه في المسيرات المختلفة التي كانت تنزل عفويا بأوقات مختلفة بالملايين إلى الشارع.
الوضع الداخلي المتين هو الحاجز الحقيقي الذي يمنع نجاح أي تدخل خارجي
وشدد الرئيس الأسد على أن الوضع الداخلي المتين هو الحاجز الحقيقي الذي يمنع نجاح أي تدخل خارجي سواء عبر ضخ الأموال أو إرسال السلاح وأنه لا يمكن فصل الوضع الداخلي عن الخارجي ولا يمكن تحديد نسبة مئوية لدور أي منهما في الأزمة.
وحول خطة عنان اعتبر الرئيس الأسد أن هذه الخطة جيدة وما زالت صالحة الآن وللمستقبل.. وسورية وافقت عليها عن قناعة وخاصة البند المتعلق بإيقاف العنف والذي يعني بالنسبة لها توقف المجموعات الإرهابية عن القيام بأعمال إجرامية وتوقف الدول التي تدعمها عن إرسال السلاح والأموال.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الدول الغربية والإقليمية التي تدعي دعم هذه الخطة هي التي تستخدم هذا العنوان بشكل زائف وغير صحيح لأن لها مصلحة في فشلها كي تتهم سورية بذلك وتذهب إلى مجلس الأمن من أجل اتخاذ قرارات ضدها.
المنطقة بما تشكله من أهمية جيوسياسية وتركيبتها الاجتماعية هي خط التقاء الزلزال وإذا تم التلاعب بهذا الخط فسينتقل الزلزال باتجاهات مختلفة
وأوضح الرئيس الأسد أن البعض لا يكتفي بقرار مجلس الأمن بل يريد هجوما عسكريا كما حصل على ليبيا ولكن يبدو أن محاولتهم حتى هذه اللحظة باءت بالفشل مضيفا إنه لا يوجد لدينا أي معلومات عن خطط محددة بل هناك مساع من قبل بعض الدول لدفع الموضوع باتجاه العمل العسكري ولكن القليل من العقل لديهم سيمنعهم من الاتجاه إلى العمل العسكري لأن المنطقة بما تشكله من اهمية جيوسياسية وتركيبتها الاجتماعية هي خط التقاء الزلزال وإذا تم التلاعب بهذا الخط فسينتقل الزلزال باتجاهات مختلفة وبعيدة ولذلك فإن هذا الموضوع أكبر بكثير من حسابات البعض.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن التحليل الصحيح لما يجري في المنطقة هو أن هناك صراعا بين مشروعين الأول مشروع المقاومة الرافض للهيمنة والثاني مشروع الشرق الأوسط الكبير وهذا الصراع ليس جديدا وهو قديم قدم الاستعمار ولكن بشكله الأخير سمي هذا المشروع الاستعماري الشرق الأوسط الجديد.
وأوضح الرئيس الأسد أن الشرق الأوسط الجديد بمضمونه الذي تريده شعوب المنطقة هو شرق أوسط مقاوم لكل المشاريع التي تأتي من الخارج ولكل الإملاءات وكل الاحتلالات ومقاوم للهيمنة وهو مشروع ينطلق من الشعوب في المنطقة ومن مصالح الشعوب.
وأضاف الرئيس الأسد.. أعتقد أن هذا الصراع سيستمر ولكن نحن كدول وكشعوب في هذه المنطقة لن نسمح لأي مشروع آخر أن يمر في هذه المنطقة إن لم يكن مشروعا يعبر عن مصالحنا.
سورية تدفع ثمن مواقفها السياسية في الوقوف مع المقاومة والتمسك بالحقوق العربية والإسلامية
وأكد الرئيس الأسد أن سورية تدفع ثمن مواقفها السياسية في الوقوف مع المقاومة والتمسك بالحقوق العربية والإسلامية كما أن موقعها الجيوسياسي هام وهي كانت دائما عرضة لمحاولات تدخل أو ساحة صراع بين القوى الكبرى عبر التاريخ.
وأوضح الرئيس الأسد أن السيطرة على سورية يعني السيطرة على جزء كبير من القرار السياسي في المنطقة والهجمة التي تتعرض لها اليوم ليست الأولى ففي العام 2005 تعرضت لهجمة مماثلة ولكنها فشلت فتم الانتقال إلى أسلوب آخر.
وأكد الرئيس الأسد أن دعم المقاومة في فلسطين والمناطق الأخرى مستمر طالما أن الشعوب لم تتنازل عن هذا الدعم وسورية بالأساس بنت سياستها على البوصلة الوطنية والشعبية وليس على البوصلة الغربية أو الخارجية.
وشدد الرئيس الأسد على أن القضية الفلسطينية هي جوهر كل القضايا الموجودة في منطقتنا وخاصة المنطقة العربية وإذا لم يحل الموضوع الفلسطيني ولم تستعد الحقوق فلا يمكن أن تتغير المواقف حتى ولو انتظرنا لأجيال وأجيال ونحن الآن نتحدث عن الجيل الثالث أو الرابع منذ احتلال فلسطين والمواقف لم تتغير ولن تتغير.
وأوضح الرئيس الأسد أن ما يحصل في سورية له جوانب عدة دولي وإقليمي وداخلي وهي التقت مع بعضها لكي تنقل سورية باتجاه أزمة لم تمر بها أو بما يماثلها سابقا والجانب الدولي مرتبط بشكل أساسي بموقف الدول ذات التاريخ الاستعماري والتي لم تغير جوهر سياساتها الاستعمارية بل غيرت الشكل وانتقلت من الاحتلال المباشر إلى أساليب فرض الرأي والإملاءات وهي ترفض أن يكون هناك دول لديها استقلالية وتدافع عن مصالحها وتقول لا عندما يكون هناك شيء يخالف قناعاتها أو مبادئها.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الجانب الإقليمي مرتبط بالدول الموجودة في المنطقة ولذلك له عدة جوانب أيضا فهناك دول محرجة من الموقف السياسي السوري تجاه القضايا المختلفة سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان وغيرها وهي رأت في هذه الظروف فرصة لكي تحجم أو تسحق الدور السوري وهناك دول ليس بالضرورة أن تكون ضد الموقف السوري ولكنها تخضع للإملاءات الخارجية وغير قادرة على اتخاذ قرار يعبر عن رؤيتها أو رؤية شعبها.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن بعض الدول أعلنت بشكل رسمي أنها سترسل السلاح والعتاد بشكل أو بآخر إلى المجموعات الإرهابية وطالما أن هذه القوى تحدثت عن نفسها فلماذا نقوم نحن بالحديث عن هذا الموضوع والبحث عن الأدلة.
وقال الرئيس الأسد.. في الجانب الداخلي سورية كأي بلد فيه أشياء إيجابية وأخرى سلبية ولكن أي مشاكل أو تحديات لا يجب أن تصل إلى مستوى أن يقتل أي سوري سوريا آخر فنحن لدينا مشاكل موجودة كما هو في كثير من دول العالم تتعلق سواء بالفساد أو التوزيع العادل للدخل أو تكافؤ الفرص أو التطوير الاقتصادي أو السياسي ولكن تم استغلال هذه النقاط من أجل تحويل بعض السوريين من الجاهلين أو الذين لا يمتلكون مبادئ إلى مرتزقة يعملون ضد بلدهم من أجل الأموال.
تنظيم القاعدة موجود في سورية وتم إلقاء القبض على عدد من المنتسبين إليه الذين اعترفوا بالأعمال الإجرامية التي قاموا بها
وأوضح الرئيس الأسد أن من يمارس القتل بحق الشعب السوري مزيج من الخارجين على القانون والمتطرفين الدينيين الذين ليس عددهم كبيرا جدا ولكنهم خطرون والقاعدة أو التنظيمات التي تتبنى فكرا مشابها لفكرها وقد اختلفت نسب مشاركة هؤلاء في أعمال القتل منذ بداية الأزمة ولكن المتطرفين هم العدد الأكبر اليوم بينهم.
وقال الرئيس الأسد إن هذا المزيج الذي يتلقى الأموال يقوم في توقيتات معينة بناء على الطلب منه بارتكاب المجازر لكي يدعم قرارا معينا أو صراعا معينا موجودا في مجلس الأمن لكي يغير التوازن داخل المجلس وهذا ما تعرضت له المقاومة في لبنان في السنوات الماضية عندما كانت تتم عمليات اغتيال أو جريمة معينة في ليلة صدور قرار معين يمس المقاومة أو يمس الوضع في لبنان.
وأضاف الرئيس الأسد.. إن تنظيم القاعدة موجود في سورية وتم إلقاء القبض على عدد من المنتسبين إليه الذين اعترفوا بالأعمال الإجرامية التي قاموا بها.. والقاعدة هي اختراع أمريكي بأموال دول عربية وهذا الشيء معروف والأمريكيون يتبعون سياسة مؤقتة بحسب المصالح المؤقتة فهم كانوا يدعمون القاعدة وكانوا يسمون عناصرها في الثمانينيات على لسان الرئيس السابق رونالد ريغن مقاتلي الحرية وبعد سنوات أصبح اسمهم الإرهابيين والآن عاد البعض منهم ليتعاملوا معهم وأصبحوا يقولون إن هناك تطرفا جيدا وتطرفا سيئا أي أنهم يقسمون الأدوار ويغيرون التسميات والمصطلحات بحسب الحالة التي تمر بها الولايات المتحدة فاذا كانت القاعدة تضرب بلدا لا يعجبها فهي جيدة وإذا كانت تضرب المصالح الأمريكية أو مصالح حلفائها في منطقة معينة فهي سيئة.
مسؤولية الدولة وفق الدستور هي حماية مواطنيها على كل الأراضي السورية
وأكد الرئيس الأسد أن مسؤولية الدولة وفق الدستور هي حماية مواطنيها على كل الأراضي السورية وعندما تقوم بالقضاء على إرهابي فإنها تحمي العشرات وربما المئات أو الآلاف لأن الإرهابي يستهدف المواطنين من مكان لآخر.
وقال الرئيس الأسد.. إننا لم نفرج عن أي شخص تلطخت يداه بدماء السوريين بل أفرجنا عن أشخاص حملوا السلاح نتيجة فهم خاطئ أو جهل أو بسبب الحاجة للمال ولكنهم لم يرتكبوا أعمالا إجرامية وقاموا بمبادرة من ذواتهم بالتقدم للدولة وطلب السماح والعودة إلى الموقع الصحيح في المجتمع ومن الطبيعي أن نتسامح مع مثل هؤلاء لكي يأخذوا الفرصة أن يكونوا أشخاصا وطنيين من جديد.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن الإصلاح في سورية هو عملية مستمرة وقد بدأ منذ العام 2000 بالتوازي مع ظروف خارجية صعبة واجهتها سورية وتعلقت بدرجة أولى بالضغط عليها للتخلي عن القضية الفلسطينية أو دعم المقاومة.
وبين الرئيس الأسد أن المؤشرات اليوم لا تدل على وجود رابط بين الإصلاح وبين ما يجري لأن الإصلاح الآن لم يؤد إلى تحسن الأوضاع فالإرهابي والدول التي تقف خلفه لا يعنيهم الإصلاح بل يريدون الفوضى ولو قمنا بالإصلاح الآن أو قبل ذلك فما حصل سيحصل لأنه مخطط خارجيا وليس قضية عفوية مرتبطة بالإصلاح.
وقال الرئيس الأسد.. إن استنساخ أي نموذج من بلد لآخر يحتاج إلى استنساخ الشعب كاملا بتاريخه وعاداته وأخلاقه وتقاليده والسياق الذي يمر به وهذا مستحيل من الناحية العملية فلا يوجد نموذج يطبق في مكان لحل أزمة ما ويمكن أن يطبق في مكان آخر بغض النظر عن أن ما طبق في ليبيا ليس نموذجا للحل لأنه نقل ليبيا من وضع لوضع أسوأ بكثير والآن كلنا نرى كيف يدفع الشعب الليبي الثمن.
لا نقبل بأي نموذج غير سوري وغير وطني
وأضاف الرئيس الأسد.. إننا في سورية لا نقبل بأي نموذج غير سوري وغير وطني سواء فرض من دول كبرى أو طرح من قبل دول صديقة ولا أحد يعرف كيف نحل المشكلة في سورية بمقدار ما نعرفه نحن كسوريين لذلك أي نموذج يأتي من الخارج مرفوض بغض النظر عن المضمون.
وقال الرئيس الأسد.. إننا نقدر المواقف الموضوعية من دول على المستوى الدولي كالصين وروسيا ومن دول إقليمية كإيران ومن دول أخرى على مستوى العالم وهذه المواقف ليست دفاعا عن دولة أو شخص كما يحاول الغرب أن يصور وإنما هي دفاع عن الاستقرار في المنطقة لأن سورية دولة هامة واستقرارها يؤثر على استقرار المنطقة والعالم.
وحول موقف تركيا من الأزمة في سورية أوضح الرئيس الأسد أنه يجب التمييز بين موقف بعض المسؤولين في الدولة التركية وبين الحالة الشعبية التي هي حالة إيجابية تجاه ما يحصل في سورية لأنها تعرف القسم الأكبر من الحقائق بالرغم من محاولات التزوير الإعلامي داخل تركيا.
وقال الرئيس الأسد.. أما عن موضوع إحياء الإمبراطورية العثمانية فأعتقد أننا أصبحنا في عصر آخر مختلف بكل معطياته وهذا الكلام لم يعد ممكنا فنحن كان تصورنا بالنسبة للعلاقة مع تركيا وللدور التركي أنه يمكن بناء إمبراطورية من العلاقات الجيدة ومن التحالفات والمنظمات التي تجمع المصالح كما هو حال منظمة شنغهاي وغيرها وهذه الإمبراطوريات الجديدة يمكن بناؤها من خلال مواقف موضوعية عقلانية تعبر عن مصالح المنطقة وليس بالارتهان إلى مواقف غربية أو أمريكية تحديدا.
ولفت الرئيس الأسد إلى أنه لم يكن مسموحاً لجامعة الدول العربية أن تلعب دوراً إيجابياً تجاه قضايا الدول العربية وكل الطروحات التي كانت تطرح هي ضد المصلحة العربية.. وكانت القمم العربية بالنسبة لنا هي ساحة صراع في معظمها في وجه المشاريع أو الأفكار التي كانت تطرح ضد مصالحنا فلم يكن مسموحاً لهذه الجامعة أن تلعب دورا عبر بعض الدول المعروفة التي تقوم دائماً بتنفيذ الخطط الخارجية على الساحة العربية.
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه سمح الآن لهذه الجامعة أن تلعب دورا عبر نفس هذه الدول ولكن ضد مصلحة الدول العربية كما حصل في ليبيا حيث اعطت الجامعة العربية الغطاء لقصف ليبيا.. وسورية ربما تكون الدولة الوحيدة التي رفضت علنا هذا القرار وكان علينا أن ندفع ثمن هذا الموقف لذلك انتقلوا مباشرة بعد القرار للهجوم على سورية عبر الجامعة العربية.. هذه حقيقة الجامعة العربية في الماضي وفي الحاضر.
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الحالتين الوطنية والأخلاقية المرتبطتين ببعضهما لدى أغلبية الشعب السوري هما اللتان واجهتا بالدرجة الأولى ما تتعرض له سورية من ضغوطات من أكبر الدول في هذا العالم ومن دول إقليمية كثيرة والحالتان الوطنية والأخلاقية تصدتا لعروض المغريات الكثيرة بالأموال وغيرها.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع القناة الرابعة في التلفزيون الإيراني بثتها أمس الأول أن الشعب السوري هو صاحب الدور الأول في الحفاظ على سورية الدولة لأن دور مؤسسات الدولة والجيش لا يمكن فصله عن الشعب ولو كان موقف الشعب مغايرا لما كان بإمكان الدولة أن تقف في وجهه وهذا الشيء تم التعبير عنه في المسيرات المختلفة التي كانت تنزل عفويا بأوقات مختلفة بالملايين إلى الشارع.
الوضع الداخلي المتين هو الحاجز الحقيقي الذي يمنع نجاح أي تدخل خارجي
وشدد الرئيس الأسد على أن الوضع الداخلي المتين هو الحاجز الحقيقي الذي يمنع نجاح أي تدخل خارجي سواء عبر ضخ الأموال أو إرسال السلاح وأنه لا يمكن فصل الوضع الداخلي عن الخارجي ولا يمكن تحديد نسبة مئوية لدور أي منهما في الأزمة.
وحول خطة عنان اعتبر الرئيس الأسد أن هذه الخطة جيدة وما زالت صالحة الآن وللمستقبل.. وسورية وافقت عليها عن قناعة وخاصة البند المتعلق بإيقاف العنف والذي يعني بالنسبة لها توقف المجموعات الإرهابية عن القيام بأعمال إجرامية وتوقف الدول التي تدعمها عن إرسال السلاح والأموال.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الدول الغربية والإقليمية التي تدعي دعم هذه الخطة هي التي تستخدم هذا العنوان بشكل زائف وغير صحيح لأن لها مصلحة في فشلها كي تتهم سورية بذلك وتذهب إلى مجلس الأمن من أجل اتخاذ قرارات ضدها.
المنطقة بما تشكله من أهمية جيوسياسية وتركيبتها الاجتماعية هي خط التقاء الزلزال وإذا تم التلاعب بهذا الخط فسينتقل الزلزال باتجاهات مختلفة
وأوضح الرئيس الأسد أن البعض لا يكتفي بقرار مجلس الأمن بل يريد هجوما عسكريا كما حصل على ليبيا ولكن يبدو أن محاولتهم حتى هذه اللحظة باءت بالفشل مضيفا إنه لا يوجد لدينا أي معلومات عن خطط محددة بل هناك مساع من قبل بعض الدول لدفع الموضوع باتجاه العمل العسكري ولكن القليل من العقل لديهم سيمنعهم من الاتجاه إلى العمل العسكري لأن المنطقة بما تشكله من اهمية جيوسياسية وتركيبتها الاجتماعية هي خط التقاء الزلزال وإذا تم التلاعب بهذا الخط فسينتقل الزلزال باتجاهات مختلفة وبعيدة ولذلك فإن هذا الموضوع أكبر بكثير من حسابات البعض.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن التحليل الصحيح لما يجري في المنطقة هو أن هناك صراعا بين مشروعين الأول مشروع المقاومة الرافض للهيمنة والثاني مشروع الشرق الأوسط الكبير وهذا الصراع ليس جديدا وهو قديم قدم الاستعمار ولكن بشكله الأخير سمي هذا المشروع الاستعماري الشرق الأوسط الجديد.
وأوضح الرئيس الأسد أن الشرق الأوسط الجديد بمضمونه الذي تريده شعوب المنطقة هو شرق أوسط مقاوم لكل المشاريع التي تأتي من الخارج ولكل الإملاءات وكل الاحتلالات ومقاوم للهيمنة وهو مشروع ينطلق من الشعوب في المنطقة ومن مصالح الشعوب.
وأضاف الرئيس الأسد.. أعتقد أن هذا الصراع سيستمر ولكن نحن كدول وكشعوب في هذه المنطقة لن نسمح لأي مشروع آخر أن يمر في هذه المنطقة إن لم يكن مشروعا يعبر عن مصالحنا.
سورية تدفع ثمن مواقفها السياسية في الوقوف مع المقاومة والتمسك بالحقوق العربية والإسلامية
وأكد الرئيس الأسد أن سورية تدفع ثمن مواقفها السياسية في الوقوف مع المقاومة والتمسك بالحقوق العربية والإسلامية كما أن موقعها الجيوسياسي هام وهي كانت دائما عرضة لمحاولات تدخل أو ساحة صراع بين القوى الكبرى عبر التاريخ.
وأوضح الرئيس الأسد أن السيطرة على سورية يعني السيطرة على جزء كبير من القرار السياسي في المنطقة والهجمة التي تتعرض لها اليوم ليست الأولى ففي العام 2005 تعرضت لهجمة مماثلة ولكنها فشلت فتم الانتقال إلى أسلوب آخر.
وأكد الرئيس الأسد أن دعم المقاومة في فلسطين والمناطق الأخرى مستمر طالما أن الشعوب لم تتنازل عن هذا الدعم وسورية بالأساس بنت سياستها على البوصلة الوطنية والشعبية وليس على البوصلة الغربية أو الخارجية.
وشدد الرئيس الأسد على أن القضية الفلسطينية هي جوهر كل القضايا الموجودة في منطقتنا وخاصة المنطقة العربية وإذا لم يحل الموضوع الفلسطيني ولم تستعد الحقوق فلا يمكن أن تتغير المواقف حتى ولو انتظرنا لأجيال وأجيال ونحن الآن نتحدث عن الجيل الثالث أو الرابع منذ احتلال فلسطين والمواقف لم تتغير ولن تتغير.
وأوضح الرئيس الأسد أن ما يحصل في سورية له جوانب عدة دولي وإقليمي وداخلي وهي التقت مع بعضها لكي تنقل سورية باتجاه أزمة لم تمر بها أو بما يماثلها سابقا والجانب الدولي مرتبط بشكل أساسي بموقف الدول ذات التاريخ الاستعماري والتي لم تغير جوهر سياساتها الاستعمارية بل غيرت الشكل وانتقلت من الاحتلال المباشر إلى أساليب فرض الرأي والإملاءات وهي ترفض أن يكون هناك دول لديها استقلالية وتدافع عن مصالحها وتقول لا عندما يكون هناك شيء يخالف قناعاتها أو مبادئها.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الجانب الإقليمي مرتبط بالدول الموجودة في المنطقة ولذلك له عدة جوانب أيضا فهناك دول محرجة من الموقف السياسي السوري تجاه القضايا المختلفة سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان وغيرها وهي رأت في هذه الظروف فرصة لكي تحجم أو تسحق الدور السوري وهناك دول ليس بالضرورة أن تكون ضد الموقف السوري ولكنها تخضع للإملاءات الخارجية وغير قادرة على اتخاذ قرار يعبر عن رؤيتها أو رؤية شعبها.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن بعض الدول أعلنت بشكل رسمي أنها سترسل السلاح والعتاد بشكل أو بآخر إلى المجموعات الإرهابية وطالما أن هذه القوى تحدثت عن نفسها فلماذا نقوم نحن بالحديث عن هذا الموضوع والبحث عن الأدلة.
وقال الرئيس الأسد.. في الجانب الداخلي سورية كأي بلد فيه أشياء إيجابية وأخرى سلبية ولكن أي مشاكل أو تحديات لا يجب أن تصل إلى مستوى أن يقتل أي سوري سوريا آخر فنحن لدينا مشاكل موجودة كما هو في كثير من دول العالم تتعلق سواء بالفساد أو التوزيع العادل للدخل أو تكافؤ الفرص أو التطوير الاقتصادي أو السياسي ولكن تم استغلال هذه النقاط من أجل تحويل بعض السوريين من الجاهلين أو الذين لا يمتلكون مبادئ إلى مرتزقة يعملون ضد بلدهم من أجل الأموال.
تنظيم القاعدة موجود في سورية وتم إلقاء القبض على عدد من المنتسبين إليه الذين اعترفوا بالأعمال الإجرامية التي قاموا بها
وأوضح الرئيس الأسد أن من يمارس القتل بحق الشعب السوري مزيج من الخارجين على القانون والمتطرفين الدينيين الذين ليس عددهم كبيرا جدا ولكنهم خطرون والقاعدة أو التنظيمات التي تتبنى فكرا مشابها لفكرها وقد اختلفت نسب مشاركة هؤلاء في أعمال القتل منذ بداية الأزمة ولكن المتطرفين هم العدد الأكبر اليوم بينهم.
وقال الرئيس الأسد إن هذا المزيج الذي يتلقى الأموال يقوم في توقيتات معينة بناء على الطلب منه بارتكاب المجازر لكي يدعم قرارا معينا أو صراعا معينا موجودا في مجلس الأمن لكي يغير التوازن داخل المجلس وهذا ما تعرضت له المقاومة في لبنان في السنوات الماضية عندما كانت تتم عمليات اغتيال أو جريمة معينة في ليلة صدور قرار معين يمس المقاومة أو يمس الوضع في لبنان.
وأضاف الرئيس الأسد.. إن تنظيم القاعدة موجود في سورية وتم إلقاء القبض على عدد من المنتسبين إليه الذين اعترفوا بالأعمال الإجرامية التي قاموا بها.. والقاعدة هي اختراع أمريكي بأموال دول عربية وهذا الشيء معروف والأمريكيون يتبعون سياسة مؤقتة بحسب المصالح المؤقتة فهم كانوا يدعمون القاعدة وكانوا يسمون عناصرها في الثمانينيات على لسان الرئيس السابق رونالد ريغن مقاتلي الحرية وبعد سنوات أصبح اسمهم الإرهابيين والآن عاد البعض منهم ليتعاملوا معهم وأصبحوا يقولون إن هناك تطرفا جيدا وتطرفا سيئا أي أنهم يقسمون الأدوار ويغيرون التسميات والمصطلحات بحسب الحالة التي تمر بها الولايات المتحدة فاذا كانت القاعدة تضرب بلدا لا يعجبها فهي جيدة وإذا كانت تضرب المصالح الأمريكية أو مصالح حلفائها في منطقة معينة فهي سيئة.
مسؤولية الدولة وفق الدستور هي حماية مواطنيها على كل الأراضي السورية
وأكد الرئيس الأسد أن مسؤولية الدولة وفق الدستور هي حماية مواطنيها على كل الأراضي السورية وعندما تقوم بالقضاء على إرهابي فإنها تحمي العشرات وربما المئات أو الآلاف لأن الإرهابي يستهدف المواطنين من مكان لآخر.
وقال الرئيس الأسد.. إننا لم نفرج عن أي شخص تلطخت يداه بدماء السوريين بل أفرجنا عن أشخاص حملوا السلاح نتيجة فهم خاطئ أو جهل أو بسبب الحاجة للمال ولكنهم لم يرتكبوا أعمالا إجرامية وقاموا بمبادرة من ذواتهم بالتقدم للدولة وطلب السماح والعودة إلى الموقع الصحيح في المجتمع ومن الطبيعي أن نتسامح مع مثل هؤلاء لكي يأخذوا الفرصة أن يكونوا أشخاصا وطنيين من جديد.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن الإصلاح في سورية هو عملية مستمرة وقد بدأ منذ العام 2000 بالتوازي مع ظروف خارجية صعبة واجهتها سورية وتعلقت بدرجة أولى بالضغط عليها للتخلي عن القضية الفلسطينية أو دعم المقاومة.
وبين الرئيس الأسد أن المؤشرات اليوم لا تدل على وجود رابط بين الإصلاح وبين ما يجري لأن الإصلاح الآن لم يؤد إلى تحسن الأوضاع فالإرهابي والدول التي تقف خلفه لا يعنيهم الإصلاح بل يريدون الفوضى ولو قمنا بالإصلاح الآن أو قبل ذلك فما حصل سيحصل لأنه مخطط خارجيا وليس قضية عفوية مرتبطة بالإصلاح.
وقال الرئيس الأسد.. إن استنساخ أي نموذج من بلد لآخر يحتاج إلى استنساخ الشعب كاملا بتاريخه وعاداته وأخلاقه وتقاليده والسياق الذي يمر به وهذا مستحيل من الناحية العملية فلا يوجد نموذج يطبق في مكان لحل أزمة ما ويمكن أن يطبق في مكان آخر بغض النظر عن أن ما طبق في ليبيا ليس نموذجا للحل لأنه نقل ليبيا من وضع لوضع أسوأ بكثير والآن كلنا نرى كيف يدفع الشعب الليبي الثمن.
لا نقبل بأي نموذج غير سوري وغير وطني
وأضاف الرئيس الأسد.. إننا في سورية لا نقبل بأي نموذج غير سوري وغير وطني سواء فرض من دول كبرى أو طرح من قبل دول صديقة ولا أحد يعرف كيف نحل المشكلة في سورية بمقدار ما نعرفه نحن كسوريين لذلك أي نموذج يأتي من الخارج مرفوض بغض النظر عن المضمون.
وقال الرئيس الأسد.. إننا نقدر المواقف الموضوعية من دول على المستوى الدولي كالصين وروسيا ومن دول إقليمية كإيران ومن دول أخرى على مستوى العالم وهذه المواقف ليست دفاعا عن دولة أو شخص كما يحاول الغرب أن يصور وإنما هي دفاع عن الاستقرار في المنطقة لأن سورية دولة هامة واستقرارها يؤثر على استقرار المنطقة والعالم.
وحول موقف تركيا من الأزمة في سورية أوضح الرئيس الأسد أنه يجب التمييز بين موقف بعض المسؤولين في الدولة التركية وبين الحالة الشعبية التي هي حالة إيجابية تجاه ما يحصل في سورية لأنها تعرف القسم الأكبر من الحقائق بالرغم من محاولات التزوير الإعلامي داخل تركيا.
وقال الرئيس الأسد.. أما عن موضوع إحياء الإمبراطورية العثمانية فأعتقد أننا أصبحنا في عصر آخر مختلف بكل معطياته وهذا الكلام لم يعد ممكنا فنحن كان تصورنا بالنسبة للعلاقة مع تركيا وللدور التركي أنه يمكن بناء إمبراطورية من العلاقات الجيدة ومن التحالفات والمنظمات التي تجمع المصالح كما هو حال منظمة شنغهاي وغيرها وهذه الإمبراطوريات الجديدة يمكن بناؤها من خلال مواقف موضوعية عقلانية تعبر عن مصالح المنطقة وليس بالارتهان إلى مواقف غربية أو أمريكية تحديدا.
ولفت الرئيس الأسد إلى أنه لم يكن مسموحاً لجامعة الدول العربية أن تلعب دوراً إيجابياً تجاه قضايا الدول العربية وكل الطروحات التي كانت تطرح هي ضد المصلحة العربية.. وكانت القمم العربية بالنسبة لنا هي ساحة صراع في معظمها في وجه المشاريع أو الأفكار التي كانت تطرح ضد مصالحنا فلم يكن مسموحاً لهذه الجامعة أن تلعب دورا عبر بعض الدول المعروفة التي تقوم دائماً بتنفيذ الخطط الخارجية على الساحة العربية.
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه سمح الآن لهذه الجامعة أن تلعب دورا عبر نفس هذه الدول ولكن ضد مصلحة الدول العربية كما حصل في ليبيا حيث اعطت الجامعة العربية الغطاء لقصف ليبيا.. وسورية ربما تكون الدولة الوحيدة التي رفضت علنا هذا القرار وكان علينا أن ندفع ثمن هذا الموقف لذلك انتقلوا مباشرة بعد القرار للهجوم على سورية عبر الجامعة العربية.. هذه حقيقة الجامعة العربية في الماضي وفي الحاضر.