منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


3 مشترك

    هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟

    AdmiNaSiM
    AdmiNaSiM
    Admin


    ذكر
    عدد المساهمات : 5628
    العمر : 36
    المكان : بعيد عنك ..
    المزاج : كويس .!.
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 209
    نقاط : 7494
    تاريخ التسجيل : 08/08/2008

    هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟ Empty هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟

    مُساهمة من طرف AdmiNaSiM الإثنين نوفمبر 24, 2008 2:59 am

    المشهد يبدو عاديا من داخل أحد فروع البنك الإسلامي البريطاني الذي أسس قبل سنوات قليلة في بريطانيا.


    هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟ _45151236_germanmosque_203_afp

    وهو في رأي عملائه "تمويل "حلال" تماما كاللحم الحلال الذي يباع عادة في متاجر المسلمين في بريطانيا. ويقدم البنك نفسه على أنه البديل الإسلامي للنظام المالي المعمول به في الاقتصاد العالمي والقائم على الفوائد. فهل هناك فارق كبير بين ما تقدمه ما تسمى بالبنوك الإسلامية والبنوك الأخرى التي يطلق عليها "الربوية".
    ويرى الدكتور جودة عبد الخالق، مفكر يساري واقتصادي بارز في مصر، أن البديل الإسلامي "موجود من حيث النظرية" بل يذهب للقول إن النظرية المصرفية الإسلامية "أرقى من مثيلتها الوضعية لأن المصرف في الإسلام هدفه تنمية المجتمع وإقالة المعسر وليس فقط تحقيق الربح بأي ثمن".
    لكن هل يوجد بديل إسلامي للنظام المصرفي العالم الآن؟ الدكتور عبد الخالق يجيب بالنفي ويتساءل لو كان هذا البديل موجودا فأين هو؟
    وجهة النظر هذه يختلف معها الدكتور عبد الحميد الغزالي أحد ابرز المتخصصين في الاقتصاد والتمويل الإسلامي. وهو كالدكتور جودة عبد الخالق يرى أن البديل الإسلامي موجود منذ أربعة عشر قرنا، أي منذ اكتمال التشريع الإسلامي بتمام عصر النبوة.


    "تحريم الفائدة"
    هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟ _45151237_germanmosque_300_afp


    ويشرح الدكتور الغزالي أهم خصائص النظام المصرفي الإسلامي هي أن النقود "لا تلد نقودا والفائدة محرمة لأنها من الربا والربا محرم في الإسلام. وعوضا عن الفائدة تقدم البنوك ما يسمى بمعدل الربح.
    ذلك أن البنوك الإسلامية في رأي الدكتور الغزالي "لا تقدم قروضا بالمعنى المفهوم وإنما تمول مشروعات وتكون بالتالي شريكة في الربح والخسارة في المغرم والمغنم فيما يسمى بعقد المشاركة".
    لكن نظرة على الأرقام الموجودة على موقع البنك الإسلامي البريطاني تظهر ارتباطا واضحا بين معدل الربح أو الإيجار في حالة القروض العقارية وبين سعر الفائدة لبنك انجلترا المركزي. فإذا كان البنك الإسلامي البريطاني إسلاميا، فلم يرتبط ببنك انجلترا المركزي؟ ولم ترتبط الأسعار التي يطرحها للتمويل بأسعار الفائدة هبوطا وصعودا؟
    تفسير الدكتور الغزالي لهذا الارتباط "أن البنك الإسلامي والبنك الوضعي يعملان في بيئة اقتصادية واحدة. وبالتالي يرتفع الربح في حالة الرواج الاقتصادي تماما كما يرتفع سعر الفائدة والعكس صحيح".




    ما الذي يميز التمويل الإسلامي؟

    يرى الدكتور الغزالي ويتفق معه الدكتور محمد المحمدي ماضي أستاذ الإدارة في جامعة القاهرة واحد الوجوه الإسلامية البارزة بأن حرمة الفائدة ليست المميز الوحيد النظام المالي الإسلامي.

    الميزة الأهم في رأيهما هو ارتباط التمويل بما سمياه بالاقتصاد العيني. وهذا في رأيهما في حساب أدق لمخاطر الائتمان التي كان إغفالها أحد أهم أسباب الأزمة المالية الحالية. فالبنوك الغربية أعطت قروضا لمن لا يستطيعون السداد فيما عرف بأزمة الرهون العقارية. وراهنت على أن أسعار العقارات ستواصل صعوده، أي أنها لم تلزم جانب الحذر. لكن البنوك الإسلامية لم تواجه هذه المشكلة". هل ذلك لكونها إسلامية أم لأنها حذرة؟
    في رأي الدكتور الغزالي فإن حساب مخاطر الائتمان مبدأ اقتصادي إسلامي. ويقول الغزالي: "القرآن يحض على كتابة الديون والبيوع..وقبض الرهان (فرهان مقبوضة) ..والإمام مالك يقول (وارتهن إذا أقرض) والرسول رهن درعه مقابل المال."


    هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟ _45151248_germanmosque_200_afp
    ولأن البنوك الإسلامية تحتاط كثيرا في حساب مخاطر الإئتمان فإن ذلك يمثل مشكلة للعملاء. وبحسب الدكتور جودة عبد الخالق فإن المنتج النهائي للبنوك الإسلامية أكثر تكلفة للعملاء مما تعرضه البنوك الأخرى.
    وهناك مشكلة أخرى يوضحها أندي كريتشلو مدير وكالة داوجونزالمالية تتمثل في غياب المعايير.

    يقول كريتشلو: " لا يوجد معيار واحد لمعنى الالتزام بالشريعة. فالشركات تعين مجالس الرقابة الشرعية الخاصة بها وتدفع لهم رواتبهم. ولكي يصمموا لهم منتجا يتفق مع الشريعة. قد يختلف معهم مجلس رقابة شرعية في مصرف آخر أو دولة أخرى. فالبنوك الإسلامية من نواح كثيرة تشبه بيتا بلا أساس. إذ لا معيار محدد يحتكم إليه. المعيار هو الإسلام".

    الحل للتفسيرات المتعددة في الإسلام يكمن حسب رأي الدكتور الغزالي في "وجود ثلاثة مجامع فقهية شهيرة في العالم يستنار برأيها هي مجمع البحوث في الأزهر والمجمع الفهي لمنظمة المؤتمر الإسلامي والمجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي بخلاف اتحاد المصارف الإسلامية. لكن هذا في رايه لا يمنع من وقوع خلافات بل وأخطاء".
    وكي يكون هناك بديل إسلامي كامل لا بد أن يكون النظام العالمي كله "يأخذ بالمبادئ الإسلامية في الاقتصاد"، كما يقول الدكتور جودة عبد الخالق.

    فهل في ظل الوضع الاقتصادي العالمي الحالي يمكن فعلا القول إن هناك بديلا إسلاميا، والنظام الغربي في رأي الدكتور الغزالي وغيره من منظري الاقتصاد الإسلامي ليس مخالفا تماما لتعاليم الإسلام فـ "تدخل الدولة كما حدث في هذه الأزمة واجب إسلامي. وسيطرة البنوك على المنازل لغير القادرين على سداد القروض مبدأ إسلامي يرجع لمبدأ: فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولاتظلمون. ومن يربح في السنين السمان يتوقع الخسارة حينما تأتي السنون العجاف" كما يرى هؤلاء المنظرون.



    بي بي سي
    mousa00
    mousa00
    نائب المدير


    ذكر
    عدد المساهمات : 3734
    العمر : 33
    المكان : طرطوسي وافتخر
    المزاج : يعني
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : 4
    المستوى : 111
    نقاط : 5971
    تاريخ التسجيل : 08/10/2008

    هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟ Empty رد: هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟

    مُساهمة من طرف mousa00 الجمعة نوفمبر 28, 2008 6:58 pm

    موضوع حلو ونقاش حلو كمان
    انا مع الدكتور جودة عبد الخالق برأيه عندما قال:كي يكون هناك بديل إسلامي كامل لا بد أن يكون النظام العالمي كله "يأخذ بالمبادئ الإسلامية في الاقتصاد"
    مشكوووووووووووووووووووووووووووور نسييييييييييييييييم
    محمد عفارة
    محمد عفارة
    جامعي ذهبي
    جامعي ذهبي


    ذكر
    عدد المساهمات : 2250
    العمر : 38
    المكان : أتستراد ــــــــــ
    المزاج : الحمدلله تمااام
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 409
    نقاط : 3507
    تاريخ التسجيل : 10/10/2008

    هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟ Empty رد: هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟

    مُساهمة من طرف محمد عفارة السبت نوفمبر 29, 2008 12:40 am

    اولا لابد من التعرف على بعض خصائص الاقتصاد الاسلامي:

    قواعد الاقتصاد الاسلامي:

    • المشاركة في المخاطر: وهي أساس الاقتصاد الإسلامي وعماده، وهي الصفة المميزة له عن غيره من النظم. فالمشاركة في الربح والخسارة، هي قاعدة توزيع الثروة بين رأس المال والعمل، وهي الأساس الذي يحقق العدالة في التوزيع.


    • موارد الدولة: لا ينفرد هذا النظام عن غيره في هذا الباب إلا في وجود الزكاة كمورد ينفرد به الاقتصاد الإسلامي. وهي أشبه شيء بالضرائب. لكنها ضرائب على المدخرات، لتشجع على الإنفاق بدلا من الكنز. مما يدفع عجلة الاقتصاد والإنتاج للدوران.


    • الملكية الخاصة: يحمي النظام الإسلامي الملكية الخاصة، فمن حق الأفراد تملك الأرض والعقار ووسائل الانتاج المختلفة مهما كان نوعها وحجمها. بشرط أن لا يؤدي هذا التملك إلى الإضرار بمصالح عامة الناس، وأن لا يكون في الأمر احتكاراً لسلعة يحتاجها العامة. وهو بذلك يخالف النظام الشيوعي الذي يعتبر أن كل شيء مملوك للشعب على المشاع.


    • الملكية العامة: تظل المرافق المهمة لحياة الناس في ملكية الدولة أو تحت إشرافها وسيطرتها من أجل توفير الحاجات الأساسية لحياة الناس ومصالح المجتمع. وهو يخالف في ذلك النظام الرأسمالي الذي يبيح تملك كل شيء وأي شيء.


    • نظام المواريث في الإسلام، يعمل نظام المواريث على تفتيت الثروات وعدم تكدسها. حيث تقسم الثروات بوفاة صاحبها على ورثته حسب الأنصبة المذكورة في الشريعة.


    • الصدقات والأوقاف: وتعد الصدقات والأوقاف من خصائص الاقتصاد الإسلامي التي تعمل على تحقيق التكافل الاجتماعي، وتغطية حاجات الفقراء في ظل هذا النظام.


    • تغليب المنفعة العامة على المنفعة الخاصة عند التضارب


    • مراقبة السوق ولكن دون التدخل في تحديد السعرعن طريق بما يسمى المحتسب.


    • الشفافية - حض الإسلام على الشفافية من خلال منع الرسول التجار من تلقي القوافل القادمة (منع تلقي الركبان).


    • تمييز ما يقع ضمن الممتكلات العامة أو الفردية وليس معناه التفرقة بين الممتلكات العامة والخاصة ولكن التمييز يعنى تبعا للقاعدة الفقهية دفع الضرر العام بالضرر الخاص



    [] المحظورات في النظام الاقتصادي الإسلامي



    • تحريم الربا: الربا محرم في الإسلام. بنوعيه ربا الفضل وربا النسيئة.


    • تحريم الاحتكار]:وهو محرم من السنة والأحاديث النبوية الشريفة. لما فيه من الإضرار بمصالح العامة والاستغلال لحاجاتهم. وما يتسبب فيه من قهر للمحتاج، وربح فاحش للمحتكر.


    • تحريم الاتجار في القروض: القروض هي إحدى صور المال. فلا يجوز الاتجار به، إذ أن المال لا يباع ولا يشترى.


    • تحريم بيع ما لا يمتلكه الفرد - وذلك لمنع المخاطرة أو المقامرة.


    • تحريم بيع الغرر، وبيع الغرر هو بيع غير المعلوم، مثل بيع السمك في الماء، أو أنواع المقامرة التي نراها منتشرة في مسابقات الفضائيات وشركات الهواتف، اتصل على رقم كذا لتربح أو أرسل رسالة لتربح. وهي كلها من صور المقامرة التي حرمها الله عز وجل.


    • تحريم الاتجار في المحرمات، فلا يجوز التربح من ماحرّم الله عز وجل، من التجارة في الخمور أو المخدرات أو الدعارة أو المواد الإباحية المختلفة، وغيرها من المحرمات، لأنها لا تعتبر مالاً متقوماً في الإسلام.


    • تحريم بيع العينة، و هو شكل من أشكال التحايل على الربا، حيث يقوم الفرد بشراء شيء ما من شخص على أن يتم السداد بعد مدة، ثم يقوم ببيعها مرة أخرى إلى صاحبها بسعر أقل من الذي إشتراه به فيقبض الثمن، ثم يعود بعد المدة المتفق عليها و يقوم بدفع المبلغ الذي يكون أكثر من المبلغ الذي قبضه، فيكون هذا ظاهره بيع و باطنه ربا، فحرمه الإسلام جمهوراً.


    [] نظرة الإسلام للسوق

    يؤمن الاقتصاد الإسلامي بالسوق و دوره في الاقتصاد حيث أن ثاني مؤسسة قامت بعد المسجد في المدينة المنورة هي [السوق ولم ينه النبي محمد (ص) العديد من [الصحابة عن التجارة لا بل أن العديد من الصحابة كانوا من الأغنياء مثل أبو بكر الصديق]عثمان بن عفانوعبد الرحمن بن عوف،وغيرهم.

    [] الأدوات الاستثمارية في النظام الإسلامي



    • المضاربة: وهي أن يدفع صاحب المال مالاً لصاحب العمل، أو المؤسسة الاستثمارية من أجل استثماره له، على أن يتم توزيع الأرباح على أساس نسبة محددة من الربح، وليس من أصل المال، وهذا يحقق قدرا أكبر من العدالة في التوزيع عما يحقق النظام الربوي. ولا يتم توزيع الربح إلا بعد استعادة أصل رأس المال.


    • المرابحة: وهي أقرب شيء للتجارة العادية، أن يقوم صاحب المال بشراء سلعة من أجل بيعها بسعر أعلى. سواء كان هذا البيع الأخير آجلا أو تقسيطاً أو نقداً.


    • المشاركة: في المشاركة يكون الأطراف مشاركون بالمال والجهد، أو بأحدهما، وتكون ملكية النشاط التجاري مشتركة بينهم. ويتشاركون في تحمل الربح والخسارة.


    • الإجارة: أن يشتري صاحب المال أو المستثمر عقاراً أو معدّات بغرض تأجيرها. ويكون هذا الإيجار، بعد مصروفات الصيانة، هو ربح النشاط التجاري.


    • السَـلَم: وهي الصورة العكسية للبيع الآجل، ففيها يتم دفع المال مقابل سلعة آجلة. على أن تكون السلعة محددة وموصوفة وصفا يرفع الخلاف
      study study study study study يتبع study study study study study
    mousa00
    mousa00
    نائب المدير


    ذكر
    عدد المساهمات : 3734
    العمر : 33
    المكان : طرطوسي وافتخر
    المزاج : يعني
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : 4
    المستوى : 111
    نقاط : 5971
    تاريخ التسجيل : 08/10/2008

    هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟ Empty رد: هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟

    مُساهمة من طرف mousa00 السبت نوفمبر 29, 2008 1:29 am

    مشكوووووووووور محمد
    AdmiNaSiM
    AdmiNaSiM
    Admin


    ذكر
    عدد المساهمات : 5628
    العمر : 36
    المكان : بعيد عنك ..
    المزاج : كويس .!.
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 209
    نقاط : 7494
    تاريخ التسجيل : 08/08/2008

    هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟ Empty رد: هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟

    مُساهمة من طرف AdmiNaSiM الأحد نوفمبر 30, 2008 12:42 am

    بعد ما شفنا أهم خصائص النظام الاقتصادي الإسلامي ..

    أنا بشوف أنو كتير ممتاز مقارنة بالنظامين الرأسمالي والشيوعي ..

    فهو قائم على أسس التشغيل الحقيقي وليس الوهمي ...
    محمد عفارة
    محمد عفارة
    جامعي ذهبي
    جامعي ذهبي


    ذكر
    عدد المساهمات : 2250
    العمر : 38
    المكان : أتستراد ــــــــــ
    المزاج : الحمدلله تمااام
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 409
    نقاط : 3507
    تاريخ التسجيل : 10/10/2008

    هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟ Empty رد: هل تكون المصارف الإسلامية بديلةً لمثيلاتها الربوية ؟

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الإثنين ديسمبر 01, 2008 2:56 am

    وهذه احدى الاراء التي يجب الاطلاع عليها طبعا هذا المقال لايعكس رايي الشخصي

    صالح السلطان
    * ظهرت مع الأزمة المالية العالمية كتابات وأقوال تقول بأن تطبيق نظام مالي لا يخالف الشريعة كفيل بمنع وقوع الأزمات المالية. فهل هذا صحيح؟
    لا، بل هو مجرد إدعاء لا يقوم على دليل، بل على العواطف والتمني.
    من المفيد جدا التنبيه بداية على أن المصائب، ومنها الأزمات المالية والاقتصادية، إنما هي من الناس، يقول المولى سبحانه: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم" الآية 30من سورة الشورى. ويقول مخاطبا نبيه "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك". وهذا لوحده يثبت أن المجتمع الإسلامي عرضة للمصائب، لأنه ليس بمجتمع معصوم عن ارتكاب الذنوب والمعاصي الكبائر منها والصغائر. .
    ورغم الإيمان بما سبق، إلا أنه لا يمنع من البحث في الأسباب المادية، مثلما أننا نؤمن بأن المرض والشفاء من الله، وأن المرض مصيبة من المصائب المشمولة بالآيات السابقات، وما كان ذلك مانعا من البحث في أسباب المرض وطلب العلاج.
    يمكن قبول الإدعاء الذي بدأت به المقالة لو كانت أسباب نشوء وحدوث الأزمات المالية محصورة في الممارسات المحرمة فقط في الشريعة دون القوانين والتنظيمات الوضعية غير المستندة على الشريعة. ولكن الأمر ليس كذلك. فالأزمات المالية والاقتصادية يمكن أن تحدث لأسباب أخرى، وهي أسباب ممكن أن توجد في الاقتصادات التي تطبق الشريعة، مثلا من الممكن أن تتسبب طبيعة مجريات الأحداث الاقتصادية بحصول أزمة وركود اقتصادي، ومن الممكن أن يحدث الضعف الاقتصادي بسب ممارسات غير مشروعة، وهي ممارسات ممنوعة في الشريعة وممنوعة في القوانين الوضعية، كالرشاوى والغش والفساد الوظيفي بصفة عامة. وهذه تحدث حتى مع تطبيق الشريعة، لأن أفراد المجتمع، كما أسلفت، ليسوا معصومين عن ارتكاب المعاصي، وضعف النفس البشرية وحب المال موجود في المسلمين كغيرهم. ولا ننسى الابتلاء، يقول سبحانه (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال) الآية 155من سورة البقرة.
    ويتوهم بعض مفكرينا حصر منع ممارسات في الشريعة فقط.
    لنأخذ، مثلا الاحتكار.
    أولا هناك اختلاط في الفهم. مفهوم الاحتكار في الاقتصاد المعاصر مأخوذ من الغرب، ويدور حول الانفراد monopoly، وهو مفهوم لا يتطابق مع المعنى اللغوي للاحتكار، الذي يدور حول حبس السلعة وتعمد تأخير بيعها انتظارا للغلاء، وهو المفهوم الذي يستند إليه كلام الفقهاء السابقين رحمهم الله تعالى. صحيح أن بين المعنيين تداخلا أو اشتراكا جزئيا، أو ما يسمى في أصول الفقه بالعموم والخصوص الوجهي، ولكنهما لا يعنيان شيئا واحدا.
    في لقاء أجري مع العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، في قناة الجزيرة في برنامج "الشريعة والحياة" لمناقشة النظام المصرفي الإسلامي، بتاريخ 19أكتوبر 2008، ذكر الشيخ صراحة بأن الاحتكار (المعنى المتبادر إلى الذهن هو المعنى المعاصر) أحد ساقين تقوم عليهما الرأسمالية الغربية الأساسية.
    هذا القول غير مسلم به، إذ لم يكن الاحتكار قط من أركان الرأسمالية، ونحن مأمورون بالعدل في الحكم على الآخرين.
    تعني الرأسمالية نظاما اقتصاديا يستند إلى هيمنة الأفراد والقطاع الخاص على ملكية وسائل أو عناصر الإنتاج كرأس المال والعمل والأرض، بغرض الربح. ويتبع ذلك أن أهم آلية تحدد توزيع الموارد والاستثمار والأسعار هي السوق، ولذا تسمى الرأسمالية أحيانا باقتصاد السوق.
    واتخذت الرأسمالية صورة مؤسسية قانونية في الغرب خلال الفترة بين القرن السابع عشر والقرن التاسع عشر، وهي الفترة التي شهدت الثورة الصناعية، التي صحبتها تغيرات سياسية وثقافية واجتماعية. وكان النظام الإقطاعي هو السائد في الغرب قبل الرأسمالية.
    الرأي السائد لدى المؤرخين الاقتصاديين الغربيين أن احتكاك الغرب بالمسلمين إبان ازدهار الحضارة الإسلامية كان له أثر كبير في تعريف الغرب بميزات اقتصاد السوق والملكية الفردية، وهي أهم مبادئ تقوم عليها الرأسمالية. أما في الوقت الحاضر، فتوصف عامة اقتصادات العالم، وعلى رأسها الاقتصادات الغربية بأنها اقتصادات
    مختلطة mixed economies. وعلى هذا فإن النقاش حول الرأسمالية ليست له قيمة تحليلية في الوقت الحاضر، ويخطأ خطأ صريحا من يتحجج ضد الرأسمالية المعاصرة بأقوال عفا عليها الزمن لآدم سميث وغيره من السابقين.
    كيف ظهر الاحتكار؟ طبيعة التوسع والتطور الصناعي والتقني في الغرب منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي حفزت منشآت إلى تكوين تكتل trust لتسهيل أعمالها وزيادة أرباحها. وقد جنحت هذه التكتلات إلى التضييق على دخول المنافسين بهدف إبقاء الأسعار أعلى من الأسعار التنافسية، هذه الأحداث دفعت المشرعين في الدول الغربية إلى إصدار قوانين سميت antitrust والتي تعني مكافحة التكتل والاحتكار. وهي قوانين أقوى من الموجود في البلدان الإسلامية.
    يجب التفريق بين كون ممارسات بعينها من ضرورات ومستلزمات وجود نظام بعينه، أو أنها نتاج سوء ممارسة، أو أنها سلبيات تتبع التطبيق. وعند وجود سوء الممارسة والسلبيات المصاحبة للتطبيق يلجأ إلى وضع القيود، وهذا موجود في كل زمان ومكان. ومن أوضح الأمثلة في تاريخنا الإسلامي ما فعله عمر بن الخطاب - وفعله كذلك غيره - بوضع قيود على تصرفات أصلا مباحة، حينما رأى في الناس سوء تصرف، أو رأى أنها استغلت على غير وجهها. هذا وبالله التوفيق.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 2:43 pm