اذا وُجد من يقرأ تلك الكلمات ....ان يقرأها بتمعن ويخصص لها وقتاً ...كما كتبتها دهراً, لم ينتهي بعد, لروحه وروحي ..اهديها
*****
نهض البروفيسور من نومه فجأة , شعر ببرد غريب , وشعور لم يألفه من قبل , وجد زوجته نائمة قربه , لكنه شاهد شيئا غريبا على جسدها , لون لم يراه ولم يعرفه .
وقف منتصبا , ومشى نحو المرأة بخطئ مترنحة وهوجاxلكنه عندما وقف امام المرآة , ولم يشاهد وجهه , ادرك انه قد توفي
جلس القرفصاء على الزاوية العليا للغرفة ,"لقد حانت الساعة وبدا العمل" قال في عقلهشاهد من فوق , صورة جسده وجسد زوجته , واخذ يراقب الدقائق القادمة الحاسمة بالنسبة اليه , انها لحظات مشوقة , لشخص قرأ الكثير عن الموت , واستنتج الكثير لوحده
بدأت تتحرك ذرات الحائط , ترسم لوحات سريالية , وحده الهرم الكبير احتكرها , ووحدهم بني البشر جعلوها سخيفةبدأت الذرات تتراقص , كشلال يبدا بالانحدار , اختلاط اللامادة مع المادة , الولوج داخل الذرات , داخل الصمت الصغير , اللانهاية الصغرى. البارانوما
اشخاص قليلون في هذه الدنيا عرفت ان الاروح او (الجوانب الاخرى) من الجسد ,كانت تدفن في المكان الذي ولدت فيه , ولادة روحية , أي لحظة جماع الزوجين , هذا الطقس الفيزيولوجي والميتافيزيقي في آن , فهو اضافة لتلقيح نطفة مع بويضة لتشكل جنين ,
كان ايضا يحرض روحا ً خام موجود في الاثير لتنجذب الى جسد المضيف , روحا ً تنمو مع الجسد تماما , وتدفن بعد تعطل وظائف الجسد في الفسحة الصغيرة التي انفجر منها شلال روحه , داخل (الذرة المقدسة)
التي تسمى الذرة المفتاح او المكونة , او باعثة الحياة" لقد ولدت في هذه الغرفة" , ورث المنزل عن ابيه وهنا سيدفن مؤقتا ً , ريثما اقابل (وجه ربي) .."ذلك التطور الهائل من تجمع عناصر الحياة "
صاح البروفيسور حزينا : " اه . انه الموت اذاً " , لم يكن صوته مسموعا ً , لقد تجاوزت ذبذات هذا الصوت , قدرة آذاننا على سماعه , "لقد اصبحت في الجانب الاخر"
بدأت اللحظة التي يكرهها , المرحلة الاولى , ( بداية اضمحلال العصبونات ) وهنا يفترض طبيا ً ان تمر ذكريات حياته امامه , كفيلم سينمائي سريع
في تلك اللحظة , ظهر من بعيد هالة صفراء , مجنح كان يتجه صوبه مباشرة , وبسرعة البرق ظهر امامه فجأة شخص قائلا :" انا الملاك يوريل , من الجانب الاخر , اقف في المنتصف , بين الجانبين , وطبيعة المرحلة تقتضي بأن ترى اعمالك بنفسك ,
قبل الانتقال الى المرحلة الثانية"كان صوته اشبه بصوت خرير ماء متدفق , ورعود في السماوات"
قال البروفيسور في قلبه" سنوات مرت , بحوثا , ودراسات , محاضرات , وكانت النتيجة هنا ,في هذه الزاوية اشاهد زوجتي وجسدي الفاني , واتابع ماذا فعلت او اقترفت من حقائق امامي امام ملاك "
هنا بدأ جهاز غريب يرسل صورة في الافق القريب , الملاك والبروفيسور جلسا معا يشاهدان :*****
كانت محاضرة في احد الايام الماطرة ..." انكم على عتبة الدخول الى اللامعقول " وقف احد الطلاب مذهولا ً " اننا في اللامعقول ايها البروفيسور !" ضحك الطلاب , ثم اضاف الطالب بغرور " هل من لامعقول آخر ؟"
وضع البروفيسور طبشوره على المنضدة وجلس باسترخاء ثم قال " ارجو من جميعكم ترك مقاعدكم والاستلقاء على الارض " استلقى الطلاب عل الارض واغمضوا اعينهم والدهشة بادية على وجوههم وهم يسمعون لكلمات البروفيسور
" اريد ان تنقلوا اجسادكم الى الطبيعة , اشجار , عصافير , وشلالات , ان تصغوا جيدا الى صوت الشلال , ماذا يقول , الى حفيف الاشجار وعمق صلاة الطائر "بدأ الطلاب يدخلون رويدا رويدا في اللاوعي
" تخيلوا شلالات صغيرة , تنحدر في الجبال لتصبح اصغر , فتتحول الى ينابيع , فسواقي " " اريد ان تشموا رائحة المياه المنحدرة وتشعروا برذاذها تتطاير على وجوهكم"لاحظ البروفيسور ان ايدي الطلاب المتشابكة فوق بطونهم بدأت تشتبك مع بعضها بقوة, تابع "
شلالات منحدرة تنتهي الى سواقي بيسطة ومياه ساكتة وساكنة , بيتر ماذا يوحي لك هذا ؟"اجاب بيتر بسرعة :" انه الموت سيدي "طلب البروفيسور من الجميع النهوض وقال " خذوا العلم المفقود من الطبيعة البحتة , التي لم تلوثها بعد ايدي البشر ,
خذوا العلم الحقيقي الذي يفترض به ان يجيبنا على كل تساؤلاتنا من الموت والحياة والكواكب ,قبل ان ينحرف الى توشيبا وهيتاشي وفيراري"مشى البروفيسور قليلا , ثم نظر بقوة الى الطلاب " اريد منكم ان تصفوا لي بكلمات ماهي تلك الشلالات"
وقفت ماغي وقالت :" على صورة الله خُلقنا "صحح لها احد المتدينين " وخلق الله الانسان على صورته , على صورته الله خلقه, ذكر وانثى خلقهم"ثم اضاف المتدين " ماهو المغزى في هذا "
نظر اليه البروفيسور وقال " عليكم أن تكفروا أمام أبنائكم عن ذنب تحدركم من آبائكم ، وبغير هذه الكفارة لن تنقذوا الماضي"وقف بيتر وقال :" انها اقوال زرادشت "اقترب منه البروفيسور قائلاً : " وانتم تطبوقها , تنظرون الى الشلال الذي خلقكم , وتنسون الشلال الكبير"
ابتسمت ماغي بخبث وسألت البروفيسور " لكننا نعلم ان الشلال قد ينتهي احيانا في البحر الهائج , وليس دائما في المياه الساكنة"ارخى البروفيسور نظره الى ماغي وقال :" وهنا نظرية الوجود , الين واليانغ ,المادة والروح , التضاد , الفوتون
السكون والهيجان , قد تنتهي ساكنا , او في غياهب الهيجان , الجنة والنارiل تعلمون ان البراكين بحممها القاسية تعدل حرارة الكوكب بشكل اوتوماتيكي عندما تدعي الحاجة بعد ان تتعاون مع الجليد؟...ان التضاد يخلق التوازن , "
وقف البروفيسور وتكلم بصوت خافت :" انكم تحملون روح الله , ذرات المياه نفسها هي التي حملها الشلال الكبير اليكم وانتم نقلتوها الى من يأتي بعدكم , حتى تدفنون في (الذرة المقدسة)
*****
انتهى المشهد الاول وقال الملاك :" شلالات اذاً وذرة مقدسة ؟!"
اضطرب الروفيسور :" انها درسة علمية اكاديمية القيتها باسلوب فلسفي بسيط"
حدق الملاك يوريل به :" اسلوب فلسفي بسيط ؟! , لا اعتقد ان لافوازيه كان فيلسوفا ولا ذراته التي لا تقبل الفناء هي فلسفات؟"
" عندما تتكامل العلوم مع بعضها نصل الى الكمال , الى شجرة المعرفة " قالها البروفيسور بتلعثم
تابع الملاك ضغطه بشكل قوي :" شجرة المعرفة اذا ً , تعال معي الى احدى محاضراتك عن شجرة المعرفة"
بدأ الجهاز يرسل وميضه ناقلا المشهد الى سنين بعيدة " وهنا اقشعر بدن البروفيسور
*****
" هل سمعتم بشجرة المعرفة ؟"
اجابه احد الطلاب :" نعم انها الشجرة التي طرد بسببها آدم من الفردوس"
" لماذا ؟" قاطعه البروفيسور
" لانه تجرأ على سبر اغوارها"
نهض البروفيسور من على طاولته وقال :" والان انتم في عصر الحرية , حرية المعرفة , لماذا اختار الله لفظة الشجرة , هل بذلك ايحاء لشيئ ما؟"
قال له متدين :" نعم لم يقصد الشجرة بالذات , انما قصد ان ارواحنا لا تسطتيع ان تعرف كل شيئ "
اقترب منه البروفسور :" وما رايك في نبسط هذا القول ؟"
حدق به المتدين :" كيف؟"
لوح البروفيسور باصبعه في وجه المتدين
"herbal medicine "
" ثم نظرا الى عينيه واضاف " هل سمعت به",
اجابه المتدين " قليلا , اظن انه التداوي بالاعشاب ,وهناك الكثير من الاسرار تحيط بهذا العلاج"
" ساقوله لكم " اضاف البروفيسور :" ان العلاج بالاعشاب يعتمد على موازنة السالب والموجب من اجل الموازنة على الطاقة الحيوية , الماكروبيوتك , علاج امراض القلب عن طريق اهتزاز الزهور , العلاج بالزهور , ظهر في الهند قبل خمسة الاف عام ,الكايروبراكتيك ,
الايروفيدي , سموه بالطب البديل لكنه يحوي على الاف الخصائص الطبية التي لم يستطع (طب العقاقير) من معرفتها , الحل في السلسة النباتية التي تنتمي شجرة المعرفة اليها , فالمعروف طبيا ان (بيت العلاج) , يحوي الاجابات عن اصل تكويننا "
قاطعه يوسف :" اذا لماذا لا يعتمد هذا العلاج في شفاء الامراض المستصية ؟"
اجابه البروفيسور :" حتى لا تفلس شركات الدواء العالمية وتنخفض ارباحها , لانه المعروف ان مريض السرطان مثلا قد ينفق كل ثروته على علاج نفسه وهنا تستفيد الشركات والراسمالية ماديا فقط"
سالت نجوى :" وما المشكلة في الاعشاب ماديا , فاذا هم استخدموه , قد تنخفض الكلفة ويتزايد عندهم العرض والطلب في حال شفائهم التام بدلا من العقاقير التي قد تقلل احتمالات الشفاء"
نظر البروفيسور اليها نظرة اعجاب وقال " في تلك الحالة قد تفقد الارض توازنها "
نظر الطلاب اليه نظرة تعجب
اضاف البروفيسور " ان (حراس الطبيعة البشرية) , عملوا بالمبدا الحرفي لمعنى التضاد ,الين واليانغ , موت الكثيرين ...ليحيي الكثيرين ,وهنا السر الغامض والمكشوف في آن "
ثم نظر اليهم بأسى وتابع :" لولا الحروب وموت الكثيرين بالامراض والاوبئة , لكان الان عدد البشرية تجاوز العدد المعروف باضعاف وينتج عن ذلك خللا في الطبيعة ونقصا في الغذاء والماء"
قاطعته نجوى :" حراس الطبيعة البشرية !!؟؟ من هم ؟"
اجابها البروفيسور :" ليس بالضروي ان يكونوا بشرا "
*****
وقف الجهاز عن البث , وادار الملاك يوريل بوجهه الى البروفيسور قائلا :" دكتور هل انت شيوعي؟"
نفى البروفيسور ذلك قائلا :" لا , لست في وارد السياسة "
تجهم وجه الملاك :" اذا ً!!؟؟؟"
بدأ صوت البروفيسور يختنق :" لقد حدثتهم عن طبيعة البشر والاحتكارت وطمع بعضهم , وكيف ان المال اصبح ......."
قاطعه الملاك " ومن هم (حراس الطبيعة البشرية)؟؟"
" انها البكتريا ..." اجابه البروفيسور وقد بدأ يلاحظ ان الالوان بدأت تتغير في هالة الملاك , ثم اضاف :" للامراض والبكتريا والاوبئة الداخلية والخارجية , هي التي تضمن استمرارية البقاء "
احمرت عيني الملاك :" وما هي تلك الاوبئة البشرية الخارجية ؟"
احس البروفيسور المتوفى ان شيئا ما قد ارتطم به وقال :" لا لا انها نظرية سخيفة برهنتها اثناء المراهقة "
نظر الملاك اليه يحدة وقال :" برهنتها ؟؟ ام القيتها وجعلت الكثيرين يصدقوها؟"
*****
وهنا ادار الجهاز وبدأ بارسال الصور
وكان البروفيسور يتكلم في احد المحاضرات :" من هو هذا الهتلر ...ايفان الرهيب..صدام حسين "
كانت الاجابات تتراوح بين قساوة الردود واقساها من العبارات
" مجرمون حقيرون"
"حثالة البشرية , امنوا ان القتل والحروب يشفي امراضهم النفسية"
" لو انني الله لكنت محيتهم من الوجود قبل ان يخلقوا"
تريث البروفيسور في الرد , اخذ نفس عميقا وسأل :" اريد منكم ان تعطوني فائدة هؤلاء على الحياة البشرية"
صرخ احد الماركسيين في وجهه :" لا فائدة من قتلة, انهم مجرمون"
حدق البروفيسور في وجهه وقال :" وما رايك في انهم ينتمون الى حراس الطبيعة البشرية؟"
وقبل ان يبدي الماركسي سخطه , فاجئه البروفيسور بسؤال :" هل تستطيع ان تعدد فوائد النار؟؟"
فهم الماركسي المغزى , لكن ما سيقوله البروفيسور بعد ذلك سيجعل ليس فقط الماركسي انما الطلاب جميعا في حيرة من امرهم
" الله لم يترككم , جعل التوازن مبتغاه في هذه الارض , الين واليانغ , الليل والنهار , اسامة ابن لادن والام تيريزا ,كما ارسل الله ابنه الحبيب , ارسل ايضا الشيطان , عندما تموت الفئران , تموت القطط , وتموت معهم السلسة الغذائية برمتها ان الله خلق التوازن "
ووقف احد المتدينين قائلا :" النور الاكبر لحكم النهار , والنور الاصغر لحكم الليل, ورأى الله في ذلك حسنا"
هنا سالته كلوديت :" هل تقصد ان الله ارسل هتلر حتي يبيد نصف اوروبا !!؟؟ ماهذا الله اذا ؟"
ابتسم البروفيسور لها وقال :" اين هو هتلر الان ؟؟"
اجابه الماركسي :" هل تقصد ان الله اخذه بصحن فضائي ؟"
اضاف البروفيسور مسرعا :" ان هتلر والاخرين امثاله ضروري لتستمرون انتم , في شرهم يحيي العديدون وكما ارسله الله , ياخذه الله"
صاح فجأة المتدين :" اخنوخ ", واكمل متحمسا :" اخنوخ الذي سار مع الله , لم يوجد لان الله اخذه"
*****
انقطعت الصور وعاد الملاك يوريل ليكمل :" لقد دمرت هذا المتدين التعيس , فاستجاب لرغباتك وعقدك النفسية , وهو الان في احدى المصحات يُعالج من ادمان المخدرات والكحول"
جلس البروفيسور في زوايته وعاد يوريل ليقذفه بالاتهامات :" في كتابك (هذيان بائس ) تحدثت عن زيارات لاشخاص من الفضاء كان لهم التأثير البالغ في حياتكم , القديس الياس الذي خرج من مركبة نارية , واتهمته انه خطف بمركبة متطورة , السيد المسيح الذي ظهر له ملاك الرب بهيئة طائر ,
وقلت عن هذا الطائر انه احد اقاربه من الكواكب البعيدة , تى انك اتهمت المسيح بأنه غادر في شبابه كوكب الارض و(اختطف ) الى كوكب اخر ليعود مع المعجزات , بالغت كثيرا , وتعمقت كثيرا ,
قلت عن (مثلث برمودا ) انه (الديجانتير) لكوكب الارض حيث تدفن اسرار انبعاث الحياة
تحدثت عن الله انه مخلوق متطور , شلال اكبر , خلقنا لنستمر , كما تخلق الكائنات المتطورة , كائنات اصغر
تفاصحت عن السيف اللاهب الذي بناه الله لحماية شجرة الحياة او المعرفة , انه شعاع ليزر
وان العليقة التي تحترق ولا تحرق التي مسكها موسى , هي بيل كهربائي
وان موسى عندما شق البحر الاحمر بعصاه ...كانت جهاز امواج كهرومغناطيسية
وان حزقيال ببداية كتابته في سفره ,اتهمته انه يصف زيارة لصحن طائر
والعامود نار ليلا والسحاب نهارا , الذي ارشد به الله بنوه , لم يكن سوى طائرة نفاسة
اما قصة التثليث , فهي مأخوذة عن الفلسفة الهندية حيث صورة لاله مثلث
وقصة اليوم الثالث ايضا
وسدوم وعمورة ...قصفها الله بالقنبلة النووية , ودليلك على ذلك وجود نسبة من الملح في تلك المنطقة
وموسى الذي كتب الوصايا العشر , لم يكتبها بالبرق , وانما باللايزر
جعلت لاخنوخ سفرا ..وتكلمت به الكثير
تحدثت عن (الذرة المقدسة ) والكون العميق داخل الجمادات , عن دفن الارواح في النترونات والفوتونات , وحيثما تولد , تدفن
ونحن في كوننا لسنا سوى ذرة في كوب آخر , كما ان ذراتكم هي كون وكواكب
وبرهنت (يا شقي ) ذلك المقولة بالرقصات القديمة ...(الدبكة..الرقصات اليونانية) ليست سوى تعبير سري عن ارتباط الذرة
عن (بصمة الطبيعة) وحيث الحزن , يبقى الحزن , تجهبذت عن المقابر وكيف انها تبقى مكان للحزن لان بصمة الاقدمين الحزينة تختلط مع طبيعتها (كيميائيا ) , عن صخرة الروشة وكيف تغريك بالانتحار , لان السابقون اليها انتحروا عن قناعة ...بصموا الطبيعة بأحاسيسهم (كيميائيا)
ولم تكتفي بذلك انما برهنتها ايضا
قل لي ما انت ...هل تعرف انك مجرد انسان , لا يستطيع عقله ادراك المحيط , اكثر من حجم سمكة؟؟
وقف البروفيسور وقال له بتحدٍ : ولماذا خلقتم لنا عقل ؟ , هل للتسلية فقط ؟ ام لابتكار امور فطمتموها لنا بالخير؟
حلق الملاك وقال له بشكل رسمي :" فطمناكم على الخير نعم , لكنكم دفنتم الخير منذ زمن , ايها البروفيسور , انا احكم عليك بأسمه تعالى ان تكون الارض ملعونة بسببك "
ارتعب البروفيسور وقال بعد صمت :" لماذا الارض كلها , لقد اعطيتني اكثر من حجمي الصغير"
اجابه الملاك بحزم :" لانك اقتربت كثيرا من شجرة المعرفة ..ومن يقترب منها ...يطرد من الفردوس ...ومن الوجود"
*****
نهض البروفيسور من نومه فجأة , شعر ببرد غريب , وشعور لم يألفه من قبل , وجد زوجته نائمة قربه , لكنه شاهد شيئا غريبا على جسدها , لون لم يراه ولم يعرفه .
وقف منتصبا , ومشى نحو المرأة بخطئ مترنحة وهوجاxلكنه عندما وقف امام المرآة , ولم يشاهد وجهه , ادرك انه قد توفي
جلس القرفصاء على الزاوية العليا للغرفة ,"لقد حانت الساعة وبدا العمل" قال في عقلهشاهد من فوق , صورة جسده وجسد زوجته , واخذ يراقب الدقائق القادمة الحاسمة بالنسبة اليه , انها لحظات مشوقة , لشخص قرأ الكثير عن الموت , واستنتج الكثير لوحده
بدأت تتحرك ذرات الحائط , ترسم لوحات سريالية , وحده الهرم الكبير احتكرها , ووحدهم بني البشر جعلوها سخيفةبدأت الذرات تتراقص , كشلال يبدا بالانحدار , اختلاط اللامادة مع المادة , الولوج داخل الذرات , داخل الصمت الصغير , اللانهاية الصغرى. البارانوما
اشخاص قليلون في هذه الدنيا عرفت ان الاروح او (الجوانب الاخرى) من الجسد ,كانت تدفن في المكان الذي ولدت فيه , ولادة روحية , أي لحظة جماع الزوجين , هذا الطقس الفيزيولوجي والميتافيزيقي في آن , فهو اضافة لتلقيح نطفة مع بويضة لتشكل جنين ,
كان ايضا يحرض روحا ً خام موجود في الاثير لتنجذب الى جسد المضيف , روحا ً تنمو مع الجسد تماما , وتدفن بعد تعطل وظائف الجسد في الفسحة الصغيرة التي انفجر منها شلال روحه , داخل (الذرة المقدسة)
التي تسمى الذرة المفتاح او المكونة , او باعثة الحياة" لقد ولدت في هذه الغرفة" , ورث المنزل عن ابيه وهنا سيدفن مؤقتا ً , ريثما اقابل (وجه ربي) .."ذلك التطور الهائل من تجمع عناصر الحياة "
صاح البروفيسور حزينا : " اه . انه الموت اذاً " , لم يكن صوته مسموعا ً , لقد تجاوزت ذبذات هذا الصوت , قدرة آذاننا على سماعه , "لقد اصبحت في الجانب الاخر"
بدأت اللحظة التي يكرهها , المرحلة الاولى , ( بداية اضمحلال العصبونات ) وهنا يفترض طبيا ً ان تمر ذكريات حياته امامه , كفيلم سينمائي سريع
في تلك اللحظة , ظهر من بعيد هالة صفراء , مجنح كان يتجه صوبه مباشرة , وبسرعة البرق ظهر امامه فجأة شخص قائلا :" انا الملاك يوريل , من الجانب الاخر , اقف في المنتصف , بين الجانبين , وطبيعة المرحلة تقتضي بأن ترى اعمالك بنفسك ,
قبل الانتقال الى المرحلة الثانية"كان صوته اشبه بصوت خرير ماء متدفق , ورعود في السماوات"
قال البروفيسور في قلبه" سنوات مرت , بحوثا , ودراسات , محاضرات , وكانت النتيجة هنا ,في هذه الزاوية اشاهد زوجتي وجسدي الفاني , واتابع ماذا فعلت او اقترفت من حقائق امامي امام ملاك "
هنا بدأ جهاز غريب يرسل صورة في الافق القريب , الملاك والبروفيسور جلسا معا يشاهدان :*****
كانت محاضرة في احد الايام الماطرة ..." انكم على عتبة الدخول الى اللامعقول " وقف احد الطلاب مذهولا ً " اننا في اللامعقول ايها البروفيسور !" ضحك الطلاب , ثم اضاف الطالب بغرور " هل من لامعقول آخر ؟"
وضع البروفيسور طبشوره على المنضدة وجلس باسترخاء ثم قال " ارجو من جميعكم ترك مقاعدكم والاستلقاء على الارض " استلقى الطلاب عل الارض واغمضوا اعينهم والدهشة بادية على وجوههم وهم يسمعون لكلمات البروفيسور
" اريد ان تنقلوا اجسادكم الى الطبيعة , اشجار , عصافير , وشلالات , ان تصغوا جيدا الى صوت الشلال , ماذا يقول , الى حفيف الاشجار وعمق صلاة الطائر "بدأ الطلاب يدخلون رويدا رويدا في اللاوعي
" تخيلوا شلالات صغيرة , تنحدر في الجبال لتصبح اصغر , فتتحول الى ينابيع , فسواقي " " اريد ان تشموا رائحة المياه المنحدرة وتشعروا برذاذها تتطاير على وجوهكم"لاحظ البروفيسور ان ايدي الطلاب المتشابكة فوق بطونهم بدأت تشتبك مع بعضها بقوة, تابع "
شلالات منحدرة تنتهي الى سواقي بيسطة ومياه ساكتة وساكنة , بيتر ماذا يوحي لك هذا ؟"اجاب بيتر بسرعة :" انه الموت سيدي "طلب البروفيسور من الجميع النهوض وقال " خذوا العلم المفقود من الطبيعة البحتة , التي لم تلوثها بعد ايدي البشر ,
خذوا العلم الحقيقي الذي يفترض به ان يجيبنا على كل تساؤلاتنا من الموت والحياة والكواكب ,قبل ان ينحرف الى توشيبا وهيتاشي وفيراري"مشى البروفيسور قليلا , ثم نظر بقوة الى الطلاب " اريد منكم ان تصفوا لي بكلمات ماهي تلك الشلالات"
وقفت ماغي وقالت :" على صورة الله خُلقنا "صحح لها احد المتدينين " وخلق الله الانسان على صورته , على صورته الله خلقه, ذكر وانثى خلقهم"ثم اضاف المتدين " ماهو المغزى في هذا "
نظر اليه البروفيسور وقال " عليكم أن تكفروا أمام أبنائكم عن ذنب تحدركم من آبائكم ، وبغير هذه الكفارة لن تنقذوا الماضي"وقف بيتر وقال :" انها اقوال زرادشت "اقترب منه البروفيسور قائلاً : " وانتم تطبوقها , تنظرون الى الشلال الذي خلقكم , وتنسون الشلال الكبير"
ابتسمت ماغي بخبث وسألت البروفيسور " لكننا نعلم ان الشلال قد ينتهي احيانا في البحر الهائج , وليس دائما في المياه الساكنة"ارخى البروفيسور نظره الى ماغي وقال :" وهنا نظرية الوجود , الين واليانغ ,المادة والروح , التضاد , الفوتون
السكون والهيجان , قد تنتهي ساكنا , او في غياهب الهيجان , الجنة والنارiل تعلمون ان البراكين بحممها القاسية تعدل حرارة الكوكب بشكل اوتوماتيكي عندما تدعي الحاجة بعد ان تتعاون مع الجليد؟...ان التضاد يخلق التوازن , "
وقف البروفيسور وتكلم بصوت خافت :" انكم تحملون روح الله , ذرات المياه نفسها هي التي حملها الشلال الكبير اليكم وانتم نقلتوها الى من يأتي بعدكم , حتى تدفنون في (الذرة المقدسة)
*****
انتهى المشهد الاول وقال الملاك :" شلالات اذاً وذرة مقدسة ؟!"
اضطرب الروفيسور :" انها درسة علمية اكاديمية القيتها باسلوب فلسفي بسيط"
حدق الملاك يوريل به :" اسلوب فلسفي بسيط ؟! , لا اعتقد ان لافوازيه كان فيلسوفا ولا ذراته التي لا تقبل الفناء هي فلسفات؟"
" عندما تتكامل العلوم مع بعضها نصل الى الكمال , الى شجرة المعرفة " قالها البروفيسور بتلعثم
تابع الملاك ضغطه بشكل قوي :" شجرة المعرفة اذا ً , تعال معي الى احدى محاضراتك عن شجرة المعرفة"
بدأ الجهاز يرسل وميضه ناقلا المشهد الى سنين بعيدة " وهنا اقشعر بدن البروفيسور
*****
" هل سمعتم بشجرة المعرفة ؟"
اجابه احد الطلاب :" نعم انها الشجرة التي طرد بسببها آدم من الفردوس"
" لماذا ؟" قاطعه البروفيسور
" لانه تجرأ على سبر اغوارها"
نهض البروفيسور من على طاولته وقال :" والان انتم في عصر الحرية , حرية المعرفة , لماذا اختار الله لفظة الشجرة , هل بذلك ايحاء لشيئ ما؟"
قال له متدين :" نعم لم يقصد الشجرة بالذات , انما قصد ان ارواحنا لا تسطتيع ان تعرف كل شيئ "
اقترب منه البروفسور :" وما رايك في نبسط هذا القول ؟"
حدق به المتدين :" كيف؟"
لوح البروفيسور باصبعه في وجه المتدين
"herbal medicine "
" ثم نظرا الى عينيه واضاف " هل سمعت به",
اجابه المتدين " قليلا , اظن انه التداوي بالاعشاب ,وهناك الكثير من الاسرار تحيط بهذا العلاج"
" ساقوله لكم " اضاف البروفيسور :" ان العلاج بالاعشاب يعتمد على موازنة السالب والموجب من اجل الموازنة على الطاقة الحيوية , الماكروبيوتك , علاج امراض القلب عن طريق اهتزاز الزهور , العلاج بالزهور , ظهر في الهند قبل خمسة الاف عام ,الكايروبراكتيك ,
الايروفيدي , سموه بالطب البديل لكنه يحوي على الاف الخصائص الطبية التي لم يستطع (طب العقاقير) من معرفتها , الحل في السلسة النباتية التي تنتمي شجرة المعرفة اليها , فالمعروف طبيا ان (بيت العلاج) , يحوي الاجابات عن اصل تكويننا "
قاطعه يوسف :" اذا لماذا لا يعتمد هذا العلاج في شفاء الامراض المستصية ؟"
اجابه البروفيسور :" حتى لا تفلس شركات الدواء العالمية وتنخفض ارباحها , لانه المعروف ان مريض السرطان مثلا قد ينفق كل ثروته على علاج نفسه وهنا تستفيد الشركات والراسمالية ماديا فقط"
سالت نجوى :" وما المشكلة في الاعشاب ماديا , فاذا هم استخدموه , قد تنخفض الكلفة ويتزايد عندهم العرض والطلب في حال شفائهم التام بدلا من العقاقير التي قد تقلل احتمالات الشفاء"
نظر البروفيسور اليها نظرة اعجاب وقال " في تلك الحالة قد تفقد الارض توازنها "
نظر الطلاب اليه نظرة تعجب
اضاف البروفيسور " ان (حراس الطبيعة البشرية) , عملوا بالمبدا الحرفي لمعنى التضاد ,الين واليانغ , موت الكثيرين ...ليحيي الكثيرين ,وهنا السر الغامض والمكشوف في آن "
ثم نظر اليهم بأسى وتابع :" لولا الحروب وموت الكثيرين بالامراض والاوبئة , لكان الان عدد البشرية تجاوز العدد المعروف باضعاف وينتج عن ذلك خللا في الطبيعة ونقصا في الغذاء والماء"
قاطعته نجوى :" حراس الطبيعة البشرية !!؟؟ من هم ؟"
اجابها البروفيسور :" ليس بالضروي ان يكونوا بشرا "
*****
وقف الجهاز عن البث , وادار الملاك يوريل بوجهه الى البروفيسور قائلا :" دكتور هل انت شيوعي؟"
نفى البروفيسور ذلك قائلا :" لا , لست في وارد السياسة "
تجهم وجه الملاك :" اذا ً!!؟؟؟"
بدأ صوت البروفيسور يختنق :" لقد حدثتهم عن طبيعة البشر والاحتكارت وطمع بعضهم , وكيف ان المال اصبح ......."
قاطعه الملاك " ومن هم (حراس الطبيعة البشرية)؟؟"
" انها البكتريا ..." اجابه البروفيسور وقد بدأ يلاحظ ان الالوان بدأت تتغير في هالة الملاك , ثم اضاف :" للامراض والبكتريا والاوبئة الداخلية والخارجية , هي التي تضمن استمرارية البقاء "
احمرت عيني الملاك :" وما هي تلك الاوبئة البشرية الخارجية ؟"
احس البروفيسور المتوفى ان شيئا ما قد ارتطم به وقال :" لا لا انها نظرية سخيفة برهنتها اثناء المراهقة "
نظر الملاك اليه يحدة وقال :" برهنتها ؟؟ ام القيتها وجعلت الكثيرين يصدقوها؟"
*****
وهنا ادار الجهاز وبدأ بارسال الصور
وكان البروفيسور يتكلم في احد المحاضرات :" من هو هذا الهتلر ...ايفان الرهيب..صدام حسين "
كانت الاجابات تتراوح بين قساوة الردود واقساها من العبارات
" مجرمون حقيرون"
"حثالة البشرية , امنوا ان القتل والحروب يشفي امراضهم النفسية"
" لو انني الله لكنت محيتهم من الوجود قبل ان يخلقوا"
تريث البروفيسور في الرد , اخذ نفس عميقا وسأل :" اريد منكم ان تعطوني فائدة هؤلاء على الحياة البشرية"
صرخ احد الماركسيين في وجهه :" لا فائدة من قتلة, انهم مجرمون"
حدق البروفيسور في وجهه وقال :" وما رايك في انهم ينتمون الى حراس الطبيعة البشرية؟"
وقبل ان يبدي الماركسي سخطه , فاجئه البروفيسور بسؤال :" هل تستطيع ان تعدد فوائد النار؟؟"
فهم الماركسي المغزى , لكن ما سيقوله البروفيسور بعد ذلك سيجعل ليس فقط الماركسي انما الطلاب جميعا في حيرة من امرهم
" الله لم يترككم , جعل التوازن مبتغاه في هذه الارض , الين واليانغ , الليل والنهار , اسامة ابن لادن والام تيريزا ,كما ارسل الله ابنه الحبيب , ارسل ايضا الشيطان , عندما تموت الفئران , تموت القطط , وتموت معهم السلسة الغذائية برمتها ان الله خلق التوازن "
ووقف احد المتدينين قائلا :" النور الاكبر لحكم النهار , والنور الاصغر لحكم الليل, ورأى الله في ذلك حسنا"
هنا سالته كلوديت :" هل تقصد ان الله ارسل هتلر حتي يبيد نصف اوروبا !!؟؟ ماهذا الله اذا ؟"
ابتسم البروفيسور لها وقال :" اين هو هتلر الان ؟؟"
اجابه الماركسي :" هل تقصد ان الله اخذه بصحن فضائي ؟"
اضاف البروفيسور مسرعا :" ان هتلر والاخرين امثاله ضروري لتستمرون انتم , في شرهم يحيي العديدون وكما ارسله الله , ياخذه الله"
صاح فجأة المتدين :" اخنوخ ", واكمل متحمسا :" اخنوخ الذي سار مع الله , لم يوجد لان الله اخذه"
*****
انقطعت الصور وعاد الملاك يوريل ليكمل :" لقد دمرت هذا المتدين التعيس , فاستجاب لرغباتك وعقدك النفسية , وهو الان في احدى المصحات يُعالج من ادمان المخدرات والكحول"
جلس البروفيسور في زوايته وعاد يوريل ليقذفه بالاتهامات :" في كتابك (هذيان بائس ) تحدثت عن زيارات لاشخاص من الفضاء كان لهم التأثير البالغ في حياتكم , القديس الياس الذي خرج من مركبة نارية , واتهمته انه خطف بمركبة متطورة , السيد المسيح الذي ظهر له ملاك الرب بهيئة طائر ,
وقلت عن هذا الطائر انه احد اقاربه من الكواكب البعيدة , تى انك اتهمت المسيح بأنه غادر في شبابه كوكب الارض و(اختطف ) الى كوكب اخر ليعود مع المعجزات , بالغت كثيرا , وتعمقت كثيرا ,
قلت عن (مثلث برمودا ) انه (الديجانتير) لكوكب الارض حيث تدفن اسرار انبعاث الحياة
تحدثت عن الله انه مخلوق متطور , شلال اكبر , خلقنا لنستمر , كما تخلق الكائنات المتطورة , كائنات اصغر
تفاصحت عن السيف اللاهب الذي بناه الله لحماية شجرة الحياة او المعرفة , انه شعاع ليزر
وان العليقة التي تحترق ولا تحرق التي مسكها موسى , هي بيل كهربائي
وان موسى عندما شق البحر الاحمر بعصاه ...كانت جهاز امواج كهرومغناطيسية
وان حزقيال ببداية كتابته في سفره ,اتهمته انه يصف زيارة لصحن طائر
والعامود نار ليلا والسحاب نهارا , الذي ارشد به الله بنوه , لم يكن سوى طائرة نفاسة
اما قصة التثليث , فهي مأخوذة عن الفلسفة الهندية حيث صورة لاله مثلث
وقصة اليوم الثالث ايضا
وسدوم وعمورة ...قصفها الله بالقنبلة النووية , ودليلك على ذلك وجود نسبة من الملح في تلك المنطقة
وموسى الذي كتب الوصايا العشر , لم يكتبها بالبرق , وانما باللايزر
جعلت لاخنوخ سفرا ..وتكلمت به الكثير
تحدثت عن (الذرة المقدسة ) والكون العميق داخل الجمادات , عن دفن الارواح في النترونات والفوتونات , وحيثما تولد , تدفن
ونحن في كوننا لسنا سوى ذرة في كوب آخر , كما ان ذراتكم هي كون وكواكب
وبرهنت (يا شقي ) ذلك المقولة بالرقصات القديمة ...(الدبكة..الرقصات اليونانية) ليست سوى تعبير سري عن ارتباط الذرة
عن (بصمة الطبيعة) وحيث الحزن , يبقى الحزن , تجهبذت عن المقابر وكيف انها تبقى مكان للحزن لان بصمة الاقدمين الحزينة تختلط مع طبيعتها (كيميائيا ) , عن صخرة الروشة وكيف تغريك بالانتحار , لان السابقون اليها انتحروا عن قناعة ...بصموا الطبيعة بأحاسيسهم (كيميائيا)
ولم تكتفي بذلك انما برهنتها ايضا
قل لي ما انت ...هل تعرف انك مجرد انسان , لا يستطيع عقله ادراك المحيط , اكثر من حجم سمكة؟؟
وقف البروفيسور وقال له بتحدٍ : ولماذا خلقتم لنا عقل ؟ , هل للتسلية فقط ؟ ام لابتكار امور فطمتموها لنا بالخير؟
حلق الملاك وقال له بشكل رسمي :" فطمناكم على الخير نعم , لكنكم دفنتم الخير منذ زمن , ايها البروفيسور , انا احكم عليك بأسمه تعالى ان تكون الارض ملعونة بسببك "
ارتعب البروفيسور وقال بعد صمت :" لماذا الارض كلها , لقد اعطيتني اكثر من حجمي الصغير"
اجابه الملاك بحزم :" لانك اقتربت كثيرا من شجرة المعرفة ..ومن يقترب منها ...يطرد من الفردوس ...ومن الوجود"